<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="بين التشيع السياسي والتشيع الديني" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%8A%D8%B9(3).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>بين التشيع السياسي والتشيع الديني</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الكتاب: التشيع السياسي والتشيع الديني</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">المؤلف: أحمد الكاتب</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الناشر: مؤسسة الانتشار العربي - بيروت - لبنان</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الطبعة الأولى 2009 -عدد الصفحات: 468 صفحة قطع متوسط</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">عرض وتقديم: د. محمد مورو</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذا الكتاب يثير الجدل ويدعو إلى الحوار، وهو أمر لا شك مفيد، قد نختلف مع المؤلف قليلاً أو كثيراً، وقد يكون لبعضنا موقف ديني أو مذهبي معين لكن هذا لا يمنع من الاعتراف بشجاعة المؤلف الأستاذ أحمد الكاتب الذي يدعو في هذا الكتاب مباشرة إلى إلغاء المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري الذي ينتمي إليه الآن كثير من سكان إيران وجزء من سكان العراق وجزء من سكان عدد من دول الخليج أو في مناطق في آسيا أو هنا أو هناك.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتكمن شجاعة المؤلف في أنه شخصياً ينتمي بحكم الولادة إلى المذهب الاثني عشري ومن المعروف أن المؤلف الذي لم يتم تقديم نبذة عنه في الكتاب يتمتع بدراية واسعة في تاريخ وعقائد المذاهب الشيعية عموماً، والمذهب الاثني عشري خصوصاً، يقول المؤلف عن نفسه " كنت أنا شخصياً قد ولدت ونشأت على الإيمان بتلك العقيدة وأصبحت من الدعاة إليها، ولكني قمت بعد حين بمراجعة تلك العقيدة عام 1990، وذلك أثناء بحثي عن نظرية " ولاية الفقيه " وأصولها التاريخية، فعثرت على نصوص قديمة من مشايخ الطائفة الاثني عشرية، تصرح بعدم وجود أدلة تاريخية قاطعة على ولادة الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، وأن الإيمان بولادته ووجوده يقوم على افتراضات كلامية عقلية، فدفعني ذلك إلى دراسة نظرية الإمامة الآلهية من جديد، لأكتشف أنها لم تكن نظرية أهل البيت السياسية، وإنما كانت من صنع المتكلمين والغلاة الذين يلتفون حول الأئمة".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أهم مباحث الكتاب:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الكتاب يقع في 468 صفحة من القطع المتوسط، ويناقش عدداً كبيراً من القضايا المرتبطة بتاريخ التشيع عموماً، والتشيع الاثني عشري خصوصاً، ويقدم نقداً لاذعاً للمذهب الاثني عشري، بل إنه يكاد ينسفه نسفاً ويدعو مباشرة إلى إلغائه، ولعل تلك شجاعة محمودة للمؤلف تستحق البناء عليها ولكنها لا تعني بالضرورة الموافقة على كل ما يقوله، ولعل من أهم القضايا التي ناقشها المؤلف التشيع السياسي، التشيع الديني، بيئة التشيع الديني، تطور التشيع من حزب سياسي إلى مذهب ديني، أثر الفكر الإمامي في الفقه الشيعي، المقاطعة والانطواء الطائفي، الإعلام الإمامي والتعبئة النفسية، تنزيه كل من الباقر والصادق عن القول بنظرية الإمامة، وصول التشيع الديني إلى طريق مسدود، خطوات ضرورية للتحرر من بقايا التشيع الديني.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>تاريخ ظهور المذهب الاثني عشري:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يرى المؤلف أنه لم يثبت عن أحد من آل البيت الدعوة إلى فكرة الإمام المعصوم، وأن تلك الفكرة افتراها عدد من أتباع التشيع ووصلوا بها أحياناً إلى حد تأليه الأئمة أو رفعهم فوق مصاف الأنبياء على الأقل، وأن هناك الكثير من الفرق الشيعية التي فعلت ذلك، ويركز المؤلف على تتبع نشأة المذهب الاثني عشري، وقد بذل جهداً هائلاً في دراسة جذور نشأة هذا المذهب، مبيناً أن عدداً من أتباع التشيع قاموا بوضع عدد من الأحاديث والأقوال ونسبوها إلى كل من الإمام الباقر، والإمام جعفر الصادق وهما منها براء وتقوم فكرة هذا المذهب على أن هناك 12 إماماً نزل بشأنهم نص من الله تعالى إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن هؤلاء الأئمة محددون بالاسم والشكل في صحف معروفة لدى آل البيت وهم الإمام علي، الحسن، الحسين، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر، علي بن موسى، محمد بن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، محمد بن الحسن العسكري.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يقول المؤلف: إن هناك عدداً هائلاً من الأقوال والأحاديث المنسوبة إلى كل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام عليه رضي الله عنه، وكل من الباقر والصادق بالتحديد يستند إليها الشيعة الاثنا عشرية تدور حول عصمة الأئمة، وحق الأئمة في التشريع، وفضل هؤلاء الأئمة، وأنهم اثنا عشر إماماً فقط.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد قام الكاتب بعملية نقد واسعة ودقيقة لتلك النصوص واحداً بعد الآخر، ونفى أن يكون الصادق والباقر قد قالا بهذه الأمور، وأن مسألة التقية لعبت دوراً مهماً في هذا الصدد، لأن الشيعة الاثني عشرية الإمامية ينسبون قيام المذهب أساساً بشكله المعروف إلى كل من الباقر والصادق، فإذا ثبتت نصوص منهما تقول بعكس ذلك، قالوا أن الإمامين الباقر والصادق كانا يقولان أحياناً بعض الأحاديث كنوع من التقية وللمحافظة على سرية المذهب، وبالطبع فإن المناقشة بهذه الطريقة ستصل إلى طريق مسدود، بل إن كل شيء في الدين أو المذهب إذا ثبت يمكن أن يقال إنه نوع من التقية، وبالتالي نصل إلى حالة من الشوشرة الكاملة لا يعرف الباحث بعدها رأسه من رجليه. على أن المؤلف استخدم طريقة أخرى غير طريقة النصوص لإثبات فساد المذهب الاثني عشري، وهي أن الإمام علي بن أبي طالب شخصياً قد صاهر أبا بكر وعمر، وعمل في جهاز الدولة مع كل من أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وأنه أصبح خليفة رابعاً بعد هؤلاء، وحسب المذهب فإن ذلك غير متاح، فإما أنه كتم الحق، وإما أن المسألة ليست مسألة دينية بل مسألة سياسية كما أن عدداً كبيراً من آل البيت أنفسهم، رفضوا مبايعة الأئمة المنصوص عليهم كما يزعم الشيعة الاثنا عشرية، فهل هؤلاء لم تصل إليهم مثلاً الصحف المنسوبة إلى السيدة فاطمة، أم أن هؤلاء قد كفروا بالأئمة وهم يعلمون أنهم على الحق، بل إن معظم آل البيت قد كانوا في الطرف المغاير للاثني عشرية وفجروا ثورات بدءاً من الإمام زيد وعلى طول التاريخ وعرضه، وكان الجمهور ينضم إليهم، وكذلك فإن عدداً من الأحداث أفسدت منطق الشيعة الاثني عشرية، فهم مثلاً يفترضون أن الأئمة من نسل الحسين عمودياً ولكن حدث أن مات أحدهم قبل أبيه مثل إسماعيل قبل جعفر فانقسموا بعدها بين من يرى الإمامة في موسى شقيق إسماعيل أو في ابن إسماعيل، وكذلك في عدم إنجاب الإمام قبل الأخير لأي ولد مما جعلهم يفترضون ولادة الإمام الغائب وغيبته التي طالت حتى الآن أكثر من 12 قرناً، ويرى المؤلف أن الإمام المهدي المزعوم، لم يولد أصلاً، وأنهم لجئوا إلى هذه الحيلة حتى لا يسقط المذهب.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>التشيع السياسي والتشيع الديني:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يرى المؤلف أن ما قام به الإمام علي والحسن والحسين كان نوعاً من التشيع السياسي، ولم يكن ذا طبيعة دينية، وأن ما حدث من تحول هذا التشيع السياسي إلى نظرية الإمامة الإلهية لآل البيت شكل مادة خصبة للتفرقة بين المسلمين، فمن جهة يعتقد الإمامية أن تلك النظرية من صلب الإسلام والتشيع، وضرورة من ضرورات الدين ويصعب عليهم بالتالي التخلي عنها، ومن جهة أخرى يستنكر المسلمون السنة تلك النظرية وتوابعها كالموقف السلبي من الصحابة ولا سيما الشيخين أبي بكر وعمر، وهذا يؤدي إلى استمرار الخلاف. وأنه لا بد من العودة إلى التشيع السياسي، وذلك بإلغاء فكرة الإمامية، وفكرة عصمة الأئمة من آل البيت، ووقف سب الصحابة، والتخلي عن الخرافات مثل وجود مصحف فاطمة، أو نصوص مزعومة حول الأئمة الاثني عشر، واعتبار المسلمين سنة وشيعة مسلمون وضرورة التفاعل الاجتماعي بينهم، والتزاوج، والتعارف، والانخراط في هموم الأمة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويرى أحمد الكاتب أن مشروع النهضة الإسلامية يقوم على عدة أركان هي الوحدة والعدالة والحرية والمشاركة السياسية، ويصارع المسلمون منذ عقود على طريق التقدم نحو تلك الأهداف وقد نجحوا مؤخراً في تحقيق ما طمحوا إليه ولكنهم لا يزالون يعانون كثيراً من الإخفاق في تحقيق مشروعهم الحضاري وإقامة وحدة إسلامية متينة واسعة، وربما يعود جزء من الإخفاق في ذلك إلى تراثهم الفكري السياسي المشحون بعوامل الاستبداد والصراع الداخلي والأحقاد والبغضاء والتصورات السلبية بعضهم عن بعض، وأن من المفروض أن يعمل المسلمون جميعاً على تحقيق العدل والحرية وأن ثورة الحسين بن علي ذاتها لم تكن إلا ثورة من أجل الحرية والعدل وأنه عندما دعا أهل العراق إلى نصرته لم يقل لهم: إن ذلك أمر من الله أو أنه إمام منصوص عليه من الله والرسول بل قال إن ذلك من أجل إصلاح أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهل هذه دعوة واقعية أم مجرد أحلام خيالية، وهل يمكن أن يتخلى الشيعة عن عقيدتهم الدينية كما يدعو المؤلف لأن دعوته إلى ترك تلك العقيدة تنسف المذهب الشيعي نسفاً، لكنها على كل حال تظل دعوة شجاعة من شخص شيعي للتخلي عن الخرافات الشيعية.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align: left;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3"><b>المصدر: موقع المسلم</b></font></font></p>
تصفح الكتاب
التعليقات
طالبالخميس 29 أغسطس 2013 م
لماذا دخل المهدي في غيبة كبرى ؟
الغريب أن هذا حصل مع تحسن الوضع السياسي للشيعة ! فقد ظهرت آنذاك دولة البويهيين الشيعية ، وسيطرت على إيران ، وهي على وشك دخول بغداد – عاصمة الخلافة العباسية – وإذا بالمهدي يُعلن سنة 329 هجرية أنه دخل الغيبة الكبرى ولن يراه أحد ومن يدّعي رؤيته بعد الآن فهو كاذب ! ( ص 361 ) .
المفروض أن يحصل العكس !! فالدولة الشيعية الفتية بحاجة إلى إمام معصوم لكي يقودها – وهذا هو جوهر العقيدة الإمامية الإثناعشرية – ويجب على المهدي أن يُزيد من سفرائه لإدارة تلك الدولة، إلى حين ظهوره نهائياً – كما يزعمون ! هذا هو المتوقع من قائد الشيعة وإمامهم ! لكن بمجرد صعود نجم البويهيين إختفى نجم السفراء ، وتم قطع همزة الوصل الوحيدة بين الشيعة وإمامهم ! فما تفسير ذلك ؟
أظن أن فكرة المهدي الغائب وسفرائه إنما صنعها الإثناعشرية للسيطرة على الحكم وإنشاء دولة لهم ! فإذا ظهرت دولة الإثناعشرية ، فما الفائدة من وجود المهدي وسفرائه بعد ذلك ؟ بل ، إن المهدي وسفرائه سيكونون منافسين لملوك بني بويه الذين يحرصون على عروشهم ! فلا بد من إنسحاب أحد الطرفين ، فقرر الإثناعشرية إعلان الغيبة الكبرى وإنتهاء عهد السفراء .. والله أعلم .
ويؤيد ذلك أن البويهيين شجعوا علماء الإثناعشرية ، بينما بقيت السلطة بيدهم ، ولم يعطوها لأهل البيت !
بل حتى وزرائهم لم يكونوا من العلويين ، بل لم يكونوا مسلمين ! فعلى سبيل المثال كان وزير عضد الدولة البويهي نصرانياً ، فيما كان شاب نصراني من أهل الري يسمى إسرائيل يتولى أمر ديوان الحساب لدى عز الدولة البويهي ( الهداية للصدوق / المقدمة ص 132 ) .
أضف إلى ذلك إن إيران في ذلك الوقت كانت سنية في الغالب ، وفيها بعض الشيعة الزيدية ، وقليل من الإمامية الإثناعشرية (الروافض) الذي تمركزوا في مدينة قم (الكليني والكافي لعبد الرسول الغفار (إثناعشري) ص 264 ) .
وبما أن الشيعة الزيدية لا ينفعون البويهيين ، لأن الزيدية يؤمنون بوجوب إعطاء الإمامة والحكم لرجل من أولاد فاطمة ، والبويهيون ليسوا كذلك ! فلم يجدوا أفضل من الإمامية الإثناعشرية (الرافضة) الذين يدعون إلى إمامة رجل مقدس غائب (وهمي) لكسب عوام الناس مع بقاء الحكم بيد البويهيين .
لذلك إحتضن البويهيون علماء الإثناعشرية ، ومنهم إبن بابويه القمي - الملقب عندهم بالصدوق - الذي : لولا مجاهداته ومباحثاته في (منطقة) الري في مجالس عدة عند ركن الدولة البويهي مع المخالفين ، وفي نيشابور مع أكثر المختلفين إليه ، وفي بغداد مع غير واحد من المُنكرين (للمهدي) لكاد أن ينفصم حبل الإمامية والاعتقاد بالحجة (الغائب) ويمحى أثرهم (الهداية للصدوق / المقدمة ص 140 ) .