<p dir="rtl" style="text-align: center;">
</p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="زعم الشيعة ومن تابعهم أن عليًا لم يبايع أبا بكر" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82(1).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>زعم الشيعة ومن تابعهم أن عليًا لم يبايع أبا بكر</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أخرج البيهقي في كتابه (الاعتقاد) بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان، أحدهما منكم والآخر منا. قال: فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك، فقام زيد بن ثابت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، وإن الإمام يكون من المهاجرين، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أبو بكر فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبَّتَ قائلكم. ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم. ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم، فلم ير علياً، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فقال أبو بكر: ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخَتْنَه أردت أن تشق عصا المسلمين؟! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[أخرجه أحمد 5/185-186، والطبراني في الكبير 4785، وقال الهيثمي في الزوائد 5/8938: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعن سعد بن إبراهيم قال: حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف في هذه القصة قال: ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر إليهم -يعني: إلى علي والزبير ومن تخلف- وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً وليلة قط، ولا كنت فيها راغباً، ولا سألتها الله في سر ولا علانية، ولكني أشفقت من الفتنة، وما لي في الإمارة من راحة، ولكن قُلِّدتُ أمراً عظيماً، ما لي به طاقة ولا يدان إلا بتقوية الله، ولوددتُ أن أُقوِّي الناس عليها مكاني عليها اليوم، فقبل المهاجرون منه ما قال وما اعتذر به، وقال علي والزبير: ما غضبنا إلا أنا أُخِّرنا عن المشاورة، وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه لصاحب الغار، وثاني اثنين، وإنا لنعرف شرفه وكِبرَه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وهو حيٌّ".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكذلك رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي، وقال في اعتذار أبي بكر إلى علي وغيره ممن تخلف عن بيعته: أما والله ما حملنا على إبرام ذلك دون من غاب عنه إلا مخافة الفتنة، وتفاقُم الحدثان، وإن كنتُ لها لكارهاً، لولا ذلك ما شهدها أحد كان أحب إليّ أن يشهدها منك إلا من هو بمثل منـزلتك، ثم أشرف على الناس فقال: أيها الناس، هذا علي بن أبي طالب فلا بيعة لي في عنقه، وهو بالخيار من أمره، ألا وأنتم بالخيار جميعاً في بيعتكم إياي، فإن رأيتم لها غيري فأنا أول من يبايعه، فلما سمع ذلك علي من قوله، تحلل عنه ما كان قد دخله، فقال: لا حِلّ، لا نرى لها أحداً غيرك، فمدّ يده فبايعه هو والنفر الذين كانوا معه، وقال جميع الناس مثل ذلك، فردُّوا الأمر إلى أبي بكر، وقالوا: خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وذلك لأنه استخلفه على الصلاة بعده، فكانوا يسمّونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هلك".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بُكَير، عن محمد بن إسحاق،فذكر قصة السقيفة، ثم ذكر بيعة العامة من غَدِ السقيفة، ثم ذكر ما نقلناه. </font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ذهب فيما خيّرهم فيه من مبايعةٍ مذهب التواضع، واستبرأ قلوبهم في استخلافه، حتى إذا عرف منهم الصدق سكن إلى اجتماعهم على ذلك في السر والعلانية.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد صحَّ بما ذكرنا اجتماعهم على بيعته مع علي بن أبي طالب، ولا يجوز لقائل أن يقول: كان باطن علي أو غيره بخلاف ظاهره، فكان علي أكبر محلاً وأجلّ قدراً من أن يُقدم على هذا الأمر العظيم بغير حق، أو يُظهر للناس خلاف ما في ضميره، ولو جاز ادعاء هذا في إجماعهم على خلافة أبي بكر، لم يصح إجماع قط، والإجماع أحد حجج الشريعة، ولا يجوز تعطيله بالتوهم.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والذي روي أن علياً لم يبايع أبا بكر ستة أشهر، ليس من قول عائشة، إنما هو من قول الزهري، فأدرجه بعض الرواة في الحديث عن عائشة في قصة فاطمة رضي الله عنهما، وحفظه معمر بن راشد، فرواه مفصّلاً وجعله من قول الزهري منقطعاً من الحديث.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد روينا في الحديث الموصول عن أبي سعيد الخدري ومن تابعه من أهل المغازي: أن علياً بايعه في بيعة العامة بعد البيعة التي جرت في السقيفة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويحتمل أن علياً بايعه بيعة العامة، كما روينا في حديث أبي سعيد الخدري وغيره. ثم شجر بين فاطمة وأبي بكر كلام بسبب الميراث، إذ لم تسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الميراث ما سمعه أبو بكر وغيره، فكانت معذورة فيما طلبته، وكان أبو بكر معذوراً فيما منع، فتخلّف علي عن حضور أبي بكر حتى توفّيت، ثم كان منه تجديد البيعة والقيام بواجباتها، كما قال الزهري، ولا يجوز أن يكون قعود علي في بيته على وجه الكراهية لإمارته، ففي رواية الزهري أنه بايعه بعدُ، وعظّم حقه، ولو كان الأمر على غير ما قلنا، لكانت بيعته آخراً خطأ.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن زعم أن علياً بايعه ظاهراً، وخالفه باطناً، فقد أساء الثناء على عليّ، وقال فيه أقبح القول، وقد قال علي في إمارته وهو على المنبر: "ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، قال: أبو بكر، ثم عمر. ونحن نزعم أن علياً كان لا يفعل إلا ما هو حق، ولا يقول إلا ما هو صدق، وقد فعل في مبايعة أبي بكر ومؤازرة عمر ما يليق بفضله، وعلمه، وسابقته، وحسن عقيدته، وجميل نيته في أداء النصح للراعي والرعية وقال في فضلهما ما نقلناه في كتاب الفضائل، فلا معنى لقول من قال بخلاف ما قال وفعل.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد دخل أبو بكر الصديق على فاطمة في مرض موتها وترضَّاها حتى رضيت عنه، فلا طائل لسخط غيرها ممن يدّعي موالاة أهل البيت، ثم يطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُهَجِّن من يواليه، ويرميه بالضعف والعجز، واختلاف السّرّ والعلانية في القول والفعل، وبالله العصمة والتوفيق.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن عبدالوهاب، حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور، أخبرنا أبو حمزة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق، فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحبّ أن آذن له؟ قال: نعم. فأذنت له، فدخل عليها يترضّاها وقال: والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الاعتقاد للبيهقي، ص 472-477 تحقيق عبدالله الدرويش]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قلتُ: وبما سبق من كلام البيهقي رحمه الله يُفهم ما أخرجه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "... كان لعلي من الناس وجهٌ حياةَ فاطمة، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته - ولم يكن يبايع تلك الأشهر- فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهة لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك. فقال أبو بكر: وما عسيتهم أن يفعلوا بي؟ والله لآتينهم. فدخل عليهم أبو بكر، فتشهد علي فقال: إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك. ولكنك استبددت علينا بالأمر، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيباً، حتى فاضت عينا أبي بكر. فلما تكلم أبو بكر قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي. وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيه عن الخير، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته. فقال علي لأبي بكر: موعدك العشية للبيعة. فلما صلى أبو بكر الظهر رقى على المنبر فتشهد، وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه، ثم استغفر. وتشهّد علي فعظم حق أبي بكر، وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر، ولا إنكاراً للذي فضله الله به، ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيباً فاستبد علينا، فوجدنا في أنفسنا، فسر بذلك المسلمون وقالوا: أصبت، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الأمر بالمعروف <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتح 7/564]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وما أجمل ما أخرجه البخاري عن عقبة بن الحارث قال: "صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه وقال: بأبي شبيه بالنبي، لا شبيه بعلي، وعلي يضحك" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتح 6/651، 7/119]</font>، زاد الإسماعيلي في روايته: "بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال، وعلي يمشي إلى جانبه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتح 6/656، وانظر: الخلافة الراشدة والدلة الأموية، د. يحيى اليحيى، ص 186-188]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن كتب الرافضة أزودكم بهذه الوثيقة عن كلام مهديهم الذي يقول: "أنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا دليل من مصادر القوم</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="زعم الشيعة ومن تابعهم أن عليًا لم يبايع أبا بكر" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%82.jpg" style="width: 326px; height: 300px;" /></p>
تصفح الكتاب
التعليقات
وحدةالأحد 20 ديسمبر 2015 م
هذا كذب. وقول الامام علي: ولكننك استبددت علينا بالامر. قمتم واضفتم ان ابو بكر فاضت عيناه وعملتوها جو رومانسي.التخلص من الاحاديث زمن الشيخين كان هذا هدفها هو ان تعاد من جديد بصيغة جديدةًحتى تضيف شرعية لخلافةًالخلفاءالمنافقين اذين سرقوا الكراسي وهموا بما لم ينالوا. وارجوكم مرةًثانية بل ان تضيفوا روايات من كتبنا اعقلوها عقل رعاية لاتأخذوها وتفسروها على اهواؤكم كما تفعلون في ايات الله وكتابه العزيز.
هذا معنى ان لكل امام بيعة في عنقه اقرئوا يا اهل الصحابة ودين الصحابة :
http://jam3aama.com/news/56
طالب علمالسبت 3 أغسطس 2013 م
في خلافة أبي بكر :- عاش علي (رض) معززاً مكرماً ، ولم يرد عنه أي ذكر لوصية ، ولم يعترض على قرارات أبي بكر ، سواء فيما يتعلق بحروب الردة أو فتوحات العراق والشام . وقد مدحه قائلاً :- تولى أبو بكر تلك الأمور ، فيسّر وسدّد ، وقارب واقتصد ، وصحبتُه مناصحاً ، وأطعتُه فيما أطاع الله فيه جاهداً ( البحار (بحار الأنوار للمجلسي الإثناعشري) 33/568 ) .
في خلافة عمر :- أصبح (ع) المستشار الأكبر في الدولة ، وكان رأيه مسموعاً من قبل الجميع ، ويؤخذ به على الفور . ولم يذكر لنا التاريخ أن عمر إعترض يوماً على رأي علي . وكان عمر شديد الإعتماد عليه ، كثير المديح له أمام الناس ، مما يدل على عمق الأخوة والمحبة بينهما . فمن أقوال عمر لعلي :- لمثل هذا نسألك عما إختلفنا فيه ،، لا أبقاني الله بعدك يا علي ،، لا أبقاني الله لمعضلة لم يكن لها أبو الحسن ،، شعرة من آل أبي طالب أفقه من عدي ،، لا عشتُ في أمة لستَ فيها يا أبا الحسن ،، إذا إختلفتم فها هنا رجل (علي) كنا أُمِرنا إذا إختلفنا في شيء فيحكم فيه ،، أنتم أهل بيت الرحمة يا أبا الحسن ،، فرّج الله عنك يا علي ، لقد كدتُ أهلك في جلد إمرأة بريئة ،، أنت والله نصحتني ،، أين أبو الحسن مفرج الكرب ،، لولاك لإفتضحنا ،، أعوذ بالله من معضلة لا علي لها ( مناقب آل أبي طالب لإبن شهراشوب 2/178 وما بعدها ) . وعبارة :- ( لولا علي لهلك عمر ) مشهورة جداً في كتب الإثناعشرية ( راجع/ الكافي 7/111 ، التهذيب للطوسي 6/306 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 1/20 ، الإختصاص للمفيد ص 20 ، البحار 10/231 ). فهل رأيتم رجلاً يمدح (عدوه!!) بهذا الشكل ؟!
مثال :- شاور عمر أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سواد الكوفة (أراضي العراق المفتوحة) . قال له بعضهم : تقسمها بيننا ، فشاور علياً ( عليه السلام ) فقال : " إنْ قسّمتها اليوم لم يكن لِمَن يجيء بعدنا شيء ، ولكن تُقرّها في أيديهم يعلمونها ، فتكون لنا ولمن بعدنا . " فقال : وفقك الله ، هذا الرأي ( دراسات في ولاية الفقيه للمنتظري 3/ 190 ) .
حتى الذين قيل أنهم شيعة علي ، أصبحوا ولاة عمر على الأمصار ، يأتمرون بأمر عمر وينفذون تعليماته بدقة ، مثل سلمان الفارسي كان والياً على المدائن ، وعطاؤه خمسة آلاف (أعيان الشيعة للأمين 7/ 284) ، وكان عمار بن ياسر على الكوفة (المبسوط للطوسي 2/ 33) .
زواج عمر من إبنة علي :- تكلمنا سابقاً عن هذا الموضوع . ولم ينته التزاوج والتناسب بين العلويين وباقي الصحابة عند ذلك ، فقد تزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان من فاطمة بنت الحسين ، وتزوج مصعب بن الزبير بن العوام من أختها سكينة ( مسالك الإفهام للشهيد الثاني (إثناعشري) 7/409 ) . وتزوج الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك من زينب بنت الحسن المثنى بن الحسن ( تاريخ دمشق لإبن عساكر 69/168 ). وكلنا سمعنا بزواج أبي بكر من أسماء بنت عميس، أرملة جعفر بن أبي طالب، ثُم بعد وفاة أبي بكر، تزوّجها علي .
علي يحافظ على حياة عمر ودولته :- أراد عمر أن يخرج بنفسه لقتال الفرس ، فنصحه عكس ذلك ، وقال له :- نحن على موعود من الله ( يشير إلى قوله تعالى : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض . فجيش عمر هو في نظر علي هو جيش الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) والله منجز وعده وناصر جنده ( يعني جيش الصحابة هم جند الله ) ومكان القيّم بالأمر ( الخليفة عمر ) مكان النظام ( الخيط ) من الخرز ( السبحة ) يجمعه ويضمه ، فإن انقطع النظام تفرق ،، فكن قطباً ، واستدر الرحى بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب ( ألقهم في نار الحرب دونك ) ، إنك إن شخصتَ ( خرجتَ ) من هذه الأرض ، إنتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها ( يخشى علي من تفكك الدولة بدون عمر ) ،، إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً ( في المعركة ) يقولوا هذا أصل العرب ،، فيكون ذلك أشد لكلبهم ( لشدتهم وهجومهم ) عليك وطمعهم فيك ( البحار 31/138 ) . ونفس الموضوع تكرر عند قتال الروم ، فقال علي لعمر :- إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتُنكب ( فتموت ) ، لا تكن للمسلمين كانفة ( ملجأ من العدو ) دون أقصى بلادهم ، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه ، فابعث إليهم رجلاً مجرباً وأحفز معه أهل البلاء والنصيحة ، فإن أظهره الله ( نصره الله ) فذاك ما تحب ، وإن تكن الأخرى ( الهزيمة ) كنتَ ردءاً ( عوناً ) للناس ومثاباً ( مرجعاً ) للمسلمين ( البحار 31/136 ) .
عند مقتل عمر :- رثاه علي ، فقال :- لله بلاء فلان ، فلقد قوم الأود ( العوج ) وداوى العمد وأقام السنة وخلف الفتنة ، ذهبَ نقيَ الثوب قليل العيب ، أصاب خيرها وسبق شرها ( مات قبل الفتنة ) ، أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه ( شرح النهج 12/3 ) . يقول إبن أبي الحديد عن هذه الرواية :- وجدتُ النسخة التي بخط يد الشريف الرضي ، مؤلف كتاب ( نهج البلاغة ) ، وتحت عبارة (فلان) مكتوب (عمر) ، وقد سألتُ نقيب العلويين ( وقتها ) أبا جعفر العلوي ، فقال لي :- هو عمر ، فقلتُ له :- أيثني عليه أمير المؤمنين هذا الثناء ؟ فقال :- نعم ، فأما الإمامية فيقولون : إن ذلك من التقية ، وأما الزيدية فيقولون : أنه أثنى عليه حق الثناء ( المصدر السابق ) . ويبدو أن الشريف الرضي كتب عبارة (فلان) مكان (عمر) بدافع التقية ، لأنه عاش في زمن الدولة البويهية ، الإثناعشرية ، فيبدو أنه كان يتقيهم .
ومدح علي عمر قائلاً :- تولى عمر الأمر ، فكان مرضي السيرة ، ميمون النقيبة ( البحار 33/569 ) .
بعد وفاة النبي (ص) :- ما أثار إنتباهي هنا هو تصرفات علي بن أبي طالب وتعامله مع الصحابة. فالشيعة الإثناعشرية يعتبرون ولاية علي مسألة دينية مقدسة ، ومن أعظم أصول الدين الإسلامي ( الكافي للكليني 1/ 193 – 1/ 220 ، الأمالي للصدوق ص 85 ، الأمالي للمفيد ص 139 ، الأمالي للطوسي ص 290 ، شرح الكافي للمازندراني 6/ 119 ، رسائل المرتضى 1/ 351 ، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 10/ 363 ،كشف الغطاء لجعفر كاشف الغطاء 1/ 17 ، مستمسك العروة لمحسن الحكيم 4/ 183 ، كتاب الطهارة للخوئي 8/ 420 ، تعليقة على العروة الوثقى للسيستاني 1/ 315 ) ، وأن الصحابة غصبوه هذا الحق، فإقترفوا إثماً يوازي الكفر.
بينما رأيتُ علياً نفسه يعتبر الخلافة مسألة دنيوية! مجرد كرسي، ومتاع أيام قلائل تزول كما يزول السراب أو السحاب! (نهج البلاغة 3/ 119 ) وأنها لا تساوي النعل الذي يلبسه! (بحار الأنوار للمجلسي 32/ 76 – 32/ 114 ) . وتعاملَ علي مع الصحابة بالحسنى إلى أبعد الحدود! فقد ساعدهم- بمشوراته الكثيرة- في تدعيم ملكهم وبسط نفوذهم على العباد والبلاد ! حتى قيل: لولا علي لهلك عمر (الكافي للكليني 7/ 424 ، من لا يحضره الفقيه للصدوق 4/ 36 ، تهذيب الأحكام للطوسي 6/ 306 ) . فلو إستبدلنا كلمة (عمر) بما وصفه الشيعة (الظالم) ، سنجد أن العبارة ستكون: لولا علي لهلك الظالم ! أي بفضل علي قامت دولة الظلم!! فهل سيرضى الشيعة بهذه الجملة؟!
وربط علي نفسه بهم بأواصر النسب والمصاهرة ! فقد زوّج إبنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب. والإثناعشرية يبررون ذلك، تارة بإسم الإكراه والتقية! ونسوا أن العربي الشريف لا يزوّج إبنته من مجرم كافر حتى لو وضعوا السيف على رقبته !! وتارة يقولون إنها إستُبدِلت بجنّية! وهذا الكلام من التفاهة بحيث لا يستحق التعليق عليه! وقد حاول بعض علماء الإثناعشرية إنكار هذا الزواج، ولكنه موجود في كتبهم المعتبرة بسند صحيح عندهم . ففي كتاب الكافي للكليني (أهم كتبهم) أربعة روايات تؤكد هذا التزويج ، أحدهما موثق ، والآخر صحيح السند ، والآخران حسنا السند ( راجع المسائل السروية للمفيد ص 86 الهامش، كذلك راجع رسائل المرتضى 3/ 150 للشريف المرتضى كبير الإثناعشرية في زمانه، وهو يؤكد حصول ذلك الزواج) . وكذلك شيعة علي الأوائل (بلال وعمار والمقداد وإبن عباس) لم يعتبروا باقي الصحابة كفاراً أو منافقين أو كذابين! بل تبادلوا وإياهم نقل الروايات النبوية دون أن يكذّب بعضهم بعضاً، أو يتّهمه بالتزوير. فهم يروون عن أبي بكر وعمر كما يروون عن علي، ولا يتّهمون أحداً بكذب أو نفاق. فمثلاً: كان عمار بن ياسر والي عمر بن الخطاب على الكوفة (الكليني والكافي لعبد الرسول الغفار (إثناعشري) ص 41 ) . وبلال الحبشي أرسله عمر والياً على المدائن. فلو كان بلال شيعياً إثناعشرياً لألقى هذه الخطبة الإفتراضية:- يا أهل المدائن، لقد عيّنني عمر الحاكم الظالم والياً عليكم. وأمرني أن أطبّق قوانينه الجائرة الظالمة فيكم. وأحذّركم إذا تمرّدتم على حكم عمر المجرم الغاصب فسوف أعاقبكم أشد العقاب. والله على ما أقول شهيد !!! هل يُعقل هذا ؟! علماً أن بلالاً لم يخف من طواغيت قريش سابقاً، وتحمّل ألوان العذاب، ولم يستخدم التقية قط. بعد هذا يخاف من عمر وغيره ؟! أترك التعليق لكم.
إذن، تعاملُ علي مع باقي الصحابة كان (هادئاً جداً) في موضوع (ساخن جداً عند الإثناعشرية) وهو الولاية. والمعروف عن علي أنه (شجاع جداً)، ولا يخاف في الله لومة لائم، ولا يجامل على حساب ما يراه حقاً، وهو يصرّ على رأيه وإجتهاده حتى لو أدى ذلك إلى شهر السيوف – كما سنرى لاحقاً .
السقيفة :- توفي النبي (ص) سنة 11 هجرية ، فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لإنتخاب سيدهم سعد بن عبادة ، فسمع بذلك بعض المهاجرين ، فهرعوا إليهم ، وبعد نقاش وجدال ، إنتخبوا أبا بكر ( شرح الكافي للمازندراني (إثناعشري) 11/290 ، الفصول المختارة للمفيد (إثناعشري) ص 287 ) . يروى أن أبا سفيان قال لعلي :- أبسط يدك أبايعك ، فوالله إلإن شئتَ لأملأنها على أبي فصيل ( أبي بكر ) خيلاً ورجلاً ، فرفض علي أيضاً ( البحار 28/328 ) . وبهذا يكون أبو سفيان أول ثائر شيعي (!) في التاريخ !! ثم لاحظ عدم ذكر لأي وصية ، ولاحظ رفضه لكل دعوات المساعدة لإيصاله للسلطة . فإما أن علياً كان لا يريد الخلافة ، والأخبار التي تقول عكس ذلك هي كاذبة أو مبالغ فيها ، أو أنه رجل دين وليس رجل دولة ، ولا يستخدم المناورات السياسية.
أما ما يرويه الإثناعشرية من تهديد الصحابة لعلي وضرب فاطمة وكسر ضلعها وإسقاط جنينها وجرّ علي بالقوة لبيعة أبي بكر ، فلا صحة لذلك ، وهو أمر بعيد ( شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2/21 ) . وممن شكك في هذه الروايات السيد حسين فضل الله (من علماء الإثناعشرية في أواخر القرن العشرين الميلادي) ، ليس دفاعاً عن الصحابة ، ولكن دفاعاً عن شجاعة علي وعن غيرة وشهامة وعرض أهل البيت الذي أهين بسبب هذه الرواية وأمثالها .
أقوال علي (ع) :- حتى لو آمنا بأن علي كان يرى نفسه أجدر بالخلافة بدلاً من أبي بكر ، فهو لا يعتمد في هذا على وصية ، بل على إمتلاكه للشروط المناسبة للخلافة حسب رأيه ، لذا يروون أنه طالبَ بالخلافة في عدة روايات ، منها :- لنحن أحق بهذا الأمر منكم ، أما كان منا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بالسنة ، المضطلع بأمر الرعية ، والله إنه فينا ( شرح النهج 6/12 ) .. فعلى فرض صحة هذه الروايات ، تراه يستشهد بالفضائل والسوابق والقرابة ، ولا وجود لوصية ، فلو كان هناك نص أو وصية لذكر علي ذلك ( شرح النهج 2/59 ) .
كل هذا ممكن إن صحت الروايات ، علماً بأن الطبري يروي رواية مفادها أن علياً لم يعترض على ولاية أبي بكر أبداً ، وسارع لمبايعته . يروي الطبري:- كان علي في بيته ، إذ أتى فقيل له قد جلس أبو بكر للبيعة ، فخرج في قميص ما عليه إزار ولا رداء عجلاً كراهية أن يبطئ عنها حتى بايعه ، ثم جلس إليه وبعث إلى ثوبه ، فأتاه فتخلله ولزم مجلسه (تاريخ الطبري (سني فيه تشيع يسير) 2/ 447 ) . علماً بأن معظم خطب علي وصلتنا ضعيفة السند ، وكتاب (نهج البلاغة) بالذات جُمع بعد وفاته بحوالي ثلاثمائة وخمسين سنة ، وبدون سند واضح .
جاء في كتاب/ الإستيعاب :- رُوي عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أنه قال : ولينا أبو بكر ، فخير خليفة ، أرحمه بنا ، وأحناه علينا . وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش ثم بايعوه بعد إلا سعد . وقيل إنه لم يتخلف عن بيعته يومئذ أحد من قريش . وقيل إنه تخلف عنه من قريش على والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص ثم بايعوه بعد ذلك . وقد قيل إن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة ، ثم لم يزل سامعاً مطيعاً له ، يثنى عليه ويفضله . وكان علي يقول : لا يٌفضلنى أحد على أبى بكر وعمر إلا جلدتُهُ حد المفترى . وقيل لما بويع أبو بكر الصديق أبطأ علي عن بيعته وجلس في بيته ، فبعث إليه أبو بكر : ما أبطأ بك عنى ؟ أكرهتَ إمارتى ؟ فقال علي : ما كرهتُ إمارتك ، ولكني آليتُ ألا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع القرآن (الإستيعاب لإبن عبد البر (عالم سني ، توفي 463 هجرية) 3/ 972 ) .