اقتلوا نعثلًا فقد كفر !!
مدير الموقع
الثلاثاء 21 يناير 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="عثمان" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>اقتلوا نعثلًا فقد كفر</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الشبهة:</b> يدعي التيجاني الرافضي أنّ في مقدمة قتلة عثمان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلًا: "وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة التي كانت تنادي بقتله وإباحة دمه على رؤوس الأشهاد, فكانت تقول: اقتلوا نعثلاً فقد كفر".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم يعزو هذا القول بالهامش إلى الطبري, وابن الأثير, والعقد الفريد, ولسان العرب, وتاج العروس.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الرد: أقول:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- هذه الرواية التي تزعم أن عائشة رضي الله عنها قالت ذلك مدارُها على نصر بن مزاحم, قال فيه العقيلي: "كان يذهب إلى التشيع, وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الذهبي: "رافضي جلد، تركوه".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أبو خيثمة: "كان كذاباً".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أبو حاتم: "واهي الحديث، متروك".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الدارقطني: "ضعيف".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الجوزجاني: "كان نصر زائفاً عن الحق مائلاً".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال صالح بن محمد: "نصر بن مزاحم روى عن الضعفاء أحاديث مناكير".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الحافظ أبو الفتح محمد بن الحسين: "نصر بن مزاحم غال في مذهبه".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعلى ذلك فهذه الرواية لا يعول عليها ولا يلتفت إليها, إضافة إلى مخالفتها للروايات الصحيحة الناقضة لها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- الروايات الصحيحة الثابتة تظهر أن عائشة رضي الله عنها تألمت لمقتل عثمان, ودعت على قاتليه، فعن مسروق -تابعي ثقة- قال: "قالت عائشة رضي الله عنها: تركتموه كالثوب النقي من الدنس، ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش، قال مسروق: فقلت: هذا عملك, كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه، فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا, قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأخرج أحمد في فضائله عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول –أي: في مقتل عثمان-: "ليتني كنت نسياً منسياً, فأما الذي كان من شأن عثمان فوالله ما أحببت أن ينتهك من عثمان أمر قط إلا انتهك مني مثله, حتى لو أحببت قتله قتلت".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وروى ابن شبة عن طلق بن حُشَّان قال: "قلت لعائشة: فيم قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قتل مظلوماً، لعن الله قتلته".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأخرج أحمد في الفضائل عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: "كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (ابن الحنفية) فِي الشِّعْبِ فَسَمِعَ رَجُلًا يَنْتَقِصُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, وَعِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ هَلْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ سَمِعَ الصَّيْحَةَ مِنْ قِبَلِ الْمِرْبَدِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: نَعَمْ، عَشِيَّةَ بَعَثَ فُلانَ بْنَ فُلانٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا هَذَا؟ فَجَاءَ فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ. قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ، فَقَالَ: أَمَا فِيَّ وَفِي ابْنِ عَبَّاسٍ لَكُمْ شَاهِدٍ عَدْلٍ: قُلْنَا: بَلَى , قَالَ: فَانْتَهُوا".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">3- المعلوم عند جميع المؤرخين أن عائشة خرجت تطالب بدم عثمان, فكيف يوفق بين موقفها هذا وقولها: اقتلوا نعثلًا فقد كفر؟! إلا أن هذا القول كذب صريح عليها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الشبهة:</b> ثم يقول: "وبالمناسبة أذكر هنا قصّة طريفة ذكرها بعض المؤرخين, ولها علاقة بموضوع الإرث, قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة: جاءت عائشة وحفصة رضي الله عنهما ودخلتا على عثمان أيام خلافته, وطلبتا منه أن يقسم لهما إرثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان عثمان متكئاً فاستوى جالساً, وقال لعائشة: أنت وهذه الجالسة جئتما بأعرابي يتطهّر ببوله, وشهدتما أن رسول الله صلى الله عليه سلم قال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«نحن معشر الأنبياء لا نورث»</b></font>, فإذا كان الرسول صلى الله عليه سلم حقيقة لا يورّث فماذا تطلبان بعد هذا، وإذا كان الرسول صلى الله عليه سلم يورّث فلماذا منعتم فاطمة حقها؟ فخرجت من عنده غاضبة, وقالت: اقتلوا نعثلاً فقد كفر".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الرد: أقول:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- فتحت شرح النهج في (16/ 220-223) كما أشار بالهامش فلم أجد لهذه الرواية المكذوبة أثراً! ولكن وجدت هذه الرواية: عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أردن لما توفّي أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأله ميراثهنَّ أو قال ثمنهنَّ، قالت: فقلْتُ لهنّ أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة»</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذه الرواية أخرج مثلها البخاري ومسلم في الصحيح، وهي كما ترى تناقض القصة التي ذكرها التيجاني في كتابه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- مجرّد عزو التيجاني على شرح النهج لابن أبي الحديد ليس فيه أي حجة؛ لأنه ليس من أهل المعرفة بالحديث, فيضع في كتابه من الأحاديث غثّها وسمينها، ومع ذلك فإني لم أستطع العثور على هذه القصة في الموضع المشار إليه، وأخشى أن تكون من عنديّات التيجاني، وعلى العموم فالأحاديث الصحيحة وسيرة كل من عائشة وعثمان رضي الله عنهما تكذّب هذا الخبر وترّده والحمد لله.</font></p>
التعليقات