<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="هل المتصوفة من أهل السنة؟" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81%D8%A9(1).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الصفوية والصوفية خصائص وأهداف مشتركة [18]</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">هل المتصوفة من أهل السنة؟</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">"من الخطأ الحديث عن التقريب بين المذهب الصوفي والمذهب السني".</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">آنا ماري شيمل.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن العقائد التي تجعل من الأئمة والشيوخ شخصيات تنافس الذات الإلهية المقدسة، وخصائصها الربوية، وتسبغ عليهم علوم الله، وتُصعدهم على أكتاف الرسل والأنبياء، متستبدلة أحاديثهم الشريفة بترهات وتخاريف الشيوخ والأئمة، وتنسب للأخيرين المعجزات والخوارق المستوحاة من الأساطير والخرافات القديمة، بعضها يثير الشجون، والآخر يثير الضحك! وتجعل من الرقص والتحشيش والهلوسة ركناً من أركان العبادة، وتعظم شأن شيوخهم رغم أنهم قدموا للإسلام أقل من غيرهم - هذا إذا قدموا شيئاً - فمثل هذه العقائد سرطان في جسد الأمة الإسلامية، لا بد من استئصالها، وسنناقش هنا مجموعة من الأسئلة التي يفترض أن يفكر فيها كل من ينكر وجود علاقة بين الصفوية والصوفية، أو يؤمن بأنهما عقائد إسلامية بحتة، أو ينسب التصوف لأهل السنة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>لمن تنسب الصفوية؟</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ومن أسسها؟</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>وهل هي وليدة التصوف أم لا؟</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>هل لبس العمامة السوداء لمشايخ الصوفية وعلماء الإمامية مجرد صدفة؟</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>هل المتصوفة من أهل السنة فعلاً؟</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ألا يمكن الجمع بين العقيدتين وتوظيفهما سياسياً كما فعل إسماعيل شاه وخلفه الخميني؟ بمعنى إمكانية تحول التصوف إلى إداة تخدم أغراض سياسية؟ وهنا تكمن الخطورة، ولا بد من التحذير منها قبل أن يسبق السيف العذل.</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ينتسب الصفويون كما هو مثبت تاريخياً إلى: صفي الدين إسحق بن جبرائيل الأردبيلي العلوي الحسني، المولود سنة 650هـ (1334م)، والذي كان شيخاً لإحدى الطرق الصوفية، وقد أخذ التصوف من شيخه إبراهيم الزاهد الكيلاني، وكان له عدد من الأتباع والمريدين، وقد تشيع مع ابنه صدر الدين موسى وتلته جماعته.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وانتقلت الدعوة الصفوية إلى مرحلة جديدة باعتناق خواجة علي سياهبوش حفيد صفي الدين التشيع، ودعا أتباعه إليه، فحوّل بهذا مسار دعوة جدّه من التصوف إلى التشيع، وسار أبناؤه وأحفاده من بعده على نهجه، وكثر أتباع الصفويين، فاتخذ جنيد بن شيخ شاه من نفسه سلطاناً على أردبيل، وهي من أشهر مدن أذربيجان، وبدأ يتطلع للتوسع ونشر نفوذه خارجها. ودخل جنيد، وابنه حيدر من بعده، في حروب مع الدول والقبائل المجاورة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبهذ الصدد يذكر د. كولن تيرن في كتابه (التشيع والتحول في العصر الصفوي) بأنه: "مع تولي الجنيد لقيادة الطريقة، بدأت الطريقة تتحول إلى منظمة عسكرية معلنة الميل الديني إلى التشيع، الذي تزايد إلى حدود بعيدة مع تولي (حيدر) ابن الجنيد قيادة الطريقة بعد أبيه، الذي سارع إلى تنصيب الشاه إسماعيل الصفوي على العرش في تبريز لتدخل إيران مرحلة جديدة من تاريخها".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذكر الخوانساري عن إسماعيل الصفوي: "كان بدء خروجه من بلاد جيلان مع بعض الصوفية المريدين له ولآبائه العرفاء الراشدين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[روضات الجنات2/332]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما تذكر آنا ماري شيمل في كتابها (الأبعاد الصوفية في الإسلام) بأن فقه جعفر الصادق: "كان له دور في صياغة بعض الأفكار الصوفية. وقد اتضحت العلاقة بينهما عندما انسلخت جماعة صوفية في مدينة أردبيل عن إحدى الطرق الصوفية لتشكل واجهة دعائية للفكر الشيعي في إيران، وقد أدى تأثير تلك الفرقة إلى انتصار الشاه إسماعيل الصفوي، وجعل المذهب الاثنى عشري مذهب الدولة الرسمي، وأطلق على الشاه إسماعيل الصوفي العظيم".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بالنسبة للمتصوفة يلاحظ أن الكوفة كانت موطن التشيع، وبعدها موطن التصوف، يذكر ماسينيون: بأن كلمة صوفي كانت أول أمرها مقصورة على الكوفة وشيوخهم في التصوف ربيع بن خيثم وأبو إسرائيل الملائي وجابر بن حيان وكليب الصيداوي وعبدك ومنصور بن عمار وأبو العتاهية. وكانت كلمة صوفي تطلق على زهاد الشيعة في الكوفة".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويضيف ماسينيون عن أهل الكوفة: "كانوا على مذهب الشيعة مع ميل إلى المرجئة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[التصوف لماسينيون/29]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فأوائل المتصوفة الثلاثة هم من الكوفة (أبو هاشم الكوفي، جابر بن حيان الكوفي، عبد الكريم الصوفي). وتلك ليست صدفة! اثنان منهما كانا من أعيان الشيعة، والآخر عبد الكريم مجهول النسب، وكان يسمى (أبو هاشم الزاهد)، والأخبار عنه قليلة، وقد اتهم بالزندقة والدهرية، ترجم سيرته أبو نعيم الأصبهاني في كتابه (حلية الأولياء) وأشاد به. وقد تضاربت الأخبار بشأنه، فعده بعضهم مارقاً - كما سيلاحظ فيما بعد - وتجاهل المؤرخون الذين كتبوا عن الفرق الإسلامية عقيدة المتصوفة، وإن تناولها أحدهم كانت بأسطر أو صفحات قليلة لا تغني الباحث.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبعض المؤرخين لم يحسبهم أصلاً كفرقة كابن حزم الذي وصفهم بقوله: "قوم لا تعرف فرقهم"! وبعضهم حسبهم على السنة لكنهم تعاملوا معهم بحذر شديد مثل عباس بن منصور الذي ذكر عنهم: "لم يشذ عن مذهب السنة سوى فرقة واحدة تسمت بالصوفية، يتقربون لأهل السنة وهم ليسوا منهم، فقد خالفوهم في الاعتقاد والأفعال" <font face="Simplified Arabic" size="3">[البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان]</font>، ويرجع ذلك لأن أفكارهم في الفناء والرجعة والكشف والرياضة الروحية والعزلة والمعجزات والعصمة لا يأخذ بها أهل السنة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر بهذا الصدد الشهيد إحسان إلهي ظهير بأن: "بَثٌ التشيع أفكاره، ودس معتقداته بين الصوفية عن قصد، عامداً إلى تشويش المسلمين في عقائدهم ومعتقداتهم، وتبكيت أهل السنة عن الاعتراض عليهم وزيغهم وضلالهم، بإبراز طائفة تنتمي إليهم، وتُحسب عليهم، وتحمل نفس المعتقدات التي تشتمل عليها هي، وهذا أمر خطير في تأريخ الطوائف والفرق" <font face="Simplified Arabic" size="3">[إحسان إلهي ظهير التصوف المنشأ والمصدر/135]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر إبراهيم بن عمر البقاعي: "أن التصوف أكثر دناءة ولؤماً وكيداً، ابتدعه الشيطان ليسخر معه عباد الله في حربه لله ولرسله. إنه قناع المجوسي يتراءى بأنه رباني، بل قناع كل عدو صوفي العداوة للدين الحق. فتش فيه تجد برهمية، وبوذية، وزرادشتية، ومانوية وديصانية. وتجد فيه أفلاطونية، وغنوصية، وتجد فيه يهودية ونصرانية ووثنية جاهلية، تجد فيه كل ما ابتدعه الشيطان من كفر" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصرع التصوف/8]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر أبو المظفر الإسفرايني في كتابه <font face="Simplified Arabic" size="3">[التبصر/84]</font> بأن: "الذين وضعوا دين الباطنية كانوا من أولاد المجوس، وكان ميلهم إلى دين أسلافهم، ولكنهم لم يقدروا على إظهاره مخافة سيوف المسلمين".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إذن </b></font><b>هو ليس عقيدة بل مجموعة طقوس دينية وفلسفية مختلفة تلاقحت فيما بينها لتنتج عقيدة الصوفية.</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفيما يتعلق بجابر بن حيان فهو من غلاة الشيعة، وأصله من خراسان، ذكر عنه ماسينيون: "هو شيعي من الكوفة، وصاحب كيمياء، له في الزهد مذهب خاص".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وعن تصوفه يذكر نيكلسون: "كان يسمى جابر الصوفي، وقد تقلد علم الباطن كما تقلد ذو النون المصري".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما كراوس فقد اعتبره: "من غلاة الشيعة، كان يعتقد مثل الغلاة والنصيرية بعقيدة تناسخ الأرواح".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد كتب عنه السيد محسن الأمين: "أبو موسى جابر بن حيان الطرسوسي الكوفي المعروف بالصوفي. من أصحاب الإمام جعفر الصادق (ع) وأحد أبوابه، ومن كبار الشيعة. فيلسوف حكيم ومؤلف مكثر في الحيل والنرنجيات والعزائم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[أعيان الشيعة15/87]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا نعرف كيف تلقى العلم عن جعفر الصادق وقد توفى بعده بستين عاماً؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا مما حدا بابن النفيس بأن ينكر أصله وحقيقته، وبشر جابر بعصر جديد لقرب ظهور المهدي المنتظر (مسكين عالمنا المبشر فلم تتحقق بشراه بعد 12 قرناً من وفاته) الذي سيعمل نقلة نوعية بتحويل العالم من مسار الظلم والفساد إلى مسار العدل والرخاء.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن غرائب قوله: "إن الوحي ظهر بعد وفاة النبي صلى اله عليه سلم ست مرات، وسيتزامن ظهوره السابع بظهور المهدي.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي سفسطته يعتبر المهدي (الناسوت) والإمام علي (اللاهوت) وسيحل اللاهوت في الناسوت! وهذه تعابير مستقاة من النصرانية ولا علاقة لها بالإسلام مطلقاً.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما الثالث فهو عبد الكريم الصوفي المكنى (عبدك)، ويذكر عنه السمعاني في كتابه الأنساب بأنه: "بأن حفيده محمد بن علي بن عبدك الشيعي، كان مقدم الشيعة".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الشيبي: بأنه كان "جامعاً لاتجاهات عديدة ومختلفة نابعة عن التشيع الممتزجة بالزهد"، ورغم أن الشيبي استخدم الزهد بدلاً عن التصوف، والأول يمثل مظهر من مظاهر الثاني، لكنه يصل في النهاية إلى: أن "التصوف في أصوله الأولى كان متصلاً بالتشيع" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الصلة بين التصوف والتشيع1/293]</font>. وكلمة (متصلاً) تبدو كلمة سطحية ومخففة لا تعبر عن جوهر الصلة بين التصوف والتشيع! وقد استخدمها الشيبي عوضاً عن القول (التصوف ابن التشيع).</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويصف ماسنيون عبدك بأنه "آخر شيوخ فرقة شيعية في الكوفة أطلقوا على أفرادها اسم صوفي".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الطبري في تأريخه بأن أهل الكوفة بعد تخاذلهم عن نصرة الإمام الحسين أظهروا ندمهم وسموا أنفسهم التوابين أو البكائين، وأخذوا يكفرون عن خطيئتهم بالمغالاة في العبادة، مثل: كثرة البكاء، واعتزال الناس، وحياة الزهد، ولبس الملابس الخشنة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>لاحظ أنها </b></font><b>هي نفس المظاهر التي ستتطور فيما بعد إلى قواعد وصفات للتصوف.</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">ونود الإشارة بهذا الصدد </font></b>أن المتصوفة ادعوا بأنهم أخذوا خرقة التصوف من الإمام علي، وأن معروف الكرخي أسلم على يد الرضا، وبشر الحافي تاب على يد موسى بن جعفر، وشقيق البلخي تعلم على يد الكاظم .. وهكذا.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تذكر المستشرقة (آنا ماري شيمل) عن فلسفة شهاب الدين السهروردي: إن ورثتها كانوا "من فلاسفة الشيعة، حيث كانت تشكل ركناً مهماً للتقاليد الفارسية في أواخر العصر الوسيط، وكان الملا صدر الدين الشيرازي من أكثر المتأثرين بفلسفة السهروردي، وبانتقال الفرس للهند اصطحبوا معهم فلسفة الإشراق. والحقيقة أن الطرق الصوفية التي كان لها دوراً بارزاً في نشر التشيع"، إضافة إلى الطرق الصفوية (النوربخشية، المشعشعية، النعمتللاهية) وسنشير لها لاحقاً.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر د. عبد المنعم الحفني: "الصفوية وإن كانت صوفية اسما، إلا أنها شيعية جوهراً ومبنى" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب الموسوعة الصوفية/ 256]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>السؤال الآخر: هل كان شيوخ التصوف على مذهب السنة؟</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من المعروف أن المذاهب السنية ترفض التصوف رفضاً قاطعاً، وقد وصفه الإمام أحمد بن حبل بأنه يشط بالمسلمين بعيداً عن فرائضهم، بل إن تلميذي ابن حنبل وخشيش اعتبرا التصوف نوع من الزندقة. وأجمع أهل السنة على تكفير ابن عربي بعد أن قال بوحدة الوجود. واعتبروا التصوف مذهباً دخيلاً على الإسلام يجمع بين رهبانية الشام وأفلاطونية الإغريق وزرادشتية الفرس وفيدا الهند. وهذه حقيقة كما لاحظناها في الحلقات السابقة، فكثير من المصطلحات الصوفية مستمدة من النصرانية كاللاهوت والناسوت.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر ابن الخفيف: سألت رويم ابن محمد عن التصوف فأجاب: هو إفناء الناسوتية وظهور اللاهوتية. وأكد على هذه الحقيقة العديد من العلماء والمؤرخون العرب كالبيروني، وغير العرب مثل داراشكوة، حيث وضحا العلاقة والتشابه بين (الأوينشاد أو اليوغاسوترا) وأفكار المتصوفة الأوائل.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكذلك غولتسهير الذي يرى أن للعقائد الهندية والأفلاطونية الجديدة نصيب كبير في عقيدة التصوف.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ويلاحظ أن</b></font> هذه المصادر هي نفسها التي بُني عليها التشيع الصفوي.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ومن الغرائب</b></font> <b>أن المستشرقين بشكل عام يشيدون بالتصوف ويدافعون عنه بضراوة أكثر مما يدافعون عن النصرانية! وإذا استثنينا القلة التي خدمت الإسلام فإن الكثرة كان تكيد له علناً أم سراً!!</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر مجد الدين البغدادي: "على الصوفي أن لا يميل إلى مذهب بعينه من مذاهب الإسلام، بل أن يوفق بينها جميعاً" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تحفة البررة]</font>؛ فهل هذا ما ينطبق فعلاً على الصوفية؟ وأي المذاهب هو الأقرب للمتصوفة إذا أخذنا بكلام البغدادي؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أول ما يتبادر إلى الذهن، أن مذاهب أهل السنة ترفض عقائد العصمة والرجعة والولاية والتقية ووحدة الوجود، والفناء في الذات المقدسة، وتأليه الإمام علي؟ من جهة أخرى ثم كيف نفسر انتساب المتصوفة لذرية الإمام علي، وتعظيمهم الأئمة لدرجة الغلو؟ فقد "اعتبر المتصوفة الإمام علي حلقة مهمة في السلسلة الروحية. كثير منهم امتلكهم الإحساس بأنهم يرتبطون ببيت النبوة دون أن يتشيعوا سياسياً" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأبعاد الصوفية في الإسلام لآنا ماري شيمل/95]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">حتى خرقة التصوف التي اتخذوها أصلاً لطريقتهم نسبوها للإمام علي رضي الله عنه رغم أن الإمام نفسه لم يحدد نفسه بملبس خاص.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>من المعروف:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>أن أهل السنة يعتمدون بالدرجة الأولى في معرفة الشريعة على القرآن الكريم، وتليه الأحاديث النبوية، مع قبول الأحاديث النبوية دون تحريف، ولا تأويل، ولا تعطيل، ولا تمثيل، في حين يعتمد المتصوفة على الإلهام والكشف، ونزول الوحي على علمائهم، أو لقاءاتهم المزعومة حية أو رؤيا، أو أحلام مع النبي صلى الله عليه وسلم والخضر</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>كما أن السنة يعتبرون الغيب علم إلهي وقد يمنح شيئاً منه للرسل والأنبياء في حالات محدودة واستثنائية ومبعثه الله تعالى وليس هم؛ فلا فخر لهم به.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>وأهل السنة لا يؤمنون بوحدة الوجود، بمعنى أن كل ما هو موجود في الأرض هو الله وما نراه من مظاهر وجودية هي من مظاهره.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>من تناقضات عقيدة المتصوفة مع عقيدة أهل السنة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>ادعاؤهم بأن علومهم تفوق علوم الأنبياء والرسل، كما تجلى بقول البسطامي: "خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>وبقدر تمسك أهل السنة بالفرائض فإن المتصوفة لايعترفون بها، بل يعدونها طقوس عبادية لعوام الناس، ويعفون أنفسهم منها، وأحياناً يسخرون منها كما شهدنا في المباحث السابقة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>حتى أن مخالفة الشريعة، وارتكاب الكبائر لا يرون فيها مضرة؛ لأن شرعهم مستمد من الله مباشرة، وتسقط عنه التكاليف الشرعية والمحرمات.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>كما أن أهل السنة يرفضون المعجزات لغير الرسل والأنبياء وهي من عند الله تعالى وليس من عندهم، في حين يعتقد المتصوفة بأن علماءهم يعرجون إلى السماء، ويطيرون في الهواء، ويطوون المسافات، ولهم القدرة على إحياء الموتى، وإنزال الأمطار، وشفاء المرضى، وترويض الحيوانات المتوحشة، وفهم لغاتها .. وغيرها من التخاريف والترهات.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>ورأيهم في الجنة والنار بأنها تحت تصرفهم يدخلون من يشاءوا ويمنعون من يشاءوا.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>- </b>ويسخرون من الخوف من النار؛ لأن الخوف صفة للعبيد وليس الأحرار.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لذا لو ضعنا كل هذه المسائل بنظر الاعتبار، وأجرينا مقارنة بين المذهبين السني والشيعي من حيث قربهما من التصوف، سنخرج بنتيجة لا تقبل الجدل، وهي: <b>أن المذهب الشيعي هو الأقرب إلى التصوف وليس المذهب السني.</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>من الجدير بالإشارة </b></font>أن الشعراني ترجم في طبقاته لـ(436) من شيوخ الصوفية و(16) من النساء منهم (السيدة عائشة بنت جعفر الصادق والسيدة نفيسة ابن الحسن بن زيد)، ويذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل في كتابه المشهور (مصرع التصوف) بأن التصوف هو قناع المجوس، بل قناع كل عدو للدين. فتش فيه فتجد البرهمية والبوذية والزرادشتية والمانوية والديصانية والأفلاطونية والغنوصية واليهودية والنصرانية والوثنية. وقد صدق الشيخ في حكمه؛ فهم لا يرجعون للقرآن والسنة النبوية، بل لما يملأه شيوخهم في عقولهم من أوهام وأفكار هجينة مقتبسة من عدة ديانات وفلسفات، ولا شك أن هذا الأمر هو خروج سافر عن خط الله جل ذكره: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الأنعام:153]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ومن المعروف </b></font>أن من الطرق الصوفية التي ألَّهت الإمام علي هي (البريلوية) و(البكتاشية)، ودعاءهم الرئيس يطلق عليه (دعاء السيف) والذي يُذكر فيه: "نادِ علياً مُظهر العجائب، تجده عوناً لك في النوائب. كل هم وكل غم سينجلي بولايتك .. يا علي .. يا علي أدركني يا علي، أدركني يا أبا الحسن، يا أبا تراب، يا ذا الجلال والجمال والهيبة والكمال".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>بل إن البكتاشيون</b> هم أصحاب عقيدة التثليث المأخوذة من النصرانية وحوروها إلى (الله، محمد، علي)، وهم يحلون شرب الخمر، ويعلنون (التولية والتبريه) وتعني ولاية الأئمة (ع) والتبرئة من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والقزلباشية </b>ألَّهت الإمام على أيضاً، ويقيم أتباعها مراسيم عاشوراء، ويندبون ويلطمون على الحسين. وقد عُرف عنهم عدم حلاقة شعر الرأس، ويحلون الخمر ولا يصلون، ويصومون العشرة أيام الأولى من محرم فقط <font face="Simplified Arabic" size="3">[للمزيد راجع الشبك لأحمد حامد الصراف]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والطريقة الهمدانية</b> التي تنسب للفارسي الشيعي علي بن شهاب الهمداني كان لها دور مميز في نشر التشيع في إيران وإبراز شيوخه نوربخش (مات في الري) وهو مؤسس الطريقة النوربخشية، وقد ساعدت أيضاً في نشر التشيع في فارس والهند بعد هروب شيخها طاهر بن رضا القزويني إلى الهند.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والطريقة النعمتللاهية</b> التي أسسها نعمة الله العلوي الذي سكن كرمان، تحولت إلى المذهب الشيعي وتوسعت في فارس والهند، وساهمت في نشر التشيع.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والمشعشعية</b> التي أسسها محمد بن فلاح بن هبة الله كان على المذهب الاثنى عشري، وقد ادعى في خوزستان بأنه المهدي المنتظر، وتحولت جماعته إلى المذهب الشيعي، وبسط نفوذه على الأهواز، وكانت جماعته قطاع طرق، وينهبون الحجاج، وادعى مؤسس الطريقة المهدوية (محمد بن يوسف الجنبوري) بأنه المهدي المنتظر، وتوفي في خراسان.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>من الجدير بالذكر: </b></font>أن تعاطي الحشيشة من قبل الصوفية بدأ في خراسان، مثلما انبثقت فرقة الحشاشين الشيعية، ثم انتشر في بقية الأمصار.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر أحمد بن علي المقريزي بكتابه (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار - الخطط المقريزية) بأن "مشايخ الصوفية في خراسان من إيران كانوا أول من اكتشف التأثير المبهج للحشيش سنة658هـ، وأنه يقلل من الشهية للطعام، ويمنع التهيج الجنسي، فيصون الصوفي عن الرذيلة. وهكذا كان انتشار الحشيشة من الصوفية إلى غيرهم".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ومن طريف ما يذكره: بأن جعلوا أمر تعاطيهم القنب سراً "لأن الله خص الصوفية به".</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولم يكن متصوفة العراق يعرفونها حتى وفد عليهم هرمز فاشتهرت هناك، وبسبب تعاطيهم الحشيشة غلبت السفالة على الأخلاق، وارتفع ستر الحياء والحشمة بين الناس، وجهروا بالسوء من القول، وتفاخروا بالمعايب <font face="Simplified Arabic" size="3">[الموسوعة الصوفية عبد المنعم الحفني/ 369]</font>؛ لذا ليس من الصدفة أن يصدر بعض مراجع الصفوية فتاوى تبيح تعاطي الحشيشة، فلهم من شيوخ المتصوفة أسوة سيئة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="4"><b>للحديث صلة ..</b></font></font></p>
تصفح الكتاب
التعليقات
مراقبالإثنين 10 مارس 2014 م
الأستاذ السني
السلام عليكم
لم اعثر على جملة في المقال بأن المتصوفة كانوا أخطر من الشيعة؟ هل هو تحليلك أو إستنتاج أو ماذا؟
سنيالإثنين 10 مارس 2014 م
أيها الكاتب الموقر! يعجبني حديثك وتروق لي كتاباتك خاصة هذه السلسلة. إلا أني وجدت هنا في مقالك تحتاملك على الصوفية، فهم حتى وإن غلو وكانوا بوابة التشيع إلا أنهم ما كانوا يوماً من حاملي السيوف وقاطعي الرؤوس لأهل السنة ولا لغيرهم، فكيف كانوا أخطر من الشيعة؟!