كذب الرافضة على شيخ الإسلام
مدير الموقع
الإثنين 5 نوفمبر 2012 م
<p align="left"><font face="Simplified Arabic"><strong><font style="FONT-SIZE: 13pt" color="#ff0000">الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي</font></strong></font></p> <p align="justify"><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong><font color="#ff0000">السؤال:</font><br /><font color="#0000cc">الشيعة يقولون: إنَّ ابن تيميَّة كان يكرَهُ الصَّحابة، وهذا ما أرسَلُوه إليَّ: انظُرْ إلى كلام ابن تيميَّة في سبِّ بعض مَن يَعُدُّهُمْ صحابة، وكُرههم لعليِّ بن أبي طالب الذي هو صحابي: "معلوم أنَّ الله قد جعَل للصحابة مودَّةً في قلب كلِّ مسلم، لا سيَّما الخلفاء - رضي الله عنهم - لا سيَّما أبو بكر وعمر؛ فإنَّ عامَّة الصحابة والتابعين كانوا يودُّونهما، وكانوا خير القرون، ولم يكن كذلك عليٌّ؛ فإنَّ كثيرًا من الصحابة والتابعين كانوا يُبغِضونه، ويسبُّونه، ويقاتلونه"؛ "منهاج السنة": (4/38).</font><br /><font color="#0000cc">ننتظر من حضرتكم الردَّ بفارِغ الصبر، والله المستعان، وجَزاكم الله خيرًا.<br /> </p></font></strong></font> <p align="justify"><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong><font color="#ff0000">الجواب:<br /></font>الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:<br />فإنَّ طعنَ الرَّوافض على شيخ الإسلام وافتِراءَهم عليه له أسبابٌ؛ من أهمها: أنَّه أفحمهم، وأدخَلهم في أقماع السمسم، لا سيَّما في كتابه "منهاج السنة النبوية"، كما أنهم يطعنون في شَخْص شيخ الإسلام ليتوصَّلوا بذلك إلى الطعن في أهل السُّنَّة؛ لأنَّه - بلَّل الله ثراه، ونوَّر ضريحه - صارَ عَلَمًا على عقيدة السلف الصالح، ثم يبثُّون عَقائدهم الباطلة بين المسلمين.<br />أمَّا شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله وبَلَّلَ ثراه - فقد كان بحقٍّ ناصرًا للسُّنَّة، قامِعًا للبدعة، خاذلاً لأهل الباطل؛ فقد جرَّد حُسام قلَمِه لِمُحاربة كافَّة أنواع البِدَع، لا سيَّما ما يتعلَّق بالعَقائد وأصول الدِّين، قال أبو حيان إمام اللغة في عصره:</strong></font></p> <p align="center"><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong><font color="#006600">قَامَ ابْنُ تَيْمِيَّةٍ فِي نَصْرِ شِرْعَتِنَا <br />مَقَامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إِذْ عَصَتْ مُضَرُ <br />فَأَظْهَرَ الْحَقَّ إِذْ آثَارُهُ انْدَرَسَتْ <br />وَأَخْمَدَ الشَّرَّ إِذْ طَارَتْ لَهُ شَرَرُ <br />يَا مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ عِلْمِ الكِتَابِ أَصِخْ <br />هَذَا الإِمَامُ الَّذِي قَدْ كَانَ يُنتَظَرُ </font></strong></font></p> <p align="justify"><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong>هذا، ومَن تَأَمَّلَ كلام شيخ الإسلام، عَلِمَ كَذِبَ الروافض، وعلم صِدْقَهُ في وصفهم في مقدمة "منهاج السنة": "فالقوم من أضلِّ الناس عن سَواء السبيل؛ فإنَّ الأدلَّة إمَّا نقليَّة، وإمَّا عقليَّة، والقوم من أضلِّ الناس في المنقول والمعقول، في المذاهب والتقرير، وهم من أشبه الناس بِمَن قال الله فيهم: <span lang="ar-sa">((</span><font color="#0000ff">وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ</font><span lang="ar-sa">))</span> [الملك: 10]، والقوم من أَكْذَبِ الناس في النقليَّات، ومن أجهل الناس في العقليَّات، يُصَدِّقُون من المنقول بما يعلمُ العلماء بالاضطرار أنَّه من الأباطيل، وَيُكَذِّبُون بالمعلوم من الاضطرار المتواترَ أعظمَ تواتُرٍ في الأمَّة جيلاً بعد جيل، ولا يُميِّزون في نَقَلَةِ العِلم ورُواة الأحاديث والأخبار، بين المعروف بالكذب، أو الغلط، أو الجهل بما ينقل، وبين العدل الحافظ الضابط، المعروف بالعلم بالآثار".<br />وقال شيخ الإسلام - في "مجموع الفتاوى" -: "فصل في أعداء الخلفاء الراشدين والأئمَّة المهديين: الخلفاء الراشدون الأربعة، ابتُلُوا بمعاداة بعض المنتسِبين إلى الإسلام من أهل القِبلة، ولعنِهِمْ وبُغضِهِمْ، وتكفيرِهِمْ... وأمَّا عَلِيٌّ فأَبغَضَه وسَبَّه أو كفَّرَه الخوارجُ، وكثيرٌ من بني أميَّة وشِيعتِهِم الذين قاتَلُوه وسَبُّوه... وكان سَبُّ عَلِيٍّ ولعنُهُ من البغي الذي استَحَقَّتْ به الطائفة أنْ يُقال لها: الطائفة الباغية؛ كما رواه البخاري في "صحيحه" عن خالدٍ الحذاء، عن عِكرمة قال: قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطَلِقَا إلى أبي سعيد، واسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يُصْلِحُهُ، فأَخَذَ رِداءَه فاحتبى به، ثم أنشَأَ يحدثُنَا حتى إذا أتى عليٌّ ذكَر بناء المسجد، فقال: "كنَّا نَحْمِلُ لَبِنةً لَبِنةً، وعمارٌ لبنتينِ لبنتينِ، فرآه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فجَعَل ينفُضُ التُّراب عنه، ويقول: </strong></font><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman',serif; FONT-SIZE: 13pt" dir="rtl" lang="AR-SA">«</span><font style="FONT-SIZE: 13pt" color="#006600" face="Simplified Arabic"><strong>وَيْحَ عمارٍ؛ تَقْتُلُه الفئةُ الباغيةُ، يدعوهم إلى الجنَّة، ويدعونه إلى النَّار</strong></font><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman',serif; FONT-SIZE: 13pt" dir="rtl" lang="AR-SA">»</span><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong>، قال - يقول عمار -: "أعوذُ بالله من الفتن".<br />ورواه مسلم عن أبي سعيدٍ - أيضًا - قال: أخبرني مَن هو خيرٌ منِّي، أبو قتادة: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لعمَّارٍ - حين جَعَلَ يَحْفر الخندق - جعَلَ يَمْسَحُ رأسَهُ، ويقول: ((بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ؛ تقتُلُه فئةٌ باغيةٌ)).<br />ورواه مسلم - أيضًا - عن أمِّ سلمة عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: </strong></font><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman',serif; FONT-SIZE: 13pt" dir="rtl" lang="AR-SA">«</span><font style="FONT-SIZE: 13pt" color="#006600" face="Simplified Arabic"><strong>تقتُلُ عمارًا الفئةُ الباغيةُ</strong></font><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman',serif; FONT-SIZE: 13pt" dir="rtl" lang="AR-SA">»</span><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong>.<br />وهذا - أيضًا - يَدُلُّ على صحَّة إمامة عَلِيٍّ، وَوُجُوبِ طاعَتِهِ، وأنَّ الداعِي إلى طاعَتِهِ داعٍ إلى الجنَّة، والداعي إلى مُقَاتَلَتِهِ داعٍ إلى النار - وإنْ كان مُتأوِّلاً - وهو دليلٌ على أنَّه لم يَكُنْ يُجَوِّزُ قتالَ عَلِيٍّ.<br />وعلى هذا؛ فمُقَاتِلُهُ مُخْطِئٌ - وإنْ كان متأولاً - أو باغٍ بلا تأويل، وهو أَصَحُّ القولينِ لأصحابنا، وهو الحكم بتخطئة مَن قاتَل عليًّا، وهو مذهَبُ الأئمَّة الفقهاء الذين فَرَّعُوا على ذلك قتال البغاةِ المُتَأَوِّلِينَ". اهـ.<br />وقال - رحمه الله -: "فصل: أهل الأهواء في قتال علي ومَن حارَبَهُ على أقوال:... وأمَّا أهل السُّنَّة فمُتَّفِقون على عَدالة القوم، ثم لهم في التصويب والتخطئة مذاهِبُ لأصحابنا وغَيْرِهِمْ، أحدها: أنَّ المصيب عَلِيٌّ فقط.<br />والثاني: الجميع مصيبون.<br />والثالث: المصيب واحد، لا بعينه.<br />والرابع: الإمساكُ عَمَّا شَجَرَ بينهم مطلقًا، مع العلم بأنَّ عليًّا وأصحابه هم أولى الطائفتين بالحق؛ كما في حديث أبي سعيد لَمَّا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: </strong></font><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman',serif; FONT-SIZE: 13pt" dir="rtl" lang="AR-SA">«</span><font style="FONT-SIZE: 13pt" color="#006600" face="Simplified Arabic"><strong>تَمْرُقُ مارِقَةٌ على حينِ فُرْقَةٍ من المسلمين، فيَقتُلُهم أَوْلَى الطائفتين بالحقِّ، وهذا في حرْب أهلِ الشام، والأحاديث تَدُلُّ على أنَّ حرْب الجمَل فتنةٌ، وأنَّ ترك القتال فيها أَوْلَى</strong></font><span style="FONT-FAMILY: 'Times New Roman',serif; FONT-SIZE: 13pt" dir="rtl" lang="AR-SA">»</span><font style="FONT-SIZE: 13pt" face="Simplified Arabic"><strong>.<br />فَعَلَى هذا نصُوصُ أَحْمَدَ وأكثرِ أهل السُّنَّة.<br />وذلك الشِّجَارُ بالألسنة والأيدي أصلٌ لِمَا جرى بين الأمَّة بعد ذلك في الدِّين والدنيا؛ فَلْيَعْتَبِرِ العاقِلُ بذلك، وهو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة". اهـ.<br /> </p></strong></font> <p align="left"><font style="FONT-SIZE: 13pt" color="#006699" face="Simplified Arabic"><strong>شبكة الألوكة</strong></font></p>
التعليقات