(آل البيت رضي الله عنهم)
عبد الرحمن الخميسي
الأربعاء 19 مارس 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="(آل البيت رضي الله عنهم)" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">من عقيدة السلف:</font></b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في آل بيته ورعايته فيهم، والمراد بهم: الذين تحرم عليهم الصدقة من بني هاشم وهم آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس، ويلتحق بهم بنو المطلب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم فيهم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد»</b></font>، وهذا الموقف من السلف امتثالاً منهم لقوله صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي»</b></font>. وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)، وقوله كذلك: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهو كذلك اعترافاً منهم بالمكانة السامية التي بلغها آل البيت في الإسلام من حيث اقتران اسمهم باسم النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه داخل الصلاة، وحرمة الصدقة عليهم، واصطفاء الله لهم، واتصال نسبهم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم، لذا كان لهم في نفوس السلف مكانة رفيعة ومعتقد خاص يتمثل في:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>أولاً:</b> محبتهم وموالاتهم من غير إفراط ولا تفريط لقوله تعالى:<font face="Simplified Arabic" size="3"> </font><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الحجرات:10]</font>، وقوله: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[التوبة:71]</font>، وهذه المحبة والموالاة هي للمؤمنين منهم دون الكافرين، وهذا من أصول الإيمان التي لا خلاف حولها، أما الفسقة منهم فيحبون بقدر ما فيهم من الإيمان، ويبغضون بقدر ما فيهم من المعاصي، فلا تثبت لهم المحبة والموالاة بإطلاق ولا تنفى عنهم بإطلاق على أنه في كلا الصنفين لا يجوز بحال تنقص نسبهم ولا ازدراؤه، قال تعالى مبيناً من يستحق الموالاة من المؤمنين ممن لا يستحقها: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [التحريم:4]</font>، وقال صلى الله عليه وسلم كذلك: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم أبلها ببلالها»</b></font> ومعنى أبلها أي أصلها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ثانياً:</b> اعتقاد أفضلية نسبهم على كل نسب لقوله صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ثالثاً: </b>إكرامهم وإجلالهم وعدم أذيتهم لقوله صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه»</b></font>، وقوله: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه»</b></font>. وقوله في فاطمة: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها»</b></font>. وقول عائشة: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم»</b></font>. ولما تقدم عنه صلى الله عليه وسلم من الوصية بهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>رابعاً: </b>تأدية حقهم من الخمس كما قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأنفال:41]</font>، وحقهم فيه: أن يعان ناكحهم، ويقضى عن غارمهم، ويعطى فقيرهم، كما أفتى به عمر ووافقه عليه الصحابة، وليس كما يرى ابن عباس والشافعي أنهم مستحقون لخمس الخمس على أيّ حال كانوا، إذ أن الراجح فيه أن الخيار للإمام إن شاء قسمه بينهم بما يرى وإن شاء أعطى بعضاً دون بعض حسب ما تقتضيه المصلحة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>خامساً:</b> اعتقاد عدم عصمتهم لأنه لا عصمة لأحد إلا للأنبياء، ومن عداهم فليسوا بمعصومين إجماعاً وتقع منهم الذنوب والآثام كما تقع من غيرهم، كما سبق تقريره في الواجب نحو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والأدلة هناك هي الأدلة هنا، وإذا لم تثبت العصمة لأحد من الصحابة كائنا من كان فمن باب أولى غيرهم، وعلى هذا فلا يصح ادعاء كون آل البيت سفن نجاة للأمة من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق لأن النجاة في الآخرة مرتبطة بالإيمان والعمل الصالح لا غير، قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [مريم:72]</font>، والحديث الوارد في هذا المعنى لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما بينته في رسالة دفاع عن الصحيحين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>سادساً:</b> اعتقاد عدم أفضليتهم على الناس على الإطلاق، وليس في هذا تعارض مع القول باصطفاء الله لهم لأن المقصود بالاصطفاء هو اصطفاء أصلهم وعنصرهم ونسبهم لا تفضيلهم على الناس مطلقاً لقوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الدخان:37]</font>، ولأن ميزان التفاضل عند الله تعالى هو بالتقوى لا بالنسب ولا بغيره، قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الحجرات:13]</font>، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكرم الناس فقال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«أتقاهم»</b></font>، وقال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»</b></font>، وقال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً»</b></font> وفي رواية: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا أغني عنكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها»</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>سابعاً:</b> اعتقاد عدم أحقيتهم بالإمامة وهي الخلافة، فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أحق الأمة بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولاهم بها هو أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق رضي الله عنهما ثم حصل شيء من التردد بعد ذلك بين عثمان وعلي رضي الله عنهما ثم استقر رأي أهل الشورى على تقديم عثمان فبايعوه، وبايعه بقية الصحابة بمن فيهم علي بن أبي طالب، ثم يلي هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب لمبايعة الصحابة له بعد مقتل عثمان، ولو كان هو أحق بالأمر كما كان يرى هو أولاً ثم رجع عنه، أو كان وصياً وصى له بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يدعي الرافضة، لما استجاز الصحابة لأنفسهم - وهم الأمناء - أن يقدموا عليه أحداً، ومن اعتقد أنه كان وصياً بهذا المعنى وأن الصحابة نكثوا بيعة النبي صلى الله عليه وسلم له بها ثم أسندوها إلى غيره فقد كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة وأزرى بهم واتهمهم بالخيانة والضلالة وهو خلاف ما شهد الله لهم به ورسوله صلى الله عليه وسلم من الصدق والأمانة، وهذا هو عين الافتراء والكذب قال تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الأنعام:21]</font>، وقال صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ثم الأحق بالخلافة بعد ذلك</b> من تتوفر فيه شروطها من القرشيين سواء كان من آل البيت أو من غيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«الأئمة من قريش»</b></font>، وقوله: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان»</b></font> ولم يقل صلى الله عليه وسلم: الأئمة من آل البيت وادعاء أنها فيهم فقط هو من الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.</font></p>
التعليقات