download
آية التخيير
مدير الموقع
الأربعاء 7 مايو 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="آية التخيير" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D9%8A%D9%8A%D8%B1.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يقول التيجاني الرافضي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (وفي تظاهرها على النبي صلى الله عليه وسلم حتى هددها الله بالطلاق وأن يبدله ربه خيراً منها).</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وادعائه أن ابن عباس قال بيتين يذم بهما أم المؤمنين عائشة؛ فأجيب:</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أ) قلت غير مرّة أن كل إنسان غير معصوم في الواقع من الذنوب، بل معرّض للوقوع في الذنوب الكبيرة والصغيرة، خلا النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلو وقع أحد في الذنب، عائشة أو غيرها، فليس ذلك بمستغرب؛ لأنه ليس لأحد العصمة من ذلك، فليس من المقبول ولا من المعقول أن يجعل التيجاني من ذنبٍ وقعت فيه عائشة وتابت منه من مساوئها، ويطعن عليها وكأنها جاءت أمراً إدّا، بالضبط عندما أراد عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أن يتزوج بنت أبي جهل مع فاطمة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الحديث: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إن بني هاشم بن مغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم»</b></font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهذا كما ترى تهديد من النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ بتطليق فاطمة إن هو أقدم على ذلك، فليس من المعقول أن يجعل هذا الأمر من مطاعن ومساوئ عليّ! إلا من هو من أشد الناس جهلاً؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ب) أما قوله: (إن الله هددها بالطلاق وأن يبدله أي محمد صلى الله عليه وسلم خيرٌ منها)، فغير صحيح، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عمر رضي الله عنه قال: "اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلّقكن أن يبدله أزواجاً خير منكن. فنزلت هذه الآية". فالآية كما هو ظاهر ليست تهديداً، وإنما تخيير من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم في التطليق لذلك سميت آية التخيير، إضافة إلى أنها لا تخص عائشة وحدها بل تشمل أيضاً بقية زوجاته.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>وعلى فرض أن الآية تخص عائشة وقد هدّدها الله بالطلاق:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فأقول: هل في تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بتطليق فاطمة ما يعتبر ذمّاً؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فإن كان كذلك فكل ما تُحَمِّله لعائشة من الطعن فسيصيب عليّ، وإن اعتبرت أن علي أخطأ مجرّد خطأ ورجع عنه وليس فيه ما يطعن عليه، فعائشة مثله تماماً فاختر ما شئت يا تيجاني!؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أما ادعاؤه على ابن عباس أنه قال عن أم المؤمنين بيتين من الشعر:</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فمع ركاكة هذين البيتين فينقضها ما قاله في حقها عند وفاتها، فقد أخرج أحمد في الفضائل عن ذكوان مولى عائشة:</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقال: هذا ابن عباس يستأذن عليك، وهو من خير بنيك، فقالت: دعني من ابن عباس، ومن تزكيته. فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن: إنه قارئ لكتاب الله فقيه في دين الله؛ فأذني له ليسلم عليك وليودعك. قالت: فأذن له إن شئت. قال: فأذن له. فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس فقال: أبشري يا أم المؤمنين! فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال وصب وتلقي الأحبة محمداً وحزبه، أو قال أصحابه إلا أن يفارق روحك جسدك. فقالت: وأيضاً، فقال ابن عباس: كنت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن ليحب إلا طيباً، وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سماوات فليس في الأرض مسجد إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فاحتبس النبي صلى الله عليه وسلم في المنزل والناس معه في ابتغائها أو قال في طلبها حتى أصبح القوم على غير ماء فأنزل الله عز وجل <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿فتيمّموا صعيداً طيباً﴾</b></font> الآية، فكان في ذلك رخصة للناس عامة في سبيلك، فوالله إنك لمباركة. فقالت: دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت لو أني كنت نسيا منسيّا".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وفي مناقشته للخوارج الذين قاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه احتج عليهم بقوله: "قلت: أي ابن عباس وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم. أفتسبون أمكم عائشة، وتستحلّون منها ما تستحلّون من غيرها، وهي أمكم؟ فإن قلتم إنا نستحل منها ما نستحلّ من غيرها، فقد كفرتم!! ولئن قلتم ليست بأمنا، فقد كفرتم؛ لأن الله تعالى يقول: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الأحزاب:6]</font>. فأنتم تدورون بين ضلالتين، فأتوا منهما بمخرج. قلت: فخرجت من هذه؟ قالوا: نعم".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهذه الروايات الصحيحة ترد هذه الرواية المجهولة المصدر، ولعلها من خزعبلات التيجاني.</font></p>
تصفح الكتاب