المراسلات .. بين ابن سني وأب شيعي
عبد الغفار تراوري الموسوي
الخميس 5 ديسمبر 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;">  </p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <object classid="clsid:d27cdb6e-ae6d-11cf-96b8-444553540000" codebase="http://download.macromedia.com/pub/shockwave/cabs/flash/swflash.cab#version=6,0,40,0" height="120" hspace="7" vspace="7" width="490"><param name="quality" value="high" /><param name="movie" value="/upload/userfiles/flash/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D8%A8%20%D8%B3%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A.swf" /><embed height="120" hspace="7" pluginspage="http://www.macromedia.com/go/getflashplayer" quality="high" src="/upload/userfiles/flash/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A8%D9%8A%D9%86%20%D8%A7%D8%A8%20%D8%B3%D9%86%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A.swf" type="application/x-shockwave-flash" vspace="7" width="490"></embed></object></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كتبت إلى الأب في وقت طلب اللقاء, فلم يلبِّ وأبدى الإباء, وكان قد شاخ ووهن منه العظم من أجل كثرة السنين, وكنت حينئذٍ قد قاربت الثلاثين، وما أصابني فرح من ذلك الاقتراح, وتألمت كواحد هاجمته القسورة في الصباح, ورجفة شديدة تدب في جسمي بالعذاب, وكنت كتبت إليه ودموعي تتساقط على الكتاب, وتساءلت كيف ستكون بيننا عاقبة القرابة, ولم يبق لي إلا الشكوك والاسترابة؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نعم. والله ما دخل فيّ الفرح من ذلك الطلب, بل حزنت حزن من كسر منه الصلب, وكنت أكتب إليه ودموعي تتساقط على صفحة الرسالة, وأنهمك في البكاء لما أبعث إليه بالمقالة, ثم دعوت الله أن يحميني من هذا البلاء, وأن يقود إلى أبي النور والضياء, وأن يؤيدني بنصره إنه هو الناصر العلام؛ لأني أصبحت كشجرة أقلعت مع الجذور من المقام, وكان إيمانه بالمذهب محل البلوى, وقد بعثت إليه بكلام فيه الإنصاف والتبرع والجدوى, ولما تواتر رفع صوت الدعوات, وكثر تقلب الوجه في السموات, إذ كنت في البيت وقد فرغت من فريضة العشاء, وكنت على يقظة ولم يأخذني نصب المساء, إذ سمعت صوت قرع الباب, فإذا القارع هو العم أخ باب, فدنا مني وكأنه يريد أن يكلمني فكان من المتكلمين, وتكلم كثيراً واشتكى, وسال من عينه الدموع وبكى, ثم قال:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">اعلم أنه قد حلّ في قبيلة الموسوية همّ, فأرسلوني إليك بصفة العم, أن اسمك سيمحى من قرطاس الموسوية, إذا لم يحدث بينك وبين أبيك الاتفاق؛ لأنه لا يبق في قبيلتنا إلا الذي اتفق مع أبيه, وعمل بوصاياه وبكل ما يخرج من فيه, وينذر أنه لن يخالف شريعة الموسوية, وإن من شريعتنا الموالاة بالعترة النبوية, ويموت وفي قلبه حب علي, وفي شفتيه هذا القول الجلي, أعني القول بأن علياً ولي الله في الآذان, فافهم هذا إن كان لك أذنان, وأنه خليفة رسول الله شرعاً, ويقول بالرجعة, ومن ترك هذه الثلاثة ودار, فقد أسقط نفسه في النار, والسلام على من كان في حسن الأخلاق, ثم غاب عن عيني, وتحير فكري وذهني.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم رجع بعده يسعى, وألح علي وهو يسمع مني ويرى, وكان من الذين يخبطون كمن أصابه الجن بالمس, وتحير من أجل اللمس, حتى أبكاني كربته ونصبه, فكدت أن أميل إلى طلبه, من أجل تضرعه وارتجاف منه الجلد, وأصابني حرارة الفزع والضيق كأني في اللحد, وكان يتنفس الصعداء, كواحد أخنق من قبل الأعداء, ولما رأيت نشيجه ووجده قد بلغا إلى مرتبة الكمال, ولم يدع لي الخيار في هذا المجال, قصدت أن أريه يد التنازل عن الموقف, وأن أمسك الفرامل للتوقف, فخفت عاقبة الاستعجال في أمر دين الله المتعال, فقلت: والله ما أحب محو الاسم عن القرطاس, فأكون طريداً من كل الأجناس, بل من الذين يحبون الاتفاق وحسن المعاشرة, واعلم أني أعترف بكلامك, وأضعك على مقامك, وستجدني إن شاء الله من المنصفين. ولكني عاهدت الله الذي لا يقبل الصلاة بالحدث, أني في أمر من أمور الدين سأدخل في البحث, والآن أطلب منك بالاحترام أن تتركني أواصل بالمشي والإقدام, وإنك إن شاء الله لتكوننّ من الفرحين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p>
التعليقات