الصلة بين التصوف والتشيع
بليل عبد الكريم
الخميس 21 مارس 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="الصلة بين التصوف والتشيع" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A9.jpg" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الصلة بين التصوف والتشيع</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الصِّلة بيْن التصوُّف والتشيُّع حقيقة تحدَّث عنها كثيرٌ من النقَّاد، مثل ابن خلدون، وإحسان إلهي، وكامل مصطفى الشيبي، وهو ممَّن أفرد كتابًا لإثبات ذلك، وغيره ممَّن عقدوا مقارناتٍ بين اعتقادات وطقوس الفريقين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ودواعي التنبُّه إلى المقاربة بين الطائفتين كثيرة، منها منشأُ التصوف وبيئتُه وأقطابه ومصطلحاته، وكثير مِن العقائد التي به، غير أنَّ ما يرسِّخ التواصلَ بينها هو ظهور الدولة العُبيديَّة الشِّيعيَّة الإسماعيليَّة الباطنيَّة المتسمية بالفاطميَّة، فقدْ لبِس التصوف في عهدها والذي تلاها لباس الشيعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتعقد المقارنة بادئ ذي بَدْءٍ في نشأة التصوف، فالتصوف منبتُه فارسي شِيعي؛ وينصُر هذا الرأي طائفةٌ من خصوم التصوف من السُّنة، وأخرى مِن أهل التصوف من السُّنة والشيعة، وبين أولئك باحثون في التصوف يؤيِّدون ذا الرأي، إلا أنَّ لكل طرف غرضَه مِن نصرة ذا الرأي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالثابتُ مِن كتُب كثير ممِن عاصر الصوفية؛ وغيرهم: أنَّ أوَّلَ مَن أسَّـس التصوف هم: الشيعة، ومرجِع النشأة لرجلين منهم؛ هما "عبدك"(ت 210) مختصَر عبدالكريم، وهو على رأس طائفة شيعيَّة، وأبو هاشم الكوفي الشيعي الصوفي (ت150)<font size="3"><sup>(1)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالتصوُّفُ وليدُ التشيُّع، وبداية أمر حركة التصوُّف الفرس؛ الذين يمثلون عصبَ التشيع ودمَه الفوَّار، وكبار المتصوِّفة والمنظِّرين له فرس؛ كالبسطامي والحلاَّج، ومعروف البلخي وابن خضرويه البلخي، ويحيى بن معاذ الرازي، وللتشيُّع أمشاجٌ فارسية متعدِّدة الثقافات والعقائد، وشيعة العِراق زُمرة فِراق، وشِرذمة شِقاق، دأبهم تشقيق الكلام، والتلفيق بيْن الأديان، وذِي سيرتهم قبل الإسلام، وصَنيعهم مع جمهرةِ الأديان التي حلَّتْ أرضهم، والفرس أُصيبوا بداء (الغنوص) وهي فلسفة حلوليَّة ذات طابع رُوحاني صوفي مَحْض سَرَتْ في أديان وطوائفَ عِدَّة، بنِسَبٍ متقارِبة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والفرس يصبغون أيَّ دِين يرِد عليه بلبوسهم، ويُذيبونه في ثقافتهم وعقائدهم، فيَصطلحون على ما سلَف مِن أمرهم بلُغة ما ورَد على ديانتهم الجديدة، فإنْ تبصَّر الواعي أمرهم دَرِي أنَّ كِسرى صار يُسمَّى إمامًا، والمرجع الشيعي صار يُسمَّى شيخَ الطريقة، والأئمَّة الاثنا عشر هم الأقطاب والغوث، ومراتب دُعاة الباطنيَّة الإسماعيليَّة هم الأوتاد والأتقياء والنجباء والمريدين عندَ الصوفيَّة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">و"ليس مِن قبيل المصادفات أن تَنشأ الحركةُ الصوفية المتطوِّرة في البصرة، وهي بيئةٌ شِبه فارسية، والواقع أنَّ الدارسَ لا بدَّ أن يتوقَّف عند هذا العدد الهائِل مِن الصوفية التي أصولهم إيران، والذين ترِد ترجماتهم في كتُب التصوُّفِ العربية، وأنْ يستوقفَه أيضًا أنَّ هؤلاء جميعًا كانوا مِن أصحاب جوامع الكَلِم، وأنَّ بداية التعمُّق الصوفي والإغراق في الرَّمز، أو ما عُرِف باسمِ الشطح على يدِ أبي يَزيد البسطامي، وهو مِن أصلٍ فارسي"<font size="3"><sup>(2)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والطُّرُق الصوفيَّة تُشبه في نشأتها فكرةَ الحوزات الشيعيَّة، والمرجِع الشِّيعي، ورواد الحوزة، فأصل الفِكرة فارسي، وأصلُ كلمة الخانقاه فارسي تُطلق على المباني التي تُقام لإيواءِ الصوفية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">واختار الآملي (794هـ)<font size="3"><sup>(3)</sup></font> - وهو شِيعي - انتسابَ التصوُّف للتشيُّع، مستندًا لأقوال مِن أقطاب الشيعة كابن المطهِّر الحِلِّي في كتابيه "منهاج الكرامة" و"كشف الحق"؛ ليدلِّل على أنَّ العلوم اللَّدُنيَّة والحقائق الإلهيَّة مخصوصة بعليٍّ رضي الله عنه دون غيرِه مِن الأولياء، وقال: إنَّ الفَرْق بين الشيعي والصوفي أنَّ الأول مؤمنٌ عادي، والثاني مؤمنٌ ممتحَن، والصوفية اختصاصهم بالأسرار الإلهيَّة، وهم لذلك الشيعةُ الخاصَّة<font size="3"><sup>(4)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالتيَّار الرُّوحاني العِرفاني امتدادٌ للغنوصية؛ امتداد طبيعي لعقيدة "وَحدة الوجود العرفانية"، التي غصَّتْ بها دياناتُ الشرق، ونمَتْ بأرض العراق، ثم سَرَتْ للشام ومصر، مِن القرن الثالث قَبل الميلاد، كالمندائية وطوائف مِن النصرانية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومطلع قرن التصوُّف والصوفية البصرة؛ وبها دياناتٌ لها نَصيب مِن العقائد الغنوصية العرفانية؛ فهي على مقربةٍ مِن حواضرِ بلاد فارس، وزاد أثَرُ المخلَّفات العقديَّة والموروثات الدينيَّة القديمة، والفلسفة اليونانيَّة الأفلاطونيَّة الحديثة بعدَ عصر الترجمة، ثم كسا النظر رؤية المثل، مِن سلوكيات رُهبان أهل الكتاب بالبصرة، وكثرة الاحتكاك بهم، وبلَغ التصوفُ ذروتَه في نهاية القرن الثالث الهِجريِّ على يدِ فُرسٍ مسلمين ونصارَى أسلموا.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والغنوصية عقيدةٌ تمزج بين رُوحانية الشرق الآسيوي ومنطق الغرب الإغريقي، فبَعدَ سقوط آخِر دولة عراقيَّة في القرن السادس قبلَ الميلاد على يدِ الفُرس، واحتلال الشام ومصر مِن قِبل الإغريق، ثم الرومان، بدأ يتغلغل في هذه البلدان تيَّارانِ دِينيان: التيار الدِّيني الآسيوي "الهِندي الصِّيني"، من عقائد هندوسيَّة وبوذيَّة وتاويَّة، تؤمِن بعقيدة وَحدة الوجود، عن طريق بلادِ فارس؛ وكانت فارس تضمُّ ما بين باكستان إلى مشارفِ الشام.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم التيَّار الفلسفي المنطقي اليوناني الذي يَفصِل بيْن الخالق والمخلوق، ويرَى تَعدُّدَ الآلهة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والغنوصية مَرَّتْ بكثير مِن الأديان وصِبغة القابالاه اليهوديَّة والرهبنة النصرانَّية، ثم التصوُّف الإسلامي، ويرى محمَّدُ بنُ أحمدَ البيرونيُّ (ت440)<font size="3"><sup>(5)</sup></font> أنَّ مَرَدَّ التَصوف في بلاد المسلمين إلى تصوُّف الهندوس في الهند؛ يقول: "ومنهم مَن كان يرَى الوجودَ الحقيقيَّ للعِلَّة الأولى فقط، لاستغنائها بذاتها فيه، وحاجة غيرها إليه، وأنَّ ما هو مفتقرٌ في الوجودِ إلى غيره، فوجودُه كالخيال غير حقٍّ، والحقُّ هو الواحِد الأوَّل فقط، وهذا رأي السوفية - بالسِّين - وهم الحُكماء، فإنَّ سوفيا باليونانية: الحِكمة، وبها سُمِّي الفيلسوف: بيلاسوفا؛ أي: محب الحِكمة، ولَمَّا ذهب في الإسلام قومٌ إلى قريبٍ مِن رأيهم سُمُّوا باسمهم، ولم يَعرف اللقبَ بعضُهم؛ فنسبهم للتوكُّل إلى الصُفَّة، وأنَّهم أصحابُها في عصرِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثمَّ صُحِّفَ بعد ذلك.."<font size="3"><sup>(6)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والقشيريُّ ذكَر أنَّه "ليس لهذا الاسمِ أصلٌ في اللُّغة العربية"<font size="3"><sup>(7)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويرجع ديورانت التصوُّفَ الإسلاميَّ إلى أصولٍ كثيرة: </b>مِنها نزعةُ الزُّهد عندَ فُقراء الهندوس، وغنوصيَّة مصر والشام، وبحوث الأفلاطونيَّة الجديدة عندَ اليونان المتأخِّرين، وتأثير الرُّهبان المسيحيِّين الزاهدين المنتشرين في جميعِ بلادِ المسلمين<font size="3"><sup>(8)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ويرَى أبو زهرةَ أنَّ الينبوع الثاني للتصوُّف "الذي وجَّه النفوس هو ما سرَى إلى المسلمين مِن فِكرتين: إحداهما فلسفيَّة، والأخرى مِن الدِّيانات القديمة، وهما:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الفكرة الأولى:</b> فكرة الإشراقيِّين مِن الفلاسفة، وهُم الذين يرَوْن أنَّ المعرفة تقذِف في النفس بالرِّياضة الرُّوحيَّة والتهذيب النَّفْسي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الفكرة الثانية:</b> فِكرة الحلول الإلهي في النُّفوسِ الإنسانيَّة، أو حلول اللاهوت في الناسوت.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتلك الفِكرة قد ابتدأتْ تدخُل في الطوائف التي كانتْ تَنتمي كذبًا إلى الإسلام في الصَّدْر الأوَّل، عندما اختلَط المسلمون بالنَّصارى، وقد ظهرَتْ تلك الفِكرة في السبئيَّة وبعض الكيسانيَّة، ثم القَرامطة، ثم في بعضِ الباطنيَّة، ثم ظهرتْ في لونها الأخير في بعضِ الصوفيَّة"<font size="3"><sup>(9)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومَنبتُ التصوُّف البَصرة، وهي موطنٌ لرُهبان النصارَى؛ لذا شاع إنكار تشبُّه الصوفية في رَهبنتهم بالنَّصارَى، ومِن ذاك نقد حماد بن سلمة (157هـ)<font size="3"><sup>(10)</sup></font> فرقدًا السبخيَّ البصريَّ (131هـ)<font size="3"><sup>(11)</sup></font>؛ حينما رآه مرتديًّا ثيابَ صوفٍ، فقال له: "ضعْ عنك نصرانيتَك هذه"<font size="3"><sup>(12)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويَصِف بعضُ الباحثين أنَّ "هذه الدِّيانة المسيحيَّة بتعاليمها وتعاليم مُعتنقيها قد أثَّرتْ في نشأة التصوُّف الإسلامي وتأثَّر بها"<font size="3"><sup>(13)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويرَى البعضُ أنَّ المصادر الداخليَّة والخارجيَّة كلها ينابيع استقَى منها التصوُّفُ بصفته ظاهرةً إنسانيةً عابرة للحضارات والأديان، تَسعَى للبحث عن الحقيقة في الصَّفاء الرُّوحي، وكثيرٌ مِن المتصوِّفة كانوا نصارَى قبل إسلامِهم أو مِن بيئة نصرانيَّة، كمعروفٍ الكرخيِّ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">و"هناك فئةٌ مِن أكابر المستشرقين أمثال: وينفيلد، جوزيف فون هامر، ثولك، فون كريمر، كار هينرخ بيكر، هانز هينريخ شيدر، وجولد تسيهر، ونيكلسون (في أبحاثه الأولى)، ربطوا الحركة بتأثيرات أجنبية: مسيحية وهندية وفارسية ويونانية، فيرى بعضُهم أنَّ الزهدَ في الإسلام تقليدٌ لرهبنةِ النُّسَّاك مِن النصارَى"<font size="3"><sup>(14)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والذي يَظهر من بين هذه الاختلافات:</b> أنَّ التصوفَ ظهَر بعد الإسلام في شكلِ زهدٍ ورغبة في الدار الآخرة، وكبْح جِماح النفس عن حبِّ الدنيا مهما أمكن، ومدار التصوُّف على الزيادة في التعبُّد والسعي للتقشف، فافترق الناسُ في أمْر هؤلاء الذين زادوا في أحوالِ الزُّهد والورَع والعِبادة على ما عُرِف من حال الصحابة، فقوم يذمونَهم وينتقصونهم ويرمونهم بالبِدعة، وقومٌ يجعلون ذا الطريق مِن أكملِ الطرُق وأعلاها، والتحقيقُ أنَّهم في هذه العبادات والأحوال مجتهدون، منهم الصالحون ومنهم القاسِطون، وبيْن أولئك عوام قد يَنسُبون لأئمَّتهم من الأقوال والأفعال ما لا يصحُّ سندًا ولا أصلاً في التصوف، والصوفية أجيالٌ، والتصوُّف أطوار، وتداول الأيَّام يعقبه تواردُ الأفكار والنظريات، التي منها الدخيل على أهلِ الطريقة، وبعضها يُعكِّر صفاءَ الصفوة، بل منها ما هو على خِلاف ما أصَّل أئمَّةُ وسَلَفُ الصوفية، والباحثون في الأديان والفِرق يَدرون كيف تتسرَّب الأفكارُ الدخيلة لكثيرٍ مِن الأديان والفرق، فإن لم يعقب التسرُّبَ حركةٌ إصلاحية اندثرتْ آثارُ سلَفِ الطائفة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقدْ لحِق التصوفَ ما يطرأ على غيره مِن سائر المبادئ والأفكار، مِن حبٍّ للتطوير، وإدخالِ شتَّى المفاهيم؛ بقصدِ تهذيب الفِكرة، وعرضها في شكلٍ متكامل، بغضِّ النظر عن مطابقتها للحقِّ أو مجانبتها له، وذا يُحدِث ارتباكًا في أيِّ تيَّار دِيني بين أجياله، حال مراجعةِ الخَلَف لما كان عليه السَّلَف، مما يتولَّد عليه توجُّهات، الأول يَبغي إبقاءَ الحال على ما آل إليه؛ على مذهب (ما تَرَك الأولُ للآخِر)، والثاني يستفيد من التبدُّل؛ صلاحية التغيير لِمَا يناسبه، على مذهبِ (هُم رجالٌ ونحن رجال)، وثالث يثور على الحال، ويَحذَر من المآل، ويدعو للإصلاح بالرُّجوعِ للعهد الأول؛ منهجًا لا أفكارًا، فيُحيي مسالكَ أئمَّة التصوف وأساطين الفقراء والزهاد، على مذهب (كمْ ترَك الأولُ للآخر).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">على أنَّ أقطابَ التصوف وهم يَبنون هذا المسلك، صعُب الابتعادُ عن شتَّى التيَّارات والأفكار المخالِفة للإسلامِ والتأثُّر بها، خاصَّةً مِن الأتباع وبعض الفُرس، وظهورها واضحٌ جليٌّ في معتقداتهم وسائِر سلوكهم، على المستوى الفردي أو الجَماعي، بعدَ أن تنوَّع الأساس الذي قام عليه المذهبُ بادئَ الأمر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ونحاول إجمالَ نِقاط المقارنة بين التصوُّف والتشيع في:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>• مراتب الدعاة:</b> وهي ميزةٌ انفردتْ بها كلُّ الطوائف الشيعيَّة الباطنيَّة ذات العقليَّة الفارسيَّة العُنصريَّة، وسببُها الخوضُ في السريَّة والمعارضة، والتنظير لإطار الدولة داخلَ دولة، وإنْ كان للفكرة إبداعٌ إداري وعبقريَّة تنظيميَّة، إلا أنَّ الغاية ومنهج التسيير يُوحيانِ بكثيرٍ من المكر، واستغفال عقولِ العامَّة والأتباع والمريدين، والصوفية لها مراتبُ بيْن الأولياء وشيوخها وأتباعهم ومُريديهم، وهي القُطب، والبَدل، والنجب، والوتد، والغوث، وغيره مِن مراتب الوليِّ لا يَختلِف عن القولِ بالناطق والتالي والأساس، ومراتب الدُّعاة في الحركة الإسماعيليَّة تبدأ بمرتبةِ الإمام، ثم الباب، الحُجَّة، داعي الدعاة، داعي البَلاغ، النقيب، المأذون، الداعي المحدود، الجناح الأيمن، الجناح الأيسر، المكاسر، المستجيب<font size="3"><sup>(15)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما الحشَّاشون - وهم مِن نتاج الدولة العبيديَّة - فمراتبهم سباعيَّة؛ وهي كالآتي:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة الأولى: مرتبة رئيس الدعوة أو داعي الدُّعاة، وكان أيضًا يُسمَّى نائب الإمام المستور في بلادِ الشام: "شيخ الجبل".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة الثانية: كبار الدُّعاة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة الثالثة: الدُّعاة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة الرابعة: الرِّفاق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة الخامِسة: الضراويَّة، أو الفداويَّة، وهم الفِئة المسلَّحَة في الدعوة؛ التي يُشترَط فيها التفاني والتضحية في خِدمة الدعوة، حتى ولو أدَّى ذلك إلى الموت، الذي اعتبروه أشرفَ نهايةٍ؛ لأنه يضمن لهم السعادةَ في جَنَّةِ الإمام!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة السادسة: اللاصقون.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• المرتبة السابعة: المستجيبون، وهم عامَّة الناس المؤيِّدين للدعوة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">• القول بالعِصمة: وذي وسمةٌ فارسية مِن معتقدهم في كِسرى، ووصمةٌ شِيعيَّة مِن معتقدهم في الإمام، والوليُّ عندَ الصوفي مشابهٌ للقول بعِصمة الإمام عندَ الشيعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فعِصمة الإمامِ لدَى الشيعة من أصولِ الدِّين وثوابت المعتقد، ورَكائِز قيام الخلافة؛ لأنَّ وارث النبي وارثٌ لخصائصه ومزاياه، فخليفة الخليفة مستخلَف بما وجب الخلافة لسلفه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والإمام "كالنبي؛ يجب أن يكونَ معصومًا مِن جميع الرذائل والفواحِش، ما ظهَر منها وما بطن، مِن سنِّ الطفولة إلى الموت، عمدًا وسهوًا، كما يجب أن يكونَ معصومًا مِن السهو والخطأ والنِّسيان"<font size="3"><sup>(16)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>• المزارات والأضرحة:</b> وهي مِن خصائصِ الغلوِّ في الأشخاص وتعظيم الموتى، وميزة المجتمعات التي تفقد أسبابَ الدنيا، فتتلمَّس ما عندَ الموتى، والشيعة اشتهروا بالمراقِد، والصوفيَّةُ بالأضرحةِ والقِباب، ولهم طقوسٌ كأنَّما تواصوا بها، كطلب المدد والغوث مِن الوليِّ الميِّت، والتحدُّث معه وأخْذ العلم مِن الشيخ الميِّت بالرُّؤى والمنامات، يُشبه طلبَ المدَد مِن الأئمَّة عندَ الشيعة، وتلقي العِلم عنهم وهم في قُبورِهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>رأي ابن خلدون:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قال ابنُ خلدون في مقدمته: "ثم حدَث في المتأخِّرين من الصوفيَّة: الكلامُ في الكشف، وظهَر مِن كثير منهم القولُ بالحلول والوحدة (وحدة الوجود)، فشاركوا فيه الإماميَّةَ والرافضة، لقولهم بألوهيةِ الأئمة وحلول الإلهِ فيهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وظهَر منهم القولُ بالقُطب والأبدال، وكأنَّه يُحاكي مذهبَ الرافضة في الإمام والنقباء.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأُشرِبوا أقوال الشيعة، وتوغَّلوا في الديانةِ بمذاهبهم؛ حتى جعلوا مستندَ طريقهم في لبس الخرقة أنَّ عليًّا ألبسها الحسنَ البصريَّ، وأخَذ عليه العهد بالتزام الطريقة، واتَّصل ذلك عنهم بالجُنيد مِن شيوخهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا يعلم هذا عن عليٍّ مِن وجهٍ صحيح، ولم تكُن هذه الطريقة خاصَّةً بعلي - كرَّم الله وجهَه- بل الصحابة كلهم أُسوةٌ في طريق الهدى.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي تخصيص هذا بعليٍّ دونهم رائحةٌ مِن التشيع قويَّة، يُفهم منها ومن غيرها دخولهم في التشيُّع وانخراطهم في سِلْكِه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأكثرُ مَن تكلم مِن هؤلاء المتصوفة المتأخرين في شأن الفاطمي: ابن عربي الحاتمي في كتابه "عنقاء مغرب"، تكلم فيه عن "خاتم الأولياء" وكنى عنه بلبنةِ الفِضة، وجعلوا صاحبَ الكمال فيها خاتمَ الأولياء؛ أي: حائز الرتبة التي هي خاتمة الولاية، كما كان خاتم الأنبياء حائزًا للمرتبة التي هي (خاتمة النبوة)"<font size="3"><sup>(17)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أوَّل مَن أُخِذ عنه التصوُّف:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>اسم الصوفي:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذا الاسمُ لم يكُن في زمَن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وقيل: كان في زمَن التابعين، وقيل: لم يُعرَفْ هذا الاسم إلى المائتين مِن الهجرة العربية؛ لأنَّ في زمن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان أصحابُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُسمُّون الرجل صحابيًّا؛ لشرفِ صُحبة رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>هذا، وقد تنازَع العلماءُ والمؤرِّخون في أول مَن تسمَّى بالصوفي؛ على أقوال ثلاثة:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أ- أنَّ أوَّلَ مَن عُرف بالصوفي هو أبو هاشم الشيعي الكوفي (ت150هـ)، وكان معاصرًا لسفيانَ الثوريِّ (ت 155هـ)، ولجعفر الصادق، ويُنسَب إلى الشيعة الأوائل، ويُسمِّيه الشيعةُ مخترعَ الصوفية، وهو الذي بنَى زاويةً في مدينة الرَّملة بفلسطين، وكان أبو هاشم حلوليًّا دهريًّا يقول بالاتحاد<font size="3"><sup>(18)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ب- يذكُر بعض المؤرِّخين أنَّ عبدك (مختصر عبدالكريم)، أو محمَّد (ت 210)، هو أوَّل مَن تَسمَّى بالصوفي، ويَذكُر عنه الحارثُ المحاسبيُّ أنَّه كان مِن طائفة نِصف شيعيَّة؛ تُسمِّي نفسها صوفيَّة، تأسَّست بالكوفة، و"عبدك" كان رأسَ فرقةٍ مِن الزَّنادقة<font size="3"><sup>(19)</sup></font>، الذين زَعموا أنَّ الدنيا كلها حرام، لا يحلُّ لأحدٍ منها إلاَّ القوت، حيث ذهَب أئمَّة الهدى، ولا تحلُّ الدنيا إلا بإمامٍ عادل، وإلا فهي حرامٌ، ومعاملةُ أهلِها حرام.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">جـ- يذهب ابنُ النديم في "الفِهرست" إلى أنَّ جابر بن حيَّان (ت200 هـ)<font size="3"><sup>(20)</sup></font>، تلميذ جعفر الصادق (ت 208)؛ أوَّل مَن تسمَّى بالصوفي، والشيعة تَعتبِره من أكابرهم، والفلاسفةُ ينسبونه إليهم<font size="3"><sup>(21)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويُطلق اسم التصوف في أوائل ظهوره "على جميعِ الصوفيَّة في العراق في مقابلِ "الملامتية"؛ وهم الصوفيَّة في خراسان، ثم أَخَذ هذا الاسم يُطلَق بعدَ ذلك بقرنين على جميعِ أهل الباطِنِ مِن المسلمين"<font size="3"><sup>(22)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأوَّل مَن حدَّد نظرياتِ التصوف وشرَحَها ذو النون المصريُّ<font size="3"><sup>(23)</sup></font>، وأوَّل مَن بوَّبها ونشرَها الجُنيد البغداديُّ، وأوَّل مَن تكلَّم في عِلم الفناء والبقاء أحمدُ بن عيسى أبو سعيدٍ الخزازُ، شيخُ الصوفية<font size="3"><sup>(24)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إسقاط التكاليف بين الباطنية وغُلاة الصوفية:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أوَّل حركةٍ باطنيَّة إسماعيليَّة أقامتْ دولةً لها كانتْ باليمن على يدِ الحسن بن فرج، الملقَّب بالمنصور، مع عليِّ بن الفضل، وبعدَ أن قَوِيَ عودُهما بدأ الجهرُ بالمعتقدات، فقدْ أحلُّوا الخمورَ والزِّنا واللواط ونِكاح المحارم مِن الأمهات والبنات والأخوات، وأسقطوا الصلواتِ، وأبطلوا الصيامَ وجميعَ المحرَّمات، ولخَّص ذاك عليُّ بن الفضل في أبيات:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">خُذِي الدُّفَّ يَا هَذِهِ وَاضْرِبِي *** وَغَنِّي هَزَارَكِ ثُمَّ اطْربِي</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تَولَّى نَبِيُّ بَنِي هَاشِمٍ *** وَجَاءَ نَبِيُّ بَنِي يَعْرُبِ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أَحَلَّ البَنَاتِ مَعَ الْأُمَّهَاتِ *** وَمِنْ فَضْلِهِ زَادَ حِلّ الصَّبِي</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لِكُلِّ نَبِيٍّ مَضَى شِرْعَةٌ *** وَهَذِي شَرِيعَةُ هَذَا النَّبِي</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فَقَدْ حَطَّ عَنَّا فُرُوضَ الصَّلاَةِ *** وَحَطَّ الصِّيَامَ وَلَمْ يُتْعِبِ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إِذَا النَّاسُ صَلَّوْا فَلاَ تَنْهَضِي *** وَإِنْ صُوِّمُوا فَكُلِي وَاشْرَبِي</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وَلاَ تَمْنَعِي نَفْسَكِ المُعْزبِينَ *** مِنَ الْأَقْرَبِينَ مَعَ الْأَجْنَبِي</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فَمِنْ أَيْنَ حُلِّلْتِ لِلْأَبْعَدِينَ *** وَصِرْتِ مُحَرَّمَةً لِلْأَبِ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أَلَيْسَ الغِرَاسُ لِمَنْ أَسَّسَهْ *** وَسَقَّاهُ فِي الزَّمَنِ المُجْدِبِ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وَمَا الخَمْرُ إِلاَّ كَمَاءِ السَّمَاءِ *** حَلاَلٌ فَقُدِّسْتِ مِنْ مَذْهَبِ<font size="3"><sup>(25)</sup></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونظرتهم للمرأةِ أنَّها نوعٌ مِن أنواعِ المسخِ الذي يُصيب غيرَ المؤمِن<font size="3"><sup>(26)</sup></font>، فهي كالحيوانِ؛ لأنها مجرَّدة عن وجودِ النفْس الناطِقة؛ لذا يَعتقدون أنَّ نفوسَ النِّساء تموتُ بموتِ أجسادهنَّ؛ لعدمِ وجودِ أرواحٍ خاصَّة بهنَّ<font size="3"><sup>(27)</sup></font>!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لذا يَستبيحون الزِّنا بنِساء بعضهم بعضًا؛ لأنَّ المرأة لا يَكمُل إيمانها إلا بإباحةِ فرجِها إلى أخيها المؤمِن!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي ذاكَ اشترطوا ألاَّ يُباح ذلك للأجنبيِّ، ولا لمن ليس داخلاً في دِينهم"<font size="3"><sup>(28)</sup></font>، ولما دنَا التصوفُ مِن الفلسفة فدانَ لها، واختلطتْ به؛ فجرَتْ في علومِه ومصطلحاته، فظهَر التصوفُ الفلسفيُّ، وهذا الطور بدأ في القرن الرابع الهِجري، وعلى رأسه الحسينُ بن منصور الحلاَّج<font size="3"><sup>(29)</sup></font> (ت 309 هـ)، واتُّهم بأنَّه رجلٌ محتال مشعوِذ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومِن رِجال هذا الطورِ أبو بكر محمَّد بن موسى الواسطيُّ<font size="3"><sup>(30)</sup></font> (ت 331 هـ)، وَكان يدْعو إلى التأمُّل في الله، وعدَم ذِكْره باللِّسان، ويُعتبر ذِكْر اللِّسان غفلة أكثر مِن غفلة اللاهين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويُعتبر هذا الطورُ مِن أخطر الأطوار التي مرَّ بها التصوف؛ لأنَّه أدَّى إلى ظهور فِكرة التخلِّي عنِ العبادات الظاهِرة، والتحلُّل مِن التكاليف، وسقوطِ الأوامر والنواهي، وبسببه ظهرتِ الإباحية، التي أثَّرت فيما بعدُ على كثيرٍ مِن الطرق الصوفيَّة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ففي القرن الخامس الهجريِّ يَذكُر ابنُ حزم الظاهريُّ (ت 456هـ) "أنَّ مِن الصوفية مَن يقول: إنَّ مَن عرَف الله تعالى سقطَتْ عنه الشرائع، وزاد بعضُهم: واتَّصل بالله تعالى.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبلغَنا أنَّ بنيسابور اليومَ في عصرنا هذا؛ رجلاً يُكنى أبا سعيد أبا الخير مِن الصوفيَّة، مرَّةً يلبس الصوف، ومرَّةَ يلبس الحرير المحرَّم على الرِّجال، ومرَّة يُصلِّي في اليوم ألف ركعة، ومرَّةً لا يُصلِّي لا فريضةً ولا نافلة! وهذا كفر محض، ونعوذ بالله مِن الضلال"<font size="3"><sup>(31)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي موضعٍ آخَر يقول: "ادَّعت طائفةٌ مِن الصوفية أنَّ في أولياءِ الله تعالى مَن هو أفضلُ مِن جميع الأنبياء والرُّسل، وقالوا: مَن بلَغ الغايةَ القُصوى من الولاية سقطتْ عنه الشرائعُ كلُّها، مِن الصلاة والصيام والزكاة، وغير ذلك، وحلَّتْ له المحرَّماتُ كلُّها مِن الزِّنا والخمر وغير ذلك، واستباحوا بهذا نِساءَ غيرهم، وقالوا: إننا نرَى الله ونُكلِّمه، وكل ما قُذِف في نفوسنا فهو حقٌّ"<font size="3"><sup>(32)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقدْ كان هؤلاءِ بلاءً على الأمَّة، فلم يقتصرْ ضلالُهم على استحلالِ ما حُرِّم، بل شَمِلت شيطنتُهم الفقهاءَ والعلماء، ونبْذ العلوم كافَّة، وتحريض أتباعهم على ترْكها، وتَرْك الجهاد؛ لأنَّ الهدى في اتِّباعهم هم، وهم يُدرِكون العلمَ بلا واسطة بشريَّة، وكان ميزة هذا الطور أنَّه كلَّما زاد نفوذُ التصوف؛ ازداد تغولُ التخلُّف!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكثيرٌ مِن أولئك زَنادقة وفسَّاق ابتغَوا مكاسبَ لهم، فاستخفُّوا قومهم فأطاعوهم، وبعضُهم مِن أساطين الفلاسفة، ورُؤوس الإلحاد، لفَقَّوا علومَ الأوائل بمصطلحاتٍ عربيَّة، يَحسبُها الغافلُ مِن الإسلام، و"هؤلاء لا يُمثِّلون الإسلامَ في شيءٍ، إنَّهم فلاسفةٌ صوفيُّون آمنُوا بالغنوصِ كفِكرة، وصَبغوا مذاهبَهم بصبغةٍ خارجيَّة غيرِ إسلاميَّة، إنَّ منهم مَن اتَّخذ عليًّا وأولادَه مُثُلاً عُليا للحياة الإنسانية السامية، التي تستندُ إلى التأمُّل الباطني الذاتي، ومِنهم مَن حاول أن يُغلِّف مذهبَه بآياتٍ قرآنيَّة؛ حفاظًا فقط على حياتِه، إذا أعْلَن مذهبَه، ومنهم مَن حاول التوصُّلَ إلى كُنه الوجودِ في نظرةٍ عامَّة شاملة فلسفيَّة، ومنهم مَن حاول أن يجِد في الخالق صورةَ المخلوق، أو أن يُلغي ما بيْن الطبيعة الإلهيَّة والطبيعة الإنسانيَّة مِن تمايز وأنانية (أنا)، أو أن يجِد في أصل الوجودِ عنصرين مختلفين للخيرِ والشر، وكيف يتخلَّص الإنسانُ مِن عنصر الشر"<font size="3"><sup>(33)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعُرِفَتْ طائفةٌ منهم بالإباحية، وقيل: مِن هؤلاء ابن خفيف البغداديُّ شيخُ الصوفيَّة في شيراز، وكان الإباحيةُ يستحلُّون الحُرماتِ، وجَعَلوا الشرعَ للعوام؛ لأنَّ القصدَ منه ضبطهم، والكمال عندَهم ذَهابُ الحمية والرِّضا بالدَّنِية في الأهل<font size="3"><sup>(34)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأصحاب هذا التوجه في ترْك التكاليف؛ زعْمهم مبنيٌّ على تقديمِ الذوق على الشَّرْع، فسمَّوا الشريعة والحقيقة، وأكثرُ عمَلهم مخالِف للعِلم الشرعي، فتصدَّى لهم أئمَّةُ التصوُّف ومشايخُ العباد، "وسببُ تعبيرِهم عنِ الشريعةِ بالعِلم أنَّ القومَ أصحابُ إرادةٍ وقصدٍ، وعملٍ وحالٍ، هذا خاصَّتهم، لكن قدْ يعمل أحدُهم تارةً بغيرِ العِلم الشرعي، بل بما يُدرِكه ويجد إرادته في قلبِه، وإنْ لم يكن ذلك مشروعًا مأمورًا به، وهذا كثيرًا ما يُبتلَى به كثيرٌ منهم، مِن تقديم عِلمهم بالذوق والوجد على موجبِ العلم المشروع، ومِن العمل بذوقٍ ليس معه فيه عِلم مشروع"<font size="3"><sup>(35)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ختامًا:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذي جملةٌ مِن المقارنات في النشأة وبعض الأفكار والمعتقَدات المتشابِهة بيْن التصوُّف والتشيُّع، بل منها ما أصْله شِيعي باطنيٌّ تسرَّب للتصوف، وإنْ كان أئمَّة التصوُّفِ مِن السابقين يأبَون تلك الأفكارَ، بل صريحُ قولهم محاربتُها، غير أنَّ الجيل المتأخِّر مِن الصوفية أيَّامَ العُبيدين تسرَّبتْ له براثنُ الباطنية الإسماعيليَّة، وكذا حدَث في الأوائل مِن الدُّخلاءِ والعوامِّ مِن الصوفية، أنْ ولجوا دارَ التصوف محمَّلين بعقائدِ الغنوص وحميَّة التشيُّع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(1) "الصلة بين التصوف والتشيع"، كامل مصطفى الشيبي. دار الأندلس: بيروت. ط(3)، 1982(ص: 271).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(2) "التصوُّف عند الفرس"، إبراهيم الدسوقي شتا، دار المعارف: القاهرة، دت(ص: 23).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(3) بهاء الدين حيدر بن علي العُبيدي، عَلَوي، مِن آمل من طبرستان، يَجمع بين الشيعة والحقيقة، فقيه متكلِّم، شِيعي صوفي.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(4) "الموسوعة الصوفية"، عبدالمنعم الحفني. دار الرشاد: القاهرة. ط(1)، 1992(ص: 9).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(5) محمَّد بن أحمد، أبو الرَّيحان البيرونيُّ الخوارزميُّ: رِياضيٌّ مؤرِّخ، من أهل خوارزم، أقام في الهند بِضع سنين، ومات في بلده، اطَّلع على فلسفة اليونانيِّين والهنود، وعلَت شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره، صنَّف كتبًا كثيرة جدًّا، مُتقَنة، من أهمِّها "الآثار الباقية عن القرون الخالية" و"تحقيق ما للهند مِن مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة"؛ "الأعلام"، الزِّركلي(5/ 314).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(6) "تحقيق ما للهند مِن مقولة مقبولة أو مرذولة"، أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني، مجلس دائرة المعارف العثمانية: حيدر آباد، 1958(ص: 24).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(7) "الرسالة" القُشيري، (ص: 126).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(8) "قصَّة الحضارة" ويليام جِيمس ديورَانت. ترجمة: الدكتور زكي نجيب محمُود وآخرين، دار الجيل: بيروت، ط(1)، 1988(13/214).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(9) "ابن تيمية" أبو زهرة(ص: 198).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(10) حمَّادُ بن سلَمةَ بن دِينار البصريُّ الرِّبعيُّ بالولاء، أبو سملة: مُفتي البَصرة، وأحد رِجال الحديث، ومِن النُّحاة، كان حافظًا ثقة مأمونًا، إلا أنَّه لما كَبِر ساء حفظُه فتركه البخاريُّ، وأما مسلمٌ فاجتهد وأخَذ من حديثه بعض ما سمع منه قبلَ تغيُّره، ونقَل الذهبي: كان حماد إمامًا في العربية، فقيهًا، فصيحًا مفوَّهًا، شديدًا على المبتدعة، له تآليف، وقال ابن ناصر الدين: هو أوَّل مَن صنَّف التصانيف المرضية؛ "الأعلام" الزركلي، (5/ 218).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(11) فَرْقَد بن يعقوب السبخيُّ، أبو يعقوب البصريُّ الحائك، أحدُ العُبَّاد الأعلام، وثَّقه ابن معين، وقال أحمد بن حنبل: ليس بقوي، وقال الدارقطنيُّ: ضعيف؛ "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تح: بشار عوَّاد معروف. دار الغرب الإسلامي. ط(1)، 2003(3/ 480).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(12) "سير أعلام النبلاء" شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، مؤسسة الرسالة: بيروت.ط(9)، 1993(4/ 525).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(13) "التصوف الإسلامي - الطريق والرجال"، فيصل بدير عوف. مكتبة سعيد رأفت: القاهرة، 1983 (ص: 61).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(14) "نشأة الفلسفة الصوفيَّة و تطورها"، عِرفان عبدالحميد فتاح (ص: 40).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(15) "تاريخ الدعوة الإسماعيليَّة"، مصطفى غالب(ص: 28، 29، 33، 34).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(16) "عقائد الإمامية" محمد رضا مظفر، دار الزهراء: بيروت، دت (ص: 104).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(17) المقدمة: ابن خلدون. ص (323،324).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(18) "الصِّلة بين التصوُّف والتشيُّع" كامِل مصطفَى الشيبي (ص: 271).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">بعض الباحثين في التصوُّف يُنكِر تشيعَ أبي هاشم وقوله بالحلول؛ انظر: "دراسات في التصوف الإسلامي - شخصيات ومذاهب"، محمد جلال شرف. دار المعرفة الجامعية: الإسكندرية،1991(ص: 81 - 92).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(19) التصوف: ماسينيون ومصطفى عبد الرازق؛ تر: إبراهيم خورشيد، عبد الحميد يونس، حسن عثمان. دار الكتاب اللبناني: بيروت. ط(1)،1984. ص24.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(20) جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي أبو موسى (ت200 ه‍): فيلسوف كيميائي، كان يعرف بالصوفي، من أهل الكوفة، وأصله من خراسان، اتصل بالبرامكة، وانقطع إلى أحدهم جعفر بن يحيى، وتوفي بطوس. له تصانيف كثيرة قيل: عددها 232 كتابًا، وقيل: بلغت خمسمائة، ضاع أكثرها، وترجم بعض ما بقي منها إلى اللاتينية، الأعلام: الزركلي. ج4، ص259.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(21) الفهرست: محمد بن إسحاق أبي الفرج النديم. دار المعرفة: بيروت. ط()، 1978. ص498.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(22) "التصوف"، ماسينيون ومصطفى عبدالرازِق (ص: 28).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(23) ذو النون المِصري، ثوبان بن إبراهيم الأخميمي المصريُّ، أبو الفيَّاض، أو أبو الفيض: أحد الزُّهَّاد العُبَّاد المشهورين، مِن أهل مصر، نوبي الأصْل مِن الموالي، كانت له فصاحةٌ وحِكمة وشِعر، وهو أوَّل مِن تَكلَّم بمصر في ترتيبِ الأحوال ومقامات أهل الولاية، فأنكر عليه عبد الله بن عبد الحَكم، واتَّهمه المتوكِّل العباسي بالزندقة، فاستحضره إليه وسمِع كلامه، ثم أطلَقه، فعادَ إلى مصر؛ وتُوفِّي بجيزتها؛ "الأعلام" الزركلي (4/ 255).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(24) "شَذرات الذَّهب في أخبار مَن ذهَب"، أبو الفلاح عبدالحي بن العِماد الحنبلي. دار المسيرة: بيروت. ط(2)، 1979(2/ 191).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(25) "تاريخ الفكر الإسلامي في اليمن"، أحمد شرف الدين(ص: 91).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(26) نفس نظرة فرسان المعبَد وعَبَدة الشيطان، فهم يرَوْن أنَّ الشيطان يتمثَّل في صورةِ امرأة.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(27) "دائرة المعارف الإسلامية" مادة (نصيري).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(28) "الحركات الباطنية" محمد الخطيب (ص: 370).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(29) الحسين بن منصور الحَلاَّج، أبو مغيث: فيلسوف، يعدُّ تارةً في كِبار المتعبِّدين والزهَّاد، وتارةً في زمرة الملحِدين، أصله مِن بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق (أو بتُسْتَر)، وانتقل إلى البصرة، وحجَّ، ودخَل بغداد وعاد إلى تُستَر، وظهر أمرُه سنة 299 هـ،‍ فاتبع بعضُ الناس طريقتَه في التوحيد والإيمان، ثم كان يتنقل في البلدان وينشُر طريقتَه سرًّا، وقالوا: إنَّه كان يأكُل يسيرًا ويُصلِّي كثيرًا ويصوم الدهر، وإنَّه كان يُظهر مذهبَ الشيعة للملوك العباسيِّين، ومذهبَ الصوفية للعامَّة، وهو في تضاعيف ذلك يدَّعي حلولَ الإلهية فيه، وكثرت الوشاياتُ به إلى المقتدرِ العباسي فأمَر بالقبضِ عليه، فسُجِن وعذِّب وضُرِب، ثم قُتِل حدًّا، وادَّعى أصحابه أنه لم يُقتلْ، وإنما ألقي شبهه على عدوٍّ له، وقال ابن النديم في وصفه: كان محتالاً يتعاطَى مذاهبَ الصوفية، ويدَّعي كل عِلم، جَسورًا على السلاطين، مرتكبًا للعظائم، يروم إقلابَ الدول ويقول بالحلول؛ "الأعلام" الزركلي (5/ 183).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(30) محمَّد بن موسى الواسطيُّ أبو بكر، متصوِّف، مِن كبار أتباع الجُنيد، فرغاني الأصْل، مِن أهل واسط، دخَل خراسان، وأقام بمَرْو فماتَ بها، قالوا: لم يتكلمْ أحدٌ مثله في أصولِ التصوف؛ المرجع نفسه (17/ 271).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(31) "الفِصل في الأهواء والمِلل والنِّحل" ابن حزم الظاهري. دار المعرفة: بيروت، 1983(4/ 226).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(32) المرجع السابق (4/ 226).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(33) "نشأة الفِكر الفلسفي"، سامي النشَّار(1/ 212).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(34) "الموسوعة الصوفيَّة"، عبدالمنعم الحنفي (ص: 8).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(35) "الاستقامة"، أحمد بن عبدالحليم ابن تيمية الحرَّاني أبو العباس؛ تح: محمد رشاد سالم. جامعة الإمام محمد بن سعود، المدينة المنورة. ط(1)، 1403(1/ 100).</font></font></p>
التعليقات
نادر آنو الاشنوني الإثنين 13 مايو 2013 م
هناك مواقف صريحة لائمة الشيعة من التصوف، مثلا (الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، هل لدى الاخ الباحث فكرة عن الامام الحسن العسكري ورايه بالتصوف!! . على الاخ الباحث مراجعة بحثه، والذي -وان- بدأ منهجياً لكنه بحث غير موضوعي. الموضوعية تقتضي من الباحث الجهبذ -الحياد- والا فالبحث هواء في شبك. سهل جدا احالة الاهواء الى مظانها.
محمود المصري الثلاثاء 2 أبريل 2013 م
جميل الموضوع
محمود المصري الثلاثاء 2 أبريل 2013 م
جميل الموضوع
محمود المصري الثلاثاء 2 أبريل 2013 م
جميل الموضوع