التقريب بين السنة والشيعة
محمد بن موسى الشريف
الخميس 7 مارس 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="التقريب بين السنة والشيعة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>التقريب بين السنة والشيعة</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يكثر الحديث في المنتديات والمؤتمرات ومجامع المفكرين والمثقفين عن مسألة التقريب بين السنة والشيعة، وينقسم الناس بين مؤيد ومعارض. ومستند المعارضين أن الشيعة لهم عقائد مخالفة في قضية الصحابة رضي الله عنهم وعدالتهم جميعاً، وقضية عصمة الأئمة، وعدد من القضايا الأخرى، ومستند المؤيدين غالباً عاطفي يتلخص في وجوب اجتماع كلمة الأمة الإسلامية خاصة في هذه الأيام، وأننا إخوة يجمعنا الإسلام إلى آخر ما هو معروف معلوم من تلك القائمة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والحق أن القضية بلغت في الأهمية مبلغاً لا ينبغي معه أن تعالج معالجة أولية سطحية، إنما ينبغي أن ينظر فيها نظراً موضوعياً من عدة جوانب منها:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">أولاً: قضية التقارب السياسي:</font></b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لا ينبغي التردد في الاستفادة من إمكانات الشيعة، خاصة أن لهم دولة قوية اليوم نسيباً في مواجهة مخططات أعداء الإسلام الظاهرين كاليهود والصليبيين، والتنسيق معهم لمواجهة الهجمة على ديار الإسلام أمر لا بأس به، ولا ينبغي أن يتردد فيه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أقول هذا وأنا على قناعة تامة بأن الشيعة لم يقدموا لسبب أو لآخر شيئاً يذكر لقضايا الأمة الأساسية مثل فلسطين، والعراق، وكشمير، والشيشان، وأفغانستان، والفلبين، بل كل تلك الأماكن جهادها جهاد سني صرف، حتى الأماكن التي يكثر فيها وجود الشيعة مثل العراق لا نرى فيها لهم جهاداً يذكر، وهذا غريب، ويذكرني بقول مساعد مفتي البوسنة عندما سألته عن موقف إيران من قضيتكم؟ فقال: موقفهم إعلامياً رائع لكن لم يصلنا منهم شيء!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالشيعة صوتهم الإعلامي ضخم، لكن الواقع غير ذلك، والعطاء يكاد يكون معدوماً؛ "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولعل قائلاً أن يقول: وما تقول في حزب الله؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فأقول: إن عملهم موسميّ، وتمر عليهم السنوات الطويلة ولا نكاد نسمع عنهم شيئاً، بل جاءت الأخبار من لبنان لتقول إنهم يؤسسون لأنفسهم، ويعملون لتمكين وضعهم، والله أعلم بنياتهم وأحوالهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم هل يستقيم أن يكون جهاد الشيعة في العالم الإسلامي ودفاعهم عن الإسلام والمسلمين محصوراً في جنوب لبنان، والشيعة يمثلون قرابة 10% من المسلمين في العالم؟! وأين التضحيات والفكر الثوري من قضايا المسلمين الكثيرة؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الأمر الثاني: قضية التقارب المنهجي والفكري:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا أمر مهم، والسؤال فيه: هل الشيعة مقتربون من أهل السنة في طرائق تفكيرهم، ومنهجهم الثقافي والفكري؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن الناظر لتراث الشيعة المعاصر لا يرى فيه شيئاً يُذكر من التقعيد الثقافي والفكري، إنما جُل كتبهم تلوك أموراً قديمة، وتدور حول قضايا عقدية محضة، وإلا فأين مبرزوهم في الفكر والثقافة؟ وأين أمثال الأستاذ سيد قطب وأخيه، والأستاذ أبي الأعلى المودودي، والأستاذ أبي الحسين الندوي، والشهيد حسن البنا، والأستاذ القرضاوي، والأستاذ يكن، وأمثال هؤلاء الذين هم حجر الزاوية في الكتابات، وباستثناء الأستاذ محمد باقر الصدر وإنتاجه القليل لم نر لأحد منهم تميزاً ملحوظاً وعطاء واسعاً، لذلك لا يمكن على التحقيق معرفة طرائق تفكيرهم الثقافي ومناهجهم الفكرية، حتى نعرف موقفنا منها، ومدى اقترابهم منا، لكني سمعت أن ثورييهم ومنظميهم يعتمدون على بعض كتب المثقفين السنة كالأستاذ سيد وغيره، والله أعلم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثالثاً: قضايا التقارب العقدي:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذه أخطر وأهم قضية على الإطلاق، ويكثر الحديث حولها، وللأسف فإن مثقفينا ومفكرينا من أهل السنة يكتفون بالقول عند مناقشة هذه القضية: إن هذه أمور قديمة، وأنتم تثيرون المكنون، وتنبشون الماضي، هذا قولهم، وهذا التسطيح لا يخدم القضية أبداً، كيف وأهل السنة يشاهدون بأم أعينهم القنوات العراقية الشيعية التي هي بتمويل إيراني بلا شك، يشاهدونها وهي تصب جامّ غضبها على السنة، وتلمز وتغمز في عقيدتهم، وتوري حيناً وتصرح أخرى؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كيف وأهل السنة يشاهدون عمليات التهجير الجماعي بسبب العقيدة من مناطق الجنوب في العراق، ويشاهدون كيف يعذب السنة في مخافر وزارة داخلية الشيعة في العراق؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كيف وأهل السنة يشاهدون عمليات توزيع الكتب والنشرات الشيعية في أمريكا وأروبا وأفريقيا مجاناً وكلها مليئة بالتشكيك في السنة وعقيدتهم؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الحاصل:</b> أن قضية التقارب العقدي حتى نكون إخوة حقاً لا بد أن نرتكز على أصول ثابتة لا مجال للتنازل عنها أبداً، ولا بد للشيعة أن يعلنوها بكل وضوح:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- عدالة الصحابة جميعاً، وطي صفحة الفتن التي حدثت بينهم رضي الله عنهم؛ لأن هؤلاء نقلوا لنا الإسلام، فإن كان هؤلاء مطعوناً فيهم فالإسلام كله صار عرضة للتشكيك والاتهام عقيدة وأحكاماً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- امتناع القول بعصمة الأئمة ورفعهم إلى مقام الأنبياء والرسل، فهذا أمر يناقض الشرع والعقل السليم، ولا عصمة إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وباقي البشر عرضة للخطأ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">3- الكف عن نبش الماضي، وإثارة الأحقاد والأحزان باسم الحسين رضي الله عنه، وجعل ذلك فاصلاً في العلاقة بين السنة والشيعة، فالحسين منا أهل السنة والجماعة، وكفى تشويهاً وإثارة فتن وقلاقل بسبب هذه القضية، وليكن شعارنا جميعاً: وعند الله تجتمع الخصوم، و: </font><strong><span dir="RTL"><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾</span></span></span></span></strong><font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3"> [البقرة:134]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بهذا وأمثاله يصح لنا الحديث عن التقارب الكامل مع الشيعة، ويصح أن نقول: إننا إخوان فعلاً، أما بدون إصلاح النوايا، وبدون تعديل المنهج من قبل الشيعة، نُطالب نحن أهل السنة بالتقارب ونسيان الماضي فهذا غير مقبول ولا معقول، ومثله كمثل من يطلب من المضروب أن يتسامح مع الضارب ولم يطلب ذلك الضارب نفسه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذه كانت نقاطاً أولية لفتح باب النقاش لحديث أعمق وأطول ويلامس نقاط الخلاف لمساً منهجياً مرتباً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أسأل الله تعالى أن يشرح صدور المسلمين للتآخي الحقيقي، وأن يبصرهم بواقعهم وما هم عليه، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.</font></p>
التعليقات
mohamed السبت 10 مايو 2014 م
إنّ للمجوس وصية تركها لهم جدهم ساسان الأكبر، وتنفيذها مفروضٌ عليهم دينيّاً، مفادها إبادة مِنْ وَجْه الأرض كل من نال منهم يوماً. وهم يعملون ليل نهار لِتنفيذها في العرب والمسلمين. روى الكليني لعنه الله كذباً عمن سماه سدير ، قال: " سألت أبا جعفر عليه السلام - أي: إمامهم الخامس في العلن محمد الباقر - عنهما – أي عن أبي بكر و عمر رضي الله عنهما – فقال: يا أبا الفضل: ما تسألني عنهما ، فوالله ما مات منا ميت إلا ساخطاً عليهما ، يوصي بذلك الكبير منا الصغير. فهُما ظلمنا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا في الإسلام لا يسكر أبداً حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا. ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا أو تكلم متكلمنا لأبدى من أمورهما ما كان يكتم ولكتم من أمورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بَلِيّة ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أوّلَها فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". ورَوى محدثهم المجلسي وكذلك الطوسي: " اتق العرب فإن لهم خبر سوء أمَا إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد " جاء في هذه الرواية:" أما إنه لا يخرج مع القائم منهم واحد". هذه الصيغة هي صيغة وصية جدِّهم ساسان الأكبر، لذلك رَدّدوها بكثرة في رواياتهم لِيَعلم الكبير والصغير منهم على أنهم مطالبون بإبادة العرب. وقال النعماني؛ تلميذ الكليني: " يقوم القائم بأمر جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يَسْتَتِيب أحداً، ولا تأخذه في الله لومة لائم ". لما زار السيد حسين الموسوي الخميني لِتهنئته على توليته الحُكم ، قال له - وقد تقدم ذكره -: "سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم ، سنسفك دماء النواصب سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ، ولن نترك أحدا ًمنهم يفلت من العقاب ، وستكون أموالهم خالصة ًلشيعة أهل البيت وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ولابد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة ؛ قبلة ً للناس في الصلاة ، وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام ، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقي إلا التنفيذ "جاء في كلامه: "ولن نترك أحداً يفلت من العقاب"، وهي أيضاً صيغة جدهم ساسان الأكبر. أما النواصب، فهم في سرائرهم كل العرب. وأهل البيت هم أهل بيت ساسان الأكبر وليس أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال لعنه الله في كلامه للسيد حسين الموسوي:" آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم" والله وتالله ما قصد إلا وصية جده ساسان الأكبر. وحتى لا أطيل أود أن أقول للذين يسعون إلى التقريب، أنكم تدعون إلى التقريب بين المجوسية والإسلام. ومن أراد أن يتأكد من ذلك فما عليه إلا أن يُقارن بين عقائد التشيع الإمامي وعقائد المجوس قبل الإسلام ، وسيجدها هي نفسها. وخلاصة القول مليار يهودي ونصراني ولا زنديق واحد. ما علينا أن نفعله هو أن نبين لأبنائنا أن عقائد التشيع الإمامي عقائد مجوسية ومن يتدين بها إنما يتدين بدينٍ هجينٍ، حتى لا يخسروا آ خِرَتَهم بالمجان.
أبو علاء الدين الخميس 7 مارس 2013 م
السلام عليكم ورحمة الله لعل هذا المقال كتب في فترة سابقة,أما الآن فقد بينت الأحداث المتلاطمة كأمواج البحرأن الشيعة هم العدو الأكبر للأمة... ومع ذلك لم يدع أحد من السنة إلى استئصالهم...فليعزلوا عنا ...لنا ديننا ولهم دينهم... السنة في أنحاء متفرقة يعيشون معركة حياة أو موت...طرفها الثاني هم الشيعة كما لم يشهدوه من قبل........... نصر الله الحق وأهله آمين