فتاوى علماء المسلمين في الخميني
محمد ناصر الدين الألباني
الثلاثاء 10 ديسمبر 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="فتاوى علماء المسلمين في الخميني" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>فتاوى علماء المسلمين في الخميني</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن المتابع لفكر خميني وتصريحاته وخطبه، يدرك بسهولة أبعاد نواياه الباطنية، ويلمس دون شك أغراضه التي تتلخص في تكوين هالة من القداسة الكهنوتية المزعومة حول شخصه، وهو مقتنع بأن ما قام به يبلغ مستوى الرسالات السماوية، وأنه يعد العدة لاستقبال المهدي المنتظر، ثم هو موقن بأنه نائب المهدي على الأقل، له ما للمهدي من منزلة و قداسة. ونشير هنا إلى جانب من خطبه المسجلة، والتي سمعها العالم، وحفظتها الصحف العالمية. كما يلي:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ألقى خميني خطاباً بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي في 15 \ 8 \ 1400هـ، ضمنه أفكاراً تدل على أن الخميني لا يؤمن باكتمال الرسالة الإسلامية بالقرآن العظيم، وبالرسول الكريم خاتم الأنبياء والرسل عليه الصلاة والسلام، وأحيلك أيها القارئ إلى فقرات من خطابه: قال:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، وتنفيذ العدالة، وتربية البشر لم ينجح في ذلك. وإن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر ... فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم، وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء ...".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي عليه السلام، وهو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء، وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاءوا من أجله ...".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أيضاً: "ولو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم ... فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام قد أبقي ذخراً لمثل هذا الأمر، ولذلك فإن عيد ميلاده - أرواحنا فداه - أكبر أعياد المسلمين، وأكبر عيد لأبناء البشرية، لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً ... ولذلك يجب أن نقول: إن عيد ميلاد الإمام المهدي عليه السلام هو أكبر عيد للبشرية بأجمعها ... عند ظهوره، فإنه سيخرج البشرية من الانحطاط، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم، ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً ... إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام ... إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم، لأنه أكبر وأرفع من ذلك، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر، ونكون مرفوعي الرأس ... على جميع الأجهزة في بلادنا ... ونأمل أن تتوسع في سائر الدول، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته ...".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>أيها القارئ!</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل نظرت إلى احترام خميني للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل تأملت كيف يرى أن ميلاد المهدي أكبر من ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقد أثارت تصريحات خميني التي ذكرتها لك آنفاً موجة غضباً واستنكاراً في صفوف المسلمين وأوساطهم، وأعلنوا أنها تصريحات غريبة ومناقضة لأصل العقيدة الإسلامية ولروح الإسلام والسنة النبوية الشريفة. وقالت هذه الأوساط عبر فتاوى وبيانات أصدرتها: إن ما جاء في أقوال خميني يعد خرقاً فظيعاً لمبادئ الإسلام، وطعناً في شخص الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، الذي جاء مصلحاً وهادياً للبشرية ومنقذاً لها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد أكدت هذه الأوساط أن ما قاله خميني يعد خروجاً على كل ما قررته العقيدة الإسلامية، وأجمع عليه المسلمون في شخص الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، الذي جاء فيه قوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الأنبياء:107]</font>، و قد أبدى المسلمون في كل مكان المزيد من الاستغراب والدهشة بسبب عدم صدور أي تكذيب أو نفي لتلك التصريحات المهووسة. وفيما يأتي من برقيات وفتاوى الاحتجاج والاستنكار لتصريحات خميني الغريبة، ودحض مضمونها الخارج على الإسلام، والمتنكر لرسوله عليه الصلاة والسلام.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>أولاً:</b> استنكرت (رابطة العالم الإسلامي) بشدة تصريحات خميني حول ما أسماه بظهور المهدي المنتظر لتحقيق ما عجز عنه الأنبياء.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال بيان أصدرته الرابطة بهذا الشأن، نشر في جريدة أخبار العالم الإسلامي بتاريخ 9 رمضان 1400هـ:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"إن العبارات التي وردت في كلمة وجهها خميني يوم 15 شعبان الماضي، وأذاعها راديو طهران، تعارض معارضة صريحة العقيدة الإسلامية ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتحوي مناقضة صريحة للإسلام وما جاء به القران الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وما أجمعت عليه أمة المسلمين وعلماؤها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذكرت الرابطة أن تكذيباً أو نفياً لهذه التصريحات لم يصدر من طهران، على الرغم مما تحويه من إنكار لتعاليم الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو المصلح الأعظم للبشرية جمعاء، حيث أرسل بأكمل الرسالات وأتمها، كما قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [المائدة:3]</font>، وقال عليه الصلاة والسلام: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك»</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">واختتمت الرابطة بيانها داعية الله تعالى أن يجنب المسلمين مزالق الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويلهمهم سبيل الرشد، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ثانياً: وفي تونس:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أدان الشيخ الحبيب بلخوجة مفتي الجمهورية تصريحات خميني، التي تطاول فيها على مقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وادعى فيها أن الرسول الكريم لم يؤدي رسالته على الوجه الأكمل.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الشيخ بلخوجة في كلية الزيتونة: "إن هذه التصريحات تشكل مساساً بالدين، وتتناقض تماماً مع مبادئ القرآن الكريم".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال مفتي تونس: "إن الذي يتجاهل السنة، ويناقض القران الكريم: يكذب إذا ادعى أنه ينتمي إلى الإسلام، أو أن يكون حاملاً لرايته".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ثالثاً: وفي المغرب:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أصدر علماء المغرب فتوى دينية رداً على تصريحات خميني نشرت في العدد الرابع من مجلة (دعوى الحق) الصادرة في شعبان - رمضان 1400 هـ (تموز يوليو 1980) عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية. وقد جاءت هذه الفتوى معبرة عن إجماع أعضاء المجالس العلمية في أنحاء المملكة المغربية كافة على إدانة الخميني استناداً إلى الكتاب والسنة. وأعلنت الفتوى: "إن أقوال خميني أقوال شنيعة ومزاعم باطلة فظيعة تؤدي إلى الإشراك بالله عز وجل".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأوضحت الفتوى: "أن هذه الأقوال قد أحدثت ضجة كبرى في الأوساط، حيث توجه الناس بسؤال عن موقف العلماء من هذه الأقوال النابية والمزاعم الباطلة التي تناقض أصول العقيدة الإسلامية. وأكدت الفتوى رداً على تساؤلات الجمهور المغربي المسلم: أن ما قاله الخميني تطاول على مقام الملائكة والأنبياء والمرسلين، حيث جعل مكانة المهدي المنتظر في نظره فوق مكانة الجميع، وزعم أن لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً أفضل منه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال علماء المغرب في فتواهم: إن من أخطر ما زعمه خميني: "إن خلافة المهدي المنتظر خلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون"، ومقتضى ذلك أن خميني يعد المهدي المنتظر شريك للخالق عز وجل في الربوبية والتكوين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا كلام مناقض لعقيدة التوحيد ويستنكره كل مسلم ولا يقبله، ولا يقره أي مذهب من المذاهب الإسلامية، لا يبرأ قائله من الشرك والكفر بالله، قال الله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الزمر:67]</font> .</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأهاب علماء المغرب في فتواهم هذه ببقية العلماء في العالم الإسلامي الوقوف وقفة رجل واحد بوجه هذا التيار الهدام، فيردوا كل شبهة عن عقيدة الإسلام.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>رابعاً: بيان رابطة العلماء في العراق:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">اطلعت هذه الرابطة على خطبة خميني السالفة الذكر، وأصدرت بياناً مطولاً، جاء فيه:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"وحيث إن هذا الزعم يشكل انحرافاً عن جوهر الشريعة الإسلامية، وردة عن تعاليم الدين الحنيف، ومخالفة صريحة لقوله تعالى <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المائدة:3]</font>، ودساً خطيراً يبتغي به زاعمه - لأغراض في نفسه - تحويل أنظار المسلمين عن النبي العربي الكريم صاحب الخلق العظيم الذي بعثه الله رحمة للعالمين، ومنقذاً للبشرية من الظلمات إلى النور.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبما أن من واجب علماء الدين بيان الحقيقة والمعروف، والتنديد بالأفكار والتيارات الفاسدة المشبوهة التي تحاول النيل من الإسلام وجوهره، فقد تدارست جمعية رابطة العلماء في العراق خطورة هذه الأقوال الفاسدة وأثرها في تسميم الفكر، وتضليل الرأي في المجتمعات الإسلامية وانعكاساتها السلبية في نشر الإسلام في المجتمعات غير الإسلامية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقررت بالإجماع إصدار هذا البيان تعبيراً عن استنكار علماء الدين في العراق لهذا الزعم الذي أطلقه خميني، وتأكيداً على أن مثل هذه التصريحات المضللة مما يثير الفتنة والشكوك في العالم الإسلامي، ولا ينبغي بحال من الأحوال أن يصدر عن أي مسلم من المسلمين، والله من وراء القصد".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>خامساً: فتوى الألباني في الخميني:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بسم الله الرحمن الرحيم، فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسمى (روح الله الخميني) راغبين مني بيان حكمي فيها، وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى وحده أستعين:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح، وشرك صراح، لمخالفته للقرآن الكريم، والسنة المطهرة وإجماع الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة. ولذلك فكل من قال بها معتقداً، ولو ببعض ما فيها، فهو مشرك كافر، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم. والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه المحفوظ عن كل زيادة ونقص: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [النساء:115]</font> .</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبهذه المناسبة أقول: إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة، يتعاونون مع (الخمينيين) في الدعوة إلى إقامة دولتهم، والتمكين لها في أرض المسلمين، جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر والضلال، والفساد في الأرض: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة:205]</font>. فإن كان عذرهم جهلهم بعقائدهم، وزعمهم أن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو خلاف في الفروع وليس في الأصول، فما هو عذرهم بعد أن نشروا كتيبهم: (الحكومة الإسلامية) وطبعوه عدة طبعات، ونشروه في العالم الإسلامي، وفيه من الكفريات ما جاء نقل بعضها عنه في السؤال الأول، مما يكفي أن يتعلم الجاهل ويستيقظ الغافل، هذا مع كون الكتيب كتاب دعاية وسياسة، والمفروض في مثله أن لا يذكر فيه من العقائد ما هو كفر جلي عند المدعوين، ومع كون الشيعة يتدينون بالتقية التي تجيز لهم أن يقولوا ويكتبوا ما لا يعتقدونه، كما قال عز وجل في بعض أسلافهم: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتح:11]</font>، حتى قرأت لبعض المعاصرين منهم قوله وهو يسرد المحرمات في الصلاة: (والقبض فيها إلا تقية)، يعني وضع اليمين على الشمال في الصلاة. ومع ذلك كله فقد <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ﴾</b></font> في كتيبهم، مصداق قوله تعالى في أمثالهم: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [البقرة:72]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[آل عمران:118]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وختاماً أقول محذراً جميع المسلمين بقول رب العالمين: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [آل عمران:118]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3"><b>كتبه: محمد ناصر الدين الألباني، أبو عبدالرحمن، عَمان 26/ 12/ 1407هـ</b></font></font></p>
التعليقات