الصفوية والصوفية .. خصائص وأهداف مشتركة [28]
علي الكاش
الأربعاء 11 يونيو 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="تكملة المناقشة العامة حول المواضيع السابقة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%AA%D9%83%D9%85%D9%84%D8%A9(1).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قرأنا التعليقات للقراء الأفاضل التي اتفقت معنا أو عارضتنا، وجميعها موضع احترامنا وتقديرنا، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، نحن نعيش في عصر التفتح والنور، ولا نتحدث عن معادلات رياضية لا تقبل الخطأ، إنها أفكار قد تصح جميعها أو نصفها أو أقل وربما لا تصح البتة عند البعض. ولا توجد مشكلة في هذا الأمر، فلكل منا قناعاته الشخصية صحيحة كانت أو غير صحيحة. كما أن الخصم في النقاش لا يجوز أن يأخذ الجانب النظري (الأفكار) فقط من المسألة، ويترك الجانب العملي (الممارسات) الذي يرافقها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>على سبيل المثال: </b>نحن نؤمن أن بعض الشيوخ كالرفاعي والجنيد لم ينحرفا عن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ولم يحضروا الموالد والأذكار، ولم يرقصوا على الدفوف، ولم يتحدثوا عن عروجهم للسماء، ولا عن وحدة الوجود والفناء، كما شهد لهم كبار العلماء القدامى، ولكن لا يمكن تنزيه خلفهم في تحريف الطريقة، كأكل الزجاج، وإدخال الدرباشات والسيوف في أجسامهم، وأكل الجمر، والمشي حفاة على النار، والمعجزات التافهات كالطيران والمشي على الماء تحت مسمى الكرامات. ولا الشحاذة من الناس، والكفر تحت مسمى الشطحات، وغير ذلك من الفعاليات الشاذة التي لا تمت بصلة للإسلام؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولماذا يتسمون بالرفاعي؟ وإطلاق مصطلح الطريقة الرفاعية! هم وليس نحن من أطلق هذه التسمية. هم من يدعون لأن قطبهم هو الرفاعي وليس نحن. هم من يذكرون أن أسرار الصنعة (مشروب الطريقة) أخذوها عن الرفاعي بالتوارث وليس نحن! وكذلك بالنسبة للصفويين وما يمارسوه من لطم وتطبير وضرب بالزناجير! هل هذه الممارسات مستمدة من الأئمة وأوصوا بها؟ أم هي شعائر سنها وزير الشعائر الحسينية في العهد الصفوي، وقد استقاها من النصرانية خلال زياراته لأوروبا؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إن من يضع نفسه موضع التهمة يتحمل نتائجها!</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">مع ثقتنا الكاملة برأي كبار العلماء بالشيخ الرفاعي، لكن مع هذا لنستمع إلى بعض ما نسبه له تلامذته رغم أنه لم يؤلف كتاباً في حياته! لكنهم ادعوا بأنهم جمعوا أقواله في ثلاثة كتب هي (جمع أسرار الشريعة والحقيقة والطريقة - يُختصر بالبرهان - وكتاب النظام الخاص لأهل الإختصاص، وكتاب رحيق الكوثر). علماً أنه يذكر عن نفسه: "لست بشيخ ولست بمقدم عليكم، ولست بواعظ، ولست بمعلم، حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ على أحد". وهو صاحب المقولة الشهيرة: "كل ما يخالف الشرع هو زندقة. والطريق إلى الله هو القول: آمنت بالله، ووقفت عند حدود الله، وعظمت ما عظم الله، وانتهيت عما نهى الله" <font face="Simplified Arabic" size="3">[د. عبد المنعم الحفني كتاب الموسوعة الصوفية/ 180]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>حسناً! </b></font>لنقرأ ما نُسب للشيخ الرفاعي من ترهات على يد أصحابه: "إذا تمكن العبد من الأحوال بلغ محل بالقرب من الله تعالى، وصارت همته خارقة للسماوات السبع، وصارت الأرضون كالخلخال في رجله، وصار صفة من صفات الحق جل وعلا لا يعجزه شيئاً، وصار الحق تعالى يرضى لرضاه ويسخط لسخطه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[طبقات الشعراني/142]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن هل بلغ الرسل والأنبياء هذه المكانة يرضى الله برضاهم ويسخط بسخطهم؟ كيف نفسر عتب الله جلٌ جلاله على رسوله المصطفى وعدم رضائه على سخطه كما في الآية الكريمة: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [عبس:1]</font>، وغيرها كالانتقام من قريش بسبب مقتل الحمزة؟!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومنها القول المنسوب للشيخ أحمد الرفاعي: "وعدني رسول كرمه أن يأخذ بيد مُريدي ومُحبي ومن تمسك بي وبذريتي وخلفائي في مشارق الأرض ومغاربها إلى يوم القيامة، عند انقطاع الحيل، وبهذا جرت بيعة الروح ولا يخلف الله عهده" <font face="Simplified Arabic" size="3">[البرهان المؤيد/82]</font>، لاحظ هو يتحدث عن كرامة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وليس عهداً مع الله تعالى لا يخلفه!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الشعراني بأنه (الشيخ الرفاعي) عندما يصادف الكلاب والخنازير يقرئهم السلام! وهذه تحية المسلم للمسلم وليست تحية المسلم للخنازير والكلاب! <font face="Simplified Arabic" size="3">[الطبقات/143]</font>!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وينقل عن الشيخ يعقوب الكراز عندما صاحب الشيخ الرفاعي للحج القول: "لما صعدنا عرفات رأينا أنفار قادمين من جهة الشام، خمسة يلبسون ثياباً خضر، والسادس ثوباً أبيض، فتقيد الرفاعي باثنين منهم خاصة. سألت الرفاعي عنهم فقال لي اذهب واسألهم! فذهبت لهم، وأجابني لابس البياض: أنا الخضر وهؤلاء الخمسة سيد المرسلين وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويطلب الشيخ الرفاعي من المريدين تقبيل يد شيخهم ورجله!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>نترك الحكم للقراء الأفاضل، وننصح بهذا الصدد قراءة المناظرة بينهم وبين الشيخ ابن تيمية.</b></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">من جهة ثانية:</font></b> فإن جميع الأحاديث التي استشهدنا بها في المباحث السابقة مستمدة من أمهات المصادر والمراجع الشيعة والصوفية، وجميعها صالحة وثقة كما يدعي أتباعها كالكافي وبحار الأنوار والاستبصار وروضات الجنات وغيرها بالنسبة لكتب الإمامية. وطبقات الصوفية وجامع كرامات الأولياء ورسالة القشيري وقوت القلوب وغيرها مما ذكرنا بالنسبة للمتصوفة (يمكن الرجوع إلى المصادر والمراجع)؛ فنحن لن نأت بحديث من عندياتنا، ولم ندس على أحد، ويكفينا ما دسوا وافتروا على الأئمة والشيوخ.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>بمعنى:</b></font><b> </b>نحن لا نلام عما هو موجود في أمهات كتبهم من أكاذيب وافتراءات بحق الأئمة والشيوخ، وأن هذه الأكاذيب يتحمل وزرها من صنعها ومن ينشرها دون أن يهذبها ويصححها! هناك الكثير من المضحكات المبكيات التي عزفنا عن ذكرها كي لا ندوس على الجرح أكبر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هل قرأتم ما ذكره جعفر الصادق من قصص وأساطير تشبه قصص ألف ليلية وليلة ولكنها أكثر كفراً وافتراءً؟ ألا تبدو إطلاق صفة الصادق عليه مثيرة للعجب! هل هذه أحاديث رجل يوصف بالصادق؟! فماذا نطلق إذن على الكاذب؟ معاذ الله أن يكون الإمام الصادق بهذا المستوى الرقيع من العلم والمعرفة! معاذ الله أن يجهل قول الله تعالى: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [النحل:105]</font>!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أليس الصادق من تخرج على يديه الكريمتين فئة من كبار علماء المسلمين؟ أكيد هو صادق، وألف صادق، ونلقم مداساً في فم كل من يفتري عليه! فتلك الفئة الضالة التي نسبت له الأكاذيب والأساطير لتشويه شخصيته تزعم أنها من أنصاره! فهل هذا فعل أتباع أم أعداء؟ وإن كان أهل السنة أعداء لأهل البيت كما يزعم الصفويون، فلماذا لم يسيئوا أهل السنة للصادق؟ بل اعتبروه من أفاضل العلماء؟</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نحن نؤمن ببرائته مما نسب إليه من كذب ودجل وسحر وأساطير، كإيماننا ببراءة أمنا الفاضلة عائشة حبيبة المصطفى صلى الله عليه وسلم مما نسب نفس الأوغاد لها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من يحب الأئمة حقاً ينزههم عن الرجس والكذب والكبائر ولاينسبها لهم. ومن يحب الأئمة على معجزاتهم وأساطيرهم لا يختلف عمن يحب شخصية سوبرمان الوطواط وهاري بوتر. من يؤمن بطيران الأئمة والشيوخ لا يختلف عمن يهوى قصص بساط الريح.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نحن نحب الأئمة والشيوخ الحقيقيين، وليس الشخصيات الأسطورية. نحن نحب خلف النبي صلى الله عليه سلم وليس أرباب الإغريق وسلالاتهم. نحب سيرة الأئمة والشيوخ وأقوالهم وتواضعهم وزهدهم وشدة صبرهم وتضحياتهم ومحبتهم للإسلام واعتصامهم بحبل الله.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نحب الإمام علي كخليفة زاهد بايع الخلفاء قبله، وكان مستشاراً رائعاً لهم، ولا نحب الإمام علي الذي صوته البرق وابتسامته الرعد يقوم مقام الله ويحمل كل صفاته.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">نحب الإمام الحسن ليس لأن جده النبي صلى الله عليه وسل بل لأنه ضحى بخلافته لجمع وحدة المسلمين، وأصلح بين فئتين مسلمتين. تخلى عن الرئاسة بمحض إرادته منعاً لسفك دماء المسلمين، وليس تقية كما يدعي الدجالون والمغرضون.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من يحب الأئمة والشيوخ يحافظ على سيرتهم، ويقلدهم بأخلاقهم وسلوكهم، وليس بالدراباشات والزناجير واللطم والنحيب.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من يحب الأئمة والشيوخ لا يغالي بسيرتهم وأفعالهم، ولا يغالي أيضاً بحبهم، فهم مع علو مقامهم، ليسوا بمنزلة أكبر من منزلة النبي صلى الله عليه وسلم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر حسين جوزو "غالى الفقهاء من جهة، والصوفيَّةُ من جهةٍ أخرى، فحوَّل علماء الظاهر الإسلام إلى مجرَّد قشور، بينما أفرط علماء الحقيقة في الجانب الروحي" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الإسلام والعصر/135]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويضيف علي عزت "الفلسفة الصوفية والمذاهب الباطنية تمثل بالتأكيد نمطاً من أكثر الأنماط انحرافاً، ولذلك يمكن أن نطلق عليها وصف (نصرنة) الإسلام، إنها انتكاسة بالإسلام من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى عيسى عليه السلام" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الإسلام بين الشرق والغرب/287]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولكننا في نفس الوقت نستغرب من أنه لا الصوفية ولا الشيعة المحدثون العقلاء انتقدوا ما ورد عن أئمتهم وشيوخهم من غلو وتخاريف، ولم يصححوا ويهذبوا مصادرهم التأريخية المطبوعة حديثاً، ولم يرفعوا عن الأئمة والشيوخ الغبن الذي لحق بهم! مما يعني موافقتهم على ما جاء بها من لغو وغلط، أو الرضا عما كُتب عنهم، على أقل تقدير.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>البعض</b> اقترح علينا قراءة كتب محددة عن التصوف كما يفترض قبل الكتابة عن الموضوع أو لتصحيح رؤيتنا عن التصوف والصفوية! وهنا نود الإشارة بأننا لم نبحر في بحار الصوفية والصفوية بلا بوصلة! لذلك تداركنا الانحرافات الخاطئة قدر إمكاننا. اطلعنا والحمد لله على مئات الكتب عن العقيدتين فشمرنا ساعدنا بعدها للكتابة، ويمكن ملاحظة ذلك في إشاراتنا للمراجع التي استقينا منها الأحاديث، وكنا حريصين في هذا الجانب كي لا نقع في مصيدة الإفك - جنبنا الله إياها - لذلك فالبعض الذي يعارضنا بدعوى (من أين أتيت بهذا الكلام؟) من الأجدر به أن يرجع إلى المصادر المذكورة ليعرف من أين أتينا بالكلام!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>البعض</b> الآخر اقتص من مقالاتنا أسطر ليجعل منها قضية مستقلة، فصلها عما قبلها وعما بعدها، لتكون جملة شاذة غير متكاملة المعنى. وهذه الحالة تذكرنا بمقال سابق كتبناه عن الغزو الأمريكي للعراق، فاجتز أحد الأساتذة عنوان المقال فقط "عندما تموت سأبصق على قبرك" وبدأ يتهجم على سلوكنا وأخلاقنا قائلاً: أهذه أخلاق مسلم؟ يبصق على قبر مخلوق ميت من عباد الله؟ أين الاسلام؟ وأين الرحمة؟ وأين حرمة الموت ... إلخ. أما الجملة التي قبلها، والذي لم يذكرها الأستاذ فهي "رسالة إلى الرئيس الأمريكي بوش: عندما تموت سأبصق على قبرك". وكانت التعليقات على ما ذكره الأستاذ قاسية جداً! فمنهم من قال: لا يجوز ذلك هذا حرام! وآخر قال للموت قدسية، وآخر قال ربما الكاتب غير مسلم أو لا يعرف الإسلام! وهناك من سبٌ ولعن (معذورون في حكمهم، فهم لم يطلعوا على المقال كاملاً، بل على جملة منه فقط).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الأستاذ العزيز: لقد بصقوا الأمريكان على قرآننا، واتخذوه هدفاً للرمي بأسلحتهم، ورموه في حظائر الخنازير، ودنس عناصر من المارينز نسخ من القرآن بالتبول عليها في العراق المحتل! لكنك لم تتأثر بكل هذه الانتهاكات، واستحيفت بصقة على من دمر بلادنا، وقتل الملايين من أبناء شعبنا، وبسببه ما زال نزيف الدم مستمر!!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>البعض</b> طالبنا بقراءة كتب الإمام الغزالي كإحياء علوم الدين لما فيه من معلومات هامة تفند بعض ما جاء في مباحثنا!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>نقول:</b> والحمد لله، لم يفتنا ذلك، فلقد طالعناه بإمعان ودقة، وننصح من نصحنا بقراءته مشكوراً بأن يطلع بنفسه عليه! ويوافينا بإحصائية عما تضمنه الكتاب من أحاديث كاذبة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم، والتي لا وجود لها في الصحاح والسنن! سيما المتعلقة منها بالفقر والزهد والجوع لغرض ترويج العقائد الصوفية. ونبادله النصح بأن يطلع على ما أحاصاه العلامة السبكي في كتابه (الطبقات) عن الأحاديث النبوية التي استشهد بها في كتابه الأحياء بدون سند! وقد وصفه د. زكي مبارك بقوله: "فهو (أي الغزالي) في جمعه الأحاديث كحطاب الليل". وإلا سنكيفه بما قال عنه أخص أصحابه (أبو بكر بن العربي الفقيه المالكي) إن "شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة، ثم أراد أن يخرج منها فما قدر". علماً أن الغزالي نفسه يقر في كتابه التأويل: بأنه رجل رديء البضاعة في الحديث. والحقيقة أن كتابه الإحياء هو نسخة محدثة من كتاب (قوت القلوب) ولكنه لم يشر الى اقتباساته منه، بما يعتبر سرقة أدبية! وننصح بقراءة (باب التوكل) في الكتابين لمعرفة الحقيقة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما تحدث أبو بكر الطرطوشي عن الإمام الغزالي وأهم كتبه (إحياء علوم الدين) بقوله: "شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على بسيط الذكر أكثر كذباً منه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[راجع كتاب الرسائل/ عبد اللطيف آل الشيخ3/137]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وهو نفس تقييم الإمام الذهبي لـ (إحياء علوم الدين) حيث قال: "فيه من الأحاديث الباطلة جملة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ويلاحظ</b> أن الخلاف بين الغزالي وبقية المتصوفة يدور حول نقطة واحدة، وهي إنكاره نزول الملائكة على الشيوخ، وقد ردَّ عليه الشعراني بقسوة منتقصاً من قدره ومكانته الصوفيه! لأنه لم يصل إلى مرتبة كبار الصوفية، لذلك لم تنزل عليه الملائكة. ورجع الشعراني في دعواه الى آراء ابن عربي بهذا الصدد <font face="Simplified Arabic" size="3">[للمزيد راجع اليواقيت والجواهر]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">في حين أجاز ابن عربي نزول الملائكة على الشيوخ بما فيهم هو نفسه! وذكر في الفتوحات المكية: "جميع ما أكتبه في تصانيفي ليس عن فكر ولا روية، وإنما هو عن نفث في روعي من ملك الالهام" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الباب/366]</font>. وفي مكان آخر: "جميع ما كتبته وأكتبه إنما هو عن إملاء إلهي وإلقاء رباني أو نفث روحاني". كلام واضح غير قابل للتأويل يكشف حقيقة ابن عربي ومؤيديه.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>في الختام:</b></font> نود الإشارة بأننا لا ندعِ الوصول إلى الحقيقة كاملة، ولا غيرنا يمكن أن يصل إليها! والسبب هو تأويل الكلام، واتباع التقية، وأسلوب الرموز والحروف والطلاسم وغيرها من غوامض الأمور التي يدعي الأئمة والمتصوفة بأن فهمهما مقصور عليهم وعلى أتباعهم فقط، وهي كما يبدو طريقة مبتذلة للمراوغة والمناورة أكثر منها طريقة علمية ومنطقية لاستكشاف الحقيقة ونشرها بين الناس. كلنا إيمان بأن العقائد السرية حتى وإن كانت هامشية هي أكثر خطورة من العقائد المعلنة حتى لو كانت عميقة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لنا محطة أخيرة بإذن الله نمرُ بها سريعاً على مؤتلفات أخرى بين الصفويين والمتصوفة. علماً بأننا أضفنا ونقحنا المباحث السابقة قبل نشرها على شكل كتاب مستقل بعون الله </font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p>
التعليقات