موقع البرهان - دولة الباطنية المتحدة

<img alt="دولة الباطنية المتحدة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9(1).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /> إن ما يجري في سورية هو أحد الفصول الدامية في التاريخ الإسلامي، وهو نتيجة مباشرة لتمييع القضايا الأساسية، وعدم الاهتمام بالأسس التي تقوم عليها الأمم، والخلط بين حقوق الرعية كافة في العيش الكريم والرعاية والعدالة مع واجب الحماية، وإدارة الدولة التي تنحصر فيمن ينتمي للأمة وكلما كان الانتماء تاماً كان أفضل وأكمل مع عدم التفريط في الأصل وهو الدين. فعناصر الانتماء متعددة ولكنها غير متساوية في الأهمية، فهناك الدين واللغة والعنصر والموطن، فالدين أساس وما عداه تكميل فقد أبعد الله أبا لهب، وقرَّب سلمان، ونحن في تاريخنا الإسلامي أُتينا عندما لم نحافظ على التعايش مع التمايز، فهناك في المجتمع النبوي وجد المؤمنون والكافرون، والمسلمون والمنافقون وأهل الذمة من اليهود والنصارى، ووجد هناك المهاجرون والأنصار وبقية العرب مع الموالي والأرقاء. يجتمعون كلهم في السوق وبعضهم في المسجد وبعضهم الآخر في الجهاد. أمَّا الولايات العامة فشروطها أدق وأهمها سلامة الدين والقدرة. وللأسف فقد قاد الصراع على السلطة عبر التاريخ إلى تغليب القدرة والتغافل عن سلامة الدين، ومن هنا تسلل أمثال الحجاج؛ بل وانحدرنا إلى أمثال أبي مسلم الخراساني والأفشين وهذا في الجانب السياسي والعسكري أمَّا في الجانب الديني فالأمر لا يختلف كثيراً فسلامة الدين تراجعت أمام نسب مدَّعى أو حتى أمام تنسُّك مصطنع مخالف للشرع، وما أكثر من يعدُّه بعضهم مرجعاً في الدين وبضاعته لا تتعدى السبُّ واللعن؛ بل والقذف فإجادتها كافية للسيادة مع بعض الإضافات البسيطة من عمامة ولحية. إن المشهد الحالي في بلاد الشام بالغ التعقيد، وحتى نفهمه سنُخرِج منه الصراع الدولي على النفوذ في المنطقة، وهاجس أمن إسرائيل والصراع الإقليمي حول مشروع الهلال الشيعي، ونركِّز على أطراف الصراع المحلي في الشام وهم السُّنَّة والشيعة الاثني عشرية من الرافضة والنصيرية. أمَّا النصارى والدروز فهم أطراف هامشية مرجِّحة وليست أساسية. أمَّا السُّنَّة فهم يخوضون صراعاً من أجل الحرية والانعتاق يصاحبه مظاهر بروز الهوية الحقيقية وعودة الدين إلى الواجهة ومِن ثَمَّ تمايزهم عن المكونات الأخرى؛ ولذا حذَّر وزير الخارجية الروسي من قيام دولة سنية. وأمَّا الشيعة فهم كانوا إلى عهد قريب قبل الأحداث يعيشون عصرهم الذهبي في الشام، ففي لبنان تكونت حكومة حزب الله، أمَّا في سورية فقد كان نشاطهم مركزاً على نشر مذهبهم بين السنة تحت حماية الدولة النصيرية؛ بل تعدَّى نشاطهم الى النصيرية ومحاولة جذبهم من التشيع الباطني إلى التشيع الظاهر. إنهم يعيشون حالياً مرحلة صدمة ويحاولون الإبقاء على مكاسبهم المرتبطة برعاية وبقاء الدولة الحالية ولذا سيدعمون الدولة بقدر ما يستطيعون وقد ينقلبون عليها في المرحلة الأخيرة فهي ليست دولتهم. أمَّا الطائفة النصيرية فهي تعيش مرحلة صعبة لا تقتصر على نهاية عصر التسلط والظهور؛ بل بداية انكفاء وتقوقع وصراع من أجل البقاء، وهنا يجدر بنا أن نعرف المزيد عن هذه الطائفة، ولا أكتمكم أن هناك أموراً سهلة مثل تواجدهم وزعمائهم المشهورين، ولكن المشكلة في حقيقة عقائدهم التي تختفي خلف أبواب من السرية والتَّقيَّة، وقد فرحتُ كثيراً بموقع عنوانه "موقع العقيدة العلوية النصيرية" وبالطبع لن تجد ما يفيدك فهو مدائح وقصائد وما يسمونه ردود على بعض علمائنا الأفاضل. أماكن تواجدهم الحالية: يتواجد النصيريون في الجبال والسهول المحاذية للساحل السوري ومركزهم هو ما يعرف بجبال النصيرية أو جبال العلويين، وقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم مثل حمص التي حاولوا جاهدين السيطرة عليها. مـمَّا يفسر لنا إصرارهم على كسر شوكة الثورة في حمص؛ لأنهم يعدُّونها عاصمتهم الثانية، كما توجد أقلية نصيرية في محافظة حلب وبعض قرى الجولان، وبعد سيطرة النصيرية على الحكم في سورية؛ حصل بعض التعديل في توزيعهم السكاني؛ إذ إن معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأتباعها إلى دمشق والمدن الكبرى. ويقدر نسبة الشيعة النصيرية في التعداد العام لسكان سورية بنحو 10 % أي ما يقارب من مليون وسبعمئة ألف نصيري. وفي لبنان يتواجد النصيريون في سهل عكَّار شمال لبنان وضواحي مدينة طرابلس خاصة جبل بعل محسن. كما يوجد عدد كبير من الشيعة النصيرية في غرب الأناضول في لواء إسكندرون. ويُقدر عدد النصيرية في دولة تركيا بنحو 2 مليون نسمة. وهناك عدد من الشيعة النصيرية في فارس وتركستان الروسية وكردستان ويُعرفون باسم العلي إلهية، أمَّا في فلسطين فيوجد حوالي 2000 نصيري يسكنون منطقة الجليل، وفي العراق يوجد عدد قليل جداً في منطقة تسمى "عانة"، وهي قرب الحدود السورية، وهذه المنطقة كانت في القديم إحدى أهم معاقل شيوخ الطائفة النصيرية. أهم الشخصيات: - مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) والإمام الغائب (الثاني عشر). زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارث علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي. - خلفه على رئاسة الطائفة محمد بن جندب. - ثم أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني 235 _ 287 ه‍ من جنبلا بفارس. - حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيببي: المولود سنة 260 ه‍ مصري الأصل جاء مع أستاذه عبد الله ابن محمد الجنبلاني من مصر إلى جنبلا، وخلفه في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي، والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري، وقد توفي في حلب وقبره معروف بها. - انقرض مركز بغداد بعد حملة هولاكو عليها. - انتقل مركز حلب إلى اللاذقية وصار رئيسه أبو سعد الميمون سرور بن قاسم الطبراني 358 _ 427 ه‍. ممَّا سبق نستنتج ما يلي: إن هذه الطائفة في الأصل شيعة إمامية اثني عشرية ادَّعى زعيمهم أنه الباب أو الواسطة بين الإمام الغائب والشيعة، وأنه وارث علم الإمام الحادي عشر. ببساطة جماعة اخترعوا وجود الإمام الثاني عشر واختلفوا على الواسطة ومن الغرائب أنهم اتفقوا على النص في الإمام، وأنه من نسل الحسن العسكري، واتفقوا على أن الواسطة من غير آل البيت، واختلفوا على شخصه ويبدو لي أنهم لم يجدوا من آل البيت في ذلك الوقت من يوافقهم على ادِّعاء وجود ذريه للإمام الحادي عشر. سعة انتشار الطائفة الحالي يدل على أنه كان انتشارهم أوسع في السابق، وإذا علمنا أنه بواقعهم الحالي وتصريحهم أنهم لا يدعون غيرهم، فهذا معناه أن انتشارهم كان له أسباب سياسية أو بصورة أخرى انتشروا برعاية سلطة أو دولة أو من جانب آخر هل كانت البيئة التي نمَوا فيها بيئة شيعية أم سنية عششت فيها الصوفية الغالية؟ كله ممكن فمن يقبل بوحدة الوجود والاتحاد والحلول وإسقاط الشعائر الظاهرة وتقديس المشائخ؛ لا يبعد أن يكون ضحية لكل أفاك أثيم. تدعي النصيرية أن دولة بني بويه نصيرية، وأنه كذلك الدولة الحمدانية نصيرية، وأن الشيعة الإمامية نمت تحت رعاية الدولتين، وأن أمهات كتب الإمامية أُلفت أيام البويهيين، وهنا ملاحظة وهي أن التشيع الظاهر انتشر تحت سلطة الدول الباطنية، فهذه الدولة العبيدية التي أقامها الإسماعيلية رعت اعتبار المذهب الجعفري مذهباً خامساً، وكذلك فعل البويهيون نفس الشيء وهو أمر طبيعي، فالمذهب الباطني لا يمكن تسويقه إلَّا بصورة سرية وفردية، وأمَّا العوام فتبعيتهم لأصحاب الشخصيات القيادية الآسرة، ومِن ثمَّ كان التشيع أو التصوف الغالي مرحلة أولى لنشر العقائد الباطنية عن طريق الغلو بالأشخاص؛ ولذا فإن انتشارهم كان نتيجة لمراحل تفكك سياسي وعقدي عصفت بالأمة سيطرت فيها دول باطنية لفترات طويلة، ولكن بقاءهم إلى الوقت الحالي هو نتيجة تقصير من الدول السُّنية وإهمال الدعاة في استكمال دورهم في استنقاذ عوامهم من الاستعباد والرضى بمجرد إبعادهم عن المراكز الحضرية، والسماح لهم بتكوين تجمعات في الجبال، ففي الشام نجد أن الشيعة والدروز والنصيرية الموجودون هم بقايا لجأت الى مناطق نائية ووعرة وأهملت على مرِّ السنين. عقائدهم: إن حرص النصيرية على سرية معتقداتهم وقصرها على شيوخ الطائفة يدل على مدى الانحراف عن ظاهر الإيمان الذي يدَّعوه وانهم هم المؤمنون حقاً، ومن هنا أكتفي بما يمكن استنتاجه من خلال المناظرة بين العلوي الشيعي والعلوي النصيري التي انتهت كعادة القوم بالسبِّ والشتم والقذف والذي يهمنا هو أن التقية موجودة لدى الطرفين، ولكنها لدى الشيعة أعمق ومتفقون على الغلو في علي وفاطمة، وخلافهم فلسفي ويلاحظ اتهام النصيري للشيعة بالتخلي عن الحسين وآل بيته أمَّا بغض أبي بكر وعمر وابن تيمية فهو مشترك؛ ولكنهم يختلفون في عبدالرحمن بن ملجم قاتل - علي رضي الله عنه - فالشيعي يلعنه والنصيري يستعمل التقية ويتوقف فيه ممَّا يثبت تقديسهم له؛ لأنه خلَّصه من الناسوت واعترف النصيري بتقديم الخمر في مزاراتهم وأن النهي للاجتناب وليس للحرمة! وبرر عدم وجود كتب للطائفة بتبريرين متناقضين أحدهما اعتمادهم على نقل الصدور، والآخر إحراق كتبهم من قبل العثمانيين، واتهم الشيعة بمحاولة دعوة النصيرية وأن تصرفاتهم مع السُّنَّة ستجرُّ المصائب على النصيرية، وكان يكرر تعرضهم للمجازر عبر التاريخ وخاصة في حلب أيام السلطان العثماني سليم الأول، ويبدو قلقه من المستقبل واضحاً للعيان. استعمل التقية في محاولة نفي تأليه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - واتهم الشيعة بذلك، وفي ختام المناظرة أترككم مع النص التالي مع الاعتذار للقارئ الكريم. العلوي النصيري للعلوي الشيعي: بصراحة أنا لو كنت مكانك لبكيت على نفسي. طبعاً من يأخذ بجواز التمتع بالرضيعة لا يستغرب عنه شيء، وهنا سأفرد مقالات مضحكة لتشبع ضحكاً عليها أيها الغبي ردًّاً عليك وعلى أمثالك، وما كتبتموه عن تهمة اللواطة لسيدي أبي شعيب رضوان الله عليه. - الخميني يبيح وطء الزوجة في الدبر: يقول الخميني في تحرير الوسيلة ص241 مسألة رقم 11 (المشهور الأقوى جواز وطء الزوجة دبراً على كراهية شديدة)! - إعارة الفروج. روى الطوسي عن محمدعن أبي جعفر قال: قلت الرجل يحل لأخيه فرج امرأته. قال: نعم. لا بأس به. له ما أحل منها (كتاب الاستبصار) طبعاً نحن العلويين اتهمنا بذلك زوراً وبهتاناً. - حتى مجامعة الرضيعة جائزة عند الخميني الذي يقول: «وأمَّا سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة» (تحرير الوسيلة 2/216). والخوئي يبيح لعب الرجل بعورة الرجل، والمرأة بعورة المرأة من باب المزاح والمداعبة! سؤال 784: هل يجوز لمس العورة من وراء الثياب من الرجل لعورة رجل آخر، ومن المرأة لعورة أخرى؛ لمجرد اللعب والمزاح، مع فرض عدم إثارة الشهوة؟ ما هذا يا هذا؟ فسِّر لنا. الخوئي: لا يحرم في الفرض، والله العالم. المصدر: صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات ج3 (مسائل في الستر والنظر والعلاقات). ماذا تقول في ذلك أتتهم السيد الخامنئي والسيد الخوئي؟ أنا من جهتي لا أتهمهم وأستطيع تعليل ما قال هل تستطيع أنت؟ انتهى. وأخيراً فإذا كان التسلط النصيري لم يكن ممكناً بدون غطاء من السُّنَّة المنتسبين لحزب البعث، فقد حكم الأسد الأب منذ 1966م وزيراً للدفاع مستتراً خلف رئيس سُّني (نور الدين الأتاسي) وعندما تمكَّن قام بما يسمى الحركة التصحيحية ونصب نفسه رئيساً للوزراء، ثم رئيساً للدولة، وبدأ بناء دولة الطائفة وتغلغل النصيرية في كل مفاصل السلطة خلف ستار شخصيات منسوبة للسُّنَّة مسلوبة الإرادة منهم مصطفى طلاس وزير الدفاع المشغول بالفن وتنسيق الزهور، وعبد الحليم خدام الذي خدم طويلاً وزيراً للخارجية ونائباً للرئيس وانتهى به المطاف هارباً خارج البلاد لا يثق به أحد، وحالياً نحن أمام فاروق الشرع نائب الرئيس الفخري. إنهم أركان لنظام طائفة النصيرية ولا ينتهي العجب فالطامة الكبرى ليست مجموعة من العلمانيين الذين بدؤوا بخدمة حزب البعث وانتهى بهم المطاف خدماً للباطنية، بل هي مجموعة ممَّن لبسوا عمائم علماء أهل السُّنَّة وخدموا بكل إخلاص؛ حرب الطائفة ضد الشعب ولنسمي مثلاً المفتي (أحمد حسون) والشيخ (محمد سعيد رمضان البوطي) فنظرة سريعة تكفي لمعرفة السبب الحقيقي لثبات مواقف بعضهم مع النظام. إنها عقدة ابن تيمية والوهابية والسلفية ومحاولة الحفاظ على جناب التصوف الغالي وهنا أؤكد على أن الباطنية بأنواعها وطوائفها المختلفة في النهاية ملة واحدة؛ ولذا لا تستغرب اندماج الصوفي الغالي مع كل طائفي وتحول الصوفي الساذج الى شيعي أمر سهل فمِنْ غلو في آل البيت إلى بغض شديد ليزيد ثم بني أمية ثم الصحابة وآخر حقنة هي لعن الشيخين؛ ولذا أرى أن تطهير الشام من رجس الباطنيين يمر عبر نشر مبادئ الإسلام الصافية، والأخذ من المنبع وعدم الالتفات إلى الخرافات والأباطيل التي تراكمت عبر العصور، ونعود الى ميزان سلامة الديانة والقدرة من جديد ولا يصح أن يُقتل الموحدون في الميادين ويتكلم باسمهم العلماني والنصراني وإذا رفعنا شعار «ما لنا غيرك يا ألله» فلا حاجة لنا بواسطة غيرنا بيننا وبين القوى الخارجية، أين القوي سليم الدين؟ ابحثوا عنه وارفعوه عالياً أمام العالم الذي ينتظر أن نقدم له رجالاً ليتكلموا باسم الثورة حتى يدعمها. ادفعوا بالسياسي العاقل سليم الديانة الذي انقاد للثورة، فالنصر قريب وقطف الثمرة قبل أن تسقط في الحوض الآسن هو التحدي في هذه المرحلة. المصدر: مجلة البيان

تصفح الكتاب

بحث