download
سقيفة بني ساعدة
مدير الموقع
الثلاثاء 8 أبريل 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="سقيفة بني ساعدة سنة (11) ه" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%B3%D9%82%D9%8A%D9%81%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">سقيفة بني ساعدة أشبه بديوان أو مجلس كان يجتمع فيها الأنصار وغيرهم في المدينة, وقد ارتبط اسم السقيفة بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم, سنة 11هـ، حيث تم فيها مبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين, وعصم الله الأمة بهذا الاجتماع الذي تبادل فيه المسلمون آراءهم حول الخلافة, فأدلى الأنصار بدلوهم, والمهاجرون كذلك.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويروي الإمام البخاري في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة (حديث رقم 3668) خبر السقيفة واختيار خليفة المسلمين فيقول رحمه الله:</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال: أخبرني عروة بن الزّبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "إن رسول الله لما مات اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة، فقالوا: منا أمير, ومنكم أمير, فذهب إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة, فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر, وكان عمر يقول: والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيّأت كلاماً قد أعجبني خشيت ألا يبلغه أبو بكر, ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس, فقال في كلامه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقال حباب بن المنذر: لا والله لا نفعل, منا أمير ومنكم أمير.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فقال أبو بكر: لا, ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء, هم أوسط العرب داراً - يقصد قريشاً - وأعزهم أحساباً, بايعوا عمر أو أبا عبيدة. فقال عمر: بل نبايعك أنت, فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأخذ عمر بيده وبايعه الناس".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لم يرق لأعداء الإسلام أن يروا المسلمين وقد توحدت كلمتهم، فصوّروا اجتماع المسلمين في السقيفة بأنه اغتصاب للخلافة، ومؤامرة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه خاصة, وقالوا بأن غياب علي والعباس رضي الله عنهما كان بسبب رفضهم خلافة أبي بكر, علماً بأن تغيب علي وعمّه العباس عن الاجتماع كان لانشغالهم بتغسيل النبي صلى الله عليه وسلم إضافة إلى الزبير بن العوام, وقد شاركوا المسلمين بيعتهم واختيارهم هذا فيما بعد.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد أطلق أعداء الإسلام لأنفسهم العنان بما رووه؛ إذ ادّعوا أن البيعة لأبي بكر تمت بتخويف وتهديد من عمر بن الخطاب والمهاجرين, في الوقت الذي لم يكن يتواجد فيه من المهاجرين في السقيفة إلا ثلاثة هم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة؛ فكيف يمكن لشخص أو اثنين أن يرهبوا مجموع الأنصار وهم أهل قوة وشدة؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن هؤلاء ادّعوا أن الأنصار توعّدوا قريشاً والمهاجرين بالحرب والقتال, وأن المهاجرين لفّقوا حديث: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«الأئمة من قريش»</b></font>؛ لتكون لهم الزعامة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم! وهذه كلها أمور لا تصح, فإضافة إلى رواتها الوضّاعين الذين ردّ رواياتهم أئمة الجرح والتعديل, فإنها تتناقض مع عدالة الصحابة وما عرف عنهم من الإيثار والتقوى، والعزوف عن الدنيا وملذاتها, فقد كان عموم الأنصار يرون أن قريشاً والمهاجرين أحق بالخلافة, كما أن الأنصار كانوا يعرفون مكانة أبي بكر الصديق رضي الله عنه, وأنه أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكذلك كان حال سيد الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه عندما ذكّره أبو بكر بمكانة قريش قائلاً: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«قريش ولاة هذا الأمر؛ فبرّ الناس تبعاً لبرّهم, وفاجرهم تبع لفاجرهم»</b></font>, قال سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء <font face="Simplified Arabic" size="3">[مسند الإمام أحمد 1/18 بتحقيق العلامة أحمد شاكر]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هكذا كانت مبايعة أبي بكر بيعة عامة, اشترك فيها المهاجرون والأنصار، ومنهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد ارتضى هؤلاء جميعاً خلافة أبي بكر, وأما الاختلاف الذي حدث في بادئ الأمر فلا يعدو اختلاف وجهات نظر, سرعان ما تبدد, وتوحدت الأمة خلف أبي بكر.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد عصم الله الأمة بهذا الحدث, وسدد خطاها, فسرعان ما انطلقت إلى مهامها ورسالتها على عكس ما يشيعه الحاقدون من أن حادثة السقيفة سببت شرخاً في الأمة, بل إن هذه البيعة كانت هي السبب في تماسك المسلمين ووحدتهم وانطلاقهم للجهاد والدعوة, والدليل ما قام به أبو بكر بعد ذلك أن أنفذ جيش أسامة إلى تخوم الشام, وقد حقق الله على أيديهم نصراً, كما أن أبا بكر شرح الله صدره لمقاتلة المرتدين, وتوحد الصحابة خلفه في ذلك وهو الأمر الذي حفظ الله به الإسلام.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>للاستزادة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">1- العواصم من القواصم - الإمام أبو بكر بن العربي بتحقيق العلامة محب الدين الخطيب ص37.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">2- الإنصاف فيما وقع في تاريخ العصر الراشدي من الخلاف - د. حامد الخليفة ص105.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">3- حقبة من التاريخ - الشيخ عثمان الخميس ص17.</font></p>
تصفح الكتاب