القول الفصل في آية الولاية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ)
مدير الموقع
الأربعاء 26 فبراير 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="القول الفصل في آية الولاية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ)" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9(3).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>القول الفصل في آية الولاية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ)</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>قال الله تعالى:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾</font></b> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المائدة: 51-75]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>من يقرأ الآيات السابقة بتمعن وإرادة للحق يجد التالي:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- نهانا المولى عز وجل عن ولاية اليهود والنصارى، وأخبرنا أن من يتولاهم منا يكون في حكمهم (منهم)، ووصفه بأنه ظالم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- أوضح سبحانه وتعالى أن المنافقين يصرون على تولي اليهود والنصارى، ووعد بأن يجعلهم يندمون على ذلك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- وصف تولي اليهود والنصارى بالردة عن الدين، وأخبر المؤمنين بأنهم لو فعلوا ذلك فسيستبدلهم الله بمن هم خير منهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- بعد توضيح الصنف الغير مسموح بولايته ونصرته وضح لنا الله تعالى الصنف الواجب علينا نصرته وموالاته، فقال بأنه لا ولي للمؤمنين إلا الله ورسوله وإخوتهم المؤمنين، ووصف مستحقي الولاية بأنهم يصلون ويزكون ويخضعون لله تعالى ويسلمون له.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- وصف من يلتزم بتلك الموالاة لله ورسوله والمؤمنين بأنهم حزب الله، ووعدهم الغلبة والنصر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- ثم عاد للتحذير من موالاة اليهود والنصارى، وأضاف إليهم الكفار، ووصف من يتجنب موالاتهم بالإيمان.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولكن يدعي الإمامية الاثني عشرية أن الآية: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ﴾</b></font>، خاصة بولاية سيدنا علي لوحده، واستدلوا لذلك بروايات تقول إن سيدنا علي رضي الله عنه قد تصدق بخاتمه وهو راكع؛ فلا مناص حسب دعواهم من أن يكون هو الحاكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ولنا على دعواهم عدة تحفظات:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">أولاً: دلالة سبب النزول:</font></b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ليس للإمامية الاثني عشرية متعلق بالآية إلا بما زعموه من سبب النزول، فقالوا إن سيدنا علي رضي الله عنه هو الولي المقصود لأنه قد تصدق بخاتمه وهو راكع، وسبب النزول هذا غير ثابت، فقد رويت أسباب نزول غيره في الآية منها ما هو أكثر مناسبة لنص الآيات، فقد روي بأنها نزلت في سيدنا عبادة بن الصامت، وفي المنافق عبدالله بن أبي بن سلول حين تبرأ عبادة من حلفائه من اليهود، وقال أتولى الله ورسوله والذين آمنوا، ولم يتبرأ المنافق عبدالله بن أبي منهم، وعلى الرغم من ضعف الروايات في حادثة التصدق بالخاتم واضطرابها؛ فإن أسباب النزول مهما كانت لا تصادر معاني الآيات ولا تخرجها عن ظاهرها، وقد تعبدنا الله بتدبر القرآن الكريم واتباعه، ولم يتعبدنا بمعرفة أسباب النزول والإيمان بصحة الروايات فيها، وهو سبحانه لم يضمن لنا حفظ الروايات الدالة على سبب النزول بل ضمن لنا حفظ القرآن فقط.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولو كان فهم القرآن مقصوراً على معرفة سبب النزول لضمنه الله تعالى في القرآن الكريم الذي وصفه ربنا فقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[النحل:103]</font>، وقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[النحل:89]</font>، فما لا يكون مبيناً إلا بمعرفة غيره فلا يصح وصفه بالإبانة والتبيين، بل يكون ما يوضحه هو المبين له وهذا باطل.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ونخلص من ذلك:</b> الى أن رواية التصدق بالخاتم وغيرها مما ذكر أنه سبب لنزولها ليس ملزماً للأمة، وليس مما يجب معرفته من الدين بالضرورة عكس معنى الآية الظاهر، فالإيمان بظاهر الآية ملزم للمسلمين، وتولي الله ورسوله والمؤمنين مما علم من الدين بالضرورة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثانيا: سيدنا علي مفرد والآية تأمر بموالاة الذين آمنوا أي مجموع المؤمنين:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد يظن البعض أن سبب ورود الجمع هو إرادة تعظيم سيدنا علي بالتحدث عنه بصيغة الجمع، وهذا قبيح جداً؛ إذ كيف يذكر الله ورسوله بالمفرد في الآية بينما يذكر غيرهما بالجمع تعظيماً، ولم أجد في كتاب الله جمع الاسم أو الصفة تعظيماً إلا لله عز وجل، فحتى سيدنا محمد قد خاطبه الله بالمفرد في العديد من الآيات <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:1]</font>.<font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المائدة:41]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثالثا: ما معنى ﴿وَلِيُّكُمُ﴾؟</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من القبيح وصف الله تعالى بإمامة الحكم؛ إذ لو قصد من كلمة (وَلِيُّكُمُ) في الآية الوالي أو الأمير لصار المعنى: إنما أميركم الله ورسوله والذين آمنوا. وهذا ظاهر البطلان، وقد يحملها البعض على معنى الأولى، والأحق كقوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:6]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي هذا تكلف ظاهر في حمل كلمة "ولي" على الأولى والأحق بدون قرينة فولي وصف وأولى صيغة تفضيل، وهذا المعنى على بعده أيضا بعيد عما يريدون؛ لأن طاعة الرسول مقترنة بطاعة الله وليس هذا لغيره من المؤمنين؛ إذ أن طاعة غيره من أولياء الأمر مشروطة بطاعة الله ورسوله وليست مقترنة بها فلا قياس بين الرسول وولي الأمر في هذه، على أن الآية الكريمة <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ﴾</b></font> خالية من التفضيل إطلاقاً، فليس فيها صيغة تفضيل ولا فيها أولى ممن ولا أولى بماذا، فيسقط هذا المعنى لخلو الآية من التفضيل!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وليجرب المخالف أن يأتينا بكلام مفيد في تفضيلا بأولى ليس فيه أولى ممن ولا أولى بماذا فلن يستطيع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد يقول بعضهم: إن "ولي" هنا بمعنى المتصرف والوكيل، كقوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة:282]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونجيب عليه بأنه لا علاقة لذلك بالحكم والولاية العامة، فلا الأمة سفيهة ولا قاصرة حتى يعين الله عليها قيماً كما عين على السفيه والقاصر الضعيف، فقد مدح الله هذه الأمة المرحومة في عدة مواضع فقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾</b></font> (آل عمران:110].</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة: 143]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وليس من مهام الحاكم أن يكون وكيلاً على رعيته كالقيم على المرأة والسفيه، بل مهمته أن يدير أمورهم حسب شرع الله فقط فيرد من شذ منهم عنه إليه، وليس له أن يتحكم في تصرفات الملتزم بالشريعة ولا أن يمضي بدلاً عنه شيئاً لا يريده، فلا يتصرف بالنيابة عنهم في كل الأمور كالولي القيم على القاصر والسفيه، إمامة الحاكم ليست كقوامة الرجل على أهل بيته ليتدخل في تفاصيل حياتهم، بل يقتصر دوره على الحكم بشرع الله ورسوله، ومن زعم غير ذلك فعليه الإثبات.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وحيث بطلت الأقوال السابقة، فلم يتبق إلا أن نحمل كلمة ولي على الناصر والمعين (من الموالاة) حتي يستقيم المعنى، ونعطي لربنا التنزيه اللائق به، فكما هو من القبيح أن نصور الله كوالي وأمير، فمن الجميل جداً أن نصف الله بالولاية بفتح الواو وهي النصرة، قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[لأعراف:196]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ﴾</b></font> (سـبأ:41].</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>رابعاً: سياق الآية يوضح معنى كلمة وليكم:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لو قرأنا الآية التي تليها بتمعن وإرادة للحق لأتضح لنا المقصود من كلمة وليكم في الآية موضع الخلاف، فبعد أن وجهنا المولى عز وجل إلى وجوب قصر موالاتنا ونصرتنا على المؤمنين، وأن لا نتولى غيرهم؛ بين لنا نتيجة تولي الله ورسوله والمؤمنين وهي الغلبة والتمكين؛ لأننا سنصبح حينها من حزب الله الغالب، قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾</b></font>، وتشبهها من هذه الناحية الآية رقم 51 السابقة لها، وهي قوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾</b></font>، فبعد أن نهانا الله تعالى عن موالاتهم بين الله لنا نتيجة توليهم، وهي: أن من يتولاهم يصبح في حكمهم "منهم".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">اتحاد الفعل " يتولى" في العبارتين في الآيتين أعلاه: "ومن يتول الله".. "ومن يتولهم" يوضح لكل طالب حقيقة أن نوع الموالاة التي يتحدث عنها ربنا في الآيتين واحدة وهي المحبة والنصرة،</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فيتضح لكل ذي بصيرة أن كلمة "وليكم" في الآية موضع البحث لا تعني "واليكم" ولا "من تولونه أموركم"، بل تعني "من تتولونه" لأنه قد جاءت نتيجتها بقوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فلو كانت كما يظن الاثني عشرية لكانت الآية التي تليها: "ومن يول أمره لله ورسوله والذين أمنوا"، ولكنه تعالى قد قال: "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا"، وهناك فرق كبير في المعنى؛ فهل من متدبر؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فيكون معنى "إنما وليكم" هو "إنما من تتولونه" وليس "إنما من يتولى أمركم".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>خامسا: كلمة الذين مشكلة:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ليجرب المخالف أن يأتي بجملة فيها الاسم الموصول "الذين"، ويقصد به شخص واحد دون أن يكون التعبير ركيكاً متكلفاً فلن يستطيع، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن سيدنا محمد غير مرة بكلمة "الذي" ومنها قوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأعراف:157]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأعراف: 158]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[النجم:37]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأخبر كذلك عز وجل عن نفسه بكلمة "الذي" في مرات كثيرة يصعب حصرها، ومنها قوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأعراف:196]</font>، وهي هنا في الموالاة كآية الولاية تماماً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الرعد:2]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأنعام:165]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الشعراء:78]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الشعراء:218]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وغيرها الكثير جداً من الآيات؛ فكيف يعبر عن نفسه وعن خليله وعن حبيبه بالذي ثم يعبر عن أحد المؤمنين بالذين، وهو على قباحته إذا كان للتعظيم فلا يستساغ لغوياً للفرد كما أسلفنا.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>سادساً: أيهما أهم الحكم أم الموالاة:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لم يؤكد الله تعالى على وجوب ولاية الأمر في القرآن قدر ما أكد على وجوب الموالاة والنصرة بين المؤمنين، فالحكم وإدارة شئوون الناس من أمور الدنيا تتخذها كل الأمم الكافرة والمؤمنة؛ لأنها من ضروريات حياتهم ولم يخبرنا الله تعالى في القرآن أن تولي أمور المسلمين فضيلة لمن يتولاها، فيثيبه الله عليها أو يعاقبه على تركها، وإنما الثواب والعقاب على تصرفات الحاكم بعد أن يحكم، والآية تكرار وتأكيد لوجوب الموالاة بين المؤمنين فلقد كرر ربنا الأمر بموالاة المؤمنين والتبري من غيرهم، فمن الآيات التي تحض على موالاة المؤمنين قوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأنفال:ْ72]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[التوبة:71]</font>، ووعد بمعاقبة من والى غيرهم كما مر في الآيات التي بدأت بها الموضوع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>سابعاً: ربنا ليس عاجزاً عن التعبير عما يريد:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لو أراد الله الولاية أو المحبة والمولاة لشخص واحد من دون المؤمنين، فلن يعجزه قول "والذي آمن" بدلاً من قول "والذين آمنوا"، فقد قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[غافر:38]</font>، فليس من البلاغة ولا من البيان الذي تميز به كلام الله</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الغموض واستخدام اللفظ في غير محله دون قرينة من كلام الله توضح المقصود منه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثامناً: إنما للحصر وتحمل معنى ليس الا:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[طـه:98]</font>، أي: ليس لكم إله إلا الله، فلو طبقنا ذلك على الآية: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ﴾</b></font>، على افتراض المعنى الذي تذهب اليه الإمامية لصار المعنى: ليس لكم والياً إلا الله ورسوله وعلي، وهذا بالإضافة إلى قبحه في حق الله عز وجل - كما تقدم - فإنه يحصر الولاية في سيدنا علي بعد وفاة سيدنا محمد، فلا يستطيع أحد أن يتولى بعده حتى ولده لأن الولاية قد حصرت فيه فقط فتصبح الأمة بعد موته كالرعية بدون راعي، وهذا ليس من مصلحة الأمة في شيء لأنها ستدخل في حيرة كالتي دخلها الإمامية بعد غيبة إمامهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>تاسعا: مناقشة حديث التصدق بالخاتم:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يعتمد الإمامية الاثني عشرية على حديث تصدق سيدنا علي بخاتمه أثناء ركوعه لتفسير الآية، وعلى افتراض صحة الحديث فهناك أكثر من تحفظ على ذلك الاستدلال:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- الآية تتحدث عن الزكاة الواجبة: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾</b></font>، وهم يقولون تصدق بخاتمه وليس التصدق كالزكاة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- لا مشروعية لإيتاء الزكاة الواجبة أو صدقة التطوع أثناء الصلاة لأنها خارج الصلاة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- ذكر الله أن من صفات المؤمنين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في حال الخضوع والتذلل لله تعالى، فالركوع هنا بمعنى الخضوع، وهو كقوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة: 43]</font>، فالمطلوب هنا إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والخضوع التام لله: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[آل عمران:43]</font>، ولا يزعم أحد هنا أن السيدة مريم مطالبة بالركوع مع الرجال جماعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">- أنه بالاستدلال بدليل خارجي على معنى الآية تصبح الآية غير محكمة الدلالة؛ لأن المحكم هو ما استغنى بنفسه لإيصال المعنى، وهم يجعلون إمامة سيدنا علي وولده أهم أركان الإسلام، فلزم أن يكون عليها آية محكمة تدعو إليها، شأنها شأن كل الأركان والواجبات التي يجازى فاعلها بالجنة، ويعاقب منكرها بالنار، ولا أقل من ذلك لعقيدة بمثل هذه الخطورة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>عاشراً: الولي غير ولي الأمر:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لم تأت كلمة ولي في القرآن الكريم بمعنى حاكم أو وال على المسلمين إطلاقاً إلا مقرونه بكلمة الأمر "أولي الأمر"، ولا نجد في الآية إلا كلمة "ولي" وهي من الولاية بفتح الواو كما مر وهي النصرة وليست ولاية الأمر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الحادي عشر: الحكم هبة وليس وصية من الله:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الولاية والحكم هبة من الله وعطاء وليست وصية منه والعطاء ينفذه المعطي بينما الوصية ينفذها من أوصي بها، وقد يعطيه للصالح أو للطالح وينزعه منهما متى أراد، قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[آل عمران:26]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهو سبحانه يعطي الملك وينزعه بنفسه من خلال تهيئة الظروف لمن أراد له الحكم والولاية فلا يحتاج أن يوصي به، قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة:251]</font>، لم يوص بداوود وإنما آتاه الملك من عنده، فما باله لم يفعل كذلك مع سيدنا علي إذا كنتم تزعمون أنه قد نصبه حاكماً وإماما؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة: 258]</font>، فربنا عز وجل هو الذي آتى النمرود الملك ليستدرجه، وهو إذا أعطى الملك مكن لمن يعطيه في الأرض ونصره، وإذا نصب فإنه لا ينتظر موافقة البشر بل ينفذ تنصيبه كما فعل مع طالوت مع أنه ليس من بيت النبوة: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ واللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البقرة:247]</font>، فقد اختار لهم طالوت ملكاً وفرضه عليهم برغم معارضة الأكثرية؛ لأنه هو من أراد طالوت وآتاه الملك، كما مكن لذي القرنين من عنده عندما آتاه الحكم: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا * إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الكهف:83-84]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهو قد مكن لذي القرنين ونصره عندما آتاه الملك، والعقل والنقل يرفضان أن يوصي الله بأن يحكم المؤمنين شخص ثم لا يمكن له ويفرض حكمه لأنه هو مالك الملك، فلا يتولى الملك أحد إلا بمشيئته وتمكينه سبحانه وتعالى، فلا حاجة له أن يوصي به من لا يملك تنفيذه من الناس.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثاني عشر: سؤال مشكل:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أخيراً: أسال الزملاء الإمامية عن شهادتهم الثالثة في الآذان، وهي: "أشهد أن علياً ولي الله"، ما معنى (ولي) في قولهم هذا؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن قالوا: والي فقد كفروا إذ جعلوه حاكم على ربه، وإن قالوا ولي بمعنى موالي ومحب قلنا لهم هذا هو ما نحاول أن نقوله لكم عن معنى كلمة ولي منذ البداية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذه اثنى عشر إشكالا على استدلال الإمامية بآية الولاية على عدد أئمتهم؛ فأرجو أن يكون فيما سبق كفاية لمن أراد التدبر، وتنزيه الله عز وجل عن النقص والغموض لينصر ما لا يمكن نصره بدليل.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">اللهم اهدنا واهد بنا.</font></p>
التعليقات