مبحث في وجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موالاتهم والرد على الروافض والنواصب
عبد الرازق عفيفي عطية الشنشوري
السبت 29 يونيو 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="مبحث في وجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موالاتهم والرد على الروافض والنواصب" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D8%A9(2).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <strong><span dir="RTL"><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">مبحث في وجوب محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موالاتهم والرد على الروافض والنواصب</span></span></span></span></strong></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">واعلم أن أهل السنة والجماعة يحبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويثنون عليهم، ويترضون عنهم كما أثنى الله عليهم وترضى عنهم قال الله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [التوبة:100]</font>، وقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الفتح:18]</font>، وقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الفتح:29]</font> إلى آخر السورة، وقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الحشر:8]</font> الآيات إلى قوله: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الحشر:10]</font>، إلى غير ذلك من الآيات التي وردت في ثناء الله عليهم وترغيب المؤمنين في حبهم، والدعاء لهم ولمن تبعهم بإحسان.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهم متفاوتون فيما بينهم، فبعضهم فوق بعض درجات، فأعلاهم درجة أهل بيعة الرضوان، وكل من آمن قبل فتح مكة، وأنفق في سبيل الله، وقاتل لإعلاء كلمة الله، قال الله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الحديد:10]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنه كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» </b></font><font face="Simplified Arabic" size="3">[رواه مسلم]</font>، فدل الحديث على أن من أسلم قبل فتح مكة وقبل صلح الحديبية كعبد الرحمن بن عوف أفضل ممن أسلم بعد صلح الحديبية وبعد فتح مكة كخالد بن الوليد، وإذا كان حال خالد بن الوليد ومن أسلم معه أو بعده من الصحابة بالنسبة لعبد الرحمن بن عوف والسابقين معه إلى الإسلام هو ما ذكر في الحديث؛ فكيف بحال من جاء بعد الصحابة بالنسبة إلى الصحابة رضي الله عنهم؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»</b></font>، وفي حديث عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»</b></font>، قال عمران: "فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>يرى أهل السنة</b>: أن حب الصحابة دين وإيمان وإحسان؛ لكونه امتثالاً للنصوص الواردة في فضلهم، وأن بغضهم نفاق وضلال؛ لكونه معارضاً لذلك، ومع ذلك فهم لا يتجاوزون الحد في حبهم، أو في حب أحد منهم؛ لقول تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [المائدة:77]</font>، ولا يخطئون أحداً منهم، ولا يتبرؤون منه، ولهذا ورد عن جماعة من السلف كأبي سعيد الخدري والحسن البصري وإبراهيم النخعي أنهم قالوا: "الشهادة بدعة، والبراءة بدعة". ومعنى ذلك: أن الشهادة على مسلم معين أنه كافر أو من أهل النار بدون دليل يرشد إلى الحكم عليه بذلك بدعة، وأن البراءة من بعض الصحابة بدعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">[فتاوى عبد الرزاق عفيفي ص320]</font></font></p>
التعليقات