<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="مناقشة عامة حول المواضيع السابقة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%B4%D8%A9.jpg" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">السؤال المطروح بعد الانتهاء من المباحث السابقة هو:</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل الصوفية إيمان أم ضلال؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل منبعها الإسلام أم الأفكار الغنوصية؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل جميع المتصوفة مؤمنون أم فيهم من هو على ضلال؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهل هناك معايير لتصنيفهم وفق قواعد الإيمان والإلحاد؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهل الصوفية وأفاعيل الدراويش من ضرب الدرباشات والسيوف وأكل الزجاج والجمر وغيرها، هي من البدع أم من صلب العقيدة الإسلامية؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهل هذه الممارسات من قوة الإيمان بالله تعالى؟ أم من قوى الظلام التي يقودها الشيطان؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر ياسين رشدي بأن من المتصوفة "من جعل القرآن والسنة أساساً لطريقته وهم قلة، ومنهم من ابتدع معاني لآيات القرآن لا يحتملها اللفظ وتأباها قواعد اللغة، مدعياً أنها تفسير باطني، ومنهم من تأثر بثقافات أجنبية وفلسفة اليونان والرومان، وأدخل فيها عقيدة الحلول والاتحاد، ومنهم من أسقط التكاليف عن نفسه، كالصلاة والصيام مدعياً أنه وصل إلى نهاية الطريق" <font face="Simplified Arabic" size="3">[التصوف ما له وما عليه/ 8]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>نود أن نبين بادئ ذي بدء</b> بأن من يؤمن بوحدة الوجود ومنفعة السحر والمعاجز والعروج الى السماء والرجعة والفناء والحلول وغيرها من مصطلحات التصوف الشاذة لا يمكن أن يحسب على عقيدة الإسلام. أما من كان متصوفاً بمعنى الزهد في الحياة الدنيا والتفرغ للعبادة وأداء الفرائض ولا يحيد عن كتاب الله وسنة نبيه المصطفى فهذا أمر لا غبار عليه، ولا يعنينا البتة؛ لأن العلاقة بين العابد والمعبود علاقة ثنائية وليست متعددة الأطراف لا شأن لنا بها عن قريب أو بعيد. العبادات أمر يعني الإنسان نفسه فقط، وكل نفس رهينة ما تكسب. لكن المعاملات هي التي تخصنا لأنها تهتم بعلاقات البشر بعضهم البعض؛ لذلك ميز الدين الحنيف بين العبادات والمعاملات من حيث التأثر والتأثير فقط، لأن المعاملات تستند أصلاً على العبادات، من حيث الالتزام بها أو التنصل منها.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ذكر الشيخ العلامة محمد الشنقيطي: "لا شك أن من الصوفية من هو على الطريق المستقيم، من العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم تظهر منهم أشياء تخالف الشرع" <font face="Simplified Arabic" size="3">[أضواء البيان4/502]</font>. منهم عمرو بن عثمان المكي، والحارث المحاسبي، وعبد الله بن خفيف، وإبراهيم بن أدهم، وبشر الحافي والفضيل بن عياض، وأبو سليمان الداراني ومعروف الكرخي والجنيد البغدادي ويوسف بن أسباط، ومعمر بن زياد الأصفهاني، والشيخ عبد القادر الكيلاني الذي قال فيه عبد الله بن قدامة: "ما رأيت أحداً يعظمه الناس للدين أكثر منه"، ومدحه ابن كثير فقال: "لأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وشدة زهده"، ووصف ابن تيمية طريقته في التصوف بأنها: "الشرعية الصحيحة".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كذلك الشيخ أحمد الرفاعي - ذاته وليس أصحاب طريقته - فقد أشاد به كبار العلماء المسلمين كابن تيمية الذي وصفه بأنه من (أئمة السلف)، والإمام الذهبي الذي قال فيه مادحاً، وبنفس الوقت منتقداً أتباعه: "لكن أصحابه فيهم الجيد والرديء، وقد كثر الزغل فيهم، وتجددت لهم أحوال شيطانية، منذ أخذت التتار العراق، منها دخول النيران، وركوب السباع، واللعب بالحيات، وهذا ما لم يعرفه الشيخ، ولا صلحاء أصحابه، فنعوذ بالله من الشيطان" <font face="Simplified Arabic" size="3">[سير أعلام النبلاء21/77]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذه الآراء تدفعنا للقول بأن الجيل الأول من المتصوفة يختلف تماماً عن بقية الأجيال التي تلته؛ فلم تكن عقائد الحلول والفناء ووحدة الوجود والحقيقة المحمدية والسكر والشطحات والأساطير وغيرها قد دخلت بعد في لبِّ التصوف وغلبت عليها، لكن عندما نناقش التصوف بشكل عام لا يجوز أن نحكم عليه من الرأس ونترك الجذع والأطراف! عندما يكون الرأس بلا عيب فهذا لا يعني سلامة الجذع والأطراف. كما أن الجيل الأول يمكن تصنيفه في باب الزهد أكثر منه في باب التصوف. وعندما نفكر في التصوف سوف لا يخطر على بالنا الفضيل بن عياض، وأبو سليمان الداراني، ويوسف بن أسباط فحسب، بل أيضاً ابن عربي والحلاج والبسطامي والقشيري والترمذي والجيلي وابن الفارض، وهؤلاء ليسوا كسلفهم المؤسسين للتصوف. كما أن كبار المتصوفة رفضوا الفصل بين هاتين الفئتين المتناقضتين لسبب لا نفهمه ولم يوضحوه لنا! ولذا سنتماشى مع رغبتهم آسفين، فقد كان بودنا لو أنهم قاموا بهذا الفصل وعزلوا السليمين عن المرضى، وفصلوا ما بين الحقائق عن البدع، والإيمان عن الضلال، والإسلام والغنوصية، لكانوا أراحوا أنفسهم، وأراحوا غيرهم.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لذا بحثنا لا يتعلق بالمقارنة والمفاضلة بين المتصوفة، وفرز الجيد من الرديء، وإنما العلاقة بين الصفوية والصوفية، وليس المقارنة بين الشيخ أحمد الرفاعي واسماعيل الصفوي - على سبيل المثال - فالثريا ليست الثرى وشتان ما بينهما!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ناقشنا العلاقة بين العقيدتين والمؤتلف بينهما ولم ندخل في مبحث المختلف. هناك بالطبع اختلافات ولكن برأينا أن كفة المؤتلف أرجح من كفة المختلف. وعندما تطرقنا إلى المآخذ على بعض الزهاد والمتصوفة، فهذا لا يعني أننا - لا سمح الله - ننتقص من قيمتهم ومكانتهم عموماً، وهذا ما فهمه البعض مع الأسف دون أن ينتظر انتهاء المباحث ليحكم بشكل عادل، فبعض المتصوفة كما أسلفنا أشاد بهم من هو أفضل منا وأعرف بهم منا! لكن هذا لا يعني أنهم معصومون عن الخطأ والزلل والسهو، فهم بشر والبشر خطاء والكمال لله وحده فقط؛ لذا فإن إشارتنا لمواطن الزلل لا تعني مطلقاً أن مكانة الصالحين منهم ستتصدع في قلوبنا وقلوب محبيهم.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن نقاط الضعف التي أشرنا لها لم نأتِ بها من جيوبنا، وإنما من جيوب شيوخم ومقلديهم (المريدين) وناقل الكفر ليس بكافر.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الشطحات التي تسيء للذات الإلهية ولنبيه المصطفى من بعض المتصوفة لا ينفع تبريرها بذريعة السكر والشطح وعدم القصد حتى، لو بررها الإمام الغزالي وغيره من العلماء. حدود الإيمان معروفة وحدود الإلحاد معروفة أيضاً على خارطة الإسلام، ولسنا بحاجة لمن يبرر الكفر بأية حجة كانت، مع احترامنا الكبير لعلمائنا الـفاضل. صحيح أن القرآن الكريم فيه الكثير من الأسرار التي توصل لها العلم، أو لم يتوصل لها بعد، لكن العلماء فقط، وليس الأئمة والمتصوفة ورجال الدين هم من حلوا هذه الأسرار للبشرية.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>يرى المقريزي في خططه بأن أمر الصوفية بدأ يتدهور بعد موت الشيوخ الأوائل "حتى صاروا من سقط المتاع، فلا ينسبون إلى علم ولا ديانة".</b> من البديهي أن المتصوفة الصالحين لا يتحملون مسؤولية ما عبث به خلفهم من الأتباع، ولكننا نتحدث عن وقائع ملموسة وليس عن عفاريت يتحدث بهم الناس ولا يرونها. الحكم يكون شاملاً على الظاهرة عندما تكون واحدة ومتجانسة، وليست متجزأة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>وإذا كان التصوف طريقة للعبادة فقط! فلماذا يدخل في باب المذاهب الباطنية؟</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر ابن حزم: "دين الله تعالى ظاهر لا باطن فيه، وهو جهر ولا سر تحته، وكله برهان".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهل يحتاج الإسلام طريقتهم الخاصة للعبادة؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهل هناك ألغاز في الفرائض لم يتحدث عنها القرآن الكريم أو يوضحها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وكباء الفقهاء فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ألم يُفصل فقهاء المسلمين كل ما يحتاجه المسلم في عبادته؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">بل أحيانا وصل الأمر إلى الإسهاب المفرط الذي يشمل دقائق دقائق الأمور. فهناك عشرات المجلدات تتحدث عن الطهارة فقط! لقد قالوا للصحابي الجليل سلمان الفارسي: لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة (قضاء الحاجة).</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم هل كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والأئمة رضوان الله على الجميع من المتصوفة؟!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر عز الدين التنوخي بأن "التصوف هو روح الإسلام، والرسول هو الصوفي الأعظم"، ويضيف الشيخ محمد عبده الصوفي: "لقد ضاع الإسلام بضياع التصوف" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مجلة الثقافة السورية2/24]</font>! لكننا قرأنا - بحمد الله - القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ووجدنا الكثير من المفاهيم حول العالمين والمتقين والمريدين والخائفين والعارفين والأولياء والصادقين والخاشعين والمحسنين والسائحين والمجتبين والمقربين والصالحين والمتوكلين والمؤمنين والحاكمين والصابرين والتابعين وغيرها لكننا لم نقرأ شيئاً عن الصوفيين!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما أن القرآن الكريم نزل باللغة العربية وبلغة قريش تحديداً، قرآناً فصيحاً مفهوماً وسهلاً، لا يصعب فهمه على الناطقين بالضاد. نحن عرب ونتحدث بلغة القرآن والسنة النبوية، ومن يدعي أن للقرآن ظاهراً وباطناً فليكفنا باطنه لنفسه، فلسنا بحاجة إلى الباطن! الظاهر منه هو الذي يعنينا، وهو - والحمد لله - يكفينا في الحياة الدنيا وزيادة.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لقد جاء القرآن الكريم لكل البشر، وليس للأئمة والشيوخ والمريدين، فكلام الله تعالى لم يفصل على عقولهم وفهمهم فقط، ولو كان التصوف طابع خاص للعبادة بين الشيخ وربه، وبين الإمام وربه، ما كنا تدخلنا فيه أصلاً، أما أن تنحرف الناس عن القرآن والسنة وتركض وراء الأوراد والأذكار، ومفاتيح الجنان، ودعاء كميل. فهذا خط أحمر يستدعي أن يتدخل كل مسلم حريص على دينه لتحصين نفسه والآخرين من البدع والضلال، وذلك أضعف الإيمان. ألم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الحديث: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[صحيح البخاري/ باب فضائل القرآن]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">دخل أحد الضباط الانكليز في صومعة القلعة وقد اجتمع عدد من الناس وهو يصيحون ويرقصون بشكل جنوني، فسأل ترجمانه: ماهذه الغوغاء ونحن نعلم أن صلاة المسلمين في غاية الخشوع والآداب والسكينة؟ فقال له ترجمانه: إنهم الصوفية! وهذه أكبر صلاة عندهم. لاحظ وصف الأجنبي بأن صلاة المسلمين خشوع وهدوء! وليس فوضى وصخب. لقد عبر النصراني جيداً عن خلق الإسلام، وهو من غير دين الإسلام!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن ذكر الله تعالى لا يحتاج إلى الغناء والرقص والزعيق وأكل الزجاج والجمر والضرب بالدرباشة والسيوف والخناجر، إنها بدع ومفتريات على الدين، ولو كان فيها تقرب لله تعالى لكان أولى بالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم والصحابة من السلف الصالح أن يقوموا بها .. الإسلام لا يحض المسلمين على خرق أجسادهم بالسيوف والدرباشات ليلفتوا انتباه الجهلة والساذجين إلى بطولات وهمية لا نفع منها.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">إن ما نقوله بحق الدجاجيل (أول من جمعها هكذا مالك بن أنس) لا يختلف ألبتة عما قاله كبار الصوفيه يحق أتباعهم المسيئين، فقد ذكر السيد أحمد الرفاعي: "طريقنا الكتاب والسنة، ومتى ما انحرف الإنسان عنهما ضل عن الطريق، طريقنا أن تقف عند حدود الشرع ولا تتعداه، وكل طريقة خالفت الشرع هي زندقة".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أبو القاسم الجنيد: "مذهبنا التقيد بالكتاب والسنة".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أبو القاسم السندوسي: "هذا الطريق مبني على الغيرة لله ورسوله المصطفى، فمن كان يعد نفسه في أعداد أهل هذا الطريق وليس له غيرة على الله ورسوله، فهو دجال ومنافق ومبتدع فاجتنبوه ولا تخالطوه".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال الشيخ علي القرشي: "من لم يكتفِ بالكتاب والسنة والإجماع، فهو على الضلال" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مجلة الأستاذ/ ج35/830]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قال أبو عمرو محمد الزجاجي النيسابوري: "من انحرف عن جادة الظاهر فلا باطن له، هكذا وجدنا السلف الصالح".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وقال أحند بن أبي الحواري الدمشقي: "من عمل بلا اتباع السنة فعمله باطل".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وسأل رجل رويم البغدادي: دلني على الطريق؟ فأجابه: ليس لك إلا بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات المتصوفة <font face="Simplified Arabic" size="3">[مجلة الأستاذ/ ج35/ 830]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هذا الكلام المقبول والعقلاني الذي يتوافق من المنطق الإسلامي، وأخلاق وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء هو فصل الخطاب، ولا جدال حوله.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وإن كان هناك تعارض واختلاف في المواقف، فمن البديهي أن نرجع إلى الحاكم الأوحد في مثل هذا الأمر! فقد جاء في سورة النساء: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [النساء:59]</font>، فهل ما يقوم به المتصوفة من أفعال، هي من صلب العقيدة المذكورة في كتاب الله وسنة رسوله أم هي من البدع؟ الجواب لا يقبل الوسط. أما القول لا يقبل حسبما وضحه القرآن الكريم! أو القول: يقبل! وعندها نطالب المعارض بالبرهان.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والحقيقة أن التصوف فيه حيرة أيضاً، لأنه يضعنا في مواجهة غير عادلة، فهل كان الإسلام ناقصاً، فجاء المتصوفة لإكماله؟ فإن كان الإسلام كاملاً كما جاء في القرآن الكريم: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [المائدة:3]</font>، قال عليّ بن أبي طلحةَ عن ابنِ عبَّاس في قوله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾</b></font> هو الإسْلام، أخبر الله نبيَّه صلَّى الله عليْه وسلَّم والمؤمِنين أنَّه قد أكمل لهم الإيمان فلا يَحتاجون إلى زيادةٍ أبدًا، وقد أتمَّه الله فلا ينقصه أبدًا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير ابن كثير5/246]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إذن الدين كامل، ولا حاجة للتصوف! </b></font><b>وإن كان ناقصاً فنتركك المعارض مع الله تعالى فهو الحاكم وليس نحن؛ لأنك النقص سيعود على الذات الإلهية، وهذا كفر ما بعهده كفر.</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>علاوة على ذلك نقول لمعشر المسلمين: </b>ألا يكفي محاربة الإسلام من قبل الجبهة الخارجية ليفتح المتصوفة والشعوبية جبهة داخلية عليه؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ثم كيف نفسر توحد إرادة أعداء الخارج مع أعداء الداخل لخدمة هدف واحد؟ هل هي الصدفة؟ أم هي مؤامرة حقيقية على الإسلام؟ وإلا ما الهدف من شق عصا الجماعة، وزرع بذور الفتنة والنفرة والعداء بين المسلمين؟ ثم من المستفيد منها؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لنا محطة قادمة بعونه تعالى.</font></p>