هل يعلن مختار العصر نبوته ؟!
علي الكاش
الخميس 6 مارس 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="هل يعلن مختار العصر نبوته ؟!" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أفضل نموذج لدولة يعيد التأريخ فيها نفسه هو العراق، أو على الأقل يجدد التأريخ نفسه من خلال توافد الشخصيات ذات الطابع السلبي على مراحله.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويمكن ملاحظة هذه الظاهرة الفريدة من نوعها عبر استقراء أحوال العراق منذ تأريخ المختار الثقفي لغاية زمن مختار العصر المالكي، ستجد أنها إعادة متواصلة ومراجعة مستمرة لأحداث عفا عنها الزمن، ولم تعفُ عنها الذاكرة الجمعية العراقية. فقد تكررت الشخصيات المريبة ذات الولاء المشبوه التي أذلت الأمة، وشتت الوطن، وعبثت بمقدراته السياسية والاقتصادية والدينية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">رئيس وزراء المنطقة الخضراء نوري المالكي مثال حي على نيرون الجديد الذي أحرق العراق وهو يعزف على أوتار قيثارته الطائفية نغمة الخراب، والشعب مخدر ومستمتع بعزفه الدموي. فأكثرية الشعب العراقي يعانون من الأمية (7 مليون من مجموع 25 مليون) علاوة على التخلف الثقافي والاجتماعي، وقلة الوعي والإدراك، والانسياق وراء المراجع الدينية بدون عقل أو تعقل؛ لذا فإن العزف الطائفي له وزنه وحضوره عند غالبية الشعب. وبشعب كهذا لا يمكن أن تنهض الأمة من كبوتها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما النهضة العلمية التي شهدها العراق خلال الحكم الوطني السابق فقد كان مرجعها التخلص من الأمية واحتضان العلماء، وفصل الدين عن السياسة، وتراكم الوعي الوطني، والإخلاص في إدارة البلد، وتجنب الطروحات الإقليمية والطائفية والعشائرية في أروقة الحكومة ووسائل الإعلام، واتباع الأسلوب العلمي في إدارة مؤسسات الدولة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والتخطيط العلمي المدروس للمشاريع العمرانية، والتشدد في القوانين سيما المتعلقة بالفساد الإداري والمالي، والقوانين الرادعة في مجال التجسس، وتعاطي المخدرات، وجرائم التزوير والدعارة والرشوة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذا لا يعني أن الحكومات السابقة كانت مثالية أو بلا أخطاء أو مساوئ، بل كانت هناك ممارسات خاطئة وخلل في العديد من مرافق الحكومة، لكنها هامشية ولا تقارن بالإيجابيات، وهذا حال معظم حكومات العالم منذ العهد الملكي والجمهوي لم يشهد العراق حاكماً متطرفاً تشدق بمذهبه، أو تحدث عنه في وسائل الإعلام بوقاحة. إنه واحد من المحرمات، فالدستور حاد في هذا الجانب، والرادع الأخلاقي أكثر حدة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نتحدى أي كان بأن يأتِ بحديث متلفز أو صحفي وموثق لأحد الملوك أو الرؤساء السابقيين أشار إلى أنه من المذهب الفلاني، ويتبع الإمام الفلاني، وميز أصحاب مذهبه على غيرهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ربما البعض سيما الشباب لا يستذكرون العهد الملكي أو القاسمي والعارفي، لكن عهد الرئيس الشهيد صدام حسين ليس ببعيد؛ فهل سمعه أحد تحدث يوماً عن مذهبه، أو عن الإمام الذي يتبعه كالحنفي أو الشافعي مثلاً؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل كانت وسائل الإعلام العراقية تجرأ على طرح مواضيع بنفس طائفي لصالح المذهب السني مثلاً؟ هل كان أي من الوزراء وكبار البعثيين يجرؤ على طرح المواضيع الطائفية؟ الجواب معروف بالطبع! يكفي ان أسم أبيه حسين، وزوج ابنته حسين، وابن عمه علي حسن! وخلال حكمه لم يزر مرقد أبو حنيفة إلا مرة واحدة خلال الغزو الغاشم، في حين زار العتبات المقدسة في كربلاء والنجف عشرات المرات.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا توجد إحصائيات سكانية في عهده تتضمن حقل الهوية المذهبية، ولا توجد استمارات في كل التعيينات تتضمن المذهب، ولا يوجد تمييز طائفي في القبول في المدارس من الابتدائية حتى الدكتوراه. فالتعليم والبطاقة التموينية والعلاج المجاني في المستشفيات، والأدوية المجانية لذوي الأمراض المزمنة، والتعيينات في دوائر الدولة كلها بعيدة عن الطابع المذهبي. صحيح كان هناك مميزات في الجانب القبلي والحزبي لا يمكن إنكارها، لكنها هامشية ولا علاقة لها بالجانب الطائفي، ولكن البعض ربط بقصد خبيث الجانب القبلي بالجانب الطائفي، فالعشائرية لا تعني الطائفية بأي حال من الأحوال، والحزبية كانت تمييزاً للشيعة أكثر منه لأهل السنة، لأن اكثر القيادات والقواعد الحزبية كانت من الشيعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن بعد الغزو انحرفت بوصلة القيادة من الجانب الوطني إلى الجانب اللاوطني، فرئيس الجمهورية الراحل جلال الطالباني تحدث عدة مرت عن مظلومية الشيعة، وبنفس طائفي مقزز، أما المالكي فكان بحق ابن ابليس الشاطر، بدأ حقبته السوداء قائلاً بأنه يفتخر أن يكون شيعياً أولاً ومسلماً ثانية وعراقياً ثالثاً، أي الأسبقية للمذهب والمواطنة بالطابور الأخير. من ثم استمر في أطروحاته الطائفية معتبراً أهل السنة إرهابيين، وهي نفس الصفة التي أطلقها سيده بريمر على أهل السنة في العراق، من ثم زبد فمه وهدد ببحر من الدماء مع أهل السنة ونفذ وعده، وانتهى باعتبار نفسه مختار العصر، وقائد جحافل الحسين ضد جيش يزيد.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تسمية المالكي بمختار العصر، شاذة وغريبة، ويبدو أن الحمقى والجهلة الذين يرددونها لا يعرفون من هو الثقفي وكيف انتهى؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ولكن من الطريف حقاً تشبيه المالكي بالثقفي؛ لأن هناك عدداً من السمات المشتركة بينهما، وسنعتمد على الروايات الشيعية فقط، كي لا نثير الشطط عند البعض.</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">1) الكذب:</font></b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقد عرف عن المختار كثرة أكاذيبه، منها: ادعائه أنه يوحى إليه، والملائكة تحارب معه على هيئة حمامابت بيضاء. وألف بعض الأسجاع الإلهية، وأنه يملك كرسي مزين بالأحجار الكريمة من ذخائر علي بن أبي طالب، ويقابل التابوت عند بني إسرائيل.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد كذب الإمام الصادق أقوال الثقفي، حيث نقل عنه العلامة الكشي: "كان المختار يكذب على علي بن الحسين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[رجال الكشي/ 115]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونقل لنا واحد من أهم مراجع الشيعة هذه الرواية "عن يونس بن يعقوب عن أبي جعفر (ع) قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين (ع) وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين، دخل الآذن يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله، فقال: أميطوا عن بابي، فإني لا أقبل هدايا الكذابين ولا أقرأ كتبهم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[رجال الكشي 116]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويمكن العودة إلى أحاديث المالكي السابقة حول برامجه التطويرية والتصنيعية والاستثمارية والعمرانية والزراعية والأمنية التي لم تكن سوى حبر على ورق، وقد وصفه حليفه مقتدى الصدر بأنه" أكبر كذاب".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>2) التشدق بحب أهل البيت بدافع المنصب والجاه:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فلم يكن الثقفي - رغم ثأره من قتلة الحسين - باعثه حب الحسين والثأر لمقتله، فهو لا يمت له بصلة، وذرية الحسين أولى بطلب الثأر لقتيلهم، وهم لم يثأروا له، فقد استخدم الثقفي مقتل الحسين كورقة رابحة لتحقيق رغبته في التملك والزعامة، وهذا ما عبر عنه الثقفي نفسه نقلاً عن الدينوري بقوله: "قد قيل للمختار: يا أبا إسحاق لقد ظن الناس أن قيامك بهذا الأمر دينونة! فقال المختار: لا لعمري ما كان إلا لطلب دنيا؛ فإني رأيت عبد الملك بن مروان قد غلب على الشام، وعبد الله بن الزبير على الحجاز، ومصعباً على البصرة، ونجدة الحروري على العروض، وعبد الله بن خازم على خراسان، ولست بواحد منهم، ولكن ما كنت أقدر على ما أردت إلا بالدعاء إلى الطلب بثار الحسين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأخبار الطوال/٣٠٧]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>3) الاستقطاب الطائفي للشيعة:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذلك من خلال تأجيج مشاعر الناس السذج والجهلة بالثأر من قتلة الحسين، وطرح الشعارات الطائفية، والتحرك على رؤساء العشائر لرصفهم إلى جانبه، ولا سيما بين الفرس. أن المختار جعل يختلف إلى شيعة بني هاشم وهم يختلفون إليه فيدعوهم إلى الخروج معه والطلب بدم الحسين، فاستجاب له بشر كثير، وأكثر من استجاب له أهل همذان، وقوم كثير من أبناء العجم كانوا بالكوفة، وكان يجتمع بأصحابه سرا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر السابق]</font> لاحظ كثرة العجم في الكوقة!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>4) الفجور:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">عرف المختار بفجوره وفسقه، حيث يذكر المسعودي: "كتب المختار كتاباً إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له، ويقول بإمامته، ويظهر دعوته، وأنفذ إليه مالاً كثيراً. فأبى علي بن الحسين أن يقبل ذلك منه أو يجيبه عن كتابه، وسبٌه على رؤوس الملأ في مسجد النبي <font face="Simplified Arabic" size="3">صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم،</font> وأظهر كذبه وفجوره ودخوله على الناس بإظهار الميل إلى آل أبي طالب" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مروج الذهب 3/83]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكذلك خلفه الفاسد، فقد ذكر المؤرخ كمال الدين بن العديم عن جماعة المختار: "انخرط سكان جبل السماق في الآثام والفسوق، وأسموا أنفسهم المتطهرين، واختلط الرجال والنساء في حفلات الشراب، ولم يمتنع رجل عن أخته أو ابنته، وارتدت النساء ملابس الرجال، وأعلن أحدهم بأن سناناً هو ربه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[زبدة الحلب من تأريخ حلب 3/777]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والكل يعرف عن الاتصالات بين المالكي وعشيقته الملحق الثقافي في السويد (بتول الموسوي)، علاوة على الأفلام الداعرة التي تسربت لوسائل الإعلام عن ابن بالمالكي وفجور جماعته.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>5) التمرد على المرجعية الدينية:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ممثلة بعلي بن الحسين الذي خشي بطش المختار، فقد ذكر المسعودي: "لما يئس المختار من علي بن الحسين كتب إلى عمه محمد بن الحنفية يريده على مثل ذلك، فأشار عليه علي بن الحسين أن لا يجيبه؛ لأن باطنه مخالف لظاهره في الميل إليهم، فهو في عداد أعدائهم لا أوليائهم، ولكن ابن الحنفية سكت عن المختار عملاً بنصحية ابن عباس وخوفاً من ابن الزبير" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مروج الذهب 3/83]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن المعروف أن المالكي انقلب عن مرجعية النجف، بل إن حزبه اتهم أحد المراجع الأربعة ممن انتقد الفساد الحكومي بالتجسس، وطالب بتسفيره من العراق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>5) الغدر:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقد بايع المختار الثقفي <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">الحسن بن علي</font> بالخلافة بعد مقتل <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">علي بن أبي طالب</font>، ثم خرج بالناس حتى نزل <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">المدائن</font>، وبعد أن نفر الناس عن الحسن، وانقلبوا عليه ونهبوا سرادقه حتى نازعوه بساطًا كان تحته، وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">بالمدائن</font>، وكان عم المختار سعد بن مسعود هو حاكم المدائن. ويروي الطبري بأن: "المختار قال لعمه سعد: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن، وتستأمن به إلى <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">معاوية</font>، فقال له سعد: عليك لعنة الله، أثبٌ على ابن بنت رسول الله فأوثقه! بئس الرجل أنت!" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تاريخ الرسل والملوك/5 بيعة الحسن]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويعلق الخوئي على هذه الرواية بعد أن حيرته، سيما أن الرواي محسوب على الشيعة: "لو صحّت الرواية لأمكن أن يقال إنّ طلب المختار هذا لم يكن طلباً جدياً، وإنما أراد بذلك أن يستكشف رأي قومه، فإن علم أنّ قومه يريدون ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السلام، فكان قوله هذا شفقة منه على الحسن عليه السلام"! <font face="Simplified Arabic" size="3">[معجم رجال الحديث 1/8]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يبدو أن الخوئي استحضر روح الثقفي ليحكي لنا عما دار في فكره، فقد فسر ما في صدر المختار وفق عقيدة التقية، وهي الوصفة السحرية لمعالجة المآزق!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>6) عدم إيفاء الوعود والعهود:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بايع المختار عبد الله بن الزبير، وأصبح من كبار الأمراء عنده. ولما حاصره الحصين بن نمير مع أهل <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">الشام</font>، دافع المختار عن ابن الزبير بأشد القتال وأبلى أحسن بلاء، وكان أشد الناس على أهل الشام. وقد اجتمع أهل الكوفة على طاعة ابن الزبير، وكان المختار قد اشترط في بيعته لابن الزبير أن يوليه <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">العراق</font>، ولكنه ما لبث أن نكث بيعته لابن الزبير، وعاد إلى الكوفة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن المعروف أن المالكي متمرس في نكث العهود، ووعوده لأهل الأنبار أصدق دليل.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>7) الغريزة الدموية وتمثيل قواته بجثث القتلى:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">سبق أن تحدثنا عن هذا الأمر في مقالنا السابق عن ثارات الحسين، وكيف قُتل من شارك في قتل الحسين أو ممن نهب بعض مما يملك، بطرق بشعة تقشعر منها الأبدان، علاوة على التمثيل بالجثث، وهو نفس الأسلوب الهمجي الذي تفعله قطعان المالكي من قتل وحرق الجثث والرقص حولها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الذي لا يعرفه الكثير عن الثقفي بأنه كان متقلباً كالحرباء، كان أولاً من الخوارج، ثم زبيري، وانتهى به الأمر إلى كسياني. وعندما سجن المختار بعد مقتل الحسين بن علي، أرسل رسالة شفاعة وتوسل إلى عبد الله بن عمر الخطاب يسألة التشفع لدى يزيد بن معاوية لإطلاق سراحه. وفعلاً شفع له عبد الله لأن زوجته صفية بنت أبي عبيد هي أخت المختار.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من جهة أخرى يوجد حديث شريف أخرجه مسلم يذكر: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«سيكون في ثقيف كذاب ومبير»</b></font><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">،</font> والمبير المسرف في إهلاك الناس، وقد أسرف المختار وتابعه المالكي في القتل والتمثيل بالقتلة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>يبقى أمران آخران أولهما:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الأمر الأولى: </b>أعلن الثقفي نبوته، وروي عنه لقاءات مع الملائكة، وقد ذكرت أنيسة بنت زيد بن أرقم أن أباها دخل على المختار، فقال له المختار: يا أبا عامر لو سبقت رأيت جبريل وميكائيل. فقال له زيد: "حقرت وتعست أنت أهون على الله من ذلك كذاب مفتر على الله ورسوله" <font face="Simplified Arabic" size="3">[البداية والنهاية8/70]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>فمتى يعلن المالكي نبوته أسوة بالمختار؟</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والأمر الثاني:</b> هل سيلقى المالكي نفس مصير المختار؟ فقد تبرأ عنه أنصاره عند محاصرته في الكوفة في قصره، ورفضوا ان يقاتلوا معه، وخرج معه (19) رجلاً فقط ولقوا حتفهم في الدنيا، وسيلقوا جزائهم في الآخرة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونسأل الله تعالى أن يلحق مختار العصر بمصير جده مختار القصر.</font></p>
التعليقات