أتباع علي يقصفون جامع علي
علي الكاش
السبت 17 مايو 2014 م
<p style="text-align: center;"> <br /> <img alt="أتباع علي يقصفون جامع علي" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF.jpg" style="text-align: center; width: 400px; height: 250px;" /></p> <div>  </div> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>أتباع علي يقصفون جامع علي</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">"لا خير في جيش تتلطخ أياديه بدماء الأبرياء من شعبه، فعار الجيش في الأنبار أكبر عار".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">عندما طالعتنا الأخبار بالقصف الهمجي الذي يشنه جيش المالكي على الناس الأبرياء في الفلوجة بكل الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، تحت شعار "تصفية الحساب" - وسيصفى بإذن الله الحساب معه على الأرض قبل أن يصفى معه في السماء - أثار استغرابنا قيام أحد عناصر القطعان المسلحة وهو يرمي بزهو قذيفة مدفع ثقيل على مدينة الفلوجة، ويصيح كالديك المخنوق: يا علي! يا علي!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يبدو أن هذا المجرم الآثم من أتباع آل البيت، فهم مع كل جريمة وإثم يستشهدون باسم أحد الأئمة، فأصبح الأئمة عنواناً للشر والظلم نتيجة أفعالهم القذرة. لقد أساءوا إلى آل البيت إساءة لا تغتفر، المهم أن واحدة من قذائف الإمام علي نزلت على جامع الإمام علي في الفلوجة وهدته من أساسه، مع مئات النسخ من القرآن الكريم والتفاسير التي احترقت أو تناثرت أوراقها هنا وهناك.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ربما هذا العنصر الإرهابي الرسمي يتحدى الله تعالى وليس أهل الأنبار! <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [التوبة:18]</font>، <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [البقرة:114]</font>، لقد أثبت هذا الوغد وغيره أن هناك حقاً جيوش بلا ضمائر!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نحن لا نتحدث عن القتلى نتيجة العدوان المالكي من تنظيم داعش الإرهابي، ولا عن الشهداء الميامين من المقاومين الأبطال، فالحرب سجال وفيها خسائر من قبل الطرفين، إنها حالة طبيعية، سوى أن هناك من يقاتل على حق كأهل الأنبار وهم شهداء عند ربٌهم. وهناك من يقاتل على باطل كجيش المالكي ومصيرهم جهنم وبئس المصير. قطعان المالكي المسلحة لا تعرف الله؛ لذا فهي بالنتيجة لا تعرف الفرق بين المقاتل والمدني، بين المسلح والأعزل، بين الطفل والعجوز، بين الرجل والمرأة، بين المتهم والبري، <b>الكل سيان في شريعة الغربان!</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لذا كانت نتيجة القصف في صفوف المدنيين حسب وثيقة رسمية صادرة من مركز العمليات في وزارة الصحة تشير بأن "عدد الشهداء في محافظة الأنبار بلغ 454 شهيداً، وأن عدد الجرحىى بلغ 1939 جريحاً، سقطوا جراء العمليات العسكرية في المحافظة خلال الفترة من 30 كانون أول/ ديسمبر 2013 وحتى 30 آذار/ مارس 2014" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر/ موقع وجهات نظر]</font>!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فمن يتحمل مسؤولية دماء هؤلاء الأبرياء؟ بالطبع من قتلهم وأوعز بقتلهم، أي المالكي وقطعانه المسلحة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">جيش يقاتل شعبه، ويستحل دماء الأبرياء منهم لا يمكن اعتباره جيشاً وطنياً .. جيش يهدم الجوامع والمدارس والمؤسسات الرسمية لا يمكن اعتباره جيشاً مسلماً .. جيشاً يسمي نفسه جيش الحسين ويقاتل مواطنيه باعتبارهم جيش يزيد هو جيش طائفي بامتياز .. جيش يخالف نصوص الدستور التي منعت تدخله في السياسية والمشاركة في العدوان على الشعب، هو جيش غير دستوري. جيش تدعمه ميليشيات ذات أجندات خارجية كالحرس الثوري، وعصائب أهل الحق، وحزب الله، لا يجوز أن يطلق عليه مصطلح جيش، بل عصابات وميليشيات وقوى إرهابية!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ذكر مصدر من القطعان المسلحة: "نفذت القوات العسكرية العراقية مدعومة بالشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الصحوة (23) هجوماً برياً من محاور مختلفة للمدينة، باءت جميعها بالفشل، وأن سلاح الجو والمدفعية استهدف المدينة بأكثر من (200) طن من المتفجرات، ألقيت على مواقع داخل المدينة وعلى أطرافها، من دون إحداث أي تغيير في معادلة القوة، الأمر الذي دفع إلى إعادة تغيير الخطة الخاصة باقتحام المدينة، بناءً على توصيات ونصائح أميركية". بل تشير الأخبار بأن نسبة كبيرة من القطعان المسلحة وعناصر المليشيات قد ولت الأدبار خشية من مواجهة صناديد الأنبار!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>لكن على ماذا كل هذا؟</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>لنعقد مقارنة بين مدخلات ومخرجات الحرب على الأنبار:</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ما هي مطالبات أهل الأنبار؟ وهل كانت شرعية أم لا؟ وهل كانت سلمية أم حربية؟ هل تتوافق مع الدستور أو تنتهكه؟ هل كانت هناك داعش أثناء التظاهرات أم لا؟ ما عدد عناصر القاعدة في الأنبار وفقاً لتصريحات الحكومة الطائشة نفسها؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لم تتجاوز مطالب أهل الأنبار سوى بضعة مطالب لا تتجاوز أصابع اليدين، تتفق جميعها مع الدستور الذي ضمن التظاهرات السلمية. <b>منها:</b> إخراج المعتقلين ممن أُلقي القبض عليهم بلا مذكرات قضائية، وإلغاء وظيفة المخبر السري الذي يعمل بطريقة الوشاية وهو محصن قانونياً، ولا يحضر جلسات المحكمة، أو يشار إليه البتة. إيقاف عملية اغتصاب النساء في السجون، ووقف التعذيب الجسدي الذي يطال السجناء. وقف المادة (4) إرهاب التي تطبق على أهل السنة فقط. وقف اعتقال النساء من ذوي المقاومين لعجز الحكومة عن إلقاء القبض عليهم. ووقف الأسالبيب القمعية والاغتصاب أو التهديد بالاغتصاب للرجال والنساء والأطفال. سحب الجيش من داخل المدينة، فمهمة الجيش خارج وليس داخل أسوار الوطن. جميعها حقوق مشروعة وتتناغم مع نصوص الدستور.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>بالمقابل </b>فإن إدخال الجيش في قتال الشعب، والصبغة الطائفية للجيش، ودمج الميليشيات الطائفية مع الجيش في العدوان على أهل الأنبار، وإلقاء القبض على أهل السنة بلا مذكرات قضائية، وأساليب التعذيب الوحشية التي تمارس في السجون، ووجود السجون السرية علاوة على سجون الأحزاب والجيش والشرطة، والاغتصاب داخل السجون، وفك التطاهرات السلمية بالقوة المسلحة، وحكم القضاء بوشايات المخبر السري، وتسيس القضاء لخدمة الحكومة، والحصانة القضائية للقطعان المسلحة من أية ملاحقة قانونية، وقذف البراميل الحارقة والفسفور الأبيض على المدن الآهلة بالسكان المدنيين، ورفض رئيس الوزراء استضافة البرلمان له لمناقشة الوضع الأمني، وتهديداته الطائفية الدموية .. كل هذه المسائل تخالف الدستور وتنتهكه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إذن أي طرف خرق الدستور؟</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بسبب هذه المعارك الظالمة فقد الجيش هيبته ووقاره، وصار رمزاً للظلم والجبن والطائفية، وهو جيش هزيل يمثل المالكي وحزبه المشبوه فقط، بل إنه ينفذ أجندة إيرانية ضد أهل السنة حصراً. ومن خلال الاطلاع على الأفلام المعروضة في المواقع حول مهازل الجيش، لا يسع المرء سوى أن يهز رأسه أسفاً على هذا الجيش المتهرئ. ويجر حسرة تلو حسرة على الجيش العراقي السابق الذي كان رمزاً حقيقياً للمواطنة الصميمية والاحتراف والضبط العسكري.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">انظر إلى خسائر الجيش، وهي أقل من الحقيقية بكثير، ولكن سنتماشى معها، طالما أن مصدرها رسمي. عدد القتلى (7000) عنصر. عدد الجرحى (17000) عنصر، عدد المفقودين (23000) وهم في الحقيقة إما موتى في ثلاجات المطار، أو دفنوا في أرض المعارك لصعوبة إخلائهم، أو هاربين من الجيش. الدبابات المعطوبة (245) دبابة. العجلات المدرعة المدمرة وغيرها (2500) عجلة. ناهيك عن الطائرات التي أسقطت، والغنائم من الأسلحة والمدافع والأعتدة التي غنمها الثوار. بالتأكيد هذه الأرقام تعتبر مهولة، وهي تعني حرباً ضروساً، وتعد خسارة كبيرة للعراق.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لو قارنا الآن بين مطالبات ثوار الأنبار كمدخلات، والخسائر التي تحملها الثوار من جهة وجيش المالكي من جهة أخرى، سوف نستشف حجم الخطيئة الوطنية التي ارتكبها المالكي بحق أهل الأنبار، أو بحق جيشه الواهن. لم تكن مطالبات الثوار صعبة التنفيذ مطلقاً، لكنه التعنت والحقد والتعصب الطائفي والغطرسة التي رباها عليه أربابه من أركان نظام الملالي. فقد اعترف المالكي بنفسه خلال المشارورات التي سبقت الحرب بأن مطالب أهل الأنبار مشروعة، وسوف ينفذ ما يدخل ضمن صلاحيته، ويحول البقية إلى البرلمان. وقد أطلق المالكي سراح العديد من السجناء العرب من السعودية وليبيا والجزائر رغم أن بعضهم كانت متهماً بالإرهاب! فلماذا الكرم والسخاء مع السجناء العرب، والبخل والازدراء مع السجناء العراقيين؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>المسألة الأخرى:</b> لم يكن هناك عناصر من داعش وغيرها في الفلوجة، بل كان هناك (30) من عناصر القاعدة حسب ما ذكره محافظ الأنبار الحالي. صرح به المالكي نفسه يوم 23 كانون الاول 2013م "ستحسم قضية الاعتصامات في محافظة الأنبار خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يوجد 30 من قيادات تنظيم القاعدة في خيام المعتصمين".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ورداً على التصريح أعلن قادة الثورة بأنهم على استعداد لتطهير الفلوجة من عناصر القاعدة، والتعاون مع الحكومة في هذه المسألة. بمعنى الحل موجود، ولا جاحة لكل تلك الاستحضارات العسكرية، لكن المالكي أبى واستكبر، حمقاً وغباءً وجهلاً واستهتاراً بدماء الشعب العراقي.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فهل حجم الضحايا يتناسب مع وجود (35) من عناصر داعش؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل استطاع المالكي بعملياته العسكرية أن ينهي عناصر داعش أم أنه شغل جميع مفاقسهم ليتكاثروا؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بأية صفة يمكن وصف الفكر العسكري للمالكي؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نترك الوصف للقراء الأفاضل.</font></p>
التعليقات
ابو علي السبت 17 مايو 2014 م
تصحيح في الاية الكريمة من سورة البقره {)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)
عبد القهار السبت 17 مايو 2014 م
لقد أشركت الناس في أعمالِها لله حتّى في بناء المساجد ، فإذا أراد أحدهم أن يبني مسجداً فإنّه يشرك الحسين مع الله في المسجد فيكتب عليه (حسينية ومسجد ) ولِمّا كان هذا المسجد مشتركاً بين الله وبين أحد الأئمة فإنّ الله تعالى لا يقبله من بانيه ولا يأجره عليه لأنّه أشرك في المسجد أحد المخلوقين مع الخالق . فقد قال الله تعالى في سورة الجن {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} ، هذا قول الله ولكنّهم دعوا مع الله عشراتٍ لا آحاداً ، بل مئات ، وأحبّوهم كحبّهم لله بل أشدّ وأكثر . فقد قال الله تعالى في سورة البقرة {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ} فهذا هو الإشراك ، فيجب على الإنسان أن يخلص لله فيحبّ الله أكثر من حبّه لأولاده وآبائه وعشيرته ، فقد قال تعالى بعد ما سبق من الآية {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} ولكن أصبحت الناس تحبّ الأئمة والمشايخ أكثر من حبّهم لله ، وهذا هو الإشراك ، فقد قال الله تعالى في سورة يوسف {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} يعني يؤمنون بأنّ الله خالقهم ورازقهم وهو القادر على قضاء حوائجهم ولكنّهم يشركون المخلوقين في العبادة مع الخالق ويطلبون الرزق منهم ويتركون الرازق ويسألون حوائجهم مِمّن لا قدرة له على قضائها وينسون القادر . هذا وقد قال الله تعالى في سورة العنكبوت {إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ} أي اطلبوا الرزق من الله ولا تسألوا غيره . وقال تعالى في سورة النحل {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} . وقد بنى أحدهم مسجداً في الحلة فكتب فوق الباب (حسينية ومسجد علي بن أبي طالب) فتأمّل أيّها القارئ فقد أشرك هذا الباني إثنين مع الله ، بل لم يجعل حصّة منه لله ، لأنّ الحسينية جعلها للحسين بن علي والمسجد جعله لعليّ بن أبي طالب ، ولم تبقَ حصّة منه لله . ومثل هذا كان عمل المشركين في الجاهلية إذ يهبون حصّة الله من أنعامهم لأصنامهم ولا يهبون من حصّة الأصنام لله ، وذلك قوله تعالى في سورة الأنعام {وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} ، فكذلك هذا الباني جعل حصّة الله من المسجد وهي النصف إلى الإمام علي (ع ) ، إذاً لم يبقَ فيه شيء . هذا وقد قال الله تعالى {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} . ( كتاب ساعة قضيتها مع الأرواح للراحل محمد علي حسن الحلي )رحمه الله