الصفوية والصوفية .. خصائص وأهداف مشتركة [20]
علي الكاش
الثلاثاء 6 مايو 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="الخميني أنموذج صارخ للصفوي الصوفي" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A(6).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الصفوية والصوفية ..خصائص وأهداف مشتركة [20]</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">الخميني أنموذج صارخ للصفوي الصوفي</font></b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الكثير من العرب عرفوا الخميني كزعيم ديني وسياسي، ومفجر للثورة الإيرانية ضد الشاه بمساعدة قوى الاستكبار العالمي، وقد تنكر لتلك القوى بعد نجاح الثورة! وهذا ديدنه مع كل من أحسن إليه، مثلما تنكر لحكومة العراق التي استضافته لعقدين من الزمان، وكذلك تنكره للأحزاب الإيرانية التي ساعدته علي الإطاحة بنظام الشاه، كعرب الأحواز، ومجاهدي خلق، والحزب الشيوعي الإيراني، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وغيرها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من المعرف أن علماء المسلمين أجمعوا في المؤتمر الإسلامي الثالث في عام 1408هـ على تكفير الخميني، بسبب غلوه وأطروحاته التي تتقاطع مع مبادئ الإسلام ومُثُله السامية، مثل تكفيره لأبي بكر الصديق وعمر وعائشة رضي الله عنهم جميعاً وسبهم ولعنهم. ويمكن الرجوع إلى قرارات المؤتمر التي جمعت ونشرت في كتيب حينها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن القليل من يعرف شيئاً عن تصوفه، وهذا ما يمكن أن نلمسه بوضوح في كتاباته واستخدامه نفس مصطلحات الصوفية، وأحياناً يستعير تعابيرهم السمجة وشطحاتهم الإلحادية، كقوله في كتابه (الحكومة الاسلامية): "إن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل". وهو قول مأخوذ عن أحد شيوخ الصوفية: "إن الله يقذف في سر خواص عباده ما لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل" (الطبقات الكبرى).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونعزو قلة المعرفة بتصوف الخميني بسبب عدم ترجمة كتبه الصوفية، ومنها (تعليقات على شرح فصوص الحكم) و(مصباح الأنس) و(رسالة لقاء الله) و(الجهاد الأكبر جهاد النفس)، الذي حذا فيه حذو المتصوفة بالاعتماد على حديث منسوب للنبي صلى الله عليه وسل: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»</b></font>، والجهاد الأكبر يقصد به جهاد النفس البشرية ضد نوازع الشر. إضافة إلى شعر الخميني العرفاني بالفارسية (ره عشق) و(باده عشق) و(نقطة عطف)، و(منشور روحانيت).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن بعد وفاة الخميني تُرجم واحد من كتبه الصوفية بعنوان (الفناء في الحب) وهو كتاب شعري - نثري يتضمن خلاصة الأفكار الصوفية للخميني، والحب يقصد به الله، والفناء كما هو معروف من أسس التصوف الذي يعني جعل الوجود واحداً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والغريب</b> أنه باشر بتأليف كتابه هذا قبل وفاته بفترة قصيرة، أي عندما كان الشعب العراقي والإيراني يسددان فاتورة عنجهيته من دمائهم البريئة برفضه كل المساعي الدولية والاسلامية والعربية لوقف نزيف الحرب؛ ففي الوقت الذي كانت فيه جبهات القتال مشتعلة كان قلب روح الله الخميني مشتعل بالحب الوجداني! وفي الوقت الذي كانت السماء فيه تزعر من أصوات الطائرات والمدافع، كان لسان السيد يتحدث عن الأسرار والعشق السماوي! ولما امتدت الحرب للمياه، كان السيد يفكر بالخمر والحانة والساقي!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يصف مقدم كتاب ديوان الخميني بأنه: "أديب تصوف ودروشة وعرفان"، وأنه توصل إلى معرفة الله من خلال الكشف القلبي، والفيض والعشقي الإلهي العلوي، وليس من التبحر بالقراءة في القرآن وعلوم الدين! مضيفاً بأن "تعابير الإمام العشقية والخمرية تماما كتعابير أعلام العرفان الكبار مثل محي الدين بن عربي، ومولانا جلال الدين الرومي، وفريد الدين العطار، وعمر بن الفارض، وعبد الله الأنصاري".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وسبق أن استعرضنا أفكار المذكورين وشطحاتهم ومروقهم عن الشريعة وزندقتهم؛ بهذا يكون الخميني نموذجاً محدثاً للصوفي الصفوي، ودليلاً على أن الصوفية والصوفية وجهان لعملة واحدة؛ نظراً لعروق الخميني الهندية، لذا فقد كان للديانات الهندية القديمة أثراً في تكوينه الذهني، وتوجهه الكهنوتي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الحقيقة</b> أن الخميني كما يخبرنا بنفسه قد تحسر في أواخر أيامه على تعلقه وانشغاله بحياة الدنيا على حساب الآخرة، وهو ما وصفه بـ(فخ إبليس) الذي وقع في حبائله ولم يسعفه الحظ ليصحح ما ارتكبه من جرائم بحق شعبه وبقية الشعوب، وقبل هذا وذاك بحق نفسه! فقد كان يُمني نفسه بانتهاج طريق الصوفية - لكان بفعله ذاك أراح واستراح - فقد جاء في رسالته لنجله الأكبر احمد الخميني الآتي: "رسالة من والد هرم بالٍ، أفنى عمره بحفنة ألفاظ ومفاهيم، مضيعاً حياته في إناء الأنا (النرجسية). وهو يُصعد أنفاسه الأخيرة متأسفاً على ماضيه، إلى ولده الشاب الذي يمتلك فرصة ليفكر كعباد الله الصالحين بتحرير نفسه من التعلق بالدنيا التي هي فخ إبليس الخبيث". فهو إذن يعترف بأنه ضَيع حياته في النرجسية! وهي صفة ملازمة للغطرسة والعنجهية التي لا تليق برجل دين، ولا بخلق الإسلام الذي عُرف بالتواضع والتسامح والسلم والإخاء.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>من أهم الشخصيات الصوفية التي أثرت في الخميني:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الحلاج وأبو يزيد البسطامي وصدر المتألهين الشيرازي والفيض الكاشاني وصدر الدين القونوي الذي يعتبره خليفة ابن عربي وجلال الدين الرومي وعبد الكريم الجيلي وفريد الدين العطار ونجم الدين كبري وشهاب الدين السهروردي وابن عربي. ويلاحظ أن معظمهم من الفرس.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وللحلاج وفلسفته (أنا الحق) أثر كبير في فكر الخميني، فقبل وفاته كتب قصيدة صوفية يناجي فيها ربه، ولا نعرف هل يقصد به ربُ العباد أم ربٌ آخر خاص به وبالصفويين! يقول فيها:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"يا حبيبي أسرني خال على شفيتك</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد أبصرت عيونك النحيلة</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فصرت مثلها نحيلاً</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فرغت من نفسي وصرخت أنا الحق</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وطلبت الموت كمنصور الحلاج"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>يلاحظ </b>أن إعجاب الخميني بالحلاج ينبع من مصدرين:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>أولهما:</b> أصوله الهندية، حيث كان الهنود يمجدون شخصية الحلاج، وينعتونه بـ(شهيد الحب)، ويذكره الباتانيون في أمثالهم الشعبية، وتشير المستشرقة الألمانية "أنا ماري شيمل" بأنه: "لا يوجد كتاب شعر صوفي باللغة السندية أو السيراكي إلا وتضمن إشارات عديدة للحلاج" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأبعاد الصوفية في الإسلام/87]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والسبب الثاني: </b>أن الحجاج فارسي الهوى رغم أصوله الهندية، ويعتبرونه الفرس وريث العقيدة الزرادشتية؛ لأنه تبنى فكرة الحلول التي يؤمن بها المجوس والصفويون من بعدهم. والفرس هم أول من أطلق على الحلاج لقب (العالم الرباني) - أطلقه عليه ابن الخفيف الشيرازي - ويعتبر فريد الدين العطار وجلال الدين الرومي من أبرز السائرين على خطه. وقد وصف ابن النديم الحلاج بأنه: "كان رجلاً محتالاً مشعوذاً، يتعاطى مذاهب الصوفية، وينتحل ألفاظهم، ويدعي كل علم، وكان صفراً من ذلك كله. بل كان جاهلاً مقداماً متهوراً جسوراً على السلاطين، مرتكباً للعظائم، يروم إقلاب الدول، ويدعي الألوهية ويقول بالحلول <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفهرست1/474]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذكر عنه ابن كثير: "أجمع الفقهاء في زمانه على كفره وقتله"، ومع كل هذه الصفات السيئة كان الخميني متأثراً بعقيدة الحلاج! لربما يصدق عليهما القول: "شبيه الشيء منجذبا إليه".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>يلاحظ أن كلمة الحلاج في القصيدة (أنا الحق) - بمعنى أنا الله - قد وردت في كتابه (الطواسين) ولها حكاية، ملخصها:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">عندما طرق الحلاج باب بيت (الجنيد) فاستفسر الأخير عن هوية الطارق؟ أجابه الحلاج: أنا الحق! وقد استعارها الخميني في شعره السابق إعجابا بها، وربما مستذكراً عبارة هندية مشهورة على غرارها (أنا براهما) الواردة في كتب الأبانيشاد الهندية. وكانت عبارة (أنا الحق) سببا لاتهام الحلاج بالزندقة وقتله بإجماع الفقهاء في عصره، ومن الغرابة أن يستعيرها الخميني وهو يدرك جيداً أبعادها الإلحادية! علاوة على قربها من عبارة فرعون: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [النازعات:24]</font>، وقد أنكر السيد أحمد الرفاعي عبارة الحلاج بشدة، موضحاً: "لو كان الحلاج على الحق ما قال أنا الحق" <font face="Simplified Arabic" size="3">[البرهان المؤيد/36]</font>. ويلاحظ أن الإمام الغزالي قد عاب جماعته المتصوفة بانتساب طائفة من الزنادقة إليهم كالحلاج.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد رد آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي في كتابه (كسر الصنم) على المتصوفة، ومنهم الشيخ الشبشتري، وسندهم في أصل مبدأ (أنا الحق) كما جاء في سورة القصص: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [القصص:30]</font>، بأنه ينبغي علينا هنا أن نوضح أن الشجرة لا شعور لها حتى تنطق، وهذه الشجرة ليست هي الله حتى تقول أنا الله، بل الله أوجد صوتاً في تلك البقعة المباركة في تلك الشجرة حتى تُسمع موسى وتأمره، كما قال يا موسى أنا الله رب العالمين، ولما عدّ الشيخ الشبستري الصوفي في كتابه (غلشن راز/2) الشجرة ناطقة وجعلها محقة لادعاء الألوهية: يقول لما صارت الشجرة إلهاً وقالت أنا الحق، فيحق لكل مرشد من باب أولى أن يقول أنا الحق، ونحن رددنا على كفرياته في كتابنا (غلشن قدس) هو يقول شعراً بالفارسي ما ترجمته: "يجوز قول أنا الحق من شجرة، فلماذا لا يجوز من بشر"! هناك فرق بين الخالق والمخلوق، ومن يرى أنهما واحداً فهو غارق في الكفر، والذي يقول عن نفسه أنا الحق كافر مطلقاً، وليس لأحد أن يقول أنا الحق إلا الحق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>يذكر الخميني </b>"أيها المجلي الكامل لـ(أنا الحق) في العرش العلي العالمي"، ويسمي الخميني شيخه الحلاج بالمنصوري كما يظهر بشعره:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"ما دمت المنصوري تظهر الطواف حول أنا الحق</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">مثيراً الضجيج والهيجان قبل أن ترى جمال الحبيب</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">دك جبل أنانيتك كموسى"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>لاحظ: </b>يحمل نفس نظرة عتاب الصوفية الذين عايشوا الحلاج كالشلبي والجنيد الذي عاتب الحلاج بقوله: "إنك أفشيت أسرار الربوية فأذاقك طعم الحديد"، حيث يتفق الخميني معهم بضرورة كتمان أسرار العقيدة، وهي فكرة صفوية بحته نسبوها للأئمة زوراً؛ فهو يوصي أصدقاءه الروحانيين بأن لا يفشوا إسرارهم لغير أهلها، وذلك: "لأن علم باطن الشريعة من النواميس الإلهية والأسرار الربوية، مطلوب ستره عن أيدي الأجانب وأنظارهم"؛ بلا شك لا توجد عقيدة سرية وغير معلنة يمكن اعتبارها سليمة وأخلاقية! وإلا ما الغاية من كتمانها؟ فالدرزية والنصيرية والماسونية أمثلة على ذلك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>الحقيقة تحب العري، والكذب يحب الغطاء.</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من الشخصيات المؤثرة في الفكر الصوفي للخميني القطب الكبير عبد الكريم الجيلي، ولعل ذلك بسبب تعاطفه من الفرس المجوس فهو صاحب المقولة: "أما المجوس فإنهم عبدوا الله من حيث الأحدية، فكما أن الأحدية مفنية لجميع المراتب والأسماء والأوصاف، كذلك النار فإنها أقوى الاستقصاءات وأرفعها"! ويستمر في حديثه مادحاً المجوس بقوله: "لما انشقت مشارم أرواح المجوس لعطر هذا المسك، زكمت عن شمه سواه. فعبدوا النار وهم ما عبدوا إلا الواحد القهار" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الإنسان الكامل/126]</font>. أي أن الله هو النار! إنها العقيدة المجوسية تماماً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد عرف عن الجيلي كثرة شطحاته في كتابه (الإنسان الكامل) وهو التعبير الذي استعاره الخميني في فلسفته الصوفية وغالباً ما يسبغه على شيوخه المتصوفة كما في كتابه (مصباح الهداية/153) حيث يذكر: "قال شيخنا وأستاذنا في المعارف الإلهية العارف الكامل شاه آبادي أدام الله ظله على رؤس مريديه لو ظهر علي (ع) قبل رسول الله لأظهر الشريعة كما أظهرها النبي، ولكان نبياً مرسلاً، لاتحادهما في الروحانية والمقامات المعنوية والظاهرية". ويتبنى الخميني عقيدة مواطنه أبو يزيد البسطامي حول الإنسان الكامل معتبراً "الإنسان الكامل هو جميع سلسلة الوجود، وبه تستكمل دائرة الوجود، فهو الكتاب الكلي الإلهي" <font face="Simplified Arabic" size="3">[شرح دعاء السحر/67]</font>، وهو نفس كلام عبد الكريم الجيلي: "الإنسان الكامل هو الذي يستحق الأسماء الذاتية والإلهية، وهو مقابل لجميع الحقائق الوجودية بنفسه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الإنسان الكامل2/73]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولجلال الدين الرومي تأثير واضح في فلسفة العشق الإلهي التي تنتهي بحالة الجذب التي ترتقي به لمرتبة الإنسان الكامل، وهذا ما يتضح جلياً في شعره:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"المجذوبون لجمال الجميل، والعاشقون للحسن الأزلي، والسكارى من كأس المحبة، والمصعوقون من قدح الست، الذين فرغوا عن الكونين، وتعلقوا بعز قدس جمال الله" <font face="Simplified Arabic" size="3">[سر الصلاة وصلاة العارفين/157]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"يوم أمسيتُ عاشقاً لجمالك جُننِتُ بوجهك العديم المثال</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">رأيت أن لم يكن في العالَمين سواك</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فذُهلتُ عن نفسي وغرقتُ في كمالك"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يتبنى الخميني نفس المفاهيم الصوفية كما سيلاحظ في أشعار العرفان، فالسكر بمفهومه الصوفي له ركن مهم في فكر الخميني الذي يعتبره الكلاباذي منزلة أقل من الفناء، ويعني عدم القدرة على تمييز الأشياء، ويعرفه آخرون بأنه يعني غفلة يتعرض لها الصوفي بسبب تغلب العاطفة على العقل، حيث يذكر الشيخ العز ابن عبد السلام بأنه: "إذا تمكن منك السكر أدهشك، وإذا أدهشك حيرك، وإذا دام تحيرك أخذك منك، وسلبك عنك" <font face="Simplified Arabic" size="3">[حل الرموز ومفاتيح الكنوز/16]</font>. وقد قسم ابن عربي السكر إلى أنواع (الطبيعي للمؤمن) و(العقلي للعارف) و(الإلهي للكامل) <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتوحات المكية2/544]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويلاحظ أن كلمة (السكر) بمفهومها التصوفي استحدثها المتصوف الفارسي أبو يزيد طيفور سروشان البسطامي (كان جده سروشان مجوسياً). ويذكر عنه الهجويري في كتابه كشف المحجوب بأنه طريقته تتصف بالغلبة والسكر، والبسطامي يختلف منهجه عن الجنيد الذي يؤمن بالصحو، حيث يرى أن السكر آفة، ومشوش للأحوال، ومبيد للصحة، وضياع لزمام النفس. لكن نهج الخميني على نهج مواطنه البسطامي؛ فهو يخاطب الذات المقدسة بشعره:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"افتح الدن أمام السكارى.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تخل عن عشق الأهواء.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كالطفل الصبور في الكتاب.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تقبل مني رمز السكر"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"ارفع الكأس ثم اقرأ همساً</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">على المعوزين والشاربين حتى السكر</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يا نقطة عطف سر الوجود</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ارفع عن المحب كأس السكر"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكذلك:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"أنا السكران من قدح خمرتي الصافية</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أنا البعيد لأجل حبيبي الآسر"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">و:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"أنا في عصبة العشاق السكارى</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">متحرر من عار الصلح والعداء"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويضيف:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <span style="font-size: 14pt; font-family: 'Simplified Arabic';">"في وسط الزهاد وشاربي الخمور</span></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">في مظهر العلماء سيئي المذهب"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كذلك:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"ألا إنني سأسقط مغمى عليّ بسببك</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أنا هارب من الوعي وسكران من السكر"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما يستشهد بحبيبته الساسانية شيرين متصوراً نفسه فرهاد!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"شيرين الشفة</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">شيرين الحاجب</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">شيرين المقال</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فمن؟ مع هذا كله ليس فرهاد أمامك"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وأخيراً:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"إنك لم ترى فرهاد وصرت شيرين"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لاحظ أن الخميني يستشهد بشيرين، ويستعرض جمالها، وهي كما معروف ملكة ساسانية مجوسية كانت زوجة (كسرى أوبريز الذي مزق كتاب النبي صلى الله عليه سلم عندما دعاه للإسلام) وعشيقها فرهاد كان من كبار قواد الملك الساساني، وقد وعده بتزويجه من شيرين ثم نكث بعهده مدعياً أنها ماتت فانتحر فرهاد بسببها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويلاحظ </b>أن سكر المتصوفة و(منهم الخميني) يوقعهم في شطحات تصل إلى مستوى الكفر؛ لذلك حاول الإمام الغزالي أن ينقذهم من هذه الورطة مدعياً: "كلام العشاق في حال السكر يطوى ولا يحكى" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المشكاة/117]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الخميني: "المجذوبون لجمال الجميل، والعاشقون للحسن الأزلي، والسكارى من كأس المحبة، والمصعوقون من قدح الست، الذين فرغوا عن الكونين، وتعلقوا بعز قدس جمال الله" <font face="Simplified Arabic" size="3">[سر الصلاة وصلاة لعارفين/157]</font>. وكأنه يردد قول الشيخ روزبهان: "السكر هو كثرة شرب أقداح حسن التجلي"، وقول السهروردي: "السكر سانح قدسي للنفس يبطل النظام".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويزيد الخميني بقوله: "إن إصحاب القلب وأهل الحق لايقفون عند حد الإيمان، بل إلى منزلة الكشف والشهود، وهو ما يحصل بالمجاهدة والخلوة مع الله، والعشق لله".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا ما أشار إليه ماسينيون بأن المتصوفة يمدحون الخمر التي حرمها الله في الدنيا، ويتغنون بكأس المحبة التي يديرها ساقي الحانة (ترسابجه).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وترد كلمة دراويش كثيراً في شعر ونثر الخميني الصوفي بالرغم من موقفه المتناقض منهم! فهو مثلاً يمجدهم في شعره، ولكنه يحتقرهم في نثره! فمن مديحه: </font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"إذا لم تكن لك خصال الدرويش</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تَمُت من فراق ساحر فؤادك"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كذلك:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"ألا قل في أذن الدرويش وقلبه وروحه</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قل عالياً بمائة لسان مكرر</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يا نقطة عطف سر الوجود</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ارفع عن المحب كأس السكر"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقوله:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"في حلقة السالكين الدراويش</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">المستهينين الصبورين البعيدي التفكير"</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكنه في رسالته لابنه أحمد ينتقص منهم وينصحه بالابتعاد عن مسلكهم بقوله: "لا تترك خدمة المجتمع وتعتزل؛ فإن هذه صفات الجاهلين المتنسكين أو الدراويش أرباب الدكاكين"!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما يعجب الخميني بشيخه ابن عربي، ويصفه بشيخ المتألهين العارفين، في حين يصفه شيخ المؤرخين شمس الدين الذهبي: "كلام ابن عربي كفر وزندقة، كان يجتمع به آحاد الاتحادية، ولا يصرح بأمره لكل واحد، ولم تشتهر كتبه إلا بعد وفاته" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تاريخ الإسلام]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فكرة الفناء لم يتحدث عنها المتصوفة إلا في القرن الثالث الهجري، والفناء لغة تعني الزوال والتلاشي، عكسه البقاء، كما جاء في سورة الرحمن: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الرحمن:26]</font>، ولكن المتصوفة أخذوا الفكر من عقيدة النرفانا التي تعني فناء الوجود، وأتبعوها بالاتحاد بالذات الإلهية. وقسموا الفناء إلى (ذاتي، صفاتي، إرادي).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>والحقيقة </b>أن أول من أدخل فكرة الفناء في العقيدة الصوفية هو أبو يزيد البسطامي (جده مجوسي)، فقد جاء رجل الى أبي يزيد يسأل عنه، فأجاب السائل: ليس في البيت غير الله! ويذكر الخميني: "مَن ملك سبيل الحق، وخرج عن الأنانية بقول مطلق، وفني ذاتاً وصفهً وفعلاً وشأناً في الرب المتعال، وسلّم مملكه وجوده إلى القيوم ذي الجلال، وأتى الله بقلبٍ سليم، ووصل إلى مقام العبوديه بالطريق المستقيم، وتحقق بحقيقه (لا موجود سوى الله، ولا هو إلاّ هو). ربّما شملته الرحمهُ الواسعه الإلهيه، والفيوضات الكاملة والربوبية، بإرجاعه إلى مملكته، إبقائه بعد فنائه، فيصير عالَم الوجود مملكه وجوده، ومقرَّ سلطته ومسند أمارته" <font face="Simplified Arabic" size="3">[التعليقة على الفوائد الرضوية للخميني/60]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وذكر بأن الإنسان: "إذا بلغ مرتبة، تُفنى فيه قواه وإرادته في إرادة الحق وتبدأ النتائج العظيمة؛ فيكون الإنسان الطبيعي إلهيا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب شرح دعاء السحر/ المقدمة]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويوضح أبو سعيد الخراز الفناء بأنه في حال أناب الفرد للرب وأنشد إليه، سينسى نفسه ويستذكر الله فقط، وإذا سئل من تكون؟ سيجيب الله!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">في حين يحدد الكلاباذي صفات الفاني بخسارة الحظ في الدنيا والآخرة، في الدنيا خسارة مطالبة الأعراض، والآخرة خسارة مطالبة الأعواض. والبعض يرونه متمثلاً بفقدان الوعي، أو الغفلة عما يحيط به، أو عدم الشعور بالمحسوسات المادية. بمعنى: تفنى روحه بالذات الإلهية المقدسة، وسيؤدي هذا التفاعل الغريب إلى الحلول أو ما يسمى بالاتحاد أو كلاهما. وهي منزلة متقدمة للمتصوف كما يزعمون.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتفرع موقف شيوخ الصوفية إلى فرعين متعارضين، منهم من يؤيد حالة الحلول الناجمة عن الفناء كالبسطامي والحلاج وابن الفارض، ومنهم من يعارضها ويعتبرها تتنافى مع الشريعة كالجنيد والتستري والهجويري والطوسي الذين تبرأوا من الحلولية بل لعنهم الهجويري. وهذا الأمر يدفعنا لمزيد من التأمل في تبني الخميني عقيدة الفناء المؤدية إلى الحلول التي ابتكرها مواطنه البسطامي!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر نيكلسون أن هذه العقيدة كانت شائعة في جميع أنحاء فارس سيما في العهد الساساني؛ فمثلاً يصف الخميني الإمام علي (رض) بأنه "خليفة الرسول، القائم مقامه في الملك والملكوت، المتحد بحقيقته في حضرت الجبروت واللاهوت، أصل شجرة طوبى، وحقيقة سدرة المنتهى، الرفيق الأعلى في مقام أو أدنى، معلم الوحانيين، ومؤيد الأنبياء والمرسلين علي أمير المؤمنين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصباح الهداية/1]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يؤمن الخميني بعقيدة (الحقيقة المحمدية) التي تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم هو المجلى الأعظم لله، وأن جميع الأشياء تصدر منه وتعود إليه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويلاحظ </b>أن فكرة الحقيقة المحمدية يتفق فيها الصفويون والمتصوفة تماماً، فالنور المحمدي عند الفريق الأول يتسلسل في الأئمة وعند الصوفية بالأولياء، حيث وصفهم ابن عربي: "نورانيون انفلقوا عن أنوار محمد" <font face="Simplified Arabic" size="3">[عنقاء مغب/42]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويلاحظ </b>أن أول من تحدث بالفكرة من الصوفية هو الحلاج الفارسي، حيث اعتبرها أزلية وجدت قبل الكون. فالنبي صلى الله عليه وسل أخذ علومه عن العلم الإلهي قبل ظهور الأنبياء وهم استمدوا العلم منه، أي تراجعي يعاكس الواقع! قائلاً: "برزت أنوار النبوة من نوره. وظهرت أنوارهم من نوره. وليس من الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم من القدم سوى نور صاحب الكرم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الطواسين/9]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا الكلام يصب في عقيدة وحدة الأديان على أساس وحدة المصدر، فيذكر "بالمشيئة الإلهية وهي اسم الله الأعظم ظهر الوجود، فهي الحبل المتين الذي يربط بين السماء الإلهية والأرض الخلقية، وبه فتح الله وبه يختم، فهو الحقيقة المحمدية والعلوية صلات الله عليه ومقام الواحدية المطلقة والإضافة الإشراقية" <font face="Simplified Arabic" size="3">[شروح دعاء السحر/110]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويستخدم مصطلح العارف في كتاباته؛ فمن أقواله: "العارف، الأستاذ، الشيخ، الكامل، المريد، أمين ودائع الله، وكنز أسراره، ومعدن أنواره، ودليل رحمته على خلقه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب الآداب المعنوية للصلاة/178]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويمدح الشيخ ابن عربي بقوله: "كلمات أهل المعرفة سيما الشيخ الكبير محي الدين ابن عربي مشحونة بأمثال ذلك، كقوله الحق خلق والخلق حق" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصباح الهداية]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويعتبر وصول العارف بالله "مقام التخلق بأخلاق الله يكون موردا للعنايات الخاصة" والعارف (الصوفي) كما يوضحه مصطفى العروسي مفرقاً بينه وبين العالم: بأن العارف من أشهد الله تعالى ذاته وصفاته وأفعاله؛ إذ المعرفة حاله تحدث عن شهود، والعالم (العامة) من أطلعه الله على ذلك لا عن شهود بل عن يقين يستند إلى دليل وبرهان. وبشكل عام يأخذ الخميني بالنوع الأول من العارفين حسب تصنيف النفري في كتابه (المواقف/34)، وهم: "الذين عرفهم الله نفسه بنفسه عن فضله، فيستدلون بآثاره عليه، وقد يتفضل الحق (الله) بالرؤية والكرامة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما النوع الثاني فهم الفلاسفة والحكماء ممن يستخدم العقل ويستدل بالأدلة. والنوع الأخير هم المجاهدون الذين يفنون أنفسهم بالذات الإلهية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>يلاحظ </b>أن المتصوفة وضعوا درجات للعارف (التحير، الافتقار، الاتصال ثم التحير من جديد) كأنها حلقة مفرغة. وهو ما يمكن استشفافه من كتابات الخميني؛ ففي هذا المقطع يتحير من المسجد والدرس، ثم يفتقر للزهد والرياء، ثم يتصل بالمرشد المخمور، ثم يتحير ثانية باستذكار معبد الأصنام، حيث يقول: "فقد سئمت من المسجد والدرس، وخلعت لباس الزهد والرياء، ولبست زي الدليل إلى الحب، فصحوت، ضجرت من مواعظ فقهاء المدينة، واستغثت بالمرشد المخمور، دعوني أستذكر معبد الأصنام، فصنم الحانة هو من أيقظني".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لاحظ أن حالة الانسلاخ عند الخميني عن زهده تشبه حالة انسلاخ البسطامي عن نفسه بقوله: "انسلخت من نفسي، كما تنسلخ الحية من جلدها" <font face="Simplified Arabic" size="3">[شطحات الصوفية لعبد الرحمن بدوي/100]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>وحدة الوجود من العقائد الصوفية التي ظهرت بعد وفاة الحلاج. </b>وأشهر من تحدث عنها هو قطبهم ابن عربي، ويؤمن الخميني بوحدة الوجود! حيث يذكر في هذا الصدد "جميع الموجودات أسماء إلهيه، وأن الأسماء والصفات الإلهية كاملة وبنفس الكمال، وأكمل الكمال هو الاسم الجامع لكل الكلمات (الله)" <font face="Simplified Arabic" size="3">[شرح دعاء السحر/78]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويضيف: "لنا مع الله حالات هو نحن، وهو نحن، ونحن هو" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصباح الهداية/114]</font> وهو نفس قول الحلاج:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أنا من أهوى ومن أهوى أنا *** نحن روحان حللنا جسدا</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فــــــإذا أبصرتني أبصرتــه *** وإذا أبصرته أبصرتنـــا</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن وحدة الوجود تعتبر من أخطر معتقدات الصوفية؛ لأنها تعتبر كل ما في الوجود هو الله، وكل ما تراه العين ويتلمسه اليد من إنس وجان وحيوانات وجماد هي أجزاء من الرب، لكنها تتخذ أشكالاً مختلفة. فأنا وأنت والشمس والقمر والكلب والخنزير والبحر والشجر والملائكة والشياطين كلها الله - أستغفر الله من هذيانهم -!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وكلام الخميني مستعار من الشيخ أبو الفيض المنوفي الذي ذكر أن الله هو النبع السامي لكل شيء، وليس شيء من الأشياء جميعها هو الله، على اعتبار أن- جل جلاله - جميع الأشياء وليس شيء واحد فقط.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويلاحظ </b>أن بعض المتصوفة يستخدمون (وحدة الشهود) بدلاً من (وحدة الوجود) وكلاهما وجهان لعملة واحدة؛ فقد ذكر الشيخ إبراهيم بن عمر البقاعي "أخبرني بعض الصادقين من فضلاء أهل العلم أنه رأى شخصاً ممن ينتحل هذه المقالة (وحدة الوجود) القبيحة بثغر الإسكندرية، وأن ذلك الشخص قال له: إن الله تعالى هو عين كل شيء، فمر بهما حمار، فقال: وهذا الحمار؟ فأجابه: وهذا الحمار! ثم رأى روثاً فسأله: وهذا الروث؟ فقال: وهذا الروث" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصرع التصوف/123]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>بربكم هل هناك أشد من هذا الكفر؟!</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما ذكرت مصادرهم: "مرٌ شيخان منهم التلمساني والشيرازي على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم، فقال الشيرازي للتلمساني: هذا (يشير إلى جثة الكلب الميت الأجرب) أيضاً هو ذات الله؟ فقال: بلى!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتصل الجرأة عند ابن عربي للتطاول على الذات الإلهية بتشبيهها كامرأة في حالة جماع: "لو تأمل الرجل الملتذ بالمرأة، لعلم أنه ليس مع امرأة، بل مع الإله الصوفي، وأنه ليس هو الملتذ، بل الإله الذي تعين فيه".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا من شعر ابن الفارض في وحدة الأديان:</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وإن عبد النار المجوس ومـا أنطفت *** كما جاء في الأخبار من ألف حجة</font></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فما عبدوا غيري وإن كان قصدهم *** سواي، وإن لـم يعقــدوا عقــد نيتي</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا نعرف كيف يُوفق المتصوفة ومنهم الخميني ما جاء في سورة الشورى: <font face="Simplified Arabic" size="3">لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى:11]</font>، مع دعواتهم بوحدة الوجود؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولكن ما يجب التركيز عليه في هذه الفكرة هو خدمتها للديانة المجوسية من طرف خفي!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>لاحظ</b> ما يذكره ابن عربي "الذين يعبدون الله في الشمس يرون الله شمساً، وأن الذين يعبدونه في أشياء جامدة يرون الله شيئاً جامداً. والعارف الحق لا يقيد نفسه أبداً بإحدى هذه الطرق، ويحكم بخطأ سواها" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الفتوحات2/316]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>بمعنى</b>: أن المجوس الذين يعبدون النار هم يعبدون الله؛ لأن الله نار! ولا يجوز الحكم بتخطئتهم! وفكرة ابن عربي سبقه إليها الحلاج والشيخ التلمساني.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويرى محمد سعيد الجليند: "هذا الأمر يمثل اتجاهاً عاماً لدى متصوفة الفرس والحلوليين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[من قضايا التصوف/111]</font>، ولعل هذا يفسر تبني الخميني لفكرة وحدة الوجود وإيمانه المطلق بها!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الكشف في المعنى الصوفي "هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً وشهوداً" <font face="Simplified Arabic" size="3">[بصائر ذوي التمييز/354]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد أشار له الخميني في "منزلة الكشف والشهود"، والكشف عند ابن عربي كما وضحه على خمسة أصناف (عقلي، قلبي، سري، روحي، وخفي) <font face="Simplified Arabic" size="3">[تحفة السفرة إلى حضرة البررة/84]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الكاشاني "المعرفة حال تحدث عن شهود"، ويعتبر الغزالي الكشف كأهم مصادر المعرفة اليقينية وهو ليس من العلوم المكتسبة وإنما عطاء إلهي يهبه للعارف، وبهذا المعنى يتحدث الخميني في كتابه (الأربعون حديثاً) بقوله: "نفسَ العلمِ حجاب غليظ، فإذا لم يُخرق هذا الحجاب بتوفيق من الله سبحانه في ظل التقوى الكامله والترويض المجهد والانقطاع التام لله، والمناجاة الصادقة معه، لم تُشرِق في قلب السالك أنوار الجمال والجلال، ولم يشهَد قلبُ المُهاجر إلى الله المشاهداتِ الغيبيه، ولم يتمتع بالحضور العيني لتجلّيات الأسماء والصفات، فضلاً عن الحظوة بالتجلّيات الذاتية" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأربعون حديثاً/559]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما يذكر الخميني: "ألا فارفع الحجاب عني! ارفعه. فأنا مفتضح بك". وقوله: "أرفع الحجاب من بيننا حتى تجد عيني التائهة طريقاً إلى وجهك". ويذكر في المحجة: "إن اشتغال القلب بشهواته بمقتضى حواسه حجاب مرسل بينه وبين مطالعة اللوح الذي هو عالم الملكوت، فإذا هبت ريح حركت الحجاب وإزاحته، تلألئ شيء من عالم الملكوت في مرآة القلب كالبرق السريع" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المحجة البيضاء8/314]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقد وضع الخميني نفس شروط من سبقوه من الصوفية لهتك الحجاب ومن أبرزها التقوى الكاملة، والترويض المجهد للنفس، والانقطاع التام لله، ومناجاتُه الصادقة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن فكرة الخرقة الصوفية هي من العبارات التي يستخدمها الخميني في كتاباته الصوفية، ومن المعروف أن المتصوفة جعلوها أساساً لعقيدتهم ونسبوها للإمام علي (رض)، والحقيقة أن الإمام علي لم يختص في لباس محدد، وكذلك بقية الصحابة قبله وبعده.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من المتصوفة الذين أكدوا ارتباط التصوف بخرقة الصوف، القشيري والهجويري. ويذكر الخميني بصددها: "أنزع عني خرقتي، وأنقلب درويشاً".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما يعرف الخميني الولاية بنفس تعابير المتصوفة فهي "القرب، أو المحبوبية، أو التصرف، أو الربوية، أو النيابة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصباح الهداية/57]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويعتبر معجزات الأئمة وكرامات الأولياء "فرع من إظهار الربوية والقدرة، وهم يأبون إظهارها إلا عند الضرورة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مصباح الهداية/90]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أليس هذا شاهد قريب على العلاقة بين التصوف والتشيع؟!</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">للحديث بقية بعون الله.</font></p>
التعليقات