اليهود يساندون شيعةَ الكرخ ضد السنة
هيثم الكسواني
الإثنين 15 أبريل 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="اليهود يساندون شيعةَ الكرخ ضد السنة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>اليهود يساندون شيعةَ الكرخ ضد السنة</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ظل حيّ الكرخ في بغداد مسرحاً للصدامات بين السنة والشيعة طيلة العهد البويهي تقريباً<font size="3"><sup>(1)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالكرخ هو من أحياء بغداد التي كان فيها وجود شيعي ملحوظ، وبقدوم البويهيين الشيعة إلى بغداد، وتسلّمهم زمام الأمور في سنة 334هـ أصبح التشيع ينتشر ويقوى، فقد دعم البويهيون الشيعةُ بني جلدتهم في الكرخ وغيره في إقامة طقوسهم، والإساءة إلى أهل السنة وعقيدتهم، وإلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فما هي إلاّ سنوات قليلة من سيطرة بني بُويه على بغداد والدولة العباسية حتى صار لعنُ الصحابة يُكتب على أبواب المساجد، يقول ابن كثير في أحداث سنة 351هـ: "في هذه السنة كتبت العامة من الروافض على أبواب المساجد ببغداد:‏ لعَن الله معاويةَ بن أبي سفيان، ولعن مَن غصب فاطمة فدك (يعنون أبا بكر رضي الله عنه) ومن أخرج العباس من الشورى (يعنون عمر رضي الله عنه) ومن نفى أبا ذر (يعنون عثمان رضي الله عنه) ومن منع دفن الحسن عند جده (يعنون مروان بن الحكم)‏.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولما بلغ ذلك معز الدولة لم ينكره ولم يغيره، ثم بلغه أن أهل السنة محوا ذلك، فأمر بأن يُكتب‏:‏ لعن الله الظالمين لآل محمدٍ من الأولين والآخرين، والتصريح باسم معاوية في اللعن، فكُتب ذلك. قبح الله معز الدولة وشيعته من الروافض"<font size="3"><sup>(2)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي العام التالي أصبحت طقوس عاشوراء من اللطم والنياحة والإساءة إلى الصحابة، وكذلك الاحتفال بأعياد الشيعة تُفعل علانية في الأسواق، يقول ابن كثير في أحداث سنة 352هـ: "في عاشر المحرم من هذه السنة أمر معز الدولة ابن بويه - قبحه الله - أن تغلق الأسواق وأن يلبس الناس المسوح من الشعر، وأن تخرج النساء حاسرات عن وجوههن، ناشرات شعورهن في الأسواق يلطمن وجوههن، ينحن على الحسين بن علي، ففُعل ذلك، ولم يمكن أهل السنة منع ذلك لكثرة الشيعة، وكون السلطان معهم‏.‏</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي ثامن عشر ذي الحجة منها أمر معز الدولة بن بويه بإظهار الزينة ببغداد، وأن تُفتح الأسواق بالليل كما في الأعياد، وأن تضرب الدبادب والبوقات، وأن تشعل النيران بأبواب الأمراء وعند الشرط، فرحاً بعيد الغدير - غدير خم- فكان وقتاً عجيباً ويوماً مشهوداً، وبدعة ظاهرة منكرة‏"<font size="3"><sup>(3)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقف السنة بحزم إزاء تلك المنكرات الإساءات، وكثيرا ما كانت الأمور تصل إلى الصدام، وتقع فتن بين السنة والشيعة، ويسقط الكثير من القتلى من الطرفين كما سطرت ذلك كتب التاريخ، لكن اللافت للانتباه في هذه الأحداث هو بروز اليهود إلى واجهة الأحداث، ودخولهم كطرف في الخلاف إلى جانب الشيعة ضد أهل السنة، وهو ما جعل السنة في بعض السنوات يوجّهون غضبهم إلى اليهود وممتلكاتهم بسبب مساندتهم للشيعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يقول ابن كثير في أحداث سنة 422هـ: "وفيها‏ وقعت فتنة عظيمة بين السنة والروافض، وقويت عليهم السنة، وقتلوا خلقاً منهم، ونهبوا الكرخ ودار الشريف المرتضى، ونَهبت العامةُ دورَ اليهود لأنهم نُسبوا إلى معاونة أهل الكرخ من الروافض، وتعدى النهب إلى دور كثيرة، وانتشرت الفتنة جداً، ثم سكنت بعد ذلك‏"<font size="3"><sup>(4)</sup></font>.‏</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يمكن للوهلة الأولى الشعور بالاستغراب من الانسجام اليهودي الشيعي، ووقوف اليهود في صفّ طائفة مسلمة أو تنتسب للإسلام ضد أهل السنة في خلاف لا يعني اليهود شيئاً، لكن الاستغراب قد يزول عندما نعلم أن مؤسس التشيع يهودي من يهود صنعاء، هو عبدالله بن سبأ، الذي وضع العقائد الأولى للتشيع كالنص والوصيّة، وقال بألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورجعته<font size="3"><sup>(5)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعندما نعلم أيضا بأن العقيدة الشيعية ترى المسلمَ السنّي (الملقّب عند الشيعة بالناصبي والمخالف) شرٌ من اليهود والنصارى، يؤيد ذلك ما نسبوه إلى جعفر بن محمد الصادق، الذي يعتبره الشيعة سادس أئمتهم المعصومين، أنه قال: "رضاع اليهودية والنصرانية خير من رضاع الناصبية"، وما نسبوه إليه أيضا من أنه قال: "الناصبي شر من اليهودي. فقيل له: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: إن الناصبي يمنع لطف الإمامة وهو عام، واليهودي يمنع لطف النبوة وهو خاص".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يقول نعمة الله الجزائري، في كتابه (الأنوار النعمانية) عن أهل السنة: "إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شر من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي في الإمامة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبناء على ذلك رأينا الدول الشيعية على اختلاف مذاهبها، واختلاف أزمانها، تُعلي من شأن اليهود والنصارى، وتستعين بهم ضد أهل السنة، وتدخل معهم في تحالفات، وتحصل على خدماتهم، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقد تبوّأ اليهودي يعقوب بن كلس، وغيره من اليهود والنصارى، منصب الوزارة في الدولة العبيدية الفاطمية، صاحبة المذهب الشيعي الإسماعيلي، وبلغ من إكرام العبيديين لليهود حدّاً جعل أحد الشعراء المصريين في ذلك الوقت يقول:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يهود هذا الزمـان قد بلغـوا *** غاية آمالهـم وقد ملكوا</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">العـز فيهم والمال عندهمـو *** ومنهم المستشار والملك</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يا أهل مصر إني نصحت لكم *** تهوّدوا، فقد تهوّد الفلك</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما القرامطة الذين أثاروا الرعب في العالم الإسلامي بجرائمهم في القرنين الثالث والرابع الهجريين، وهم من الشيعة الإسماعيلية أيضاً، فقد ثبت أنهم كانوا يحصلون على مساندة من اليهود، ومن كبير تجار اليهود في بغداد، عزرا بن صمويل، في زمن الخليفة العباسي (المعتضد).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولم تكن الدول الشيعية الإثنا عشرية بعيدة عن أخواتها الإسماعيلية، فقد أقامت الدولة الصفوية التي قامت في إيران في بدايات القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) الكثير من التحالفات وعقدت المعاهدات مع الممالك والدول الأوروبية والنصرانية، ومنحتها الكثير من الامتيازات في مواجهة الدولة العثمانية السنية التي كانت تنطلق فتوحاتها في أوروبا، فعملت على إعاقتها ووقفها، لذلك اعتبر المؤرخون والباحثون أن الدولة الصفوية هي أول من أدخل الاستعمار إلى منطقة الخليج العربي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي العصر الحديث، ارتبطت الدولة الشيعية الخمينية التي قامت في إيران سنة 1979م، بفضيحة (إيران غيت) حيث حصلت إيران على أسلحة من إسرائيل في سنة 1985م، لاستعمالها ضد العراق، في حربها التي استمرت ثمانية أعوام (1980 - 1988م).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>للاستزادة:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- الإمام ابن كثير، البداية والنهاية، طبعة مؤسسة المعارف ودار ابن حزم (بيروت)، 1430هـ، 2009م.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- الراصد نت.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(1) البويهيون قوم من الشيعة الفرس الذين استطاعوا السيطرة على دولة الخلافة العباسية، ودخول عاصمتها بغداد، في سنة 334هـ، ومنذ ذلك الحين، أصبح الخلفاء العباسيون عاجزين، مجرّدين من الصلاحيات، في حين صار السلطان البويهي هو الحاكم الفعلي للدولة العباسية، واستمر هذا الوضع حتى سقوط الدولة البويهية على أيدي السلاجقة السنة في سنة 447هـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(2) البداية والنهاية ص 2337.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(3) المصدر السابق ص 2339.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(4) المصدر السابق ص 2446.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">(5) يمكن قراءة المزيد عن ابن سبأ وعقيدته: الفرق بين الفرق، عبد القاهر البغدادي، ص 21، 225، 233، 255، ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية، ومختصره للشيخ عبدالله الغنيمان، ص 14 - 18. وقد أورد شيخ الإسلام فيه الكثير من جوانب الشبه بين الشيعة الرافضة وبين اليهود.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3"><b>المصدر: الراصد</b></font></font></p>
التعليقات