الأقلية السنية في رؤية وزير التخطيط
علي الكاش
الأربعاء 16 أبريل 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="الأقلية السنية في رؤية وزير التخطيط" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ورد في أحد المواقع العراقية الخبر التالي: "يرى خبراء ومحللون أن على السلطات العراقية أن تغير طريقة تعاملها مع الوضع الأمني وكذلك مع متطلبات الأقلية السنية، وذلك للحد من العنف اليومي الذي يرجح أن يبقى على مساره التصاعدي مع اقتراب الانتخابات التشريعية".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد استوقفني مفهوم الأقلية السنية، فتابعت الخبر لمعرفة من أطلق هذه التسمية؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">جاءت التكملة: "طالب دبلوماسيون وخبراء منذ أشهر رئيس الوزراء نوري المالكي بالتواصل مع الأقلية السنية في البلاد وإجراء إصلاحات في قوانين محاربة الإرهاب، وتلك التي تستهدف أزلام النظام السابق في العراق".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لا توجد إشارة لأسماء الدبلوماسيين؟ وفي الفقرة القادمة من الخبر جاء: "يقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد عصام الفيلي لوكالة فرانس برس: إن "الإجراءات التي تقوم بها الحكومة حتى الآن لم ترتقَ إلى مستوى الأحداث". ويضيف: "الوضع في العراق يتخذ منحنيات خطيرة، وما تفعله الحكومة لا يمثل معالجة جذرية وإنما يأتي في إطار الترميم للأوضاع".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لم يشر الفيلي إلى مفهوم الأقلية السنية في كلامه. قلنا حسناً لنتابع تكملة الخبر: " يقول المحلل ايهم كامل أحد العاملين في مجموعة اوراسيا الاستشاري، ومقرها لندن: في الحقيقة لا يوجد أي حلٌ سهل للعراق، إن ما يجب أن يقوموا به حلٌ سياسي، وهو ما لا أعتقد أن المالكي سيفعله في الفترة المقبلة: المشاركة الاستراتيجية الحقيقية الشاملة مع الطائفة السنية".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أيضاً لا توجد إشارة إلى الأقلية السنية وإنما الطائفة! وفي نهاية الخبر يقول خبير الشؤون الأمنية والاستراتيجية علي الحيدري في هذا الصدد: إن "بعض عناصر الأجهزة الأمنية لا يملكون الكفاءة المطلوبة، فيما أن آخرين منهم جرى دسهم في القوات المسلحة، ويجب اتخاذ إجراءات سريعة الآن من خلال تشريع قوانين تدعم وتفعل المؤسسة الأمنية، وعبر بناء منظومة مراقبة في بغداد والمحافظات تعتمد على أجهزة كشف وقاعدة بيانات دقيقة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">المقطع الأخير يقول كامل: "أعتقد أن إعادة ترتيب الأوضاع تتطلب وقتاً طويلاً، ومن غير المرجح أن تجري قبل الانتخابات"، مضيفاً: "لن تتم معالجة الأزمة الأمنية قبل موعد الانتخابات .. لن يحدث ذلك".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>لاحظ لا توجد إشارة إلى الأقلية السنية أصلاً! فما هو الغرض من ترويج هذا المفهوم الجديد؟ وما المقصود بالأقلية؟ وهل يجوز أن يطلق مفهوم الأقلية على السنة كما هو يطلق مثلاً على الشبك والصائبة والفيليين، باعتبارهما أقلية وفق المصطلح الرائج؟</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لا بد من توضيح بعض النقاط المتعلقة بمفهوم الأقلية؛ إذ هناك ثلاثة اتجاهات تناولت الأقلية ونقيضها الأكثرية أو الغالبية. فالأقلية وفق الاشتقاق اللغوي العام: طائفة من الناس تجمعهم رابطة اللغة أو الدين أو الجنسية واللون والسلالة، ويعيشون مع طائفة أخرى أعظم شأناً منهم أو أكثر عدداً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الاتجاه الأول </b>هو ما عبر عنه الإحصائيون من خلال نسبة المجموعة العرقية أو الدينية أو القومية في مجتمع ما إلى العدد الكلي للسكان.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والاتجاه الثاني </b>هو التفاعلي، الذي يعني مدى فعالية المجموعة الإثنية أو العنصرية في مجمل النشاطات الوطنية كالسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والاتجاه الثالث</b> يجمع بين الاتجاهين السابقين العددي والتفاعلي كمقياس موحد، يمكن بموجبه تحديد الأقلية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويلاحظ أن مفهوم الأقلية يتسم بالمطاطية؛ لأنه لا يعبر عن الحقيقة كامله، وإنما يطوع المفهوم حسب الجهة المستفيدة منه. لذا نلاحظ أن المختصين يتجنبون إطلاق كلمة الأقلية بشكلها العام وإنما يؤطرونها بإضافة، كالأقلية الدينية أو المذهبية أو العرقية أو الأثنية وهكذا.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لم يكن مفهوم الأقلية مشاعاً عند العرب والمسلمين لأنه يتناقض مع روح الإسلام، فقد جاء في سورة الروم: {وَمِنْ ءَايَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ}، وهذا إقرار سماوي بوجود الاختلافات بين البشر، لكن ما ورد في سورة الحجرات، يضع النقاط على الحروف، فقد ورد: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، إذن لا يوجد إشكال في اختلاف الخصائص البشرية طالما أن الجميع ينتسبون إلى الأمة الإسلامية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فكرة الأقليات من مبتكرات الدول الاستعمارية التي تبنت سياسة تقسيم المجتمعات الواقعة تحت الاحتلال والانتداب على أسس خبيثة، الغرض منها الفتنة وإثارة البغضاء والاحتقان بين المكونات الاجتماعية وفقاً لمبدأ فرق تسد، كخطوة أولى تلحقها الخطوة الأخطر وهي فكرة الانفصال عن البلد الأم. في جميع دول في العالم توجد مجاميع سكانية مختلفة من ناحية الدين واللغة والعنصر واللون وبقية الخصائص المميزة، لكنها لا تخرج عن نطاق المفهوم الموحد للجميع وهو(الشعب) فهذه الكلمة هي الأم التي تضم بين جوانحها جميع أبنائها، ولا تفرق أحدهم عن الآخر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن مفهوم الأقلية يرتبط بمشكلة وطنية؛ لأنه يرمز للاضطهاد والتمييز والحرمان والظلم والإقصاء والتهميش وغيرها. وهذا ما عبر عنه المفوض العام للأمم المتحدة نافانيثيم بيلايفي 10/12/2009 بقوله: "ستظل الأقليات في كل إقليم من أقاليم العالم تواجه مخاطر جسيمة وتمييزاً وعنصرية، وتستبعد مراراً من المشاركة الكاملة في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية المتاحة للغالبية في البلدان أو المجتمعات التي يعيشون فيها".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد اهتمت الأمم المتحدة بمعالجة موضوع ما يسمى بالأقليات عام 1947 (لاحظ بعد الثورات التحررية للبلدان المستعمرة) بما يسمى بنظام حماية الأقليات، ثم عدلته بقرارها47/135 الصادر في 18 كانون الأول1992 والذي نص على ضرورة تحقيق التوازن بين المكونات الاجتماعية من خلال المشاركة في القرارات الوطنية، والإسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والدينية، وإقرار اللغات المحلية والهوية الدينية والقومية، وتوفير الفرص اللازمة للمشاركة في حركة التقدم والتنمية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبقدر تعلق الأمر بالعراق فإن مفهوم الأقلية لم يكن متداولاً على الصعيدين الرسمي والمحلى مع وجود مجموعات سكانية ذات مميزات خاصة؛ لأن الدستور من جهة، والسياسة الداخلية للحكومات السابقة كانت تشدد على مفهوم المواطنة وليس الأقليات. لذا نلاحظ أن الإحصائيات السكانية كانت تخلو من التفرقة المذهبية واللون والنسب والسلالة. كانت جميع الوثائق الرسمية واستمارات الدراسة من الابتدائية وحتى الدكتوراه علاوة على العمل والتعيين والانتساب للجهات الرسمية وغير الرسمية لا تتضمن تلك المفردات. وحتى قبل الغزو الأمريكي الغاشم لم نكن نسمع بهذا المصطلح الهجين الذي جاء كتوأم لمصطلح المظلومية ليشكلا لغماً تفجر تحت أقدام المواطنة فدمرها تدميراً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن إطلاق مفهوم الأقليات في العراق غير صحيح، دون توفر المقاييس العلمية لتقدير حجمها طالما أنه لا يوجد إحصائيات سكانية محدثة وموثوقة وبيد أناس شرفاء ومخلصين للعراق لا يخضعون لأجندة سياسية خارجية ومغرضة. فوزارة التخطيط الحالية التي لم تخطط سوى لإثارة الفتنة والشحن الطائفي لا تصلح بتاتاً لإجراء التعداد السكاني، سيما أن وزيرها الفوضوي علي شكري يعيش في عالم آخر لا علاقة له بالعراق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">في تقرير لوزارته ذكر بأن حجم سكان العراق أصبح (35) مليون! ولكن كيف زاد العراقيون (8) مليون خلال (14) عاماً؟ علماً أن عدد القتلى منذ الغزو الغاشم زاد عن مليون. وعدد المعوقين حوالي نصف مليون، وعدد الأرامل حوالي (2) مليون. والعراق يحتل مرتبة عالية بنسبة العوانس، وحالات الطلاق (50%). ومستوى الفقر والبطالة (35%) كعوامل تحد من الزواج وزيادة الولادات. كما أن عدد المهجرين في الخارج حولي (2) مليون، علاوة على المهجرين في الداخل. وكل شهر يعصف الإرهاب بما لا يقل عن (1000) من المدنيين الأبرياء والمجرمين من عناصر الجيش والشرطة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إن كانت الزيادة مبنية على قاعدة السلاسل الزمنية فإنها لا تنطبق على العراق بأي حال من الأحوال. إنها قاعدة تتعلق بالبلدان المستقرة فقط.</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">مع هذا لنرى مدى علمية ومنطقية وزير التخطيط الجهبذ، فقد ذكر تقرير وزارته المأفونة بأن تسع محافظات من العراق هي خالصة للشيعة، وهي: كربلاء والنجف وميسان والديوانية والمثنى، أي (100%) من مواطنيها هم من الشيعة! طالما لا يوجد إحصاء فعلى أي أساس بنى نظريته الطائفية العمياء؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الأغرب منها</b> أن محافظات البصرة وواسط والناصرية نسبة الشيعة فيها (99%)! علماً أن من أكبر عشائر الناصرية هم آل السعدون، وأن قضاء الزبير وأبو الخصيب الغالبية من سكانها من أهل السنة. أما محافظة بابل التي تعتبر مثل ديالى من المحافظات المختلطة فقد حدد الفهامة نسبة الشيعة (98%)!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما محافظة بغداد فقد رأف الوزير بأهل السنة فجعل نسبتهم حوالي (25%)، وارتفع نهيقه منوهاً بأن محافظة ديالى ذات الغالبية السنية أمست شيعية حيث بلغت نسبتهم (51%)، أما الأنبار فحدد نسبة الشيعة (9%)، ونسبة الشيعة في صلاح الدين (47%)، وفي الموصل نسبة الشيعة (27%)، وبالطبع لم يضم كردستان العراق ومحافظة كركوك إلى إحصائيته الطائفية؛ لأن الغالبية هم من أهل السنة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الخلاصة:</b> أن نسبة أهل السنة في الجنوب والوسط ما عدا العاصمة هي (99،4%) من العراقيين!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما نسبة الشيعة في العاصمة وديالى وصلاح والدين والموصل حوالي (40%)؛ فهل يمكن الركون لمثل هذا الطائفي الإمعي فاقد الضمير والوطنية؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذا الوزير المتقاعس بدلاً من أن يستنفر وزارته الكسولة لإجراء تعداد سكاني فإنه يعتمد نظرية ظل العصافير الطائرة لتقدير عدد سكان العراق. إن كان فعلاً الشيعة يمثلون هذه النسب نسأل الوزير الهمام: لماذا إذن ترفض الأحزاب الشيعية إجراء عملية التعداد طالما هو يصب في صالحها؟ وماذا بشأن الوافدين من الفرس والتبعية الإيرانية في الجنوب وكربلاء والنجف، والفيليين وبقية الأكراد الأتراك والإيرانيين والسورين في المحافظات الشمالية والذين اعتبروا مواطنين عراقيين ومنحوا الجنسية العراقية؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لا نعرف لماذا يضرب هذا الوزير على الوتر الطائفي؟ ولخدمة من إثارة النعرات الطائفية؟ ألا يكفي ما عندنا لتصبوا الزيت على النار؟ ليكن الشيعة (99%)، والسنة (1%) فماذا يعني هذا؟ أليس الجميع بمواطنين، ولهم نفس الحقوق؟ وإن كان الشيعة أكثرية حسبما يدعي الوزير فهل هذا يعني بناء الدولة سيكون على الطائفة أم على الكفاءة والمواطنة والإخلاص والإبداع؟ ها أنتم انتقلتم من تحت البساط الأمريكي إلى فوقه منذ أن تسلمتم السيادة الملعونة، فماذا قدمتم للمحافظات الشيعية التي حددتموها بإحصائياتكم الشبحية. أليست المحافظات الشيعية تئن من وطأة التخلف والفقر والجوع والجهل والبطالة والفساد الحكومي؟ كل الذي حققتموه هو مسخ هوية التشيع في العراق، وجعل التشيع العلوي عبداً ذليلاً في خدمه سيده التشيع الصفوي، وتشويهه وإلحاق اللوم والعتاب على الأئمة وما نسب إليهم من عقائد باطلة مثيرة للقرف، وهم براء منها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>من جهة أخرى</b> إن كنتم تؤمنون بأن الأكثرية الطائفية هي معيار تسلم السلطة والحكم والتحكم بكل الأمور، ولها الحق بأن تقصي وتهمش بقية الأقليات، فلماذا لا تعملون بنفس المقياس في سوريا؟ أليس العلويون لا يزيدون عن (12%) من سكان سوريا؟ فلماذا لا يترك النصيريون الحكم للأغلبية من أهل السنة؟ وفق منظوركم طبعاً وليس منظورنا؛ لأن المواطنة عندنا هي الأساس وليس الدين والطائفة والقومية والجنس واللون.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لماذا تدافعون عن الأقلية العلوية ضد الأكثرية السنية، وتقدمون العراقيين قرابين لملالي طهران ينحرونهم على محراب الباطل والكذب فيرجعوا فطائس عفنة ضيعوا الدنيا والآخرة؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الطائفة والانتماء الديني والعقائدي والقومي والإثني لا يمكن أن يكون دليلاً على المواطنة الحقيقية والإخلاص والنزاهة والكفاءة، إنها ليست مسارات في طريق البناء والتقدم، بل قد تكون عوامل سلبية إذا أسيء استخدامها فتدمر البلد وترجعه للخلف وهذا ما يحصل في العراق حالياً. الرئيس الأمريكي من أصول أفريقية، وملك النرويج من أصل دنماركي، لكنهما يخدمان أوطانهما بكل تفانِ وتضحية وإخلاص. إنهم يخدمون أمريكا والنرويج وليس أفريقيا والدنمارك أوطانهم الأم. إن كنت وزيراً وبهذه العقلية الضحلة؛ فهل نعتب على الجهلة والسذج؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ألا لعنة الله على المحاصصة الطائفية التي جعلت أحط خلق الله وأراذل القوم أسيادهم!!</font></p>
التعليقات