ما بين جيش المهدي والحوثيين
صباح الموسوي
الأحد 12 يناير 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="ما بين جيش المهدي والحوثيين" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A(3).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ما بين جيش المهدي والحوثيين</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ليس خافياً على أحد الكيفية التي نشأت بها ميلشيات جيش المهدي عقب احتلال العراق، وما قامت به هذه المليشيات الإرهابية من دور في إشعال نار الفتنة الطائفية التي اجتاحت العراق وأودت لحد الآن بحياة عشرات آلاف القتلى وتهجير أكثر من مليون عراقي بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية، ناهيك عما لحق من دمار وتخريب بالمساجد والمعابد نتيجة هذه الفتنة القذرة التي كان جيش المهدي أحد أبرز مشعليها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وليس خافياً على أحد أيضاً أن هذه الميلشيا الإرهابية حاولت في بادئ أمرها إظهار نفسها على أنها حركة ثقافية وجدت لمقاومة الاحتلال بالطرق السلمية، والعمل على تهيئة الساحة العراقية لظهور المهدي الموعود، وأنها جماعة غير موالية للنظام الإيراني، لكن مع مرور الأيام تبين أنها ميلشيا طائفية إرهابية تتلقى الدعم والسلاح من نظام طهران وتنفذ أوامره، وأن مرجعيتها الدينية مستقرة في إيران، والتي قررت في آخر الأمر استدعاء زعيم الميلشيا مقتدى الصدر إلى مدينة قم لمنحه شهادة عليا "الاجتهاد" في الفقه لتمنحه الحصانة من الاعتقال والمحاسبة على الجرائم التي ارتكبتها مليشياته، وتخوله في الوقت نفسه إصدار الفتاوى اللازمة لإشعال مزيد من القتل والدمار عند لزوم الأمر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن النظام الإيراني الذي أعلن ومنذ أيامه الأولى أنه يريد تصدير أفكاره العقدية ومفاهيمه الثورية إلى البلدان العربية عبر إسقاط أنظمة وحكومات هذه البلدان، لم يتراجع عن هدفه، وما يزال يعمل على تحقيق هذا الهدف بكل الطرق، وهو لا ينكر ما يقوم به من تدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية؛ بل يراه أمراً تمليه عليه واجباته الدينية والثورية، ولهذا فهو لا يأبه بالاحتجاجات والتنديدات التي تصدر من بعض الحكومات والأنظمة العربية التي تدين تدخلاته السافرة في شؤونها الداخلية. وقد سعى هذا النظام بكل تجبر وتحدي إلى استغلال الفرصة وعلى رأسها التركيبة الاجتماعية (العرقية والطائفية) في العراق وبلدان الخليج العربي ولبنان وغيرها من البلدان العربية الأخرى، كوسيلة لحقيق مأربه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن هذا النظام وعلى الرغم مما واجهه من مصاعب وعقبات في طريق تحقيق هدفه خلال الـ 33عاماً الماضية، لم ييأس، وما زال يعمل باستمرار على ابتداع طرق جديدة في ساحات جديدة كان من بينها الساحة اليمنية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقد ابتدع النظام الإيراني في هذه البلد العربي المسالم والمعروف بحضارته وأصالته العربية وقيمه الإسلامية العريقة، ابتدع فتنة اسمها "الحوثيين" لا قضية لهم سوى أنهم جماعة مستنسخة عن ميلشيا جيش المهدي، تم تسليحها ودعمها من قبل النظام الإيراني لأغراض سياسية بحتة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ولكن لماذا استنساخ جيش المهدي وليس حزب الله؟</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن الهدف من إنشاء حزب الله في لبنان من قبل إيران في عام 1982م كان لإنجاز مهام سياسية تعتمد على تنفيذ العمليات الإرهابية تحقق للنظام الإيراني الضغوط على البلدان العربية والدول الأجنبية التي كانت تقف مع العراق في مواجهة الحرب الإيرانية، وفي نفس الوقت تقرر أن يكون أحد أهم الأدوات لتنفيذ المشروع الإيراني الاستراتيجي في المنطقة. وكان شعار الحزب المرفوع آنذاك هو "حزب الله - الثورة الإسلامية في لبنان"، وقد بقي هذا الشعار يعلو رايات الحزب إلى ما بعد مؤتمر الطائف وانتهاء الحرب اللبنانية، التي كان حزب الله أحد أطرافها، ليتحول هذا الشعار بعد ذلك الى شعار آخر هو "حزب الله - المقاومة الإسلامية في لبنان"، ولكن مع الإبقاء على الهدف الأساسي الذي أنشئ من أجله هذا الحزب.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقد سعى حزب الله من خلال رفع شعار "المقاومة" بأن يغير جلده ويعطي لنفسه مشروعية الوجود ولكن من دون أن يعلن عن فك ارتباطه بإيران، أو التخلي عن الهدف الاستراتيجي الذي وجد من أجله، وهو تحقيق الوجود والنفوذ الإيراني؛ ليس في لبنان وحسب بل وفي المنطقة العربية بأكملها. وهذا ما تشهد عليه الجرائم والعمليات الإرهابية التي ارتكبها حزب الله في بلدان الخليج العربي ومصر والعراق، وأخيراً وليس آخرا في سوريا الثورة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الذين قتلهم حزب الله جراء عملياته الإرهابية خارج حدود الدولة اللبنانية، وما قتل من اللبنانيين خلال الحرب الداخلية وما بعدها، وما قتل من أبناء الطائفة الشيعية في حربه مع حركة أمل، في معارك إقليم التفاح سنة 1990م تحديداً، يفوق مئات بل آلاف المرات عدد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا في الحرب مع حزب الله. </font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لهذا فإن مثل هذا الحزب يصعب على إيران استنساخه في اليمن طالما أن نسخه السابقة في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية قد فشلت فشلاً ذريعاً. ثم إن الساحة اليمنية ليس فيها ما يعطي النظام الإيراني من المبررات التي تستوجب استنساخ «حزب الله»، فالشعب اليمني الذي اختار الوحدة بملء أرادته لا يمكن أن يعود إلى الفرقة والتمزق بعد أن جرب السياسات والفتن التي خلفها الاحتلال البريطاني بين أبنائه، كما إن الادعاء بوجود اضطهاد طائفي في اليمن أمر لا يمكن إقناع أحد به كونه أمراً يثير الضحك، فكيف يشكوا الحوثيون من اضطهاد طائفي، وأغلب من حكم اليمن كانوا من أبناء الشيعة "الزيدية"، وأن المذهب الرسمي للبلاد هو المذهب الزيدي الذي يدعي الحوثيون أنهم ينتمون إليه؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إذاً ما هي التجربة المناسبة التي يمكن استنساخها في اليمن لتقوم على تحقيق الهدف الإيراني؟ </b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بمراجعة بسيطة لقراءة التوجهات السياسية لبعض البلدان الخليجية التي أعلنت عن رغبتها في دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي بهدف إعادة التوازن مع إيران بعد غياب العراق، يتضح كيف أن النظام الإيراني قد أدرك خطورة دخول اليمن إلى هذا المجلس، وذلك لما يمتلكه اليمن من تاريخ وإرث حضاري وطاقات بشرية وموقع جغرافي استراتيجي، حيث دخول اليمن إلى جانب المملكة العربية السعودية قادر على إعادة التوازن إلى منطقة الخليج العربي، لهذا كان لابد من إدخال اليمن في صراعات داخلية تمنعه من دخول مجلس التعاون الخليجي أو حتى تشكيل تحالف قوي مع المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت رأس الحربة في مواجهة التآمر الإيراني. </font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لذا كان استنساخ "جيش المهدي" وإعطائه تسمية أخرى "الحوثيون"، خير وسيلة لإشعال الفتنة ونشر الفوضى والخراب في اليمن، وذلك بعد أن أثبتت تجربة جيش المهدي في العراق بأنها تجربة ناجحة في هذا المجال، ومن الأمور الدالة على صحة الترابط بين هذا الناسخ "جيش المهدي" والمنسوخ "الحوثيون"، هي التصريحات التي كان أدلى بها زعيم جيش المهدي مقتدى الصدر بتاريخ 25 مايو 2007، والتي اتهم فيها السلطات اليمنية بارتكاب انتهاكات ضد المتمردين الحوثيين "وصلت حد استخدام الأسلحة المحرمة" على حد زعمه، وطالب فيها بتدخل دولي في اليمن.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبعد الاتهام الذي وجهه الرئيس اليمني آنذاك علي عبدالله صالح في 9/9/2009، لزعيم جيش المهدي مقتدى الصدر من أنه وجهة إيرانية لدعم جماعة الحوثيين، وقد اعترف الشيخ صلاح العبيدي، الناطق باسم التيار الصدري، قائلاً: "حاولنا التدخل بوساطة في اليمن لإنهاء الأزمة"، مدعياً "أن كل ما قمنا به هو وساطة لحقن الدماء". ولا ندري كيف غابت هذه اللفتة الإنسانية الكريمة عن بال الشيخ العبيدي وزعيم التيار الصدري، ولم يسعوا إلى حقن الدماء العراقية البريئة التي أرقيت بأيادي جيش المهدي السفاح؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقــــد كانـــت النعجـــة البريطانيــــة "دولــــــي" (5 يوليــو 1996 - 14 فبراير 2003) أول حيــــوان يتم استنساخه، ورغم العناية الفائقة التي لقيتها "دولــــي" إلا أنها لم تعش سوى ست سنـــوات وبضعة أشهر، وقد فارقت الحياة بأسلوب القتل الرحيم بعد أن أظهرت الفحوص البيطرية أنها مصابة بمرض صدري! وهذا دليل على أن الكائن المستٌنسخ لا يعيش طويلاً، خصوصاً عندما يكون بقاءه مرهون باستمرار وصول الترياق الإيراني. وهذا الأمر لا يخص الحوثيين وحدهم بل يشمل الغوغائيين في البحرين وآخرين أيضاً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: left;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3">المصدر: الوطن</font></font></p>
التعليقات