مظلومية مراجع الشيعة في عهد البعث
علي الكاش
الخميس 12 ديسمبر 2013 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="مظلومية مراجع الشيعة في عهد البعث" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D9%84%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>مظلومية مراجع الشيعة في عهد البعث</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">منذ منتصف السبعينيات ولما يقارب عشرة أعوام، كنت أحتفظ بالصحف اليومية، وأجعلها في مجلد سنوي، وكنت أؤشر فيها عدداً من الملاحظات، من بينها زيارات صدام حسين - رحمه الله - إلى العتبات المقدسة في كربلاء والنجف، والتبرعات التي كان يقدمها خلال الزيارات أو بينها لتعمير وتجديد وتأثيث العتبات المقدسة. المثير في الأمر أن صدام حسين لم يزور خلالها مرقدي أبو حنيفة والكيلاني على ما أذكر، ولم يتبرع بالمال لتعمير أضرحة أهل السنة، مع أنه بدأ تنفيذ توسيع وتعمير مرقد الكيلاني في السنوات الأخيرة دون أن يكتمل في عهده، وكانت اتصالات الرئيس صدام مستمرة مع المرجعية، المباشرة منها أو من خلال المحافظين أو الوفود الخاصة، ولم يمتنع يوماً عن تتفيذ طلب أي من المراجع سواء كان لحاجة عامة أو خاصة، بل إنه حصر منح الإقامات للوافدين في الدراسات الحوزوية بيد المراجع أنفسهم، رغم أن هذا الأمر من صلاحيات الدولة، ويتنافى أصلاً مع القوانين النافذة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من المعروف أن الواردات التي تعود للحوزة بحدود (36) مليار دينار سنوياً! ولم تكن الحوزة بحاجة إلى دعم الدولة لتعمير العتبات المقدسة، فما لديها من مليارات يزيد عن حاجتها آلاف الأضعاف، علماً بأن الحكومة العراقية لا علاقة لها بواردات الحوزة، ولم تفرض عليها أية قيود. وعندما بدأ الحصار يشتد على الحكومة ويترك آثاراً مدمرة على الشعب العراقي لم تمد الحكومة يدها إلى أموال الحوزة. وعندما أهابت الحكومة بالشعب لدعم احتياطي البنك المركزي من الذهب، لم يكن للحوزة والمراجع الأربعة أي دور فاعل في التبرع مع امتلاكهم المليارات المكتنزة. في الوقت الذي ساهم عدد كبير من الشعب العراقي في الحملة الوطنية من بينهم الفقراء الذين تبرعوا بخواتم الزواج مع قيمتها الاعتبارية عندهم؛ لأن الوطن فوق كل الاعتبارات الشخصية والعائلية، عندما يكون الوطن بحاجة لدعم أبنائه القادرين على المساعدة، لا يجوز أن يبخل المواطن الصميمي بشيءعليه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كان تعامل النظام مع الحوزة العلمية والمراجع استثنائياً، سيما إذا علمنا أن المليارات التي تحصل عليها الحوزة لم توزع على الفقراء من أبناء الطائفة على أدنى تقدير، بل كانت توظف في مشاريع خارج العراق، ولم تقم الحوزة بأي مشروع لخدمة أنصارها في محافظات العراق سيما الفقيرة منها، في حين كانت حصة إيران من المشاريع الحوزوية حصة الأسد وتزيد عن 70% من مجمل مشاريعها! توزعت على شكل مدن سكنية ونوادي رياضية، ومكتبات ومشاريع سياحية وغيرها. وبقية الموارد موزعة ما بين المراجع الأربعة، ومشاريع أخرى في سوريا ولبنان والهند وأفغانستان وغيرها من الدول. وهذا ما مثبت في موقع السيستاني ويمكن الرجوع إليه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">مضخة المرجعية موقعها داخل العراق، ولكنها تضخ السيولة إلى خارج العراق بصمت من الحكومة الظالمة كما يدعون! والمراجع الأجانب يعيشون في العراق ويقتاتون من خيراته ويتمتعون بثرواته لكنهم يعمرون بلدانهم الأم إيران والباكستان وأفغانستان، حارمين العراق وشعبه منها، ولم يحرك صدام حسين ساكناً أمام تلك الظاهرة الشاذة، وفق كل المقاييس الوطنية طوال سنوات حكمه؛ فأي مظلومية أشد من هذه؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لا توجد دولة في العالم لا تخضع المؤسسات الداخلية فيها لسلطان نظامها المالي والمصرفي؛ لأنه جزء لا يتجزأ من سيادتها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا توجد دولة واحدة في العالم تسمح بخروج مليارات الدولارات من البلاد بدون إشرافها أو علمها على أقل تقدير.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا توجد دولة تعيش أعنف حالات الحصار الاقتصادي التي لم يشهد مثيلها العالم المتحضر، وتتسلل من بين سياقانها مليارات الدولارات للخارج دون أن تضيق من فرجة قدميها، أو تفرض ضريبة على تلك الأموال.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ولكنها المظلومية! وما أدراك ما المظلومية؟</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الحوزة العلمية دولة داخل الدولة لا يفرق وضعها عن وضع دولة الفاتيكان من ناحية الواردات والمصروفات، فالحكومة الإيطالية لا تتدخل في الأمور المالية أيضاً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من المعروف أن الحوزة العلمية تفتقر إلى نظام محاسبي ومراقبة حسابية، فصرف الأموال محصور بيد المرجع الأعلى، ولا توجد سجلات تعنون فيها قيود الصرف، لأغراض مقصودة أهمها ضمان الصرف دون مراقبة أومساءلة من أحد. وهذا الأمر ليس جديداً وإنما منذ أكثر من قرن ونصف، فقد ورد في الوثيقة البريطانية "بائت بالفشل جميع المحاولات التي قام بها الوكلاء البريطانيون في بغداد لحث المجتهدين على تنظيم الحسابات في قوائم تتضمن كيفية التصرف بأموال خيرية أو تشكيل لجان لمراقبة الصرف". الوثيقة البريطانية (Lorimer Gazetteer 1.1B:160 1 8.1611- 12-)</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">توجد عادة ضوابط قانونية وأخلاقية عند الموفدين لبلدان أخرى، بغض النظر عن سبب وجودهم فيه، فسلوكهم وتصرفهم في الدول التي تستضيفهم لا بد أن يتناغم مع العادات والتقاليد من جهة، والقوانين والوضع السياسي من جهة أخرى. وإلا لم القدوم إلى بلد يتعارض الحكم فيه مع معتقداتهم الذاتية الدينية والدنيوية؟ ولا شك أن هذه القيم تكون أشد مراعاة عند رجال الدين عن غيرهم، على اعتبار أنهم أعرف من غيرهم بشرع الله وحقوق الآخرين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وسنأخذ نموذجين من نماذج المظلومية في العراق، وهما المرجعين الخوئي والخميني، ونطلع على بعض آرائهم، ونتعرف على حجم المظلومية التي تعرضوا لها على أيدي النظام البعثي الحاكم كما يدعون، مع الأخذ بنظر الاعتبار النظرة العامة لنظام الحكم على أنه سني وضد الشيعة كما يدعون.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ماذا يقول الخوئي وهو يعيش في ظل نظام الحكم السني المخالف لعقيدته؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر الخوئي: "لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب" <font face="Simplified Arabic" size="3">[في كتابه منهاج الصالحين (1/116)]</font>، ويذكر أيضا: "بل لا شبهة في كفر المخالفين؛ لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم، والاعتقاد بخلافة غيرهم وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية، أنه لا أخوة ولا عصمة بيننا وبين المخالفين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصباح الفقاهة (2/11)]</font>، ويضيف في المصدر نفسه: "المراد من المؤمن هو من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة الاثنى عشر عليهم السلام: أولهم علي بن أبي طالب، وآخرهم القائم الحجة المنتظر عجل الله فرجه، وجعلنا من أعوانه وأنصاره. ومن أنكر واحداً منهم جازت غيبته لوجوه: الوجه الأول: أنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم، أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع والريب، بل لا شبهة في كفرهم؛ لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر، والزندقة وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة، وما يشبهها من الضلالات، ويدل عليه أيضاً قوله (ع) في الزيارة الجامعة: ومن جحدكم كافر" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر الساب]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">مرجع ديني أجنبي يعيش في العراق، يقتات من خيراته، ويشرب من مائه، ويجمع مئات الملايين من الدولارات ويخرجها من البلاد، ويؤسس مؤسسة مالية كبيرة في بريطانيا، مازال أبناؤه يشرفون عليها، وبكل صلافة يعتبر الرئيس العراقي والمسؤولين ونصف الشعب العراقي كفرة، ويجيز لعنهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم بالوقيعة، ولا أخوة معهم أي يصنفهم كأعداء! لم يحاسب صدام حسين الخوئي، أو يوجه له أية تهمة، أو يطرده من البلاد، أو يعاتبه على أقواله؛ إنها المظلومية! في حين مختار العصر المالكي يقول من يشتم الشيعة بيننا وبينه بحار من الدماء.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بعض من شيعة العراق يحسبون نظام البعث على أهل السنة، وذلك لأن الرئيس صدام حسين من أهل السنة، مع أن صدام لم يذكر يوماً أنه سني، وأن نصف المسؤولين في نظامه وأكثر من نصف البعثيين هم من الشيعة، لكنهم لا يقبلون أن يحسب المالكي على الشيعة رغم أنهم انتخبوه لدورتين، وذكر بنفسه أنه يفتخر بكونه شيعي قبل أن يكون مسلماً وعراقياً، وهذه ازدواجية واضحة في الحكم على الناس، ومع هذا لنستمر مع حلقات مسلسل المظلومية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">طلب الرئيس الراحل أحمد حسن البكر في لقاء له مع السيد الخوئي توحيد العيد الإسلامي للشعب العراقي، وهي خطوة طيبة تتبعها خطوات أخرى. فليس من المعقول أن يطالب حزب البعث بتوحيد الأمة العربية والإسلامية، في الوقت الذي يعجز فيه عن توحيد الشعب العراقي في أكبر مناسبة إسلامية! وناشده بأن تعلن الحكومة والمراجع سوية العيد في نفس اليوم، فرفض المرجع الخوئي اقتراح رئيس الجمهورية في تحدٍ سافرٍ! لاحظ أن الرئيس العراقي ناشد المرجع وطلب منه وليس أمره! وكان بوسعه أن يفرض عليه إعلان العيد حتف أنفه، لكنه احترم رغبة المرجع، ولم يتحدث لا هو ولا صدام حسين في هذا الموضوع بتاتاً! إنها المظلومية أليس كذلك؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">عاش الخميني عدة سنوات في العراق، وكان موضع احترام ورعاية الحكومة العراقية، وعندما طُلب منه مغادرة العراق حسب شروط الشاه وإصراره، أرسلت القيادة في طلبه وشُرح له الموقف وتفهمه ووافق عليه، وطلب مهلة لحين الاستعداد للخروج، وخرج من العراق بكل وقار واحترام. وخلال إقامته في العراق انكب على التأليف وإلقاء المحاضرات، فكتب المكاسب المحرمة باللغة العربية في أربعة مجلدات، طبع الجزأين الأخيرين في النجف، أي بموافقة الحكومة العراقية حسب قانون المطبوعات، وطبع كتاب البيع في الفقه الاستدلالي من خمس مجلدات عام 1976 في النجف أيضاً. كما طبع كتاب الخلل في الصلاة الذي يتضمن أفكاره الاجتهادية والاستدلالية حول الصلاة باللغة العربية في آخر أيامه في النجف، وكان يلقي ما فيه على شكل محاضرات. وكتب في العراق كتابه الشهير الحكومة الإسلامية باللغتين العربية والفارسية، مؤكداً فيه عدم إمكانية عزل الدين عن السياسة (ولاية الفقيه)، وطرح أفكاره من خلال المحاضرات التي كان يلقيها في النجف عام 1969، وقد طبعت المحاضرات بالرونيو في النجف خلال السبعينيات، وكانت توزع علناً دون معارضة الحكومة، وهو يعرف أن حزب البعث علماني ويفصل بين الدين والسياسة! أي المحاضرات كانت موجهة ضد سياسة الدولة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونشر أشهر كتبه (تحرير الوسيلة) باللغة العربية، وهو يضم معظم الفتاوى التي طرحها خلال حياته، وكان قد عكف على كتابته في تركيا عام 1964، وطبع لأول مرة في النجف ولعدة طبعات بعدها. ماذا يقول في كتابه هذا: "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد، وبأي نحو كان، ووجوب إخراج خمسه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تحرير الوسيلة (1/325)]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويضيف في نفس المصدر: "غير الاثنا عشرية من فرق الشيعة إذا لم يظهر منهم نصب ومعاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب". ناكر الجميل هذا! يعيش في العراق كمنفي، وفي ظل نظام حكم سني كما يزعمون، ويهاجم الحاكم والنظام، ونصف الشعب العراقي، بل ويستبيح دماءهم واغتنامهم، ويطالبهم بدفع الخمس له! إنها المظلومية أليس كذلك؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الرئيس العراقي صدام حسين كان يصلي حسب طريقة أهل السنة في وضعية اليدين، وهذا ما ظهر في عدة تسجيلات تلفازية له، فماذا يقول الخميني عن طريقة الصلاة هذه: "التكفير هو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يضعه غيرنا، وهو مبطل عمداً، ولا بأس به في حالة التقية" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر السابق]</font>. أي أنه يكفر رئيس الدولة وشعبه! الطريف في الأمر أنه ألف في تلك الفترة أيضاً كتاب (الجهاد الأكبر أو جهاد النفس) وهي مجموعة محاضرات ألقاها في النجف تحث على تهذيب النفس البشرية، والسمو بها، واعتماد قيم الإخاء بين المسلمين وعدد من المسائل الأخلاقية التي لم يطبقها على نفسه! منطلقاً من قاعدة: (ينصحون الناس وينسون أنفسهم)؛ لأنه في كتابه المكاسب المحرمة يقول: "غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين؛ فلا شبهة في عدم احترامهم، بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المكاسب المحرمة (1/251)]</font>. علاوة على اللعن والسب يجيز هتك أعراضهم! ويستشهد من نفس هذا الكتاب الذي طبعه في النجف برواية أبي حمزة عن أبي جعفر: "قلت لأبي جعفر: إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم. فقال: الكف عنهم أجمل. ثم قال: يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة ما خلال شيعتنا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر السابق]</font>، وعلق الخميني عليها: "الظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إنه لا يكتفي بشتم وتكفير النظام والرؤساء العراقيين وبقية المسؤولين والشعب العراقي، بل يعتبرهم أولاد زنا وهو يعيش بين ظهرانيهم؛ إنها المظلومية أليس كذلك؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يفترض بالخميني خلال تواجده في العراق أن يطبق عقيدة أجداده وهي التقية، ليس خوفاً بل احتراما للرئيس والحكومة والشعب الذي يستضيفه، فهو يقول: "إذا كانت ظروف التقية تلزم أحدًا منا بالدخول في ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله، إلا أن يكون في دخوله الشكلي نصر حقيقي للإسلام" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الحكومة الإسلامية (142)]</font>، لكن الخميني لم يلزم نفسه التقية بل كان يجهر بأفكاره العدوانية في كتبه ومحاضراته بكل وقاحة وصفاقة، ولم تتدخل حكومة البعث السنية المزعومة لتلقمه مداساً وتطرده خارج الحدود؛ إنها المظلومية أليس كذلك؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قبل رحيل الخميني من العراق ألقى محاضرة تطرق بها بشكل واضح إلى موقفه من الأنظمة العلمانية والبعث واحد منها، فاعتبر الرئيس العراقي ورؤساء كافة الأنظمة العلمانية طواغيت بقوله: "توجد نصوص كثيرة تصف كل نظام غير إسلامي بأنه شرك، والحاكم أو السلطة فيه طاغوت، ونحن مسؤولون عن إزالة آثار الشرك من مجتمعنا المسلم، ونبعدها تماماً عن حياتنا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[طبعت المحاضرة فيما بعد في كتابه الحكومة الإسلامية (33)]</font>؛ إنه يطالب العراقيين بالتمرد على النظام الحاكم، ولم يحرك الطواغيت مداساتهم ويسحقون بها صراصير الصفوية أصحاب المظلومية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ولنا عودة بعون الله ..</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p>
التعليقات
حوراء الخميس 9 يوليو 2015 م
اقول ان ما كتب هنا مؤشر مفرح يدل على براعة كاتبه في تأليف القصص الخياليه التي تنبع من عقل الكاتب و هي لا صلة لها بالحقيقة و لو قيد انمله! .و من اهم مميزات القصه الخياليه هي خلوّها تماماً من ذكر اي مصدر فتجدها صفحةً ناصعة البياض من حيث ذكر المصادر و المراجعات و التوثيقات على الرغم من هول ما تحمله من احداث دسمه و معلومات بالغة الخطر !!! ..