إيران وبعث كليلة ودمنة
سعد عبد الله البريك
الخميس 28 فبراير 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="إيران وبعث كليلة ودمنة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%83%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إيران وبعث كليلة ودمنة</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">(1)</font></b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كليلة ودمنة كتاب قصصي مشهور قيل إن مؤلفه فيلسوف هندي، وتمت ترجمته للغة الفارسية منذ أمد بعيد، وهو كتاب قصد منه تعليم الحكمة فأحداث قصصه الرمزية تهدف إلى أخذ العبر والدروس من حياة الغاب، واكتساب الحكمة منها؛ لتفادي مكر الثعلب وتسلط الأسد، وخبث الثعبان ومكرها ودهائها بأسلوب يرمز في عمقه لحياة البشر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">واعتبر كتاب (كليلة) من مخرجات الحكمة الهندية ثم الفارسية، لكن الحكمة هنا بمعناها الذي يفضي إلى ما يحقق المقصود بغض النظر عن السلوك والقيم، أو ما يندرج تحتها أحياناً من أساليب الخداع والمكر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالكتاب في قصصه رمزية واضحة لاستلهام الحكمة، وأيضاً لفهم وسائل الخداع والمكر والنفاق, وتوظيفها في تثبيت الحكم وتوسيع رقعته.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والمتابع لحال إيران اليوم بعد الثورة وحال جيرانها يدرك فصولاً تشبيهية رمزية لكتاب كليلة ودمنة في مسارها السياسي الخارجي، فإيران في الخليج والمنطقة عموماً هي الأسد والثعلب والحية وغيرها من الحيوانات التي صورها كتاب كليلة، فإذا بحثت عنها في فلسطين وجدتها تلعب دوراً ظاهراً مع السنة، وإذا بحثت عنها في العراق وجدتها دوراً آخر ضد السنة، وإذا بحثت عنها في أفغانستان وجدتها تلعب دوراً ثالثاً لتسهيل مهمة أمريكا ضد السنة، وفي كل قضية أو نزاع أو صراع تجد لها وجهاً مختلفاً. وبالإضافة إلى هذه الأبعاد هناك بُعد يتعلق بالخليج نفسه، فالطابع العام لموقف دول المنطقة وتحديداً الخليج من صراع الفرس (إيران) والروم (الغرب) هو الحياد، وكذلك الموقف من التصريحات الإيرانية العنترية هو التهدئة، وبعض الاستراتيجيين يرون أن هذا الموقف هو ما رفع من وتيرة الاستقواء الإيراني على مستوى خطابه وتحركاته ومشاريعه, فحينما تبدي ضعفك للآخر يستقوي وإن كان ضعيفاً, وإيران مهما امتلكت تكنولوجيا عسكرية تبقى محكومة في المنطقة بقواعد أمن المنطقة ذاتها، وعلى رأس ذلك أنها منطقة مصالح حيوية للدول الكبرى؛ فهي أكبر مصدر للطاقة في العالم، وكل تحرك إيران في اتجاه زعزعة الاستقرار أو فرض هيمنة عسكرية سيجابه بتدخل عسكري غربي حاسم!! تماماً كما حدث في حرب الخليج الثانية، ما لم تفاجأ المنطقة بتحالف إيراني غربي في ظل القلق تجاه الشكوك حيال ذلك!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">دعونا من هذا، فالحديث مبكر جداً عن تمدد عسكري إيراني في المنطقة!! ولنتحدث عن إيران التي تدرك ذلك أيضاً، فما هو البديل الذي تسعى إليه لتحقيق أهدافها التوسعية لكن دون مواجهة تذكر على المدى القريب وربما المتوسط!! إنه المشروع الإيراني القديم الذي بعث من جديد (مشروع تصدير الثورة) والذي يتخذ من صراع الولاءات والتحالفات والأقليات أدوات رئيسة لتمريره. وهذا المشروع يشكل ركيزة في الأهداف السياسية الإيرانية، ويبدو ذلك واضحاً في تصريحات السياسيين، فقد قال خامنئي - قبل أيام - مخاطباً جموعاً من المتظاهرين تضامناً مع غزة: (بفضل وعي وذكاء شعبنا تحولت (إيران) إلى تمثال العظمة والجلال والأمل في عيون شعوب المنطقة في سبيل المقاومة والنصر). وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد - في ذكرى الاحتفالات الإيرانية بالثورة قبل أيام - (إن كانت هذه الثورة جرت في إيران، إلا أنها ليست محصورة بالحدود الإيرانية).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">المشروع الإيراني أصبح يتحدث عن أرض الأجداد لتوسيع رقعته الجغرافية، كما يتحدث عن نهضة الجماهير والتفافها حول إيران لتوسيع رقعته المذهبية والفكرية، والأرقام تتحدث عن تشيع آلاف العرب في الخارج، وتشيع مصريين وجزائريين وسودانيين ومغاربة وعن تحركات ملموسة داخل البلدان السنية نفسها, ما جعل علماء السنة يصدعون بالنصح للأمة من خطر المشروع الإيراني، وقد بينت أبعاده وأشكاله في ثلاثية سابقة بعنوان (المشروع الشيعي الحاضر والمشروع السني الغائب).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولتوظيف الرأي العام الإسلامي حول المشروع الإيراني، وبعث الثورة فيهم تعتمد إيران على كسب ولاءات خارجية، وتجعل من تواجد الأقليات الشيعية في بلدان السنة، وكذلك المقاومة الإسلامية في فلسطين أهم أدواتها في صراع الولاءات.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ومع تخصيب كل جهاز طرد مركزي من اليورانيوم يتخصب المشروع الإيراني في المنطقة، وتشتد شوكته وعوده وسواده، وذلك لسببين:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الأول:</b> أن الذي يعارض الملف النووي الإيراني هو إسرائيل والغرب (وربما في الظاهر) وعلى رأسه أمريكا، وهو ما يجعل جماهير المسلمين تنظر إلى هذه المعارضة باحتقار لكونها تمثل خيار الطرف الظالم للمسلمين والمغتصب لأراضيهم وحقوقهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الثاني:</b> أن إيران تزعم أنها تستعمل برنامجها النووي في سياق الدفاع عن المسلمين وتحرير الأقصى وحرق إسرائيل, ولا تعلن عن أهدافها التوسعية ومشروعها الصفوي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذان السببان يجعلان من كثير من العوام والسطحيين ينظرون إلى إيران نظرة المحرر للعالم الإسلامي، وهو ما يعطي مصداقية لمشروعها في المنطقة والعالم الإسلامي، ومن خلاله ينظر للتقدم النووي الإيراني أنه تقدم للأمة الإسلامية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن إيران - في إطار صراع الولاءات - أدركت مبكراً أن مصلحتها في اختراق صفوف المقاومة الفلسطينية ودعمها وكسبها باعتبارها ورقة رابحة جداً في دعم مشروعها في المنطقة، برغم أنها أبعد من المقاومة الفلسطينية فكرياً وعقدياً وسياسياً وجغرافياً! ونحن في ذلك كله الأقرب، وفوق ذلك جغرافيا هي أبعد من مرمى العدو ونحن الأقرب! وعملت مبكراً على توظيف حركة الجهاد الإسلامي، ثم لما لمع نجم حماس على الساحة مالت كل الميل إليها لاغية كل التناقضات معها، وإلا فإن تنظيم الإخوان المسلمين بإيران لا يحظى إلى يومنا هذا بأي تصريح رسمي لممارسة نشاطاته، ويتعامل معه النظام الإيراني بعصا الهش دون أي جزرة!! وأي فرق بينه وبين حماس فكرياً وسياسياً!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهنا يتبادر للذهن التساؤل عن نوع العلاقة التي تربط حماس بإيران فيما يظهر من خلال كلام المحللين حول حدود تلك العلاقة وطبيعتها، فمن قائل إنها علاقة ولاء وتحالف استراتيجي. ومن قائل إنها علاقة مصالح تلاقت عليها رغبة الطرفين. ومن قائل إنها علاقة اضطرار والمضطر فيها هو حماس حينما لم تجد من يواصل تقديم يد العون لها من العرب في مشروعها المقاوم لليهود بالقدر الذي تراه كافيا بالنسبة لها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما حماس فتقول على لسان مسؤوليها: (علاقاتنا واضحة مع الجميع، سواء إيران أم مصر أم السعودية أم تركيا أم أية دولة عربية، فحماس تؤكد دائماً أنها حركة مقاومة وتحرر وطني تواجه احتلالاً لأرضها بعيداً عن كل النزاعات التي تثار والأسطوانة المشروخة بخصوص الأجندة الإقليمية). وتقول: (إن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين وليست حكرًا على أحد، والشعب الفلسطيني أيديه ممدودة إلى الجميع، من حق تركيا أو إيران أو أية دولة عربية أن ترى ما تراه من سياسات، لكننا في حماس لسنا جزءاً من محاور إقليمية أو دولية، وقضيتنا هي قضية التحرر من الاحتلال).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>(2)</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقائل أن يقول بأن تصريحات حماس (السابقة الذكر) والتي تؤكد فيها على علاقاتها المفتوحة مع الجميع هي تغطية عن طبيعة علاقتها مع إيران دفعاً للحرج، لكن ما يفند هذا القول هو ما رأيناه واقعاً في استجابة المقاومة لدعوات عربية عدة على مستوى مصالحات ومؤتمرات ومنتديات تفاعلت معها بشكل ينفي على الأقل أنها ذراع لإيران تأتمر بأمرها وتنتهى بنهيها, وتجلى هذا واضحاً في اتفاق مكة واستجابة حماس للوساطة التركية (المنافسة لإيران في الإقليم)، وكذلك في منتدى الدوحة الأخير، وهذا ما أكده رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع مجلة نيوزويك الأميركية حين قال: (إن حركة المقاومة الإسلامية حماس ليست ذراعًا إيرانية، وإنها فازت بانتخابات باعتبارها حزبًا سياسيًّا، لكن العالم لم يحترم اختيار الشعب الفلسطيني، وبالتالي لم يعطها الفرصة لتصبح لاعبًا سياسيّاً).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نعم.. إن علاقتها مع إيران لا يمكن مقارنتها بأي علاقة أخرى، ولا أدل على ذلك من تصريح مشعل في زيارته لطهران بعد المحرقة إذا قال عن إيران بأنها: (كان لها دور كبير في انتصار سكان غزة)، وأنها (شريكة في هذا الانتصار الذي سيكون مقدمة لتحرير فلسطين والقدس الشريف).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن البعض يرى أنها علاقة تنطلق من منطلق سياسي محض لا علاقة له بعقيدة ومن منطلق الاستضعاف الاستراتيجي الذي تعيشه المقاومة، وفي غياب سند كاف من محور (السنة العربي)، وهذا يمثل مفارقة تستحق التأمل ووضعها في الحسبان عند قراءة العلاقة بينها وبين إيران.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>وهنا يقول البعض:</b> أليس لدينا تحالفات مع أمريكا ومع بريطانيا، وعلاقات مميزة وهما دولتان ترعيان وتدافعان عن عدونا (إسرائيل) ولهما معها علاقات قوية جداً، فبريطانيا هي من أوجدتها، وأمريكا اليوم هي من يمولها ويحميها.. وكل هذا لم يقف حائلاً بيننا وبين العلاقة مع بريطانيا وأمريكا، أليس هذا لأننا نرى أهمية مصالحنا العليا في العلاقة مع كل من أمريكا وبريطانيا؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إذا كان الأمر كذلك فلنعمل مفهوم التنزل القرآني في الحجاج المنطقي ولنقل: فلتكن إسرائيل هي إيران، ولتكن حماس هي بريطانيا، أليس من مصلحتنا الاستراتيجية أن تكون حماس حليفة لنا برغم نوع المفارقة الفكرية معها، أليس وجودها على خط التماس مع العدو الصهيوني يمثل سلاح ردع يغنينا عن خوض حروب كان ولا بد سيشعلها العدو لولا ممانعة المقاومة الفلسطينية!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذا نموذج من نماذج صراع الولاءات الذي تخوضه إيران في المنطقة، وقد حققت بالفعل من خلاله مكاسب سياسية إقليمياً ودولياً ومحلياً، وهي إذ تخوض هذا الصراع تخوضه بخلفيات مذهبية محضة باعتبارها - حسب زعمها - قائدة العالم الإسلامي، فإيران ومعها الشيعة (الإمامية) يعيشون (عصر الغيبة)، وتعتبر إيران ولاية الفقيه تجسيداً لروح الإمام الغائب، وبالتالي فطاعة الولي الفقيه واجبة، وقراره نافذ، ليس فقط على شيعة إيران بل على جميع المسلمين كما تنص فتوى خامنئي نفسه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقد سئل: هل أوامر الولي الفقيه ملزمة لكل المسلمين أم لخصوص مقلِّديه؟ وهل يجب على مقلِّد مَن لا يعتقد بالولاية المطلقة إطاعة الولي الفقيه أم لا؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكان الجواب: (طبقاً للفقه الشيعي يجب على كل المسلمين إطاعة الأوامر الولائية الشرعية الصادرة من ولي أمر المسلمين، والتسليم لأمره ونهيه حتى على سائر الفقهاء العظام؛ فكيف بمقلِّديهم؟! ولا نرى الالتزام بولاية الفقيه قابلاً للفصل عن الالتزام بالإسلام وبولاية الأئمة المعصومين). والفتوى موجودة بالنص في موقعه الشخصي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما الترجمة العملية (الإشارية) و(السياسية) وربما بصناعة إيرانية لهذه الفتوى فيمكن أن نلمسها في التغطية الإعلامية لزيارة خالد مشعل الأخير لطهران؛ فقد عنونت صحيفة إيرانية بعنوان: مشعل قدم تقريراً عن غزة لخامنئي (ولي أمر المسلمين). والصحيفة هي صحيفة (كيهان) -التي يترأس تحريرها شريعت مداري المقرب من خامنئي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد أحدث إثارة النبأ بهذا العنوان ضجة تساءل فيها المراقبون عن معانيه ومراميه، فمفردات العنوان توحي بأن المشروع الشيعي بأبعاده (المذهبية الخاصة) يفرض نفسه على الحدث ليمر من خلاله إلى المنطقة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما على مستوى صراع التحالفات مع الغرب وتحديدا (الشيطان الأكبر) أمريكا! فهناك وجه آخر لإيران لا يرقب في مسلمي السنة وحتى عرب الشيعة إلاً ولا ذمة، وهذا من مقتضيات بعث كليلة ودمنة!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ففي العراق لا تشكو إسرائيل ولا أمريكا من إيران بل تذكرها بالخير وتشكر ويتطلع أوباما بتلهف لأدوار إيرانية طائفية جديدة في أفغانستان!! والعرب وحدهم يشكون ويحذرون وعلى رأسهم دول الخليج!! أما في لبنان وفلسطين فتشكو إسرائيل من إيران وتحذر ومعها أمريكا والغرب والعرب!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من هي إيران إذن؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل هي مع المقاومة أم ضدها لا ندري؟ معها وضدها مع الجميع ضد الجميع؛ إنها السياسة! فهي المقاوم هناك والمحتل هنا، وهي التي تدعو لتوحيد المسلمين وهي من يغذي الطائفية مجسدة فصول الدهاء والمكر في كليلة ودمنة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قلب الدين حكمتيار واحد ممن لجئوا لإيران، وأدركوا جيدا طبيعتها في تعدد الأوجه والمواقف وتوظيف الولاءات لمصالحها المذهبية، فقد بعث برسالة للمقاومة الفلسطينية يقول فيها: (الأعزة البواسل في غزة - إن - طهران تصيح لحماية الفلسطينيين، وتواصل الحرب الكلامية ضد الصهاينة على لسان حزب الله اللبناني، ولكنها عملياً لا تعمل أي شيء متذرعة بأن الدول العربية المجاورة لفلسطين لا تفتح لها طريقاً، ولكنها حجة داحضة كاذبة، ولو كانت طهران متعاطفة مع الفلسطينيين بصدق فلماذا لا تأمر حزب الله بأن يطلق بعض الصواريخ تجاه إسرائيل!! إن هذه الآلاف من الصواريخ التي سلمتها إيران وسوريا لحزب الله هي لأجل أي يوم؟ ومتى يأتي يوم استخدامها؟ ولو كانت طهران صادقة فلتطلب من الشيعة الأفغان والشيعة العراقيين إما أن ينضموا مع المجاهدين ضد أمريكا الحامي الأكبر لإسرائيل، وإما أن يتخلوا عن مساندة أمريكا على الأقل).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(لا تتكئوا على إيران فهي على مر التاريخ وقفت دائماً مع الأعداء ضد الأمة الإسلامية، وهي عدو في لباس صديق، وتضرب المسلم بخنجر من ورائه، إن إيران تحالفت أيضاً مع الروس والشيوعيين ضد المجاهدين الأفغان كما أنها ساعدت القوات الصليبية في احتلال أفغانستان، ووقفت مع أمريكا في احتلال العراق).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لو كانت إيران مهتمة بالفعل لأمر غزة وما يجري فيها لحركت صواريخها في اتجاه إسرائيل، أو حركت حزبها (حزب الله) أو هددت بضرب مصالح أمريكا في العراق فوجودها فيه محققة والمسافة بينها وبين المالكي والسيستاني والحكيم هي نفسها التي بينها وبين نصر الله.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولو كانت مهتمة بالفعل لما منع مرشدها المتطوعين من التوجه إلى غزة وهو أضعف الإيمان قائلاً: ينبغي عليكم أن تنتبهوا إلى أننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً في هذا المجال.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(على أية حال على الجميع أن يعلم بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكعادتها، لن تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وستقوم بما يجب عليها به).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي الوقت الذي كان فيه حسن نصر الله يزمجر غاضباً على الموقف العربي من غزة، ويدعو إلى انتفاضة الشعوب العربية، ويدعو أنظمتها إلى السماح للشعوب بالانتفاضة والتظاهر كانت إيران- التي تدعي دعم المقاومة الفلسطينية - لا تسمح لعرب الأهواز بإقليم خوزستان حتى بالتظاهر في محرقة غزة، بل وتعتقل أربعين شخصاً بعد تفريق المظاهرات بالقوة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>(3)</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">في تعاطيها سياسياً مع دول المنطقة تعتمد إيران أسلوبين مختلفين أشرت إليهما عابراً - في ثلاثية - (أنظمة الخليج في الإعلام الإيراني), وهما أسلوب الاستقواء أو الاستدراج، وكلاهما وحي من أخلاقيات الثعلب والأسد في كليلة ودمنة فمع الدول الضعيفة استراتيجياً وعسكرياً تعتمد منطق القوة والتلويح من خلال وكلاء النظام - بالحرب وهنا تكون إيران (الأسد) أما مع الدول القوية بذاتها أو بتحالفاتها فنجد إيران تغيب منطق الاستقواء المباشر، وتعتمد على منطق الاستدراج.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والأسلوب الأول: (الاستقواء) تمارسه إيران بطرق عديدة، ويمكن القول أن أبرز تجلياته على مستوى رسمي عالٍ هو ما يخص الإمارات والبحرين، فمع هاتين الدولتين الصغيرتين تستعمل إيران أسلوب التهديد المباشر؛ إذ تحتل - عملياً - الجزر الإماراتية الثلاث، وتعدها امتداداً لأراضيها، ولا تقبل أي نقاش في الموضوع سواء مع الإمارات أو دول الخليج أو المجتمع الدولي برمته. بل تزعم - من خلال رجالات نظامها - أن الإمارات عن بكرة أبيها أرض الأجداد وامتداداً لإيران، والشيء نفسه ينطبق على البحرين التي تعدها إيران مقاطعة إيرانية، وعادة ما يصل الأمر إلى حد التهديد بالحرب لهاتين الدولتين من خلال قيادات مكاتب الثورة والنواب البرلمانيين والمستشارين للرئيس.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فمع نهاية محرقة غزة برزت إيران على مسرح الأحداث الخليجية من جديد, وتنادى برلمانيوها مصبحين أن طالبوا بأرض الأجداد، وهذه المرة ليس المقصود بها البحرين، وإنما الإمارات العربية المتحدة بمائها وأرضها، فقد عدَّ النائب عوض حيدر بور - عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني -: أن الإمارات كانت محمية إيرانية، وأن مطالبتها بالتفاوض حول الجزر (وقاحة) متهكماً: (البلد الذي كان محمية إيرانية سابقة يدعي اليوم ملكية أراضٍ تعود للوطن الأم) ويقصد به الإمارات، وقال أيضاً: (إن الإمارات العربية المتحدة كانت نفسها جزءاً من أراضي إيران)، وذلك في معرض إثباته لإيرانية الجزر الثلاث، ولم يكتفِ هذا النائب الإيراني بهذا الموقف بل عدَّ موقف دول الخليج من قضية الجزر تدخلاً في الشأن الإيراني فقال: (إن قادة بعض الدول (يقصد دول الخليج) يعطون الضوء الأخضر للإمارات بغية استرضائها، ونحن نحذر هؤلاء، ونقول لهم: إن الحديث بخصوص أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو شأن إيراني، ولا يحق لمن لا يعرف إيران والإمارات الخوض في هذا الأمر).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بينما قال النائب الإيراني داريوش قنبري، ممثل مدينة إيلام في مجلس الشورى الإيراني: (إن مطالبة الإمارات بالجزر الثلاث قد يسبب اندلاع حرب بين البلدين؛ لأن مطالبتها بمثابة إعلان حرب)! وقال: (إن تكرار الادعاءات الإماراتية التي لا أساس لها من الصحة ربما تؤدي إلى نشوب حرب)، مذكراً بالحرب العراقية الإيرانية التي نشبت بسبب نزاع حدودي مشابه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وانعكست التصريحات المتبادلة في هذا الشأن إلى التهديد بإجراءات اقتصادية من قِبل إيران.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وجاءت هذه التصريحات على خلفية مقاطعة الإمارات لقمة الدوحة بسبب حضور إيران.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتزامناً مع ذلك صدرت تصريحات خطيرة (جديدة) من قِبل رئيس التفتيش العام في مكتب قائد الثورة الإسلامية في مدينة شهد الإيرانية علي أكبر ناطق نوري، مفادها أن البحرين هي المقاطعة الإيرانية رقم 14, ومن قبله صرح ممثل مقاطع (عيلام) الإيرانية في البرلمان الإيراني بتصريح نحوه، ما جعل المسؤولين البحرينيين يقدمون احتجاجاً رسمياً إلى السفير الإيراني في المنامة! وهذه التصريحات سبقتها تصريحات مماثلة عديدة من رجالات النظام الإيراني على اختلاف مناصبهم لكن - وعلى منهج حيل رواية كليلة ودمنة - نفى السفير الإيراني أن يكون الخبر صحيحاً! هذه تجليات أسلوب الاستقواء الذي تستوحيه إيران من منطق الغاب في كليلة ودمنة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما الأسلوب الثاني: (الاستدراج) فهو النهج العام الذي تنهجه إيران في المنطقة لتصدير مشروعها؛ إذ تتخذ من العلاقات الودية الديبلوماسية في المنطقة سلماً لنشاطاتها, مستفيدة من (حالة السكوت والحياد).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتعدى أي إنجاز حققته على الأرض في ترسيخ جذورها أمراً واقعاً يجب أخذه في الحسبان والإبقاء على تطبيع العلاقات على أساسه مهما كان مضراً بقيم حسن الجوار والاتفاقيات المبرمة! ويوماً بعد يومٍ يكتشف الساسة في الخليج والمنطقة أن امتداداً إيرانياً يتشكل في الأرجاء سواء على مستوى تفاوت ميزان القوة الاستراتيجية (عسكرياً) أو على مستوى محاولة توسع المد الشيعي بين (الناس)، أو على مستوى (القوة الناعمة) في كل من العراق وفلسطين ولبنان واليمن ودول الخليج أو على مستوى اللعب على وتر التحالفات مع الغرب! ويمكن هنا ضرب مثال على الاستدراج لتثبيت الأمر الواقع بتصريح لمرشد الثورة الشيعية علي خامنئي حيث قال فيما يخص المشروع النووي: (هؤلاء الناس الذين اعتادوا القول أن أنشطة إيران النووية يجب أن تتفكك يقولون الآن إننا مستعدون لقبول تقدمكم بشرط عدم استمراره بشكل غير محدد)!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويرى المراقبون أن العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران مثال حي على محاولة إيران توظيف أسلوب الاستدراج ولو بإيقاع بطيء أو خطى وئيدة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وحيث تشهد العلاقات مع إيران حالة من التعايش الحذر الذي تضبطه مصلحة الطرفين ومصالح الأمة، وهي علاقة تترجمها المواقف الرسمية على أعلى مستوى، كما تعكسها عمق العلاقة في منحاها الاقتصادي والتجاري وفي بعض الاتفاقيات ذات الأهمية على مستوى الأمن القومي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إلا أن العلاقة بين الدولتين تبقي التطورات على أرض الواقع معطى أساسياً في تقييمها وإعادة النظر في مساحتها وحدودها، فالعبرة في العلاقة بالأفعال لا بالأوراق والأقوال.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وإذا أردنا أن نستطلع أهم المنعطفات في العلاقات السعودية الإيرانية سنجدها مرت بمرحلة المفاصلة حتى التسعينيات التي شهدت بداية انفراج جديد في العلاقة بدأت مع بداية حكم رفسنجاني ثم بلغت ذروتها مع خاتمي، وشهدت هذه المرحلة مساحة واسعة من التطبيع ليس بين إيران والسعودية فحسب بل أغلب الدول العربية بسبب برنامج خاتمي المنفتح على العالم الخارجي عموماً والعرب خصوصاً, وفي ذروة هذا التطبيع وقعت الاتفاقية الأمنية بين طهران والرياض سنة 2001 م، وكانت منعطفاً أوحى بالهدوء في المنطقة برمتها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن ومع تنامي الدور الإيراني في العراق، وسطوع نجم الرئيس أحمدي نجاد بدأ انبعاث المشروع الطائفي يأخذ مساره من جديد في المنطقة، وبدأت أحلام التيار الإصلاحي الإيراني بالانفتاح في التلاشي، ولا سيما مع ظهور ملفات أخرى زادت من تعقيد الوضع أهمها الملف النووي، وملف (صراع الولاءات) في كلٍ من سوريا وفلسطين والعراق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وإذا كانت صورة هذا الصراع يشوبها شيء من الضبابية في ملفي سوريا وفلسطين فإنها تبدو واضحة جداً في ملف العراق، فإيران أفصحت بوضوح عن مشروعها الشيعي في العراق، وجعلت منه بوابة لغرس أظافر مشروعها في المنطقة، وهو ما كنت أشرت إليه مبكراً في مقالات سابقة ثلاث بعنوان: (هل يكون العراق بوابة للاختراق الشيعي الإيراني)!.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>(4)</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما عوامل هذا الاستقواء والاستدراج في المشروع الإيراني، فهي مجموعة عوامل سياسية وعسكرية أعطتها ظروف ما بعد 11 سبتمبر في المنطقة دعماً زادها قوة، كما أن أسلوب معاجلة الخليج لها زاد من حدتها، فعلى مستوى الأمن الإقليمي إيران شريكة للاحتلال في الكعكة العراقية، ولها قوة عسكرية لا يستهان بها تمثل تهديداً للمنطقة والمصالح الحيوية فيها، كما أن حقبة الحكم النجادي يراها المراقبون حقبة بعث للنهج الخميني بأبعاده التوسعية، ومشاريعه في تصدير الثورة، وهو ما ترجمته سياسية إيران في العراق (بمشروع طائفي) صفق له الاحتلال معجباً بالدور، وآملاً في أن يتكرر في دول أخرى، ما شجع الساسة في طهران على المضي في ترسيخه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهناك مشهد آخر تنبعث فيه صورة أسد كليلة ودمنة مستقوياً جداً، وهو مشهد الداخل الإيراني بتنوعه الإثني والقومي والمذهبي، ففي هذه الصورة لا تقيم إيران لأي طائفة أو مذهب مهما كانت أغلبيته الجهوية اعتباراً سياسياً أو اجتماعياً أو ثقافياً، وهو ما يعتبره المراقبون استقواء طائفياً في داخلها، فإيران مثلاً هي الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تجعل من المذهب ديناً رسمياً وليس الإسلام بشموله. فكل الدول الإسلامية تنص في دستورها على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، إلا إيران فدينها الرسمي هو الإسلام، والمذهب الجعفري تقول المادة الثانية عشرة من الدستور الإيراني (الدين الرسمي لإيران هو الإسلام، والمذهب الجعفري الاثنا عشري، وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد)، وهذه الحيثية يرتكز عليها المحللون في اتهام إيران بالطائفية المذهبية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبرغم أن الدستور الإيراني يشير في بعض بنوده إلى الوحدة الإسلامية، إلا أن هذا الخبر يكذبه الخُبر (الحال)؛ فواقع أهل السنة في إيران يقص شيئاً غير ذلك، فهناك كما يقول المتابعون ظلم اجتماعي وسياسي ومذهبي وقومي ضد أهل السنة في إيران, ويشكو العديد من علماء السنة والمثقفون ورجالات الفكر من الإبعاد والتمييز الطائفي والمذهبي والقمع، ناهيك عما تتناوله التقارير في هذا السياق من هدم المساجد، ودور القرآن والمدارس التابعة لسنة إيران في مختلف المناطق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعلى صعيد الممارسة السياسية لا يوجد تمثيل سياسي رسمي لأي اتجاه سني في إيران، بخلاف ما نجده في دول عديدة بالنسبة للأقليات الشيعية كما هو الشأن في البحرين والكويت وغيرهما مثلاً، وحتى تنظيم الإخوان المسلمين الإيراني غير معترف به رسمياً، وإنما يتعاطى معه كأمر واقع، وبمنطق العصا دون أي جزرة، ولا يسمح لأي تجمع سني في إيران بحرية التعبير سواء من خلال الخطب والمحاضرات أو من خلال الإعلام، وما قد يسمح به فيما يخص الخطابة فيكون بترخيص مسبق من الجهات الرسمية، وتحت رحمة المخابرات ودوائرها، وفي النطاق الذي تحدده الجهات المختصة، كما أن أهل السنة بل عرب عربستان عامة (الأحواز حالياً والتي ينطقها الفرس: الأهواز بقلب الحاء هاء) ممنوعون منذ ثلاث سنوات من حق التظاهر في أي مناسبة كانت، ولذلك شهدت مظاهرات عربستان التضامنية مع غزة اعتقالات واسعة وتدخل عنيف من قبل النظام الإيراني، وللحد من الاستقواء الطائفي المذهبي يطالب العربستانيون (الأحوازيون) بمجموعة من المطالب أقلها:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- الحق في المساواة في الوظيفة بما في ذلك المناصب العليا.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">3- الحق في الإعلام الرسمي للدولة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">4- الحق في الحقوق القومية والمذهبية، وبرغم وجود بنود في الدستور تنص على حقوق المذاهب الأخرى فيما يخص القضاء والتعليم والأحوال الشخصية إلا أن تفعيل هذه البنود على أرض الواقع يشوبه نقص كبير بل يعتبر لدى أهل السنة في إيران مجرد حبر على ورق ولا يزالون منذ 30 سنة يطالبون بحقوقهم المذهبية والقومية، لكن إيران وعلى مذهب (كليلة ودمنة) تقنع العالم الخارجي بأن حقوق الأقليات في أيد أمينة محفوظة بحفظ البنود المنصوص عليها في الدستور، لكن أرض الواقع لا تقر بذاك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويتهم النظام الإيراني منذ 2005 بمحاولات جادة لتفريس منطقة عربستان (الأحواز) الغنية بالنفط، وذلك من خلال تغيير التركيبة السكانية، وهنا يقول المستشار الأعلى لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي: (إن إيران لا تكشف النسب الحقيقية لأبناء القوميات والأقليات الدينية والمذهبية؛ فإن بعض الباحثين كالكاتب العربي الأهوازي يوسف بني طرف، قد توصلوا باستخدام المعلومات المتعلقة بانتخابات مجلس الشورى الإيراني، إلى أن عدد العرب يتراوح بين 5 إلى 8 ملايين نسمة في مختلف الأقاليم من الأهواز إلى فارس والساحل وحتى خراسان).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأضاف: (طمس معالم الوجود العربي ومحو الهوية القومية لعرب الأهواز في تصاعد منذ وصول نجاد إلى الحكم. وأبرز المشاريع التي استهدفت الوجود العربي هو مشروع (أروند) على ضفاف شط العرب، والذي تأسس على مساحة تبلغ 155 كيلو متر مربع في قلب المنطقة، ولهذا الغرض تم استئصال المئات من القرى العربية، وتهجير مئات الآلاف من العرب بهدف بناء مشروع لن يوظف فيه إلا غير العرب بغية تغيير التركيبة السكانية).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إيران بسياسييها ومفكريها لا تخفي نواياها في تصدير مفهومها للدين والحياة بأبعاده الصفوية تحت غطاء التشيع, فتصريحات مسؤوليها تؤكد أن ثورتها لا تقف عند حدود إيران، وفي ذلك كفاية وغنية لمن أراد أن يقف على أهداف الاستقواء والاستدراج الإيراني في المنطقة من خلال:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- تغيير معادلة توازن القوة الاستراتيجية في المنطقة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- إعادة رسم خريطة المنطقة بتوظيف الطائفية ومن خلال تحالفات جديدة مع الغرب المرحب بفكر الطائفية أصلاً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتأمل كيف تشكلت خريطة العراق المذهبية في العراق، وكيف هي مهددة في أي لحظة بتغيير جذري حتى في الجغرافيا العراقية بنشوء دول شيعية صرفة تابعة 100 % لإيران, ثم تأمل ما قد يحدث في البحرين مثلاً على ما يجري فيها من مطالبات مستمرة بالتدويل بتحفيز من إيران!! وقس على ذلك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>(5)</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن سرد التوجه الإيراني الجديد وقراءته وفق المتغيرات والمعطيات المستجدة في المنطقة ليس غرضنا منه تثقيف القارئ بمعلومات عن السياسة الإيرانية وأساليبها فقط بل المرمى الأساسي من ذلك هو تحذير الأمة بكل مكوناتها شعوباً وقيادات (سياسيين ومفكرين ومثقفين وعلماء ودعاة) من خطورة المشاريع الإيرانية على المدى القريب والمتوسط والبعيد</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتحفيز الجميع على الانتباه لهذا الخطر حتى في ظل وجود علاقات حسن جوار وروابط دبلوماسية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن ما نريد قوله للسياسيين تحديداً باعتبارهم أصحاب القرار في هذا الشأن أن العلاقات العربية الحالية مع إيران لا ينبغي أن تعني التغافل عن بعث مشروعها، لا سيما وأن هناك خطوات إيرانية واضحة متناقضة مع مصالح دول المنطقة والعرب عموماً، وإن لم تكن ظاهرة اليوم للكل فسيأتي يوم - بلا ريب - ليتحول التناقض إلى تصعيد ومن ثم إلى صدام حتى يصل بها إلى حافة هاوية!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فحالة عدم الاستقرار أصبحت واضحة جليلة، ويرى المراقبون أن العلاقات الدبلوماسية المتفاوتة في جودتها وتوترها بين إيران ودول المنطقة لا تعكس حالة الاستقرار وهدوئها، فإيران اليوم أصبحت قوة عسكرية لا يستهان بها، وواضح جداً من خلال تحركاتها المباشرة وغير المباشرة أنها ترغب في زعزعة استقرار المنطقة، ولديها شركاء لهم الرغبة نفسها تجمعهما معاً رغبة (التفتيت) وتغيير (الخرائط), فإيران تسعى من وراء ذلك إلى هلال شيعي! وشركاؤها يسعون إلى شرق أوسط جديد! وفي العراق تجسدت حالة الوفاق على الرغبتين، ومن نجاحها أصبحت إيران تحظى بمباركة من قبل الشركاء في كل خطوة طائفية تهدف منها إلى زعزعة المنطقة! وإلا فما معنى سكوت أمريكا عن تهديدات سياسيين إيرانيين لكل من سيادة البحرين والإمارات!! فلو أن إيران كانت هددت تيمور الشرقية لأطل علينا الناطق باسم البيت الأبيض يشجب ويدين ويحذر!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وما من شك أن هناك مفارقة كبيرة بين المناخ السياسي لغزو العراق للكويت، وموقف الغرب من ذلك، وبين المناخ السياسي الخليجي اليوم، وتحديداً في علاقة الغرب بإيران وتلاقيهما على مشروع التفتيت .. وما أرمي إليه تحديداً هو: أن إيران مستعدة للمشاركة في أدوار استعمارية بأقل الأثمان لتحفيز الشركاء (الغرب) على الموافقة, ومستعدة للعب دور المحتل بمفردها وبالثمن نفسه مقابل مباركة الشركاء، وتركها وشأنها! ومستعدة مقابل نجاح مشروعها النووي لفعل كل شيء على مذهب كليلة ودمنة!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي هذا كله تكمن الخطورة والمفارقة في الوقت ذاته! أما المفارقة قد اتضحت، وأما الخطورة فهي أن تكون إيران مدعومة في مشروعها الطائفي بالسكوت والصمت! والسكوت في زماننا هذا سلاح تسقط به أنظمة، وتبقى به أخرى! ومعناه في لغة السياسة: التآمر!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقائل أن يقول: بأن للغرب مصالح حيوية في المنطقة، ومن المستبعد جداً أن يغامر بها أو يسمح بتدهور الوضع، وأنه حازم في التصدي لذلك تماماً، كما فعل مع صدام حين احتل الكويت، وهذا صحيح لكن في اعتقادي أن كلمة المصالح هي المفتاح .. فهي شيء لا علاقة له بود ولا مبدأ ولا ثقة ولا اسم ولا جهة محددة .. الكل صديق والكل عدو! والغرب بهذا المفهوم يدور مع مصالحه الحيوية والاستراتيجية أينما دارت، وإذا أثبتت إيران قدرتها على تحقيق أكبر قدر منها (للغرب) كما فعلت في العراق فلم سيرفض الغرب؟!! أليس هو اليوم من ينشد مساعدتها مرة أخرى في كابول!! حتى أن الجنرال (جون كرادوك) من قيادة حلف شمال الأطلسي، صرح بأن: (قيادة الحلف لن تعترض على أي من الدول الأعضاء في الحلف ترغب في الاتفاق مع إيران، بهدف تمرير الإمدادات لقواتها العاملة في أفغانستان عبر الأراضي الإيرانية)، وزد على ذلك أن قواعد العسكرية للغرب في محيط روسيا أصبحت مهددة بالانقراض بل منها ما انقرض فعلاً، وهو ما يعني حاجته الشديدة لدولة تسد حاجته في الإمداد، وإيران المرشح الأول لموقفها السياسي والعقدي من أفغانستان، ولقربها الجغرافي منها. فالغرب إذاً في المنطقة كالمنشار يأكل صاعداً ونازلاً! فمع قوة إيران وتهديدها يكتسب مبررات الوجود، وتنشيط حركة بيع السلاح، ومع تحالفها يكسب شرعية الاحتلال بسلاح الطائفية، ومنها يضع يده على الجمل بما حمل، كما ينطق به الحال في العراق!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي ظل هذا المشهد الجديد على المنطقة نجد إيران خطت خطوات بعيدة في اتجاه تقوية شوكتها، فبرغم أن عتادها الحربي تقليدي إلا أنها تمتلك قدرات عسكرية يعزز وجودها في المنطقة، وخلافاً لبعض دول الخليج التي نالت حصة (جسدية ناعمة) من الميراث السوفيتي؛ فإن إيران سعت بجد واحتراف إلى اختيار العقول النووية من ذلك الميراث، فأصبحت رائدة في الصناعات العسكرية، بل في تصنيع الصواريخ البعيدة المدى، والأقمار الاصطناعية ذات الأهداف العسكرية، ولديها ترسانة عابرة للقارات تقع في مرماها دول الخليج والمنطقة برمَّتها، ومعها المصالح الحيوية الأمريكية وقواعدها، لا بل رائدة في تصنيع الطيران الحربي (الصاعقة)، وإن كان على مستوى تقليدي من ناحية التطور التقني، وأضحى من غير السهل على الدول العظمى فضلاً عن دول الخليج فك طلاسم الصناعة النووية الإيرانية، وتحديد مسار الجدول الزمني لصناعة سلاح الردع الحاسم (النووي)، بل من الصعب الجزم بتحديد كل أماكن مفاعلاتها, والذي إذا قدر لإيران وامتلكته فسيغير قواعد الصراع برمته في المنطقة، وربما يصبح الخليج وما جاوره آيات للسائلين!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن لها مخزوناً استراتيجياً من السلاح حققت به اكتفاء ذاتياً أعلن عنه مؤخراً، ولديها قوة بحرية مدربة ومجهزة تجهيزاً متطوراً كشفت عنه المناورات المتكررة في الخليج العربي على مدى السنين الأخيرة, بالإضافة إلى امتلاكها للكادر العسكري الهائل.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومقارنة بالتسلح الخليجي على المستوى النوعي تعتبر الترسانة الإيرانية تقليدية برغم زخمها، لكن المفارقة الخطيرة تكمن في المشروع، النووي لاسيما مع التطور الملحوظ في الصناعة الصواريخ، وهنا ينبه الخبراء إلى ضرورة السعي إلى الحفاظ على توازن معادلة القوة الاستراتيجية في المنطقة من خلال حلين لا ثالث لهما:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الأول: الحيلولة دون امتلاك إيران للسلاح النووي بكل السبل الدبلوماسية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الثانية: السعي لامتلاك السلاح النووي وخصوصاً إذا تأكد فشل الحل الأول.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهنا يمكن القول: إذا كان من الصعب تصنيع السلاح النووي فلا أقل من امتلاك القدرة على تصنيعه - ولو نظرياً - وهذا سيحدث مفارقة كبيرة في التوازن، كما أن القدرة على التصنيع تعتبر من القوة التي يستعصي على كل الأطراف الأخرى الوقوف ضدها ويحسب لها حساب في معادلة الصراع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(هانز بليكس) في مؤتمر الطاقة النووية في الخليج الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية في ذي القعدة الماضي، نصح دول الخليج بالحرص على عدم زيادة التوتر مع إيران، وإقناعها بعدم صناعة السلاح النووي مع إزالة التوتر بين إسرائيل وإيران! حرصاً على أمن المنطقة برمتها!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نصائح في الصميم، ودول الخليج لها سعة صدر تكفي لإقناع الإيرانيين فرداً فرداً بعدم التحول إلى السلاح النووي، لكن السؤال: هل هناك أي استعداد لدى الساسة الإيرانيين وملاليهم لتقبل هذه القناعة! هل دوافع إيران لتصنيع السلاح النووي هو الدفاع عن أرضها أم أن للأمر علاقة بمشاريع التوسع والهيمنة وبعث تصدير الثورة!! وإذا كان كذلك فلا أقل من أن يمتلك الخليجيون ما يحققون به توازن القوى، وأن يجتهدوا في فعل ما يلزم لذلك بكل ما تعنيه جملة (ما يلزم)، وإلا فإن مجاورة دولة نووية ذات مشروع توسعي مذهبي يرمز في كليلة ودمنة لقصة مجاورة الثور للأسد! وهو آكله لا محالة!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والحل في إطار هذا المشهد الملتبس - هو اتخاذ خطوات عملية وقائية حازمة ومدروسة ومبنية على أسوأ احتمال، لتوقيف المشروع الإيراني عند حده، وهذه الإجراءات الوقائية ينبغي لها أن تكون على كل المستويات التي تشكل مكونات المشروع سواء فيما يتعلق بالتسلح وعلى رأسه (الملف النووي) أو بالولاءات وتوظيفها (القوة الناعمة) في بؤر التوتر الحساسة، أو باختراق صفوف الأمة بالتشيع وبعثه بين أبنائها، أو بتوظيف ولاءات الأقليات الشيعية في الدول السنية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فها هنا أربعة محاور يمثل كسب الرهان فيها عامل حسم في الصراع! وأربعتها اليوم تمثل تحدياً حقيقياً لدول المنطقة يتطور يوماً بعد يوم. كما ينبغي أن يكون من ضمن الخطوات الإجرائية مشروع دعوي فكري مضاد للطائفية القومية الصفوية من خلال تنشيط الإعلام والعلم والعلماء والمثقفين المفكرين، والتركيز هنا على إيقاف المشروع الفكري الإيراني وقص أجنحته في الداخل العربي والإسلامي، وبعث المشروع السني في إيران نفسها!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وإلى جانب ذلك تبني مشروع القوة الناعمة في المنطقة والعالم الإسلامي نصرة لقضايا المسلمين من جهة، ولقطع الطريق على من يوظف بؤر الصراع لمشاريعه الطائفية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعماد ذلك كله هو تبني إجراءات عملية لمشروع سني شامل يكون مقابلاً للمشروع الشيعي الزاحف، بالإضافة إلى مشروع إعلامي موجه للسنة والشيعة في إيران بلغتها ولي إن شاء الله معه وقفة في مقالات مقبلة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3"><b>المصدر: موقع الشيخ سعد البريك</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3">نشر في: 01-05-1432</font></b></font></p>
التعليقات
زياد الجمعة 15 نوفمبر 2013 م
(( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا))فلما تخشي قوم الله ربهم و و محمد نبيهم و معه إبن عمه هكذا فعلتم بالعراق أيام صدام حسين قلت له أنت حارس البوابة الشرقية .و دعمتوه لحرب إيران . و تركتم البوابة الشرقية لإسرائيل .. بعدها سقط العراق بحصار عربي و حتي رياضي .هل ننسي ذلك ؟؟ ثم سقط العراق بتآمر دول العالم العربي التي لم تساعد الشعب العراقي أيام الحصار ..وجاء الإحتلالمن دول الجوار العربية . ثم لا تنسي من حق لإيران الوصول للنووي . لأن أي دولة نووية هي متقدمة متطورة حضارية .؟ ثم أنت تتحدث عن عرب إيران فهل تريدهم أن يستقلوا قبل فلسطين ؟؟ هل تريدهم أن يحاربوا لأجل الإستقلال ليحصل لهم مثل أفغانستان و تصبح جيب للقاعدة و التكفير؟؟ فهم ليسوا أغبياء يتركون دولة نووية لهم الحق في التصويت فيها ليتبعوا نهج القاعدة و الإمارة و التخلف ..
طالب علم الإثنين 29 يوليو 2013 م
رأي معاصريهم في تحريف القرآن :- والغريب أنه حتى علماء الإثناعشرية المعاصرين الذين دافعوا عن القرآن ورفضوا فكرة التحريف ، عادوا وألمحوا إلى وجود إحتمال بسيط على التحريف ولم يستبعدوا التحريف تماماً ! وهذه بعض أقوالهم :- كانت السور غير منظمة على النظام الإلهي ، وهذا أمر لا يبعد .. إن تأريخ ( تدوين) القرآن مضطرب جدا ... وأما احتمال زيادة يسيرة فهو غير بعيد ! وأما نقيصة القرآن بحذف بعض السور منها وضياعها ،، فهي ولو كانت ممكنة ، وغير صحيح دعوى القطع الوجداني بعدمها ، ولكنها بعيدة جدا ( تحريرات في الأصول لمصطفى الخميني 6/ 324 – 330 ) - فعن أكثر الأخباريين (هم صنف من علماء الإثناعشرية) أنه وقع فيه التحريف والزيادة والنقصان وهو الظاهر من الكليني رحمه الله وشيخه علي بن إبراهيم القمي رحمه الله والشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رحمه الله صاحب الاحتجاج ... والأدلة ،، منها الأخبار المستفيضة بل المتواترة ... وأما ما ورد من الأئمة (ع) ( بالتمسك بهذا القرآن الذي بين أيدينا ) من باب التقية ! ( قوانين الأصول للميرزا القمي - ص 403 – 406 ) . و يقولون : التحريف محتمل ، لكنه لا يؤثر على ظاهر القرآن! ( راجع/ فرائد الأصول للأنصاري 1/ 158 ، وسيلة الوصول إلى حقائق الأصول - تقرير بحث الأصفهاني ، للسبزواري - ص 484 ، مصباح الأصول - تقرير بحث الخوئي ، للبهسودي 2/ 124 )، المحكم في أصول الفقه - السيد محمد سعيد الحكيم - ج 3 - ص 180 ، زبدة الأصول لصادق الروحاني 3/ 106 – 107 ، نهاية الأصول للمنتظري - ص – 482 ، تفسير الميزان للطباطبائي 12/ 107 ، ميزان الحكمة لمحمد الريشهري 1/ 594 ، تدوين القرآن للكوراني العاملي - ص 41 - 45 ، تفسير الميزان للطباطبائي ص 108 ، بحوث في تاريخ القرآن وعلومه لمحمدي زرندي – ص 273 – 275 - 282 – 283 ) . ويقولون : حصل تحريف في ترتيب السور والآيات ! :- ( راجع/ تفسير الميزان للطباطبائي 12/ 131 ، معنى القول بتحريف القرآن * - مركز المصطفى التابع للسيستاني - ص الندوات العقائدية - عدم تحريف القرآن للميلاني ج 1 ص 13 ) . والمعروف أن ترتيب الآيات يؤثر على المعنى كثيراً !! وهذا نص ما ذكره مركز المصطفى التابع للسيستاني :- ترتيب السور وترتيب الآيات يختلف عما نزل عليه القرآن الكريم ، ترون آية المودة مثلاً وضعت في غير موضعها ، آية التطهير وضعت في غير موضعها ، ترون آية ( أكملت لكم دينكم ) وضعت في غير موضعها ، سورة المائدة التي هي بإجماع الفريقين آخر ما نزل من القرآن الكريم ، ترونها ليست في آخر القرآن ، بل في أوائل القرآن ، ما الغرض من هذا ؟ فهذا نوع من التحريف لا ريب في وقوعه ، وقد اتفق الكل على وقوعه في القرآن ( * معنى القول بتحريف القرآن * - مركز المصطفى (ص) - ص الندوات العقائدية - عدم تحريف القرآن للميلاني ج 1 ص 13 ، ضمن مكتبة أهل البيت ) .