الأحاديث التي يحتج بها الرافضة
عبد الله العمار
الأحد 24 فبراير 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><img alt="الأحاديث التي يحتج بها الرافضة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%AB.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></font><br /> <strong><span dir="RTL"><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">الأحاديث التي يحتج بها الرافضة</span></span></span></span></strong></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[آل عمران:102]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[النساء:1]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:70-71]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما بعد:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقد عاش الصحابة والقرون الفاضلة زماناً فاضلاً؛ ظهر فيه العلم واستقام فيه الناس، أُخذ فيه العلم عن الأكابر؛ فعمل بصحيح المنقول، فخذل الزنادقة وأهل التضليل والتحريف.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولما طال العهد، وقل العلم، ظهر أهل الأهواء والبدع في غيبة من العلم والإيمان.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولكن لم يهنئوا بقرار ولم يفرحوا بحال؛ فقد قيض الله علماء ربانيين في كل زمان، فنهض أئمة السنة في بيان حال أهل البدع وردوا شبهاتها، فنشروا السنة بين الناس، وكانت العاقبة للمتقين، وأهل البدع طوائف بعضها شرٌّ من بعض؛ وظلمات بعضها فوق بعض.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكان من أشر هذه الفرق الرافضة، فقد ضلَّ بهم خلق كثير بشبه واهية وأحاديث باطلة؛ لهذا رأيت من المناسب أن أقُوم بدراسة الأحاديث التي احتج بها أهل الأهواء؛ مبتدئاً بالأحاديث التي احتج بها الرافضة، دراسة نقدية للإسناد والمتن وبيان أحكام العلماء المتقدمين والمتأخرين على هذه الأحاديث. لكي تظهر المحجة وتقوم الحجة وأحاديثهم على قسمين:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- أحاديث ظاهرة البطلان من إفرازات عقولهم الخبيثة؛ ليس لها مرجع علمي معتمد. أقحموها في كتبهم خاصة ليضلوا بها العامة، بأسانيد واهية مركبة مكذوبة ومتون باطلة ورجال مجاهيـل، فهذا النوع البحث فيه مضيعة للوقت والسكوت عنها تجهيل لها. والأولى أن نسميها "أقاويل" بدل "أحاديث"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- أحاديث لها ذكر في مصادر علمية معتمدة بغض النظر عن حكم هذا الحديث. وهذا موضوع بحثنا. وسوف أقوم إن شاء الله بوضع حلقات دورية في هذا الموقع المبارك، تمهيداً لنشرها في كتب مفيدة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أنني أُوصي الأخوة الأفاضل لمن يظفر بحكم إمام من الأئمة على حديث بحثناه ولم نذكره أن يراسلنا عن طريق الموقع؛ لأنني أحاول استقصاء أحكام الأئمة على الأحاديث.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الحديث الأول: السبق ثلاثة: "فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسي صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قلت: أورده عبد الحسين الشيعي في مراجعاته (ص42) في الحاشية <font face="Simplified Arabic" size="3">[93]</font> وقد رواه الطبراني في الكبير <font face="Simplified Arabic" size="3">[11/77 -11152]</font> قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني: نا حسين الأشقر نا سفيان بن عيينة عن أبن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس به مرفوعاً. قلت: متنه فيه نكارة وإسناده واهٍ. لأن فيه حسين بن الحسن الأشقر الكوفي شيعي كان غالياً؛ وقد ضعفه الأئمة. قال البخاري: (عنده مناكير) اهـ، وقال أيضاً: (فيه نظر) اهـ، وقال أبو زرعة: (منكر الحديث) اهـ، وقال أبو حاتم: (ليس بقوي) اهـ، وكذا قال النسائي والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات. وقال السعدي: (كان غالياً من الشتامين للخيرة) اهـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لهذا قال ابن كثير في تفسيره <font face="Simplified Arabic" size="3">[3/570]</font>: (هذا الحديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر وهو شيعي متروك) اهـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونحوه قال العقيلي في الضعفاء وأقره المناوي في فيض القدير <font face="Simplified Arabic" size="3">[4/136]</font> ونقل الحافظ في تهذيب التهذيب <font face="Simplified Arabic" size="3">[2/292]</font> عن العقيلي أنه قال: (لا أصل له عن ابن عيينه) اهـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/102: (فيه حسين بن حسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور. وبقيه رجاله حديثهم حسن أو صحيح) اهـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أيضاً الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة <font face="Simplified Arabic" size="3">[1/360]</font>: (ضعيف جداً. إن لم يكن موضوعاً، فإن حسين الأشقر وهو ابن الحسن الكوفي شيعي غالٍ، ضعفه البخاري جداً...) اهـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذكر الحافظ ابن حجر كما في الكاف الشاف <font face="Simplified Arabic" size="3">[4/10]</font>، ولسان الميزان <font face="Simplified Arabic" size="3">[4/456]</font>، والتهذيب <font face="Simplified Arabic" size="3">[2/292]</font> طريقاً آخر. فقال: (أخرجه الثعلبي وفيه عمرو بن جمع وهو متروك، ورواه العقيلي والطبراني...) اهـ راجع موسوعة الحافظ ابن حجر العسقلاني الحديثية <font face="Simplified Arabic" size="3">[3/487]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأما وجه نكارة متنه فهو ما قاله محمود شكري الآلوسي في "مختصر التحفة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[ص:158/159]</font> فقال: (ولا يبعد أن يكون هذا الحديث موضوعاً؛ إذ فيه من أمارات الوضع أن صاحب ياسين لم يكن أول من آمن بعيسى بل برسله كما يدل عليه نص الكتاب، وكل حديث يناقض مدلول الكتاب في الأخبار والقصص فهو موضوع، كما هو المقرر عند المحدثين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأيضاً انحصار السباق في ثلاثة رجال غير معقول؛ فإن لكل نبي سابقاً بالإيمان به لا محالة، وبعد اللتيا والتي أية ضرورة أن يكون كل سابق صاحب الزعامة الكبرى وكل مقرب إماماً؟! وأيضاً لو كانت هذه الرواية صحيحة لكانت مناقضة للآية: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الواقعة:10-11]</font> صراحة؛ لأن الله تعالى قال في حق السابقين: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الواقعة:14]</font>، والثلة: هو الجمع الكثير، ولا يمكن أن يطلق على الاثنين جمع كثير، ولا على الواحد قليل أيضاً، فعلم أن المراد بالسبق من الآية عرفي أو إضافي شامل للجماعة الكثيرة لا حقيقي، بدليل الآية الأخرى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[التوبة:100]</font>، والقرآن يفسر بعضه بعضاً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأيضاً: ثبت بإجماع أهل السنة والشيعة أن أول من آمن حقيقة خديجة رضي الله عنها، فلو كان مجرد السبق بالإيمان موجباً لصحة الإمامة؛ لزم أن تكون سيدتنا المذكورة حرية بالإمامة! وهو باطل بالإجماع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وإن قيل: إن المانع كان متحققاً في خديجة وهو الأنوثة، قلنا: كذلك في الأمير؛ فقد كان المانع متحققاً قبل وصول إمامته، ولما ارتفع المانع صار إماماً بالفعل، وذلك المانع هو إما وجود الخلفاء الثلاثة الذين كانوا أصلح في حق الرياسة بالنسبة إلى جنابه عند جمهور أهل السنة، أو إبقاؤه بعد الخلفاء الثلاثة وموتهم قبله عند التفضيلية؛ فإنهم قالوا: لو كان إماماً عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم ينل أحد من الخلفاء الإمامة وماتوا في عهده، وقد سبق في علم الله تعالى أن الخلفاء أربعة، فلم الترتيب على الموت، وبالجملة تمسكات الشيعة بالآيات من هذا القبيل<font size="3"><sup>(1)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(1) ذكر أيضاً هذه الأوجه الشيخ أبي عبد الله النعماني الأثري في كتاب مجمل عقائد الشيعة (136ـ 137).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3"><b>المصدر: شبكة الرد</b></font></font></p>
التعليقات