حتى لا ننخدع بإيران .. رسائل إلى من يهمه الأمر
ساعد عمر غازي
السبت 20 أبريل 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%86%D8%AE%D8%AF%D8%B9.jpg" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>حتى لا ننخدع بإيران .. رسائل إلى من يهمه الأمر</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ما يمر بنا في هذه الأيام من صعود لدور إيران في بلدان السنة وفي مقدمتهم مصر، يجعلنا أن نحذر من هذا الصعود، فلهذا كان هذا المقال على شكل رسائل إلى ولاة أمر المسلمين، وإلى العلماء وطلبة العلم، وإلى المثقفين والمحللين السياسيين ونحوهم، وإلى عموم المسلمين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أما الرسالة إلى ولاة أمر المسلمين:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهو تذكيرهم بأن المقصود من الحكم هو حراسة الدين، وسياسة الدنيا به، وقد بين العلماء رحمهم الله أنه يلزم الحاكم من أمور الرعية إجمالاً عشرة أمر ذكرها القاضي أبو يعلى في كتابه "الأحكام السلطانية" نذكر منها ما يناسب المقام: "أحدها: حفظ الدين على أصوله المستقرة وما أجمع عليه سلف الأمة، فإن نجم مبتدع أو زاغ ذو شبهة عنه أوضح له الحجة وبين له الصواب وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود، ليكون الدين محروساً من خللٍ والأمة ممنوعةً من زللٍ. والرابع: إقامة الحدود لتصان محارم الله تعالى عن الانتهاك وتحفظ حقوق عباده من إتلافٍ واستهلاكٍ".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فعلى ولاة أمر المسلمين القيام بواجبهم الشرعي للحفاظ على بلاد أهل السنة من هذا الغزو الرافضي، واتخاذ كافة الوسائل لرد خطر هؤلاء المبتدعة، فلا تهاون في هذا الأمر بحجة السماح للسياح الإيرانيين بالدخول في بلاد السنة من أجل الأموال، كما هو الحال مع مصر الآن، أو إقامة التحالفات السياسية مع إيران، بما يخدم مصالحهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما الرسالة لعلماء المسلمين:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهو التصدي لهذه الطائفة الضالة بالرد عليهم، وتوعية المسلمين بخطر معتقداتهم، بكافة الوسائل المتاحة، على أن يكون بين الدعاة تنسيق وترابط، في هذا التحرك العلمي فلا بد أن نشعر به على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى مصر في هذه الأيام ومحاولة إيران اختراقها نجد أنه ينبغي على الدعاة من رصد الأماكن التي تقوى فيها دعوة التشيع في مصر، في القرى والمدن، وزيارة هذه القرى بقوافل علمية من دروس وخطب وندوات لتوعية الناس، وكذلك الاتصال بمن بدأت تروج عنده شبهات التشيع، ومناصحته باللين واللطف، ودعوته بالتي هي أحسن، وعمل مناظرات مع رؤساء التشيع في مصر، مع انتقاء الذين يقومون بالمناظرة، لما نجده، من ضعف وتهور عند بعضهم، وطباعة الكتب، والمطويات التي فيها بيان فساد عقائد الشيعة بطريقة سهلة وميسرة وتوزيعها على الناس، وتفعيل القنوات الفضائية المتخصصة في الرد على الشيعة. وبذلك تتوحد الجهود، وتكون تحركاتنا مدروسة، وليست عشوائية فردية أو حزبية ضيقة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهنا دعوة إلى الأزهر الذي يظهر الآن بمظهر الوقوف ضد عقائد الشيعة، والتحذير من خطر التشيع، وهو أمر محمود، ولكن نرى أن بعضاً من مشايخه يرددون عقائد التشيع، أمثال: الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر القاهرة حيث قال على قناة المنار اللبنانية الشيعية ما نصه: "إن الشاهد في المسألة إن الخلافة بغض النظر عمن تولاها الصديق الفاروق عثمان علي رضي الله عن الجميع، انتزعت من سيدنا علي انتزاعاً وأمور كثيرة دبرت ضده وضد الإمام الحسن رضي الله عنه، وضد سيدنا وإمامنا الحسين رضي الله عنه". الذي قاله هذا الشيخ الأزهري ما هو إلا عين التشيع!! فعلى مشيخة الأزهر وجامعة الأزهر، نصح أمثال هؤلاء المشايخ، فإما أن يرجعوا عن أقوالهم، فإن أصروا علمنا من خلال الأزهر فساد ما يدعون إليه، وهنا يكتمل بحق دور الأزهر في التحذير من التشيع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>وأما رسالتي إلى المثقفين والمحللين السياسيين، والصحفيين، والمفكرين، والمهتمين بشؤون الجماعات، وبعض الدعاة، ونحوهم:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقد ظهر من يقول منهم أنه لا خطر من إقامة العلاقات الدبلوماسية والسياحية ونحوها مع إيران في مصر، فإن هذه الأمور لا علاقة لها بخطر عقائدهم، أو أنهم سوف يستغلونها في نشر التشيع، بين بلدان أهل السنة، فإن كثير من البلدان لها علاقات مع إيران بما فيهم بلدان الخليج، فهذه الإمارات لها علاقات سياحية مع إيران، فلماذا تضخيم هذا الأمر عند قامت مصر بالسماح للسياح الإيرانيين بالقدوم إليها؟! كما أن كثير من البلدان الإسلامية تقيم علاقات مع مختلف بلدان العالم وهي بلدان وشعوب لا تدين بالإسلام، فلماذا يختلف الأمر عندما يتعلق بإيران وهي في الظاهر بلد إسلامية؟! والجواب: أنه لا داعي للتقليل من خطر إقامة العلاقات الدبلوماسية والسياحية ونحوها مع إيران؛ لأن إيران من يوم أن قامت ثورة الخميني، وهي تسعى إلى تصدير ثورتها ومعتقدات الشيعة، ويكفينا وجود رموز للتشيع في مصر الآن نجحت في زرعهم قبل هذا التقارب الإيراني المصري الآن، أمثال: الدمرداش العقيلي، وأولاده، ومحمد الدريني، وصالح الورداني، وحسن شحاتة، وأحمد راسم النفيس، وسالم الصباغ، والطاهر الهاشمي، ومحمد يوسف إبراهيم، وبعض مشايخ الطرق الصوفية، وبعض من ينتسب إلى آل البيت. وهذا مشاهد وملموس، فكيف لو دخلوا رسمياً عبر التطبيع، ثم إن النظام الإيراني، له وسائله في تكوين أنصاره.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ومن هذه الوسائل:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إما أن يعتقدوا التشيع والرفض، بل أنهم قد يجندون بعد الأفراد ليكونوا عملاء للمخابرات الإيرانية، فإن لم ينجحوا معهم في ذلك اكتفوا بأن يكونوا أبواقاً لهم للدفاع عنهم وترديد بأن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف في الفروع لا في الأصول، وهذا الدور قام به دعاة التقريب، أمثال: الأستاذ فهمي هويدي، والدكتور محمد سليم العوا، الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وتصريحاته مشهورة، ويقوم به الآن على قدم وساق الدكتور كمال الهلباوي، كما هناك عدد من العلمانيين واللبراليين يظهرون تعاطفهم مع الشيعة في الآونة الأخيرة بحجة حرية الاعتقاد، ولما يظهره هؤلاء الشيعة من انفتاح في كثير من القضايا الفقهية بما يتناسب مع توجههم العلماني، أمثال إبراهيم عيسى وحمدين صباحي وغيرهما. وفي المقابل فقد رجع عن التقريب أخيراً الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور وهبة الزحيلي، لقد أعجبني ما كتبه الدكتور لطف الله خوجة عن الدور الذي كان يقوم به رجال التقريب من أهل السنة، وكيف استغلت إيران ذلك فقد قال في مقال بعنوان: "التقية في بنية الفكر الشيعي": "وكان من لوازم ذلك: الكف عن تناول كل فريق للآخر بالنقد والتصويب، فضلاً عن التضليل والتبديع، والتوقف عن محاولة تسنين الشيعة، أو تشييع السنة. بطبيعة الحال، التزم هؤلاء السنة بهذا اللازم، فلم يكفوا عن نقد الشيعة في عقائدهم فحسب، بل تخطوا وارتقوا إلى أن صاروا سورا لهم من أي نقد، فإذا ما سمعوا أو قرأوا من إخوانهم السنة نقداً أو تبديعاً لفكر الشيعة وعقائدهم، أصابهم من الغضب ما يصيب "المطعون" في دينه أو عرضه، فيذبون عن الشيعة عوضاً عنهم. الشيعة استفادوا من هذا المناخ الملائم؛ فتمددوا على الأرض، وشيعوا سنة في بلاد عديدة، في آسيا وأفريقيا؟!! صرت ترى مظهراً شيعياً جديداً لم يكن من قبل، فهذا شيعي من جنوب شرق آسيا، وهذا من إفريقيا، ترى كل ذلك في قنوات فضائية. التمدد الأخطر كان سياسياً، حيث استطاعوا التحكم بمصير دول، وبالأكيد، فإن سكوت هؤلاء السنة عن عقائد الشيعة، كان الداعم الأكبر لهذا التمدد، حيث كف كثير من السنة عن مقاومة التشيع، بل ساندوهم في مخططاتهم، بوهم أنها للأمة، بينما في الحقيقة كانت خالصة للشيعة، كما في العراق ولبنان، فلم يستيقظوا إلا بعدما ذهب الشيعة بكل شيء".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم نعود إلى إلقاء الضوء على تراجع الشيخ القرضاوي؛ لأهمية دور هذا الرجل في التقريب في السنوات الأخيرة، وكذلك لشهرة هذا الرجل بين المسلمين، وفي ذلك يقول الدكتور لطف الله خوجة في مقال بعنوان: "دراسة لفكرة التقريب بين السنة والشيعة في تصريحات القرضاوي والزحيلي": "... وكان آخر هؤلاء عالمين من أعلام التقارب، هما: الدكتور يوسف القرضاوي، والدكتور وهبة الزحيلي. فأما الدكتور القرضاوي فقد أعلنها صريحة في نقابة الصحفيين المصريين قبل أشهر: أن أغلب الشيعة يؤمنون بأن القرآن ناقص، وأنهم لا زالوا يتقربون إلى الله بسب ولعن الصحابة رضوان الله عليهم. في خطوة لم تكن متوقعة، من عالم ما فتئ يدعو بإخلاص إلى اجتماع السنة والشيعة، ويرفض نقد الشيعة وبيان مخالفتهم للسنة. وكان الذي دعاه إلى هذا التصريح: ما حصل من اختراق شيعي لمصر. كما صرح الشيخ نفسه، الأمر الذي أغضبه، وطالبهم ألا يبشر أحد بمذهبه في البلاد الخالصة في المذهب الآخر. قام بعدها أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور: محمد سليم العوا. بمحاولة تعديل سياق هذا التصريح، والتخفيف من حدته، وتبرع بتفسير كلام الشيخ القرضاوي، الواضح أصلا!!، لكن بطريقة تبطل المعنى الواضح، وتجبر على قبول المعنى الذي أراده العوا وليس القرضاوي..؟??? غير أن الشيخ أعاد التصريح بطريقة أخرى، مستنكرا موقف الشيعة من الاختراق، في ندوة حضرها في جامعة أم القرى منذ أسابيع قريبة، كان يعلق فيها على مداخلة من الدكتور وهبة الزحيلي، الذي حذر فيها - هو أيضا - من اختراق الشيعة لسوريا، ونعت فكرة التقارب بأنها: ذر الرماد في العيون. وأن مقصودها تشييع السنة. وأن هذا هو ما خرج به من نتيجة، بعد عشرة أعوام في لجان التقريب بين السنة والشيع. فوافقه على ذلك الشيخ القرضاوي. وأخبار الاختراق الشيعة لمناطق السنة في تزايد، آخرها ما أعلنته الحركات الإسلامية في السودان: أنصار السنة المحمدية، والإخوان، وغيرهم.. أن الشيعة يعملون على تشييع القرى، وبناء الحسينيات والمراكز. لا يكفي مجرد التحذير من الاختراق???? ما قيمة هذا التحذير، في مقابل القول: بأنا أمة واحدة، لا خلاف بيننا وبينهم، إلا في الفروع؟?? فإذا كان الأمر كذلك حقاً، فلم الانزعاج من تحول السنة إلى التشيع؟?? إذا كانوا أمة واحدة لا فرق ولا خلاف، فهذا المتشيع ما زاد على أن انتقل من طرف إلى طرف، ضمن الدائرة نفسها، كما ينتقل من مذهب فقهي إلى آخر. هكذا يفهم المسلم السني العامي، خصوصاً إذا رأى علماءه وقادته يزينون التشيع بمثل هذه الطريقة، وقد يعجب من تحذيرهم اليوم، ولا يراه منسجماً مع دعاوى الوحدة، والأمة الواحدة. ليس من طريق لمنع هذا الاختراق إلا ببيان الأمر على ما هو عليه: من يكون الشيعة، وما هي معتقداتهم، وموقفهم من السنة تحديداً، فإن لهم من السنة موقفاً، أقل ما فيه يقال: إنهم يبغضونهم، ويفسقونهم.؟!!? وهؤلاء العلماء لم يحذروا من هذا الاختراق أخيراً، إلا لعلمهم بالتناقض الفكري والعقدي العميق بين الفريقين، فعليهم إذن أن يبينوا هذا التناقض لعموم الناس، ولا يسكتوا، فإن سكوتهم مضر؛ إذ كانوا ينطقون بالتقريب والثناء على الشيعة والتوحد معهم زمناً، فلما تبين لهم صدق قول من حذر ونصح: ما زادوا على التحذير؟??? فالناس لهم حق أن يتساءلوا عن سبب هذا التحذير من الاختراق الشيعي لمصر، وسوريا، والسودان..؟. فإن لم يبينوا لهم أن ذلك لأجل التناقض العقدي، ومخالفة الشيعة للإسلام في أصول كبرى: فإن السؤال يبقى عالقاً، ولا ينفع التحذير. الشيعة مخالفون لأصول كبرى". انتهى المراد من كلام الدكتور لطف الله خوجه. ثم يأتي في هذه الأيام التصريح الأخير للشيخ القرضاوي في برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء 9 إبريل 2013م لما وجه إليه السؤال التالي: ما هو رأي فضيلة الشيخ في المشاركة في لقاءات التقريب بين المذاهب وخاصة بين السنة والشيعة في ظل تصاعد العلاقات سلباً، خاصة أن البعض أصبح يرفض كل شيء له علاقة باسم هذا التقريب؟ أجاب الشيخ القرضاوي بقوله: "كنت قديماً من دعاة التقريب وظللت سنوات في هذه المسيرة أحضر كل مؤتمرات التقريب، حضرت مؤتمر التقريب في الرباط، حضرت مؤتمر التقريب في سوريا، حضرت مؤتمر التقريب في البحرين، حضرت مؤتمر التقريب في قطر، وزرت إيران، وزرت الملالي هناك، وآيات الله، ورحبوا بي ترحيباً في المرحلة الثانية للرئيس محمد خاتمي، رحب بي ترحيبا كبيراً، وظللت سنيناً على هذه، لكني في الحقيقة وجدت أن الذين يستفيدون من عملية التقريب هم الشيعة، أما أهل السنة فلا يستفيدون شيئاً. ذهبنا إلى سوريا وعملنا تقريب فبعد ذلك فتحوا الحسينيات، عشرات الحسينيات، وفي أماكن ليس فيها شيعة، أماكن السنة، ويقولون في هذا: "نحن سوا سوا"، فكانوا يستفيدون، وبعدين أنا وجدت في الحقيقة أن الجماعة هناك (أي في إيران) عندهم أموال طائلة، وعندهم رجال معدون وعندهم القدرة على غزو أهل السنة، في عقر ديارهم في آسيا وأفريقيا، في كل مكان. فأنا في الحقيقة بدأت أتحفظ في تصريحاتي شيئاً فشيئاً، إلى أن أعلنت أن هذا لا يجوز، لا يجوز أن الشيعة ينتهزوا فرصة غفلة أهل السنة، نحن لا نُعلم أهل السنة عن الشيعة وما عندهم وفيما يختلفون عنا، فكان الناس فهمين أن الشيعة يحبون أهل البيت وكلنا نحب أهل البيت، لا، لا يعرفون أن لهم رأي في القرآن غير رأينا، لهم رأي في السنة غير رأينا، في الصحابة وفي أمهات المؤمنين غير رأينا، ولهم آراء في كذا وكذا، ما كنا نقول لهم هذا، فأصبح الآن يلزمنا أن نعلمهم حتى يحذروا من الذين يأتونهم، ومعهم فلوس، هناك مليارات، وهناك ناس على استعداد أن تدفع علشان تفسد أهل السنة، مذهب أهل السنة وهو المذهب الأساسي، الأصل أن الناس كلها سنة، وهناك مجموعة أقل من 10% هم شيعة، بدأت أقول لا، بدأوا يهاجمونني، كان في الأول ما شاء الله المديح، الآن بدأوا يهاجمونني، لكن أنا أقول الحق ولا أخاف في الله لومة لائم، أنا لا أقبل أن أهل السنة يغزون من الشيعة، مصر كانت في عهد الفاطميين، حكمت مدة كبيرة من الزمن، لكن كان الناس في ظاهرهم فاطميين، ولكن بمجرد ما زال الفاطميون، وجاء صلاح الأيوبي فظهر الناس على حقيقتهم كلهم سنة، وبقي المصريون سنيين على مذهب أهل السنة، إلى أن ظهر الخميني، وبعد انتشارهم، أصبح لهم وجود في مصر، لكنه وجود ضئيل، يريدون أن يكبروه ويضخموه، لكن المصريين فتحوا أعينهم وأذانهم لهذا الأمر، مصر بعد صلاح الدين أمست سنية كاملةً ليس فيها شيعي واحد، إلا هؤلاء الذين جاءوا في هذه الفترة الأخيرة. وبعد هذه التجربة، لا فائدة من التقريب. انتهى كلامه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فأقول تعقيباً على ما قاله الشيخ القرضاوي: إن كنت ومن معك قد غابت عنهم حقيقة عقائد الروافض، فقد علمها من علماء المسلمين غيرك وقاموا بدورهم في تحذير المسلمين من قبل أن تنضم إلى دعوة التقريب تلك، أو أثناء عملك فيها، وعلى العموم فنحن في سعادة من رجوع الشيخ القرضاوي عن التقريب، ومعرفته بحقيقة عقائد الروافض، في القرآن والصحابة وأمهات المؤمنين، أذن التغافل عن رجوع الشيخ القرضاوي وما ذكره عن أهداف الرافضة، من الأمور غير المقبولة، عند العقلاء!! وأقول للذين يريدون إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، هل مصر الآن بوضعها السياسي، والداخلي: اقتصادياً وأمنياً وقضائياً، وما يجري في سيناء عسكرياً يسمح لها بأن تكون في وضع تملي به رأيها، على إيران بصورة قوية، فتدفع إيران إلى تقديم تنازلات في عدة قضايا، كالوضع في سوريا، وأمن الخليج، والحضور الإيراني في البحر الأحمر، وفي بعض دول حوض النيل، وغير ذلك من القضايا، أم تكون مجرد نصير وحليف لإيران في المحافل والمؤتمرات الدولية، تنتظر من إيران بعض الدعم الاقتصادي المتمثل في الوفود السياحية؟!، لقد استغلت إيران ما يحدث في سوريا، وهي الداعمة للأسد صنوهم في المعتقد، حتى قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يوماً بعبارة لم نكن نسمعها من قبل: "إن لإيران اليد العليا في الشرق الأوسط". بل قال مرشد إيران علي خامنئي في 28/11/2012م خلال لقائه قادة البحرية في الجيش الإيراني: "في مقارنة بين سياسة الغربيين وإيران في الشرق الأوسط، نرى بوضوح أن السياسة الإقليمية لإيران تقترب من تحقيق أهدافها". وقال أيضاً: "إن نظرة إلى أوضاع المنطقة والعالم، تثبت جيداً أن لإيران اليد العليا في هذه التطورات".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما قياس العلاقات مع إيران على العلاقات مع دول العالم غير الإسلامية، مع انتهاج إيران تصدير معتقدها الرافضي، فهو قياس مع الفارق؛ لأن إيران ينظر لها على أنها دوله إسلامية، وأن البعض يروج بأن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف في الفروع وليس في الأصول، مما يسهل قبول التشيع، ويصعب عملية رد هذا الغزو الشيعي، ثم هم يريدون أن يحلوا محلك في بلدك بعقائدهم، أما البلاد غير المسلمة فأطمعها في غاية الوضوح فالتحذير من مخاطر أمريكا وغيرها أسهل من التحذير من مخاطر إيران. وكذلك مقارنة العلاقات الإيرانية الخليجية، بالعلاقات الإيرانية المصرية، فيه نظر؛ لأن الخليج دوله يسكنها الشيعة، فهم مواطنيين في هذه البلدان، فأمر مخالطتهم لغيرهم من الشيعة الوافدين عليهم ليس مثل البلاد التي ليس فيها شيعة، ثم إن دول الخليج إذا ظهر خطر من هؤلاء الشيعة الوافدين، فإن سلطات كل بلد تتعامل مع هذا الأمر بما يتفق مع مصالحها، فقد نجد منع بعض الوفود الإيرانية من دخول بعض دول الخليج وهذا أمر يعلمه كل من يتابع الأحداث، وربما من مصلحة أمن الخليج وجود شكل من العلاقات الدبلوماسية، والسياحية، وخاصة في الحج والعمرة، مع الحذر من الإيرانيين في مواسم الحج، كما هو معلوم، أما مصر فهي خالية من الشيعة، فلهذا فهي مطمع لهم، والانفتاح عليهم خطر فما بالكم في ظل الأوضاع المتأزمة في مصر، فلا شك فإن الأمر في غاية الخطورة!! إن ما أقوله لا يخفى على المشتغلين بحق في حقل التحليل السياسي، ومن لا يعي ما ذكرته، فهو يتجاهل حقائق العلاقات التي تنتهجها إيران في المنطقة. والله أعلم. وأما الرسالة إلى عموم المسلمين: الحرص على تعلم العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة، وخاصة فيما يتعلق بالصحابة رضي الله عنهم. مع التنبيه على أن إيقاع العقوبة على هؤلاء المبتدعة إذا ظهر منهم السب ليس لعموم المسلمين، إنما عليهم رفع ذلك إلى ولي الأمر حتى لا تحدث فتنة. وأكرر سنة في مصر ألا ينجروا إلى أي استفزاز من أذناب الروافض في مصر، لافتعال أحداث من طبعتها حدوث مواجهات بين بعض المتحمسين من أهل السنة، وأذناب الروافض، يستغلها هؤلاء بشكل يسيئ إلى أهل السنة، ويستغله اللبراليين في وسائل الإعلام. فعلى أهل السنة معاملة الشيعة في بلاد أهل السنة التي يتواجد فيها الشيعة، معاملة تحافظ على التعامل معهم، وفقاً للضوابط الشرعية، مراعاةً للمصلحة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كمـا أرشد العلامة عبـد الرحمن السعدي رحمه الله بقوله: "أما مسألة السلام: فهي تبع المصلحة إذا لم يكن في هجرانهم مصلحة فالسلام أولى من تركه، والرد واجب. وإذا كان في ترك السلام عليهم مصلحة دينية لهم أو للمسلم كان ترك السلام هو المتعين"<font size="3"><sup>(1)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال تلميذه العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:"أما معاملتهم فإننا نعاملهم بما تقتضيه المصلحة، فكل ما تقتضيه المصلحة فإننا نعاملهم به، فلو كان من المصلحة أن نهاديه لندعوه إلى الحق، ونبين له أنه هو الواجب، وأنه لا يجوز العدول عنه فلا حرج من أن نهاديه، ومن اقتضت حاله سوى ذلك فلنعامله بما تقتضيه حاله، وأما بالنسبة للتقية لا شك أنها من مذهبهم -أعني الرافضة- فهم يعتقدونها ديناً، ولكن قد لا يكون عند بعضهم تقية؛ لكنه رجل عامي مخدوع بكبرائهم وزعمائهم فلكل مقام مقال، والإنسان العاقل يستطيع أن يعامل الناس بتوفيق الله حسب ما تقتضيه حالهم"<font size="3"><sup>(2)</sup></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(1) الأجوبة السعدية عن المسائل القصيمية (ص/181-182).</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">(2) لقاء الباب المفتوح [برنامج المكتبة الشاملة].</font></font></p>
التعليقات