أيام الحسن والحسين
حسن قارئ الحسيني
الأحد 4 أغسطس 2013 م
<p style="text-align: center;"> <img alt="أيام الحسن والحسين" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">حلقات برنامج أيام الحسن والحسين من قناة المجد الفضائية، تقديم فضيلة الشيخ الدكتور. حسن قارئ الحسيني.</span></span></p>
التعليقات
طالب علم الخميس 26 سبتمبر 2013 م
الحسين بن علي (ع) / راجع بحار الأنوار للمجلسي الجزء 44 هل لديه وصية ؟ لدى الإثناعشرية روايتان حول وصية الحسن لأخيه الحسين (ع) ، رواهما الكليني ( البحار 44/174 ) . ( والكليني - كما هو معروف عنه – يؤمن بتحريف القرآن ، ويروّج لذلك في كتابه (الكافي) ، ويقول أن أئمة أهل البيت (ع) قالوا بذلك !! راجع الكافي 1/ 412 وما بعدها ) . الوصية الأولى تتعلق بأمور الدفن والقبر ، ولا علاقة لها بالخلافة والإمارة . الثانية فيها كلام يناقض مبادئ الإثناعشرية الذي تؤكد على وجود قائمة مُسبَقة بأسماء الأئمة الإثناعشر (ع) ، أما هذه الرواية فتوحي أن الإمام السابق هو الذي يختار الإمام اللاحق ! ( البحار 44/175 ) . وهناك رواية أخرى ، أشبه بقصص ألف ليلة وليلة ، حيث تدعي إمرأة ، إسمها حبابة الوالبية ، أن الدليل على الإمام أنه يستطيع أن يطبع خاتمه على حصاة !! ومن يقرأ هذه الرواية يكاد يجزم بأنها من نسج الخيال ( راجع الرواية في/ إعلام الورى للطبرسي 1/408 ) . وفي رسالته (ع) لأهل الكوفة لم يذكر وصية أو حديث الغدير، بل قال:- وإني لأحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله ( البحار 44/382 ) فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله (كلمات الحسين للشريفي (إثناعشري) ص313 ) . ثم بمجرد وفاة أخيه ، راسله أهل الكوفة ليحرضوه على الثورة ، فرفض (ع) مادام معاوية حياً ( كلمات الحسين للشريفي ص238 وما بعدها ) . لماذا؟ إذا كان معاوية (حسب السيناريو الشيعي) كافراً ظالماً، نكث بالعهد مع الحسن، وغدر به وقتله بالسم، فلماذا لا ينضم الحسين إلى أهل الكوفة ويقود الثورة ؟! ولهذا لم يتعرض له معاوية بسوء ، فقال يوماً لمروان بن الحكم :- إياك أن تعرض للحسين في شيء ، واترك حسيناً ما تركك ، فإنّا لا نريد أن نعرض له في شيء ما دام قد وفى بيعتنا ولم ينازعنا سلطاننا ( البحار 44/212 ، معجم رجال الحديث للخوئي (إثناعشري) 19/212 ) . ووصى معاوية إبنه يزيد فقال له :- وأما الحسين فقد عرفتَ حظه من رسول الله ، وهو من لحم رسول الله ودمه ، وقد علمتُ لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيّعونه ، فإن ظفرتَ به فإعرف حقه ومنزلته من رسول الله ، ولا تؤاخذه بفعله ، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحماً (قرابة) وإياك أن تناله بسوء أو يرى منك مكروهاً( البحار 44/311 ) . فهذا يؤكد أن الصراع لم يكن بسبب الدين أو القبيلة أو الأحقاد الشخصية ، بل بسبب كرسي الحكم ، فمن لم يتحرش به ، فلا جناح عليه . معاوية والشيعة :- يقول الإثناعشرية أن معاوية قتل العديد من الشيعة ، على المذهب فقط ، وتتبعهم تحت كل حجر ومدر ، وأمر ولاته بأن يقتلوا كل من كان على دين علي (ع) ( كتاب سليم بن قيس ص318 . وهو كتاب مثير للجدل ، فقد بقي في طي الكتمان لمائة سنة تقريباً! ثم رواه رجل واحد هو عمر بن حنظلة، عن رجل واحد هو إبان بن أبي عياش (متهم بالكذب)، عن رجل واحد هو سليم بن قيس، وهو مجهول!) . ولكن وجدنا أن المؤرخين يُجمعون على أن معاوية كان يستخدم المال والليونة والمداراة لإستمالة الناس ، وخاصة الشيعة منهم ، لكسبهم إلى جانبه ، وقد نجح في ذلك إلى أبعد الحدود . فمثلاً :- زياد بن أبيه، كان في البداية من أخلص الشيعة لعلي (ع) ، وكان واليه على فارس ، فاستطاع معاوية بدهائه أن يستميله إلى جانبه، وجعله أخاه ، فانقلب زياد وبايع معاوية ، وأصبح يده التي يبطش بها ، وكان من أقسى ولاته ( راجع/ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 16/181 وما بعدها ) . وقيل أن كاتب زياد كان شيعياً ( كتاب سليم بن قيس ص281 ) . ويعترف الإثناعشرية أن الشيعة كانوا يأتون معاوية ، فيمدحون علياً (ع) أمامه ، ويذمّون الخليفة (معاوية) أمام الحاضرين ، فلا يُكذبهم ولا يمسّهم بسوء، بل يحاول كسبهم بالمال ( البحار 27/344 ) . كم شيعياً ثبت مقتله في زمن معاوية ؟ حسب كتب الإثناعشرية ، ثمانية أو عشرة فقط :- أولاً :- حجر بن عدي وستة من أصحابه، أرسلهم زياد بن أبيه من الكوفة إلى دمشق قائلاً أنهم خرجوا على الخليفة وأثاروا فتنة، وأشهد عليهم مجموعة من كبار أهل الكوفة ( تاريخ الطبري 4/188 ) . ثانياً :- عمرو بن الحمق، الذي رفض الصلح بين الحسن ومعاوية ، وذهب إلى الموصل ، فقُتِل هناك ( الإختصاص للمفيد ص16 ) وقيل كان إبن الحمق ممن شاركوا في قتل عثمان ( شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2/158 ) . ثالثاً :- واحد أو إثنان من الحضرميين ( الإحتجاج للطبرسي 2/17 بسند ضعيف ) . مقتل الحسين (ع) :- كما يعلم الجميع ، فإن أهل الكوفة بايعوه بعد وفاة معاوية وخلافة إبنه يزيد ، وضمنوا له النصرة ، ثم نكثوا بيعته وخذلوه وأسلموه ، وخرجوا إليه فحصروه حيث لا يجد ناصراً ولا مَهرباً ، وحالوا بينه وبين ماء الفرات حتى تمكنوا منه ، فقتلوه شهيداً ( إعلام الورى للطبرسي (إثناعشري) 1/424 ) . وكان جميع من حارب الحسين (ع) هم من أهل الكوفة خاصة ، فلم يحضرهم أحد من بني أمية، أو من أهل الشام ( راجع/ مروج الذهب للمسعودي ( مؤرخ شيعي زيدي لا إثناعشري ) 3/61 ) . من قُتِل مع الحسين (ع) ؟ من أخوته (ع) قتِل العباس وعمر وعثمان وجعفر وإبراهيم وأبو بكر وعبد الله ومحمد .ومن أولاد أخيه الحسن (ع) : أبو بكر وعبد الله والقاسم ، وقيل : بشر وعمر .وقتل من أولاد الحسين : علي الأكبر وإبراهيم وعبد الله ومحمد وحمزة وجعفر وعمر وزيد ( البحار 45/62 ) . شخصيات من آل البيت استشهدت مع الحسين ، فلماذا لا تذكر؟ ويعجب المرء لماذا يبكي الشيعة لمقتل الحسين الشهيد ولا يبكون لمقتل أخويه أبي بكر وعمر ، أو إبنه عمر، أو إبني أخيه أبي بكر وعمر! أليس هؤلاء من أولاد وأحفاد علي أيضاً؟ أم أنهم يحملون أسماءً لا يرغب الشيعة في ذكرها بخير، حتى لا تنكشف حقيقة المحبة بين أهل البيت والصحابة! ولا زلتُ أسألُ الشيعة لماذا سمّى علي والحسن والحسين أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر؟ حباً أم تملقاً ؟ لماذا التركيز على مقتل الحسين (ع) ؟ كان أبوه علي (ع) أفضل منه فقتِل، وهم لا يتخذون مقتله مأتماً كيوم مقتل الحسين! ربما لأنه لا يخدمهم سياسياً، فالذي قتل علياً هو أحد شيعته الذين إنقلبوا عليه (الخوارج) ! ورسول الله (ص)- سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة– مات، فلم يفعل الشيعة له كما فعلوا لموت الحسين! ولا قال أحد الشيعة أنه ظهر يوم موت النبي (ص) شيء مما يقوله الشيعة يوم مقتل الحسين من المعجزات، مثل : كسوف الشمس والحمرة التي تطلع في السماء وغير ذلك ! طقوس عاشوراء :- يواظب الإثناعشرية على إقامة العزاء في ذكرى إستشهاد الحسين (ع) ، مع مظاهر اللطم والعويل وضرب الزناجير والسكاكين . ولم يفعل هذا أحد من أهل البيت بتاتاً !! بل رفضوا فعل ذلك ! فقد قال علي (ع) بعد وفاة النبي (ص) :- لولا أنك أمرتَ بالصبر ونهيتَ عن الجزع لأنفدنا عليك ماء العيون (نهج البلاغة 2/ 228 ) . وقال (ع) :- من ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط عمله (نهج البلاغة 4/ 35 ) . وقال الحسين لأخته زينب في كربلاء :- لا تشقي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليّ وجهاً، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا أنا هلكتُ (البحار 45/ 3 ) . بل نهى (ع) عن لبس السواد :- لا تلبسوا السواد ، فإنه لباس فرعون (البحار 80/ 248 ) . ورووا أن النبي (ص) بايع النساء على أن لا يشققن جيباً، ولا يلطمن وجهاً، ولا يدعون ويلاً (البحار 100/ 261 ) . وقالوا : النياحة من عمل الجاهلية ( جامع أحاديث الشيعة للبروجردي 3/ 488 ) . ورووا : صوتان ملعونان يبغضهما الله ، (أحدهما) : إعوال (عويل) عند مصيبة (البحار 79/ 102 ) .
طالب علم الجمعة 6 سبتمبر 2013 م
الحسن بن علي (ع) هل لديه وصية بالخلافة؟ روايات الإثناعشرية تقول: نعم . لكنني وجدتُ في بعض كتبهم روايات أخرى تُناقضها:- فعندما ضرب إبن ملجم علياً ، سألوه أن يوصِ لأحد بالخلافة ، فقال (ع) :- أترككم كما تركنا رسول الله (ص) ، قلنا: يا رسول الله إستخلف لنا ، فقال (ص): إن يعلم الله فيكم خيراً يُوَلّ عليكم خياركم ، فعلم الله فينا خيراً فولى علينا أبا بكر ( المستدرك للحاكم ( شيعي زيدي لا إثناعشري) 3/145 ) . وقالوا له :- سنبايع بعدك الحسن (ع) ، فقال :- لا آمركم ولا أنهاكم ( نهج السعادة للمحمودي (إثناعشري) 2/733 ، مروج الذهب للمسعودي (شيعي زيدي لا إثناعشري) 2/425 ) . وقالوا لما توفي علي (ع) خرج إبن عباس إلى الناس ، فقال : إن أمير المؤمنين (ع) توفي ، وقد ترك خلفاً (ولداً ، لا وصية) ، فإن أحببتم خرج إليكم ، وإن كرهتم فلا أحد على أحد . ثم بايعه الناس (شرح النهج لإبن أبي الحديد 16/ 22 ، وفيات الأئمة لمجموعة من علماء البحرين والقطيف ص 86 ، شرح إحقاق الحق للمرعشي 11/ 217 ، أجوبة مسائل للكوراني العاملي ص 117 ، الإنتصار للعاملي 9/ 246 ، الروائع المختارة للموسوي ص 60 ) . ولكن الإثناعشرية يؤكدون وجود وصية له من أبيه بالخلافة ، جرياً مع القاعدة الإثناعشرية في وجوب الوصية والنص على الخلافة وعدم جواز الإنتخابات ولا الشورى في إختيار الإمام والحاكم . ويقولون إن هذا من عدل الله ولطفه أنه تعالى هو الذي يختار إمام وخليفة للمسلمين !.. كلام نظري جميل! لكن الواقع غير ذلك. فهل من عدل الله ولطفه أن يختار للمسلمين خليفة، ثم يجعله ضعيفاً مقهوراً مظلوماً لا يستطيع أن يستلم السلطة – كما هي صورة الإثناعشرية عن أئمتهم ؟ وهل من عدل الله ولطفه أن يبقى المسلمون لأكثر من ألف سنة بدون الإمام الذي إختاره الله لهم، لأنه (أقصد المهدي) إما غائب أو لم يولد بعد! وفي كلا الحالتين لا يعمل كقائد للأمة !!! لقد أوردوا في كتبهم عدة وصايا من علي (ع) لإبنه الحسن . ولكن لو قرأناها لوجدنا أنها لا علاقة لها بالخلافة والإمارة ، فهي تتحدث عن الكتب العلمية والسلاح الشخصي ، أو بعض الأمور الشخصية ( راجع: البحار ( بحار الأنوار للمجلسي ) 43/322 ، نهج البلاغة 3/21 - 3/22 - 3/23 ) . أما الوصية بولاية العهد والحكم ، فيجب أن تكون واضحة علنية ، كأن يقول مثلاً :- هذا إبني فلان خليفتي من بعدي ، أو الأمير عليكم من بعدي ، وهكذا . وهذا لم يصح عن علي. معصوم يوصّي معصوماً ؟ تخيّل معصوماً (علي) يوصي معصوماً آخر (الحسن) فيقول له :- لا تبع آخرتك بدنياك،،،، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك،،،، وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك وفراغ نظرك وفكرك، فاعلم أنك إنما تخبط العشواء وتتورط الظلماء،،،، وإياكَ أن توجف (تسرع) بك مطايا الطمع فتوردك مناهلَ الهلكة،،، ولا تكونن ممن لا تنفعه العِظةُ إلا إذا بالغتَ في إيلامه، فإن العاقل يتعظ بالآداب، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب ،،، وإياكَ ومشاورة النساءفإن رأيهُنَّ إلى أفنٍ (ضعف)، وعزمهن إلى وهنٍ (نهج البلاغة 3/ 56 ، دراسات في ولاية الفقيه للمنتظري 1/ 356 ، تحف العقول للحراني ص 86 ، مصباح البلاغة للميرجهاني 4/ 218 ، البحار 74/ 217 ، وسائل الشيعة للحر العاملي 27/ 170 ، كشف المحجة لإبن طاووس ص 159 ، موسوعة الإمام الجواد للقزويني 2/ 567 ، نهج السعادة للمحمودي 5/ 3 ، شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 16/ 52 ، موسوعة الإمام علي للريشهري 6/ 216 ) . بدون تعليق !! وكذلك عندما أراد أمير المؤمنين أن يوصي ولده محمد ( إبن الحنفية ) ، لم يقل له : إسمع كلام أخيك المعصوم ، فإنه إمامك !! بل قال له :- أضمم آراء الرجال ، بعضها إلى بعض ، ثم إختر أقربها إلى الصواب ، وأبعدها من الإرتياب ( من لا يحضره الفقيه للصدوق 4/ 385 ) . وتبودلت الرسائل بين الحسن (ع) وبين معاوية ، فمما قاله (ع) لمعاوية :- نحن الآن أولياء النبي (ص) وذوو القربى منه ، ومنازعتك إيانا بغير حق ( البحار 64/44 ) أما الخليفة فمن سار بسيرة رسول الله (ص) وعمل بطاعة الله عز وجل ، ليس الخليفة من سار بالجور وعطل السنن ( البحار 43/354 ) . لاحظ تكرار ذكر القرابة والعلم والعدل كدليل على إستحقاق الخلافة، ولاحظ عدم وجود ذكر لوصية أو حديث الغدير! معصوم يتنازل عن الولاية المقدسة لكافر؟! ثم تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، لأنه رأى أنه مهزوم لا محالة في الحرب، أو لأنه كان لا يحب إراقة الدماء ويريد الإصلاح. المشكلة أن الشيعة يقولون إن الحسن إمام معصوم ومعاوية كافر زنديق! فكيف يسلّم معصوم رقاب الرعية لكافر فاجر زنديق، تحت أي ظرف من الظروف؟! إن الشعب أمانة بيد القائد، وعليه أن يرعاهم كما يرعى أولاده. من يفرّط بأولاده ويسلّمهم إلى كافر؟! إذا قلنا إن الحسن فعل ذلك خوفاً على نفسه من الموت، فهذا لا يليق بقائد شريف، فكيف بإمام معصوم؟ وإذا قلنا إن الحسن وثق بمعاوية ورآه جديراً بقيادة المسلمين رغم خلافه معه، فهذه تزكية معقولة لمعاوية من رجل عظيم كالحسن (ع) . وإذا قلنا إن معاوية غدر بعد ذلك بالحسن وشيعته ودسّ له السم، فقد أخطأ الإمام (المعصوم من الخطأ) بوثوقه بالغادر! وإذا قلنا إن الإمام عنده علم مسبق بكل ما سيجري لاحقاً- كما يزعم الإثناعشرية (راجع البحار 26/ 109 وما بعدها) - فمعناه أن الحسن قد إتفق مع معاوية وهو يعرف مسبقاً أنه سيغدر به ويدسّ له السم . وهذا أشبه بالهراء أو الجنون! لاحظ أن كل إحتمال من هذه الإحتمالات تناقض مفهوماً من مفاهيم الشيعة الإثناعشرية . وفاة الحسن (ع) :- تشير الروايات أنه (ع) مات مسموماً ، وبعضها يقول إن زوجته جعدة بنت الأشعث هي التي دست له السم بتحريض من معاوية . ولكني أرى ذلك إنتقاصاً من كفاءته (ع) ، وإبطالاً لإمامته، فكيف يليق برجل لا يدري أن زوجته تخونه وتدس له السم ، أن يقود الأمة برمتها ؟! أليس من شروط القائد أن يكون حذقاً ، فطناً، مُراقباً لمن حوله ، حتى لا يُؤتى من خلفه ؟! كيف يختار الله تعالى لقيادة الأمة رجل لا يعرف أن زوجته تريد أن تقتله ؟! هذا ليس إستهانة بالإمام الحسن (ع) ، ولكن تشكيكاً في نظرية ولاية الفقيه، وهل أن الأفضل في الدين هو دائماً الأفضل في السياسة ؟! وقيل أن الفاعل بقي مجهولاً، فقد سأل الحسين (ع) أخاه قبل موته عمّن دس له السم ، فقال : وما تريدُ منه ؟ إن يكن هو هو ، فالله أشد نقمة منك ، وإن لم يكن هو ، فما أحبُ أن يُؤخذ بي بريء . ( الإرشاد للمفيد 2/17 ، المناقب لإبن شهراشوب 3/202 ، مدينة المعاجز للبحراني 3/374 ، البحار 44/156 ، وهؤلاء جميعاً من كبار علماء الإثناعشرية ) . ثم إن الحسين (ع) لم يتهم معاوية قط بدسّ السم لأخيه ( راجع / كلمات الإمام الحسين للشريفي (إثناعشري) ص238 وما بعدها ، وراجع رسالة الحسين (ع) إلى معاوية في/ البحار 44/212 وما بعدها ) . أولاد الحسن (ع) :- الذكور هم زيد والحسن المثنى وعمر وعبد الرحمن والحسين ، وكذلك أبو بكر والقاسم وعبد الله الذين قُتلوا مع عمهم الحسين (ع) في كربلاء ( البحار 44/168 ) . فهل سمّى أولاده عمر وأبا بكر حباً أم تملقاً ؟