الصفوية والصوفية .. خصائص وأهداف مشتركة [19]
علي الكاش
السبت 5 أبريل 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="الصفوية والصوفية خصائص وأهداف مشتركة [19] نظرة في عقيدة الأقطاب والشيوخ" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <strong><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">الصفوية والصوفية .. خصائص وأهداف مشتركة [19]</span></span></span></strong></p> <p dir="RTL" style="text-align: center;"> <strong><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">نظرة في عقيدة الأقطاب والشيوخ</span></span></span></strong></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">سنتحدث بشكل موجز عن أعمدة الفكر الصوفي، ونمرٌ بشكل سريع على عقائدهم؛ لنعرف هل هم من أهل السنة أم من الشيعة؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">علماً أن عقيدة الولاية، العصمة، المهدي المنتظر، التناسخ، علم الغيب، إحياء الموتى وبركات الأئمة التي تقي المسلم من النار وغيرها هي من البدع، وليست من عقائد أهل السنة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الشيخ عطار النيسابوري:</b> مهد الشيخ في مقدمة كتابه (تذكرة الأولياء) هذه المقدمة الغريبة: "حضرة الإمام جعفر الصادق هو قطب الصوفية الأكبر". واستعرض في تذكرته كرامات جابر بن حيان الذي أخذ تصوفه وعلومه مثل الكيماء عن جعفر الصادق! حيث يذكر جابر: "أخذت علومي جميعها عن جعفر الصادق معدن الحكمة، وأنا لست سوى ناقل ومرتب" <font face="Simplified Arabic" size="3">[دائرة المعارف الإسلامية ج7/6 ب. كراوس و م. بلسنر]</font>، مع أنه - كما يشاع - لم يلتق بالصادق، وربما التقى به أثناء الحج، فقد عاش جابر كل عمره في اليمن والكوفة وليس المدينة. ولا نعرف ما علاقة الصادق بعلم الكيمياء! فهذا شيخ الطائفة الطوسي يذكر: "لم نوجب أن يكون الإمام عالماً بما لا تعلُّق له بالأحكام الشرعية" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تلخيص الشافي1/252]</font>، ومما ذكره النيسابوري من تخاريف: "إن جابر أعطى تمرة لأحد الناس ليأكلها فوجد نواتها قد تحولت إلى الذهب".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يشير الخوانساري في كتابه <font face="Simplified Arabic" size="3">[روضات الجنات وأحوال العلماء والسادات ج8/134]</font> بأن قطبهم الجنيد قد لبس الخرقة الصوفية على يد خاله (السري السقطي)، وهذا بدوره لبسها من معروف الكرخي الذي بدوره لبسها على يد الإمام موسى الرضا. مؤكدا بأن جابر بن حيان كان تلميذاً للإمام جعفر الصادق، كما أن كبير المتصوفة الشيخ عبد الكريم الصوفي المكنى (بعدبك) كان من علماء الشيعة، كما صنفه السمعاني في كتابه <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأنساب 9/185]</font>، وكذلك محسن الأمين بقوله: "كان من أعيان الشيعة الإمامية وإمامهم في جرجان، وكان يلقب بالصوفي"، وهو ممن يؤمن بأن الإمامة تتم بالتعيين، وذكر عنه ماسينيون: "كان عبدك الصوفي آخر أئمة مذهب من مذاهب التصوف الإسلامي نشأ في الكوفة يكاد يكون شيعياً" <font face="Simplified Arabic" size="3">[التصوف/25]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا <b>الشيخ</b> <b>إبراهيم بن حيدر الكردي الصفوي</b> يتحدث عن معرفة الله وإدراكه بأنها: "لا تستقل العقول بإدراكها عن طريق الفكر وترتيب المقدمات، وإنما يدرك بنور النبوة والولاية" <font face="Simplified Arabic" size="3">[قصد السبيل إلى توحيد الحق الوكيل/ إبراهيم الكوراني]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما <b>الشيخ نجم الدين الكبري</b> فقد ادعى أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم بصحبة الإمام علي رضي الله عنه، فترك النبي صلى الله عليه وسلم وصافح الإمام علي بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "من صافح علياً دخل الجنة"! إذن أمسى دخول الجنة عن طريق المصافحة فقط! وليس الإيمان بالله تعالى وأداء الفرائض وعمل الخير! هل هذه البدعة يتقبلها عقل المؤمن الذي يعرف الإسلام حقاً؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن من كبار الصوفية <b>إبراهيم بن أدهم</b>، وقد أطلق عليه الخوانساري لقب "السلطان العارف، شيخ المشايخ، الصوفي المشهور، جوهر العارفين"، وأنهى سيرته بأنه ختم سياحته في خدمة الإمام الباقر بمكة، وقد صحب ثلاثة من أئمة الشيعة المعصومين الباقر، الصادق والسجاد، وأنه كان من شيعتهم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[روضات الجنات وأحوال العلماء والسادات ج1/139]</font>؛ فهل يؤمن أهل السنة بعقيدة العصمة؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن مشايخ الصوفية <b>شقيق بن إبراهيم البلخي</b>، وذكر الخوانساري بأنه "كان معروفاً بالتصوف، وهو من تلامذة الإمام موسى بن جعفر الكاظم. كما أنه صحب جعفر الصادق، وتحادثا عن الفتوة. وكان من الإمامية المخلصين. استشهد في بلاد ما وراء النهر بتهمة الرفض" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الكنى والألقاب للقمي2/35]</font>، الرجل مُتهم بالرفض بمعنى أن أمره محسوم لا يحتاج إلى نقاش.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن شيوخهم <b>محمد معصوم شيرازي الفارسي</b> الذي يذكر "لا بد لكل سلسلة من سلاسل التصوف من الأزل إلى الأبد أن تكون متصلة بمحمد سيد العالمين وأمير المؤمنين علي" <font face="Simplified Arabic" size="3">[راجع طرائق الحقائق لمعصوم شاه 1/251]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر شيخهم <b>أبو الفيض المنوفي الحسيني</b> بأن الإمام علي هو أول من أخذ البيعة لطرق الأولياء، وأنه أول ملقن بالذكر والسر. ويضيف: "خُص رسول الله بباطن الشريعة، وكان أول من تكلم به علي، ومن ثم أخذه عن علي أول الأقطاب وأخذه عنه ولده الحسن" <font face="Simplified Arabic" size="3">[جمهرة الأولياء 1/122]</font>. وفي قول آخر: "كان من أوائل أهل الطرق علي بن الحسين وابنه محمد بن علي وابنه جعفر بن محمد" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر السابق1/163]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن أقطاب الصوفية معروف بن فيروز الكرخي، أصله صابئي، وهم من مخلفات الغنوصية القديمة، وكان من موالي علي بن موسى الرضا، واشتغل حاجباً له كل حياته، وقد توفي بعد تدافع الناس على باب مولاه فتحطمت ضلوعه ومات. ذكر عنه الخوانساري: "هو الشيخ العارف وقد نُسبت إليه بوابية مولانا الرضا". وترجم عن سيرته بأنه كان من تلاميذ جعفر الصادق، وشغل سقاءً لداره، ومَحرماً على أسراره. وهو خال وأستاذ الجنيد والسري السقطي. وقد قال للأخير: "إذا كان لك حاجة إلى الله فأقسم عليه بيٌ". والقسم بغير الله كما هو معروف من شعائر الشيعة فقط، ويحرمه أهل السنة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من كبار مشايخ الصوفية <b>بشر بن الحارث</b> وسماه الخوانساري: "الشيخ العارف الكاشف المتصوف الصافي، أحد أركان التصوف وفرسان الحقيقة، وإنه كان من علماء الإمامية". وكان من أصحاب الخمر واللهو حتى تاب على يد الإمام موسى الكاظم، ولقب بالحافي لأنه خرج حافيا من داره بعد أن مر به الإمام، والشيخ محمد بن ناصر مؤسس الطريقة المحمدية ادعى أنه رأى عام1734 الحسن بن علي، وأطلعه بنفسه على أسرار الطريقة المحمدية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من مشايخ الصوفية <b>أبو يزيد البسطامي</b>، وهو خراساني من عائلة مجوسية الأصل وأسلمت، وجده هو سروشان. يذكر د. إبراهيم الدسوقي: "عالم شطحات أبي يزيد يكاد يكون عالماً زرادشتياً". وهو أول من استخدم كلمة (السكر) في التصوف، وقد أخذ سائر العلوم والمعارف ومنها السلسلة الطيفورية عن الإمام جعفر الصادق بعد أن خدمه (18) عاماً. وأن الصادق قال له: "امض إلى بسطام، وادع الناس إلى الله سبحانه تعالى وإلى رسوله وإلى أوليائه". وهذ أمر غير صحيح لأن الإمام الصادق توفي عام 148هـ، وطيفور سنة 261هـ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وحاول الخوانساري أن يخرج من هذه الورطة مدعياً بأنه "ربما يكون المقصود بذلك اعتصامه بحبل ولاء أهل البيت، واستلامه حجر مولانا الصادق، والتزامه بالمذهب الحق الجعفري" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب روضات الجنات 4/152]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن أقوال البسطامي: "إذا وقفت بين يدي الله تعالى فاجعل نفسك كأنك مجوسي تريد أن تقطع الزنار بين يديه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[شطحات الصوفية لبدوي/90]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كذلك كان شيخهم <b>أبو نصر السراج الطوسي</b>، وهو صاحب أقدم مؤلف في التصوف، عرف بتشيعه، ومن أقواله: "إن لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه خصوصية من بين جميع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم". كذلك قوله: "وأما علي كرم الله وجهه فذاك مدينة العلم، وأول آخذ لبيعة الطريق، وأول ملقن بالذكر والسر من الرسول صلى الله عليه وسلم".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفيما يتعلق <b>بأبي منصور الحلاج</b> فقد كان جده مجوسياً من أهل فارس، وعاش في وسط زرادشتي تماماً، كما أشار ابن كثير في ترجمته له، مفيداً بأن ذلك مما ترك آثاراً واضحة على مستقبله. وذكر د. إبراهيم الدسوقي عنه: "من بين التهم التي كانت توجه للحلاج الترويج للمجوسية والإلحاد". فقد عرف عنه التلون، فتارة من السنة وأخرى من المعتزلة، وتارة من المعتزلة والمتصوفة وهكذا! كما ذكر نور الله التستري في كتابه (مجالس المؤمنين) بأن "الحلاج لما كان من الشيعة الإمامية، كان يدعو الناس إلى نصرة أهل البيت، ويبشرهم بالفرج وخروج الصاحب من أرض طالقان عما قريب، اتهموه بالزندقة والخروج عن الدين ليقتلوه بهذه الوسيلة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما ذكر ابن النديم في الفهرست بأن الحلاج كان يظهر تشيعه للملوك والحكام، وكان يظهر تصوفه للصوفية والعوام.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما مجدد الطريقة الرفاعية <b>بهاء الدين محمد المكنى (الرواس الرافعي)</b> فقد ادعي بأنه التقى النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً على شاطئ نهر، وقال له: "جدد! جدد! جدد وتمسك بولدي أحمد الرفاعي، فهو أعظمهم منزلة بعد أولياء القرون الثلاثة، ولا يجيء مثله إلى يوم القيامة غير المهدي العسكري" <font face="Simplified Arabic" size="3">[بوارق الحقائق/212]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن كبار شيوخهم <b>ابن عجيبة الحسني </b>صاحب كتاب (الفتوحات الإلهية) الذي افترى عن النبي صلى الله عليه وسلم واختار معاوية رضي الله عنه ليقذف بسمعته! مدعياً أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتواجد (يتراقص) - حاشاه من هذا الطعن - هو والصحابة (لم يذكر أسماءهم، فقد ذكر معاوية فقط) فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذروة تواجده حتى سقط رداؤه عن منكبه. فلما فرغوا. قال له معاوية: ما أحسن لعبكم يا رسول الله! فرد الرسول: مه مه يا معاوية! ليس بكريم من لم يهتز عند ذكر الحبيب! لاحظ استخدام ابن عجيبة كلمة (لعبكم) بدلاً عن (تواجدكم) لغرض الإساءة لمعاوية! ويتحفنا بقوله إن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من وضع علم التصوف، حيث نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، بالشريعة أولاً من ثم بالحقيقة. ويضيف: "ومنوها بأن وأول من تكلم في التصوف وأظهره هو الإمام علي، وأخذه عنه الحسن البصري" <font face="Simplified Arabic" size="3">[راجع إيقاظ الهمم في شرح الحكم]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">منهم <b>بهاء الدين حيدر بن علي الآملي</b>، وهو علوي مغالي، ألف كتاب (جامع الأسرار ومنبع الأنوار) مبيناً فيه بأن العقيدة الصوفية تتوافق تماماً مع العقيدة الأمامية، وأثبت فيه بالبراهين بأن التصوف ابن التشيع، والفرق بينهما لا يتجاوز سوى أن الشيعي مؤمن عادي والصوفي مؤمن ممتحن، وبالنظر لاشتغال المتصوفة بالعلوم الإلهية، استنبط بأنهم يمثلون الشيعة الخاصة. ومن أفكاره: أن الإمام علي خلق من نفس محمد وهو الإنسان الكامل، ويؤمن الآملي أيضاً بعقيدة المهدي المنتظر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن كبار المتصوفة <b>أبو نعيم الأصبهاني</b> صاحب كتاب حلية الأولياء، وترجم له المجلسي بأنه: "من محدثي العامة ظاهراً، إلا أنه من خلص الشيعة في باطن أمره، وكان يتقي ظاهراً". ومن يطلع على كتاب أبي نعيم سيعرف بأنه لم يكن من محدثي السنة مطلقاً، ففي كتابه لم يترجم لمعاوية أو لعمرو بن العاص. كما أنه أفرد فقط للإمام علي بعد ورود اسمه (ع) دون سائر الصحابة! وقال عنه: "أعطي تسعة أعشار الحكمة، ولسائر الناس جزءاً واحداً. ، وهو أول من تكلم في الأحوال والمقامات" وقد وصف جماعته المتصوفة بأنهم "المحققون الموالون للعترة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[للمزيد راجع كتاب اللمع /179]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من كبار شيوخهم <b>علي الهجويري</b> صاحب كتاب (كشف المحجوب)، وهو بدوره أرجع نسبه لآل البيت، وكان كأبي نعيم، فقد أفرد فقط للإمام علي بعد ورود اسمه (ع) دون سائر الصحابة!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا الشيخ <b>محمود أبو الهدي</b> يتحدث عن آل البيت بكتابه <font face="Simplified Arabic" size="3">[روضة العرفان/142]</font> قائلاً: "أشرف المذاهب فيهم هو مذهب أهل الحق من رجال الله العارفين، هم أئمة العترة الاثنى عشر، كل واحد إمام لآل زمانه، وصاحب مرتبة الغوثية المعبر عنها بالقطبية الكبرى". وبعد أن يذكر أسماءهم يصف السيد أحمد الرفاعي بحديث مكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم: "هو ثالث عشر أئمة الهدى من أهل بيتي" نقلاً عن أحد شيوخهم ورؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا <b>محمد بن علي بن الحسن الترمذي</b>، المكنى بالحكيم الترمذي وهو أول من أدخل الولاية في العقيدة الصوفية في كتابه (ختم الأولياء)، ويحدثنا عن رؤيا زوجه الفارسية حيث أوحي لها (باللغة الفارسية) بأنها كرمت بثلاثة أشياء من الله" جلالي، عظمتي، وقدرتي" فنالت علوم الأولين والآخرين، وهي نفس التخاريف التي نُسبت لفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم. وادعى الترمذي أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جعل الله في أمته (40) صديقاً من أهل بيته تقوم بهم الأرض، ويتوالى الأمر من السلف إلى الخلف حتى الآخرة، محرفاً بذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أهل بيتي أمان لأمتي"، والترمذي صاحب بدعة (خاتم الأولياء) تشبيهاً بـ(خاتم الأنبياء) ويدعي "بأن لواء الولاية بيد الولي يوم القيامة، وهو يشفع لقومه كالنبي"، وهو غالباً ما يسند دعاويه إلى أحاديث نبوية من صنع الوضاعين لا وجود لها في الصحاح والسنن والمسانيد.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن أقطابهم الشيخ <b>أحمد الرفاعي</b> ويدعي تلامذته بأنه ينتسب لآل البيت، واعتبروه الإمام الثالث عشر بعد المهدي المنتظر. وهم يزعمون أن أحد الشيوخ ممن كان ينكر نسب الرفاعي لآل البيت جاءته رؤيا يوم القيامة، وشاهد الرفاعي واقفاً يمين فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم فاستنجدها لكنها أعرضت عنه لأنه أنكر نسب الشيخ لها، ثم تقول له بعدها: "الأدب! الأدب مع السيد أحمد فإنه قطعة من كبدي" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب الرفاعية/ عبد الرحمن دمشقية/38]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويؤمن أصحاب الطريقة الرفاعية بأن شيخهم هو الإمام الثالث عشر حقاً. ومن أحفاد الرفاعي الشيخ محمد مهدي الصيادي واعتبر نفسه الغوث الأكبر، وقد ألف كُتيباً سماه (الدرة البيضاء) ذكر فيه بأن الله خلق النبي صلى الله عليه وسلم من نوره، وأن آل الرسول هم من أجزائه النورانية أيضاً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهو نفس ما تذكره المصادر الصفوية، حيث أورد المجلسي "أنهم أنوار الله" <font face="Simplified Arabic" size="3">[بحار الأنوار]</font>، و"أن الله خلق الملائكة من نور علي". كذلك "أن الله خلق الجنة من نور الحسين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المعالم الزلفى/ 249]</font>، وهذه الفكرة مأخوذة كما هو معروف عن الزرادشتية. وهذا شيخهم أبو الظفر ظهير الدين القادري يذكر: "القطبية كانت للأئمة الاثنى عشر بطريق الاستقلال، ولكن بعدهم بطريق النيابة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتح المبين/18]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن شيوخهم <b>أبو بكر الكلاباذي</b> الذي يذكر في كتابه <font face="Simplified Arabic" size="3">[التعرف لمذهب أهل التصوف/36]</font> بأن "الإمام زين العابدين كان من رجال التصوف، وممن نطق بعلومهم، وعبر عن مواجيدهم ونشر مقاماتهم ووصف أحوالهم". ونفس الكلام كرره مع الإمام الباقر بقوله: "إنه من رجال التصوف وممن نطق بعلومهم، وعبر عن مواجيدهم ونشر مقاماتهم ووصف أحوالهم"!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا الشيخ <b>محمد مهدي الرواس</b> يذكر عن مشاهداته في الحضرة الحسينية: "رأيت لامعة نور النبي تتجلى في ذلك المشهد، ورأيت الخضر يطوف بالمرقد. ورأيت القطب الغوث صاحب الوقت بيده مكنسة، يكنس حائط القبة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[بوارق الحقائق/ 216]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وحول لقائه بالمهدي قال: "وتصدر على منصة البروز من بطون الغياب سيدي الإمام الحجة المهدي المنتظر(ع) فرجفت فرائضي لرؤيته. ثم قال: يا مسلمين يا بلمعين يا منعلهي، يا ما نقول يا تعليمليا يا فوايس واجفر" <font face="Simplified Arabic" size="3">[بوارق الحقائق/319]</font>، الغريب أن الشيخ الرواس فهم المقصود من كلام المهدي المجفر ولم يشرفنا بتعريفنا بالطلاسم! ولا نعرف كيف سيفهم جيش المنتظر تعليمات قائدهم وهو يتحدث بهذه اللغة العجيبة؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكذلك الأخوان الفارسيان أولهما <b>أبو حامد الغزالي</b> صاحب إحياء علوم الدين والذي لخصه بالفارسية بعنوان (كيمياوي سعادت) الذي ضمنه أحاديث مكذوبة نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ولا تجد لها أساساً في الصحاح والسنن، وهي تمجد الجوع والخلوة والفقر وبقية صفات المتصوفة، وسبق أن ناقشنا هذا الموضوع وسنرجع إليه في الجزء الأخير (نظرة حول تعليقات القراء الأفاضل)، أما أخوه <b>أحمد الغزالي</b> فكانت له مؤلفات بالفارسية أهمها (سوانح) وقد نحى منحى حامد.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا الشيخ <b>أحمد بن مبارك السلجماسي</b> يتحدث عن ديوان جماعته الذي يحضره جميع الرسل والأنبياء والملائكة وأمهات المؤمنين وفاطمة وكبار الصحابة ويستطرد في تخاريفه: "وتجلس مولاتنا فاطمة مع جماعة النسوة اللاتي يحضرن الديوان (أي زوجات الأنبياء) وتكون أمامهن" ويجري الحديث باللغة السريانية وليست العربية! <font face="Simplified Arabic" size="3">[الإبريز/ 168]</font>. لا نفهم سر اهتمام الأئمة والمتصوفة بالسريانية والعبرية؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا شيخهم <b>علي الخواص</b> الذي أقيمت على رؤياه ضريح للسيدة زينب الكبرى (بنت الإمام علي) في مصر، ولم تطأ قدمها مصر مطلقاً باعتراف معظم المؤرخين والرحالة لمصر كابن ميسر وابن تغري بردي وابن الزيات المصري ونور الدين السخاوي وابن ظهيرة المصري والسيوطي وياقوت الحموي. كما سفه المقريزي في خططه الادعاء بأن القبر في مصر عائد للسيدة زينب الكبرى مثلما زعم الخواص، مؤكداً بأن القبر يعود (للسيدة زينب بنت أحمد بن جعفر بن محمد بن الحنفية).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا <b>جلال الدين الرومي</b> صاحب الطريقة المولوية يقول: "انظر إلى العمامة! أحكمها فوق رأسي. بل انظر إلى زنار زرادشت حول خصري. مسلم أنا، لكني نصراني، وبرهمي وزرادشتي". وهو صاحب ما يسمى بالحقيقة العلوية التي يقول فيها: "منذ كانت صورة تركيب العالم كان الإمام علي. منذ نقشت الأرض وكان الزمان كان الإمام علي. ذلك الفاتح الذي انتزع باب خيبر بجملة واحدة كان الإمام علي".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما قطبهم <b>عبد القادر الكيلاني</b> فهو من منطقة كيلان، وأرجع البعض نسبه إلى الحسن بن علي وآخرين إلى الحسين بن علي، وآخرون أنكروا نسبه للعرب، واعتبروه أعجمياً من الفرس، وهذا الرأي هو الأقوى. فقد ذكروا عنه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ظهر يوم 16 شوال سنة521هـ وعاتبه الرسول: "يا بني! لِم لا تتكلم؟ فأجابه: أبتاه أنا رجل أعجمي كيف أتكلم مع فصحاء بغداد؟ فقال النبي: افتح فمك. ففتحه الشيخ فتفل فيه النبي سبع مرات وقال له: الآن تكلم مع الناس وادع الى ربك بالحكمة والموعظة". عجباً! هل هناك حاجة إلى سبع بصقات ليتكلم العربية ويدعو إلى ربه؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذكر الشيخ <b>أبو سليمان داود المنبجي</b>: "كنت عند الشيخ عقيل المنبجي فسمعنا عن شاب أعجمي شريف اسمه عبد القادر" <font face="Simplified Arabic" size="3">[طبقات الشعراني 1/127]</font>. ويقال إنه بلغ (الولاية) وعمره (10) سنوات، وقد عرف بدرجته عند سماعه قول الملائكة عند قدومه: "افسحوا لولي الله حتى يدخل" <font face="Simplified Arabic" size="3">[قلائد الجوهر/9]</font>. ووصفت أمه حاله وهو رضيع بقولها: "كان لا يرضع من ثدييها - بمعنى صائم - وفسروا هذه الظاهرة الشاذة بأنه "اشتهر ببلدنا بأنه إذا ولد للأشراف ولد لا يرضع في شهر رمضان! <font face="Simplified Arabic" size="3">[نفحات الأنس للجامي/507]</font>. وهذه الحكاية مستقاة من نظرائهم الصفويين مدعين بأن الإمام الحسين لم يرضع من ثدي فاطمة. أي أمومة ناقصة هذه؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن كبار شيوخهم <b>عبد الكريم الجيلي</b> صاحب كتاب (الإنسان الكامل) وكتابه مشحون بالكفر والتهجم على الذات الإلهية، وبقدر تعلق الأمر بمبحثنا هو دفاع الجيلي عن المجوس واعتبارهم موحدين! مبرراً أن أصحاب الثنوية قد عبدوا الله من حيث نفسه تعالى لأنه (أي الله جل جلاله) جمع الأضداد بنفسه، ويتوصل بسفسطته إلى أن الثنوية عبدوا الله انطلاقاً من هذه الأضداد باعتباره النور والظلمة معاً، ويضيف: "عبد المجوس الله من حيث الأحدية، فالنار أقوى الاستقصاءات وأرفعها، فهي مفنية لجميع الطبائع بمحاذاتها، لا تقاربها طبيعة إلا واستحالت إلى نار لقوتها الغالبة، ولهذه اللطيفة عبدوا النار وحقيقتها الله تعالى! ويضيف لتخاريفه التافهة عن المجوس "عبدوا النار، وما عبدوا إلا الواحد القهار" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الإنسان الكامل /126]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن شيوخهم الشيخ <b>العز بن عبد السلام</b>، والذي نسب للإمام علي القول: "لو عرفت الله بمحمد ما عبدته، ولو عرفت محمداً بالله ما احتجت محمد. لكن الله عرفني بنفسه" أي تعارف بلا وساطة حتى بدون الملائكة! ويذكر عن الإمام علي قوله: "إن بين جنبي علماً لو قلته لخضبتم هذه من هذه. ثم ينشد شعرا:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إني لأعلم علماً لو أبوح به * * * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font face="Simplified Arabic" size="3">[حل الرموز ومفاتيح الكنوز للشيخ العز بن عبد السلام /85]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لا نفهم سر كتمان علي العلم وحرمان المسلمين منه، وكيف سيبرر موقفه السلبي أمام الله تعالى الذي حث المسلمين على نشر العلم والانتفاع به وليس كتمانه؟ ثم هل من يملك العلم يوصف بوثني؟ ما علاقة الوثنية بالعلم سوى أنها نقيضه؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا قطبهم الأعظم، وكبريتهم الأحمر <b>محمد بن علي الأندلسي</b> المكنى بابن عربي، وقد ترجم له الإمام الذهبي وأشار إلى وصف شيخه ابن عبد السلام السلمي بأن ابن عربي: "شيعي سوء وكذاب" <font face="Simplified Arabic" size="3">[للمزيد راجع كتاب ميزان الاعتدال 3/659]</font>. ومن المعروف عنه في عام 1201 التقى بفتاة فارسية هام بها وكتبا معاً (ترجمان الأشواق) وكان مُحرِماً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويشهد ابن عربي في الفتوحات المكية(1/196) لآل البيت بالعصمة والحفظ الإلهي ويعتبرهم "الأقطاب الذين لا غنى للناس عنهم". ويعترف بعقيدة المهدي ونوابه، ويصفهم بقوله إن الله أطلعهم على الكشف الإلهي، وهم من الأعاجم وليس فيهم عربي رغم أن لسانهم عربي! ويذكر عن بركة أهل البيت: "إن أحداً من أمة محمد لا يكتب شقياً، ولا يبقى في النار، بل يخرجون منها جميعاً، وإن بقى أحد منهم فيها، فإنها تكون عليه برداً وسلاماً ببركة أهل البيت" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتوحات المكية 2/127]</font> ربما يشير بشكل خفي إلى عقيدة الطينة عند الشيعة!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر عن عقيدة المهدي: "لا بد من خروج المهدي (ع) لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها، جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده حسن العسكري بن الإمام النقي - بالنون - بن محمد التقي - بالتاء - ابن الإمام على الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر ج2/143]</font>، فهل من يملك هذه العقائد يعد من أهل السنة؟ ثم ماهي الفائدة من أن يملأ المهدي الأرض عدلاً في آخر الزمان؟ ومن سيستفيد من هذا العدل في اليوم الأخير؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويلاحظ </b>أن كثرة تناقضات أفكار ابن عربي ساعدت الصوفيين على المراوغة بشأن أفكاره وتكييفها حسب مزاعمهم، ويؤكد هذا المنحى الأستاذ أبو العلا عفيفي المتخصص بالفكر الصوفي والاستشراقي في تحقيقه لكتاب ابن عربي (فصوص الحكم) بقوله: "إنه يعتمد تعقيد البسيط، وإخفاء الظاهر، فعباراته تحتمل غالباً معنين". وبعض الدارسين جهدوا في الدفاع عنه وتبرئته مما نسب إليه من أفكار تناقض الشرع. لكن هذه المحاولات رغم قوتها لا تستطيع أن تعوم في لج التناقضات وتصل بهم وبه إلى بر الإيمان. حتى لو صح إلغاء (الفتوحات المكية وفصوص الحكم) المنسوبين له، اللذين تضمنا فلسفته بالحلول ووحدة الوجود؛ فإن جميع كتبه الأخرى تتحدث عن هاتين الفكرتين وليس الكتابين فقط. كما أن كبار المتصوفة لم يعارضوا أفكاره عندما شرحوها في كتبهم شرحاً وافياً وكافياً، ومنهم القدامى كالنابلسي والقاشاني، والمختصين الجدد مثل أبو العلا عفيفي وعثمان يحي. ولم ينكروا تلامذته وبقية المتصوفة هذين الكتابين من مصنفاته.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونود في الختام أن نشير إلى مقدمة د. عثمان يحيى لكتاب الفتوحات المكية، حيث ذكر: "وموقف الشيخ ينبغي أن يدرس ويفهم في ضوء النظريات والتعاليم الشيعية".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نفس هذه المزاعم تجدها عند بقية شيوخهم كعبد الوهاب الشعراني ومحمد مهدي الرفاعي المشهور بلقاءاته مع الأئمة الاثنى عشر حيث نفخوا في فمه لمباركته، وادعى أنهم أحياء يُرزقون.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذه المقولات توضح للقراء الأفاضل السبب في عدم انتقاد المتصوفة لغلاة الشيعة وتسفيه آرائهم كقولهم بتحريف القرآن والتهجم على أمهات المؤمنين وكبار الصحابة وغيرها! فالعقائد الأساسية بينهما مشتركة كما لاحظنا؛ لذا يتضح مما سبق أن أعمدة الفكر الصوفي هم من الشيعة وليسوا من أهل السنة، وأن بعضهم على أقل تقدير أقرب للشيعة منه لأهل السنة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن هل جميع الصوفية على ضلال؟ هذا ما سنناقشه في مبحث قادم بعون الله.</font></p>
التعليقات