استراتيجيات لمواجهة التشيع
فيصل الشامي
السبت 30 مارس 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="استراتيجيات لمواجهة التشيع" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%AA.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>استراتيجيات لمواجهة التشيع</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الليبراليون، الإسلاميون، الإعلام الرسمي، الإعلام الخاص، وسائل التواصل الاجتماعي، رسائل الجوال، كلنا في حيص بيص، وملايين التويتات والولولات تشتكي المد الشيعي المحلي والعالمي. الدعاوى لا تنتهي، والرسائل التي تبدأ بـ (اعلم أيها السني)، وتنتهي بـ (انشر تؤجر) أصبحت يومية، ولكن للأسف لا نرى استراتيجية واضحة لمواجهة هذا المد، ونحن عملياً لا نتجاوز رسائل التحذير والصياح، فلماذا ولماذا؟ هل فعلاً نحن عاجزون عن معالجة هذه الأزمة التي اتفقنا جميعاً بوجودها، أم كما يرى آخرون أن البعبع الشيعي أصبح لدى البعض مكسب وفزاعة قوية تستخدم لمواجهة المد السني الإصلاحي، لست من يجيب ولكن اسمحوا لي أن أدلو بدلوي وأوجه حديثي المتواضع والعفوي للساسة والعلماء ورجال الإعلام والأعمال في الدول العربية لمواجهة المد الشيعي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكي نواجه التشيع لا بد من تشجيع البحث العلمي البناء، فليس من المعقول أن نولول كلما صنعت إيران صاروخ أو غواصة أو مفاعل نووي، ونحن في دولنا نحارب الإبداع عملياً رغم أننا إعلامياً ومهرجانياً ندعي تشجيعه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- بناء علاقات تعاون مع دول الربيع العربي، وعلى الدول الغنية تقديم دعم حقيقي سياسي واقتصادي للدول العربية التي تعاني من مشاكل اقتصادية؛ فهذه الدول وأهمها مصر رفضت كثير من المساعدات المشروطة من إيران.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- نحتاج لمزيد ومزيد من كفالة الدعاة السنة في أفريقيا وباقي دول العالم فخلال الأعوام العشر الماضية من 2003 وحتى اليوم زاد عدد الدعاة الشيعة في أفريقيا وحدها بنسبة 800%، وقلت نسبة الدعاة المدعومين من المؤسسات الرسمية والشعبية السنية بنسبة 40% والمؤسسات العاملة في أفريقيا لديها ما يثبت ذلك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- دعم حركات المقاومة السنية دون خجل، وعلينا مساندة جميع المنظمات الإسلامية والوطنية الشريفة، ودعم الشعب الفلسطيني الأبي في غزة، فليس من المعقول أن نتخلى عن شعب محاصر جائع مبدع حفر بيديه الخنادق، ويصنع أسلحته الذاتية من العدم، ويتخرج سنوياً من مساجده خمسة آلاف حافظ، كيف نتخلى عن هذا الشعب العظيم ونخذله ثم نولول حينما يستقبل تبرعات من الشيعة وإيران؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تبني ورعاية التجارب الناجحة السنية على مستوى الشباب والمنظمات الخيرية والدعوية، فالدول العربية والفرق الشبابية والجامعات تزخر بملايين قصص النجاح، والشباب الذين يحتاجون الدعم والتبني والرعاية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- لا بد أن نعود للأولويات التي لا خلاف عليها من الركائز الإسلامية كالمحافظة على صلاة الفجر، فأمة تسهر على المعاصي، وتنام عن الصلاة المكتوبة؛ لن تكون مؤهلة لمقاومة ومواجهة أي مد عقدي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تبني سمة البساطة وعدم التلكف والبذخ من قبل القيادات السياسية والدينية والفكرية في المظاهر العامة والخاصة، والتركيز على الجوهر، والاهتمام بالمواطن العربي والتنمية والتعليم، أسوة بما يراه المواطن الكادح من قبل قيادات إيران السياسية والدينية وابتعادهم عن البذخ والإسراف، وليس سراً أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يلبس بدلة مصنوعة في إيران قيمتها لا تتجاوز عشرون دولاراً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- رعاية بعض الفئات التي لها مكانة وتستحق الدعم، على سبيل المثال الفقراء من آل البيت في اليمن تصرف إيران رواتب للفقراء منهم لتكفيهم الطلب والسؤال، بينما تصرف دولة خليجية مئات الملايين كمساعدات لولاية أمريكية عانت سابقاً من الكوارث الطبيعية، ويمكن الرجوع لمقال المفكر فهمي هويدي لمزيد من الإيضاح.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- نشر وتشجع ودعم المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية والكتب والمنتديات التي تتحدث عن السنة الوسطية وسماحتهما.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- من الضروري أن يحسم كبار علماء السنة قولاً بيناً في الشيعة حيث إن المواطن العادي لا يملك رؤية واضحة عن الشيعة الذين يعيشون بيننا من حيث حقيقة مذهبهم، وجواز أو عدم جواز كثير من المعاملات معهم، مثل المصاهرة والبيع والشراء والتوظيف والتأجير، وغير ذلك من ضروريات التعايش، حيث يكتنف هذا الموضوع كثير من الغموض؛ فالكثير من القنوات التلفزيونية تعرض آراء متشددة في كثير من جوانبها، والرجوع إلى كبار العلماء المعاصرين والسلف نجد آراء أكثر تسامحاً، وعامة الناس تحتاج وضوحاً في هذا الجانب، لكي يستطيع الناس التعاطي بثبات مع الشيعة، وتحديد الفئات التي نستطيع التعاون والتواصل معهم لقربهم من أهل السنة، ومن يتوجب علينا الحذر منهم، ولا يمكن الالتقاء بهم أو التعامل معهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- يجب على الدول الاسلامية والعربية تعظيم الرموز الإسلامية المعاصرة والقديمة، بتشجيع الدراسات والبحوث والمنتديات التي تبرزهم، وتتحدث عنهم، وإطلاق أسماء رموز أهل السنة على المحافل والمرافق الهامة مثل الجامعات الكبيرة والمطارات.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تقديم العلماء والدعاة وتقديرهم وإعطائهم المكان المناسب، ومشاورتهم ومشاركتهم القرار، وعدم حصرهم في حلقات العلم الشرعي والمساجد، وبطبيعة الحال لا أقصد هنا التسويق لولاية الفقيه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- الترابط مع القوى السنية الحقيقية والمخلصة في الدول الأخرى، فليس من المعقول أن يكون ممثل الشيعة في لبنان هو حزب الله وحسن نصر الله الذي نتفق جميعاً أنه مخلص ومتفاني لخدمة المذهب الشيعي، بينما أصبح البديل السني لدى الكثير هي عائلة الحريري التي تحررت من المذهب السني في كثير من تصرفاتها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- أن تعطي الدول العربية مزيد من الحريات للشعوب فليس من المعقول أن نواجه ونقارع دولة يمارس شعبها الكثير من الديمقراطية، بينما معظم الشعوب العربية محرومة منها، فالشعوب المقهورة والمهمشة مهما كانت أرصدتها المالية كبيرة، وأبراجها عالية، وسيارتها فارهة، مهما كانت غنية فلن تستطيع مواجهة الشعوب الحرة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تحرير الإعلام العربي الرسمي والخاص وعدم مصادرته واختطافه لفئة أو تيار، فليس من المنطقي أن يسيطر الليبراليون وهم لا يشكلون 2% من الشعب على 80% من منصات الإعلام المحلية في بعض دول الخليج.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- من المهم تشجيع الرياضة للجميع بصورة حقيقية، وليس كما يحدث في كثير من دول الخليج، فلدينا أندية ومنتخبات وبرامج تلفزيونية وعشرات القنوات الرياضية، وفي الأخير لا يمارس الرياضة إلا 5% من الشعوب الخليجية، والبقية من الشعب أمام الشاشات وفي المدرجات يعانون من الضغط والسكر والبدانة رغم أن نسبة ما نصرفه على الرياضة في دولنا الخليجية عشرات أضعاف ما تصرفه إيران على فرقها ومدربيها، وللأسف بعد كل هذا البذخ مجمل نتائجنا في الرياضة مخيبة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- الاعتزاز بقيمنا وثوابتنا الإسلامية، وزرع ذلك في شبابنا والحرص على مناهج دراسية تكرس هذه القيمة، فليس من المنطقي أن نحاكي ونقلد وندخل مع القيم والثقافات الغربية في كل جحر، ثم ننادي للاعتزاز بوطنيتنا وثقافتنا وقيمنا الإسلامية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تطهير بيوتنا من الاحتلال الإعلامي والثقافي الذي تبثه القنوات الهدامة، ولمزيد من التوضيح يمكن الرجوع لتسريبات الويكيليكس الصادرة عن السفارات الأمريكية التي أثنت على قنوات موجودة في بلادنا فعلت بشبابنا ما لم تفعله القنوات الغربية والنصرانية الصرفة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تنويع مصادر الدخل، فليس من المعقول أن تكون إيران الدولة المحاصرة اقتصادياً تعتمد على البترول بنسبة أقل بكثير من الدول الخليجية التي لا يحاصرها سوى عقول بعض أبنائها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- تكريس الاعتزاز بالقيم والمبادئ الإسلامية في إعلامنا المرئي، فليس من المعقول أن تكون القنوات الإيرانية محتشمة، ومذيعات قنوات الشيعة ملتزمات بالزي الإسلامي، بينما مذيعات معظم قنوات أهل السنة فرجة للجميع، حتى أصبح عملياً من أهم الشروط لتوظيف المذيعات هو كثافة المكياج، وتعرية نسبة من الشعر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- التواصل والتحاور مع الشخصيات والمؤسسات الشيعية المعتدلة، وتبني نقاط التقاء أسوة بما نمارسه عملياً مع الثقافات الأخرى، فهناك كثير من الشيعة مؤسسات وأفراد يمكن التعامل والتعاون معهم، وبناء تجارب ناجحة يستفيد منها الجميع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- عدم اختلاق غزوات وهمية مع الشيعة لصالح أطراف أخرى، فليس من الحكمة تبني ملفات غربية سياسية واقتصادية بالوكالة ما لم تكن هذه الملفات هي أولويات تشكل مصلحة لدولنا وشعوبنا وقيمنا الاسلامية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- إعطاء المواطنين الشيعة حقوقهم الوطنية المشروعة، دون شطط أو مبالغة؛ لأن العدل قيمة إسلامية ووطنية وإنسانية، والعدل يولد الانسجام والتعاون والثقة بين أفراد الوطن، والشيعة جزء لا يمكن تجاهله في كثير من دولنا العربية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- من المهم أن نرتب ملفاتنا، ونتجنب خلطها أو قلب أولوياتنا، فحينما نتعامل مع الشيعة ودولتهم إيران وكيفية معاملتهم، مهما انشغلنا بهذا الملف فلا ينبغي أن يكون الملف الشيعي الإيراني بديلاً ينسينا الملف الإسرائيلي الصهيوني، وهذا ما تسعى له الدوائر الصهيونية وكثير من الدول الغربية، وللأسف كثير من نخبنا الإعلامية يخدمون في هذا الاتجاه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- على العلماء والدعاة والمنتديات السنية ممارسة الدعوة الحسنة مع الشيعة كأفراد ومؤسسات وشعوب مهما ورثنا من حساسيات تجاههم، ولنتذكر أن أسمى أهدافنا أن يهدينا الله لطريقه الصحيح، وأن يستخدمنا لهداية البشرية، فليس من المعقول أن نخص فقط الدعوة والموعظة الحسنة لأهل الكتاب الذين قاموا باختراق منظوماتنا الثقافية والإعلامية والتعليمية، ثم نبخل بهذا الخير على الشيعة الذين أفتى كثير من العلماء أنهم من أهل القبلة.</font></p>
التعليقات