<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="حملة لتشييع السنة في البصرة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%AA%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%84%20(7).jpg" style="width: 225px; height: 225px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>حملة لتشييع السنة في البصرة</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">* دراسة أعدتها لجنة الدراسات والبحوث في حركة تحرير الجنوب.</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align: left;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3">الكاتب/ عوض العبدان</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">أطماع إيران:</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كانت ولازالت مطامع إيران كبيرة جداً في احتلال البلاد العربية الواحدة تلو الأخرى وبطرق شتى، وتبذل في سبيل تحقيق ذلك الغالي والنفيس، وقد استطاعت حتى الآن تحقيق مكاسب في مناطق متفرقة في العالم العربي، وأيضاً أوجدت لها موطئ قدم في بقاع كثيرة من أرضنا العربية ولا زالت أحلام الإمبراطورية الفارسية تسيطر على عقول أصحاب القرار في إيران والحلم بإعادة مجد تلك الإمبراطورية التي انتهت بفضل العرب واليوم إعادة تلك الأمجاد يجب أن يمر أيضا عبر بوابة العرب</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أطماع إيران بالتهام العراق:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولمعرفتها المسبقة إن إعادة الإمبراطورية الفارسية أصبح مستحيلاً، فعبادة النار لم يعد لها مؤمنون في هذه المنطقة ولكون الإمبراطورية الفارسية كانت ولا زالت تؤمن إن وجودها يعتمد على التأثير الديني ولزوال تأثير عبادة النار، فإنهم استطاعوا أن يرتدوا عباءة الدين الجديد، وأن يكونوا أشد الناس إيماناً بهذا الدين، أو أي دين يخدم مصالحهم ولو كان الإسلام ولكنهم أوجدوا له نكهة خاصة لذلك عمدوا إلى استخدام المذهب كبديل لدينهم السابق والذي من خلاله يستطيعون ترويج أنفسهم كأنهم الحامي الأول والأكبر لهذا المذهب وبدونهم لن يكون للمذهب عزة ولا شأن، ومع الأسف فقد استطاعت أن تكسب عطف وود عدد كبير ممن غرر بهم بهذه الشعارات التي من خلالها تريد إذلال العباد وليس كما تدعي في الحفاظ على المذهب التوغل في العراق.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق نشطت إيران بشكل كبير وغير مسبوق بالعراق، وأصبحت مسلحين يقتلون طائفيا ليل نهار تخطو خطوات متسارعة حتى تخطت الاحتلال الأمريكي من حيث النفوذ والسطوة واتخاذ القرار، وبذلك قد تكون البلد الوحيد بالعالم الذي يحتل بلداً آخر من دون أن ترسل جندياً واحداً فهي احتلت العراق بجنود أعدائها وهذه مفارقة عجيبة في زمن العجائب، وأصبحت إيران صاحبة القرار في أغلب القرارات الاستراتيجية والتي من المفترض أن يتخذها العراقيون بأنفسهم والآن نرى إن المسئولين عندما يريدون أن يحظوا بفرصة أو مكسب قيادي أو طموح فيجب عليهم أن يقدموا فروض الطاعة والولاء لحكام إيران التي تستطيع بإشارة منها أن تجعل هذا الشخص أو تلك الجهة مهمة وصاحبة سيادة حتى لو كان أو كانت لا تساوي شيئاً إطلاقاً، والنماذج لدينا كثيرة إذ إن بعض مسئولي الدولة وبموقع وزير تجده لا يحمل الشهادة الابتدائية، وكذلك وضع أناس على مواقع مهمة جدا كالتربية والنفط والتجارة وغيرها وهم لا يفقهون من عملهم شيء لكنهم كانوا ولازالوا مطيعين طاعة عمياء لأسيادهم في طهران، واستطاعت إيران أن تفرض نفسها كأمر واقع في العراق حتى أنها تحدت قوات الاحتلال الأمريكي مرات ومرات وأحرجتهم في كثير من الأمور، ويوما بعد يوم يتضح أن دور إيران تخطى الدور الأمريكي ودور الأمم المتحدة بشكل كبير جدا وسط دهشة وغفلة من المجتمع الدولي، ولكن أيضاً كان هناك من يعارض هذا التدخل ويحاربه أحياناً، وقد أدركت إيران إن هناك من سيقف في طريق مشروعها الكبير فعمدت إلى خطة بدأتها منذ أول يوم للاحتلال، وفي سبيل تحقيق ذلك كان يجب عليها التخلص من منافسيها وكان لها ذلك من خلال دفعها لعملاء لها قاموا بالمهمة على أكمل وجه، وشاهدنا قتل الطياريين والأطباء وأصحاب الشهادات والمعارضين للمشروع الإيراني ومن استطاع تأمين حياته فإنه لم يستطع تأمين استقراره، فكان لا بد له من مغادرة بلده، وإلا فإنه سيكون عرضة لملاحقة عملاء إيران وإكمال المهمة السيطرة على جنوب العراق.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي الجنوب العراقي وتحديداً البصرة جرى السيناريو حسب ما خطط له، ولكنهم تفاجئوا بوجود عقبة لم تكن بحسبانهم وهي وجود عدد كبير من أهل المحافظة ينتمون إلى مذهب آخر غير الذي يروجون له كذباً وبهتاناً، وقد كان في مخيلتهم أن الجنوب العراقي أمره محسوم لهم بشكل سريع وسهل كون أغلب أبناءه هم من الشيعة، ولكنهم تفاجئوا إن الشيعة كانوا أحياناً ضدهم وقد تمت تصفيتهم منذ الأيام الأولى بحجة أنهم عبثيون أو صدامين أو تكفيريون أو وهابيون، وهذه التهم الأربعة كانت تصلح لكل زمان ومكان.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>قتل السنة في البصرة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبدأت حملة أخرى لتصفية أصحاب المذهب السني في البصرة، وفعلاً تمت أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث، فكل يوم كانت هناك جثثاً ملقاة بالشارع ولا ذنب لهم إلا أنهم يدينون لذلك المذهب، وكان الأخبار المتتالية عن قتل إمام المسجد الفلاني أو المؤذن أو من يجهر بانتمائه لمذهبه السني أمر يومي، والخوف والحزن والغضب بدا يسيطر عليهم بشكل كبير، ولكنهم وجدوا أنفسهم ولأول مرة بدون ولي ولا نصير، فسنة البصرة ورغم كل ما حصل لهم فإن أحداً لم يحرك ساكناً من أجلهم قتل السنة في البصرة أصبح أمراً معتاداً ويومياً.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>تهجير السنة من البصرة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأجبر عدد كبير على مغادرة المحافظة أمام صمت الحكومة المركزية التي كانت ترقص فرحاً على هذا الانجاز التاريخي، فللمرة الأولى يكون أهل السنة في البصرة أقلية بعد أن كانوا هم أهل المدينة أصلاً، وحتى بعد الهجرات المتواصلة من الناصرية والعمارة فإن نسبة السنة لم تقل عن 40 %، أما أن يصلوا إلى 10 % فهذا حلم كان من المستحيل تحقيقه، ولكن الرغبة الفارسية المتجددة باسم المذهب هي من حققت هذا الإنجاز.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكان للتهجير أيضاً فصوله المأساوية، ففي الوقت الذي كان يجبر فيه الشخص على ترك بيته وعمله فإنه كان يعاني من وسيلة النقل التي تقله إلى حيث من سبقه، وغالباً ما كانت الموصل وبيجي والرمادي هي الملاذ الآمن لهم، ولكن صعوبة توفير وسيلة النقل جعل الأمر معقداً أكثر، وإن توفرت الوسيلة فإن الأجرة تكون غالية جداً، فيضطر الشخص إلى بيع جزء كبير مما يملك فقط من أجل أن ينفذ بجلده ويبدأ فصلاً جديداً من الصراع والغربة والحنين إلى مدينته التي تربى وترعرع فيها وهي البصرة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والحقيقة التي يجب ذكرها هنا وللتاريخ</b> أن أهالي تلك المناطق التي نزح أبناء البصرة إليها استقبلوهم أحسن استقبال، وقدموا لهم كل ما يستطيعون من أجل مسح دمعة أعينهم، فألف ألف شكر يا أهالي الموصل .. وألف ألف شكر يا أهالي بيجي .. وألف ألف شكر يا أهالي الرمادي .. وألف ألف شكر لكل من قدم المساعدة لأهل البصرة النازحين من سطوة الميليشيات الإيرانية معاملة السنة على أنهم مواطنون درجة ثانية، ولكن ورغم كل ما تحقق فإنه لم يلبي رغبة ومطامع العدو فرغم أن العدد المتبقي من أهل السنة في البصرة لم يعد كبيراً جداً إلا أنهم ورغم ذلك ظلوا ينظرون إليهم بنظرة الأعداء، والحقيقة التي لم يعرفها هؤلاء الغزاة أن من بقي في البصرة ولم يقتل أو يهجر فإن الظروف كانت لا تسمح له حتى بالهرب! فالإقصاء المتعمد والتهميش الذي أصاب أهل السنة طيلة السنوات الماضية خاصة في البصرة جعلتهم من أفقر طبقات المجتمع، وعندما حدثت الفتنة فإن أصحاب الأموال استطاعوا أن ينفذوا بجلدهم، أما من لا يملك حتى أجرة الطريق فإنه استسلم للموت ومن لم يصبه الموت فإنه استسلم لذلة الحياة، حيث ينظر إليه من قبل الحكومة والمسئولين على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية، بل وربما الثالثة أو الرابعة، وأحياناً كثيرة غير مواطنين أصلاً؛ إذ كان ينظر للسني في البصرة على أنه غير عراقي، وغالباً ما كان الهمز واللمز يصل إلى آذانهم واتهامهم بأنهم سعوديون أو كويتيون أو خليجيون، بل وأحياناً يتهمون أهل السنة بأنهم عرب، وهذا دليل كبير على أن صاحب المشروع غير عربي.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>هدم مساجد السنة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وبما أن المسلسل مستمر فإن الأحداث أيضاً مستمرة، ومن أجل القضاء على الجذور التاريخية والرمزية والدينية لأصحاب هذا المذهب كان لا بد من حملة أخرى تستهدف هذه المرة الأماكن الدينية، وبدأت حملة جديدة من الاعتداءات وهذه المرة على المساجد السنية، فكانت القوات الأمنية المؤتمرة من إيران تقوم بالاعتداء على المساجد وقتل المصليين فيها، وما حدث في جامع العرب وجامع العشرة المبشرين ومساجد أخرى ليندى لها الجبين؛ فكيف بمن يدعي الإسلام يعتدي على مسجد ويقتل المصلين ويمزق القران؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بهدم مساجد كثيرة في البصرة من أجل إشعار السنة بأنه لن يكون لهم مكان للعبادة بعد الآن، واضطر عدد كبير من المساجد إلى غلق الأبواب خوفاً من القتل أثناء الصلاة، والأمر الأكثر ذلة هو أن يقوموا بعمل باحة المسجد مكب للنفايات، أو بسطات للتسوق، كما حدث ولا يزال إلى الآن في جامع الزبير بن العوام.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تهديم للجوامع أمام مرأى ومسمع العالم.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>تشييع السنة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بدأت حلقة جديدة من مسلسل الاحتلال الإيراني الجديد، وهو أن يلبس الجميع اللون الأسود، وبما أن أهل السنة يختلفون في العقيدة معهم رغم احترامنا لكل الأديان والمذاهب، ولكن لا يجب أن يفرض دين أو عقيدة على امرؤ بالقوة إنما يجب أن يكون بالإيمان المطلق وإلا فإن الأمر لا يعتبر مجرد تمويه وغير حقيقي، ولكن أصحاب المشروع الكبير كان لهم رأي آخر؛ فهم يريدون للجميع أن يظهر بهذا المنظر سواء كان مؤمناً به أو لم يكن، ولكي يكونوا وأولادهم على الطريق المرسوم، فيجب عليهم أن يدخلوا الدين الجديد وبدأت حملات تشييع السنة في البصرة تدريجياً، فمن حضور مراسم العزاء التي تقام في أوقات معينة، وتأدية طقوس لا يفقهون عنها شيئاً، إلى طبخ الطعام وتوزيعه، إلى ارتداء ملابس الحداد، إلى الابتعاد عن الصلاة في الجوامع السنية حتى لا يثيروا ضغينة الآخرين .. وصولاً إلى الذهاب مشياً على الأقدام للزيارة في النجف وكربلاء ويوماً بعد يوم وجيلاً بعد جيل سوف لن يكون للسنة أي وجود في البصرة؛ لذلك فإن مخطط الاحتلال الإيراني كبير وكبير جداً، وهو لا يريد احتلال البلاد إنما يريد احتلال العباد، وهكذا نرى أن عدداً كبيرا من السنة في البصرة أصبح يخجل أحياناً من الظهور أمام المجتمع بالمذهب السني، وأحياناً أكثر كان يخاف من الظهور بهذا المظهر خاصة أنه يشعر بالوحدة ويشعر بأن أي شخص مهما كان بسيطاً يستطيع أن يفعل به ما يشاء دون أن يكون له أي قوة أو أمل في الدفاع عن نفسه أو أن يتدخل القانون بينهما؛ لأن القانون أصلا أصبح يرتدي اللون الأسود.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>قيادات سنية في البصرة:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">عاش سنة البصرة فترة طويلة يعتقدون أن أحد الأحزاب هو من يمثلهم، وكانوا يحلمون باليوم الذي يقوم به هذا الحزب بسحب السيف بوجه الأعداء وتخليصهم وتحريرهم من العبودية، ولكنهم يوماً بعد يوم يتأكد لهم أن هذا الحزب هو أصلاً جزء من المؤامرة، بل وصدموا عندما رأوا مسئولي هذا الحزب وهم يقومون بزيارات متكررة لإيران وسط ترحيب كبير من الطرف الآخر بهم، مما يدل أن هذا الحزب قد أدى مهمته على أحسن ما يكون، وطبعاً لم يكن بالإمكان أن يحصل هذا الحزب على مواقع متقدمة في الدولة العراقية ما لم يغضوا النظر عما يحدث لأبناء جلدتهم في البصرة، لذلك ظهرت بوادر جديدة هنا وهناك، خاصة أن المثل يقول "إن الثورات لا تموت"، فإن القيادات الشجاعة السنية أيضاً لا تموت، وكانت محاولات البعض قوية وشجاعة كمحاولة أحد الضباط السابقين عندما حاولت الميليشيات دخول بيته فقد قاومهم مقاومة شجاعة وباسلة، واستطاع قتل منهم عدد لا بأس به قبل أن تغلب الكثرة الشجاعة ويقع صريعاً وشهيداً - إن شاء الله - وأيضاً محاولة أحد شيوخ المساجد في منطقة سفوان الذي استطاع أن يقاوم ما شاء له قبل أن تأتيه رصاصة الغدر، ولكن الظاهرة الأكبر والأقوى التي ظهرت هي عندما استطاع شاب في أواخر الثلاثينات من عمره أن يتحدى ويصيح بأعلى صوته ويندد بالاحتلال الإيراني وهي المرة الأولى التي يتجرأ فيها شخص بمعارضة سياسة إيران في البصرة بل ويصفها بالاحتلال، وهو مصطلح يطلق لأول مرة على إيران بعد كانت المصطلحات كلها تصفها بالمتدخل، وقد استطاع هذا الشاب وهو "عوض العبدان" أن يلملم شتات السنة هنا وهناك ويبث روح الأمل فيهم من جديد، ويرسم لهم طريق التحرير، فما كان من الناس المتعطشة إلى هكذا فارس إلا أن سارعت بالالتفاف حوله، ولأول مرة منذ عام 2003 يعقد مؤتمر في البصرة يندد علناً وأمام وسائل الإعلام بالتدخلات الإيرانية، ويهددها بالكف عن هذه الأعمال، وإلا فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي! ليبدأ بعدها فعلاً حملة لمقاطعة المنتجات الإيرانية ومقاضاة القنصل الإيراني وإجبار رافسنجاني على عدم المجيء إلى البصرة بعد أن هدده بمظاهرات عارمة، ومطالبته علناً بقطع العلاقات مع إيران، وطرح مشروع بناء جدار عازل بين العراق وإيران.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>حملة مقاطعة المنتجات الإيرانية:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الدعوة لبناء سور كبير بين العراق وإيران كل هذه الأمور أرقت الجانب الإيراني، وجعلته يعيد حساباته مرة أخرى، فهذه ورقة لم تكن في فضح مؤامرات الإيرانيين أمام الإعلام الحسبان ورغم محاولاتهم شراء ذمته بأموال طائلة إلا أنه رفض رفضاً قاطعاً أن يبيع دماء أبنائه وإخوانه وأهله بأي ثمن كان، واستطاع هذا القائد الشاب أن يكسب ود واحترام العديد من أبناء البصرة ومن جميع الطوائف والديانات؛ لأنه ورغم كل ما حدث له ولأهله إلا أنه لم يكن يطرح إلا المشروع الوطني الذي يدعو إلى التعايش بسلام بين كل المكونات، وهذا الأمر الذي أغاظ إيران بشكل كبير جداً.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الأمل موجود:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">مما تقدم فإنه يتضح لنا رغم الرماد الذي يحيط بالجمر أنه بالإمكان بنفخة واحدة أن نعيد إشعال النار من جديد، فرغم كل ما حصل وسيحصل لأبناء الجنوب وأبناء البصرة تحديداً فإن الأمل موجود بأن تتحرر هذه المنطقة من الاحتلال الفارسي عندها سيعيش أهل المدينة بسلام ووئام وطمأنينة بعيدا عن شبح الموت وسرقة المال والعرض وسيبنى بلد جميل يملاه الحب والشوق والحنان.</font></p>