شيعة العراق بين وصيتي الوالي والإمام
علي الكاش
الإثنين 16 يونيو 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="شيعة العراق بين وصيتي الوالي والإمام" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%AA%D9%8A.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align: center;"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>شيعة العراق بين وصيتي الوالي والإمام</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قال عمار الحكيم في كلمة بالاحتفالية التي أقيمت في مكتبه بمناسبة رحيل<font face="Simplified Arabic" size="3"> </font>الخميني يوم <font face="Simplified Arabic" size="3">(</font>4/6/2014<font face="Simplified Arabic" size="3">): "</font>نعاهد الخميني <font face="Simplified Arabic" size="3">أ</font>ننا سنمضي في بناء العراق على خطاه سائرين على طريقته ملتزمين بتوجيهاته".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>بلا تعليق!</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ملاحظة:</b> أينما وردت كلمة شيعة فالمقصود بهم ذوي الولاء الإيراني.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يكره الشيعة ذوو الولاء الإيراني الدولة العثمانية كرهاً شديداً، وهذا الكره يُعد طبيعياً ومقبولاً لو كان سببه أن هذه الإمبراطورية جثمت طويلاً وبكل ثقلها على صدور العراقيين، ودمرت مقدراته السياسية والاقتصادية والثقافية، وكان عبث وفساد الولاة من أسباب تخلفه الحضاري، باستثناء الوالي مدحت باشا، وعدد قليل جداً من الولاة الذين قاموا بإصلاحات محدودة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن الأسباب الرئيسة من وراء الكراهية هي طائفية بحتة، فالإمبراطورية العثمانية كانت محسوبة على أهل السنة، مع أنها لم تقف حائلاً أمام المد الشيعي في العراق سيما في الجنوب وبقية الدول الخاضعة لسلطتها.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتجدر الإشارة بأنه عندما خلف الوالي علي رضا اللاز سلفه داود باشا في حكم العراق، انتهج سياسة التسامح مع الشيعة، وكان يحضر مراسيم عاشوراء، ويقدم لهم المساعدات. بمعنى أن مراسيم عاشوراء في العراق بصيغتها الحالية بدأت في العهد العثماني، ولم يحاربها السلاطين رغم أنها كانت تجري برعاية الدولة الفارسية، وحضور القنصل الإيراني.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والحقيقة أن إعلان السلطان عبد الحميد فكرة الوحدة الإسلامية، والدعوة إلى التسامح استثمرها الشيعة بكفاءة في عملية التبشير المذهبي في العراق، وكان هدف السلطان العثماني من طرح الفكرة هو محاولة التعويض عن خسائر الإمبراطورية في جنوب وشرق أوروبا، ومواجهة التهديد الروسي، لذا فقد كسب إيران لصفه ضدة الروس من جهة، والغرب من جهة أخرى. ولإبداء حسن النية أغدق بالهدايا والعطايا على العتبات المقدسة في العراق، وهذا ما لا تشير إليه مصادر الشيعة بالطبع.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">علماً بأنه منذ سبعة آلاف عام حكم الأتراك العراق (459) عاماً موزعة ما بين الدولة الجلائرية والإمبراطورية العثمانية. في حين حكم الفرس العراق لنفس الفترة (1141) عام يضاف إليها سنوات الغزو الأمريكي الإيراني منذ عام 2003 ولحد الآن؛ لذا فإن كراهية الفرس الصفويين هي أوجب من العثمانيين من ناحية طول فترة الاستعمار والتدمير الذي لحق بالعراق وشعبه سيما في العهدين الصفوي الأول والثاني.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>إن من أبرز أسباب كراهية الفرس للدولة العثمانية:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">أولاً:</font></b> <b>خسائر دولتهم الصفوية في حروبها أمام العثمانيين:</b> وهذه الكراهية يغذونها للأطفال وتكبر معهم دون أن يفهموا سببها. حدثتني إحدى السيدات الإيرانيات بأنها عندما كانت طفلة وتلعب مع الجيران ألعاباً مختلفة، كانت عقوبة الخاسرين في اللعب أن يمسحوا بمؤخراتهم كلمة (القسطنطينية) بعد أن يكتبوها بالطباشير على الجدران بأحرف كبيرة فتتوسخ ملابسهم. وعندما سألتها عن السبب في اختبار عاصمة الخلافة الإسلامية؟ قالت: لا أعرف!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثانياً:</b></font> <b>النزعة المذهبية:</b> حيث كان المذهب المتبع في الدولة العثمانية المذهب الحنفي، والصفويون يكفرون جميع المذاهب الإسلامية ويعتبروها منحرفة، مع أن 90% من المسلمين هم من أهل السنة، وأن المذهب الحنفي أقرب للشيعة من غيره حسب نظرتهم للإمام أبو حنيفة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثالثاً: </b></font><b>تحديد التوسع الإستيطاني الفارسي،</b> فقد كانت ومازالت الأفواه الحاكمة في إيران تتلمظ ويسيل لعابها أمام ثروات العالم العربي، وأطماعها التوسيعة معلنة للجميع، وهي من هذا الجانب لا تعمل بعقيدة التقية. وكانت الإمبراطوية العثمانية الحائل دون تحقيق مآربها الاستيطانية، وهذا ليس مدحاً للعثمانيين فكلاهما قوى استعمارية تعمل وفق مصالحها العليا.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>رابعاً:</b></font> <b>النزعة القومية:</b> فقد كانت النزعة القومية في أوجها قبل انهيار الرجل المريض، والفرس يحقدون حقداً كبيراً على كل ما يتعلق بالقومية غير الفارسية، والقومية العربية هي أكثر ما يثير حنقهم وسخطهم، فقد كانت ومازالت العدو اللدود لقوميتهم. وقد صدر الفرس هذه البضاعة الرديئة إلى شيعة العراق بعد الغزو الأخير، ولقت قبولاً كبيراً، فالقومية العربية مذاقها كالسم عند غالبية شيعة العراق، وهذا الأمر لم يلد مع الغزو الأمريكي الإيراني للعراق مع اشتداد قوته، فقد عارض الشيعة بشدة فكرة تأسيس الجامعة العربية؛ لأنهم كانوا يخشون من انضمام العراق إلى اتحاد كونفدرالي عربي؛ لأنهم بذلك سوف لن يشكلوا الاكثرية السكانية، وبفقدان هذه الميزة سيتراجعون إلى موقع هامشي كأقلية، ومع بداية الغزو الأخير كان الزعماء الشيعة يوجهون انتقادات لاذعة للعرب بشكل عام والعروبة، ويحملونهم مسؤولية اضطهادهم المزعوم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كان الحكام الفرس ومازالوا يعتبرون العراق جزء من إيران، وكذلك الحال مع دول الخليج العربي. ففي عام 1925 نشر الملا بازار إعلاناً في الصحافة ذكر فيه: "ينبغي أن يراعي العراق أمه دولة فارس، ومربيته القديمة تركيا إلى أن يظفر باستقلاله"، وحمل الإعلان توقيع آية الله حسين اليزدي على أساس أنه لا يقل عن مرتبة مجتهد قم الأكبر عبد الكريم الحائري حينذاك. وهذه النظرة الدونية للفرس تجاه العرب لا تزال سارية المفعول، مع أنها نظرة تخالف التوجهات الإسلامية، فقد روى البيهقي في الحديث الشريف: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«من أحب العرب فيحبني أحبهم، ومن أبغضهم فيبغضني أبغضه»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[لباب الأنساب والألقاب والأعقاب/13]</font>. والحديث الشريف: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«أحبوا العرب فإني عربي، والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي»</b></font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">سنستعرض وصية الوالي العثماني مدحت باشا، ونقارنها بوصية الخميني، حيث يوصي الوالي مدحت باشا العرب بقوله: "دعوا التعصب القومي والمذهبي، ولا تذكروا الإسلام والنصرانية واليهودية، ولا التركي والعربي والرومي والبلغاري والألباني، غضوا الطرف عن هذه الاختلافات؛ لأنها أكبر سلاح يحاربكم به الأعداء الظالمون. إنهم يفرقون بين القوميات والمذاهب ليستتب الأمر لاستبدادهم، ويأمنوا من تضامن الأيادي لمقاومتهم. كلكم مظلوم، الظلم لا يخص طائفة دون أخرى، ولا مذهباً دون آخر".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما الخميني فقد جاء في وصيته للشيعة: "ألا تغفلوا أبداً عن مراسم عزاء الأئمة الأطهار، وخصوصاً عزاء سيد المظلومين ورائد الشهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات أنبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة"، ويضيف: "وتعلمون أن لعن بني أمية - لعنة الله عليهم - ورفع الصوت باستنكار ظلمهم - مع أنهم انقرضوا وولوا إلى جهنم - هو صرخة ضد الظالمين في العالم، وإبقاء لهذه الصرخة المحطمة للظلم نابضة بالحياة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[وصية الخميني نشرت عام 1989]</font>. نترك المقارنة والتعليق للقراء الأفاضل!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونود أن نكشف ما ورد في وصية الخميني حول العراقيين سيما الشيعة الذين يحتفلون بمناسبة ولادته ووفاته، ويرفعون صوره في الشوارع والساحات العامة استفزازاً لبقية العراقيين، وإشارة الخميني معيبة جداً للعراقيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص. الطريف في الأمر أنه غالباً ما يقطع الكلام عند الإشارة إلى هذا الأمر الذي أوله: "أننّي أدعي بجرأة أن شعب إيران وجماهيره المليونية في العصر الحاضر أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما التكملة من الوصية فهي: "وأفضل من شعب الكوفة والعراق في عهد أمير المؤمنين والحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما. ذلك الحجاز الذي كان المسلمون أيضا في عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - لا يطيعونه ويتذرعون بمختلف الذرائع حتى لايتوجهوا إلى الجبهة، فوبخهم الله بآيات في سورة التوبة وتوعدهم بالعذاب، ولقد كذبوا عليه (ص) إلى حد أنه لعنهم على المنبر - حسب ما روي وأهل العراق والكوفة أولئك الذين أساؤوا كثيراً إلى أمير المؤمنين، وتمردوا على طاعته. وشكاواه - عليه السلام - في كتب الأخبار والتواريخ معروفه. ومسلمو العراق والكوفة أولئك الذين صنعوا مع سيد الشهداء ما صنعوا وأولئك الذين لم يلطخوا أيديهم بدم شهادته، أما أنهم هربوا من المعركة أو قعدوا فكانت جناية التاريخ تلك"<font face="Simplified Arabic" size="3">[وصية الخميني نشرت عام 1989]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ما الذي يمكن أن نستشفه من هذه الوصية:</b></font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">أولاً: </font></b>يعترف الخميني اعترافاً واضحاً بأن شيعة الكوفة هم الذين أساءوا إلى الإمام علي، وهم الذين خذلوا الحسين. وهذه شهادة حاسمة ضد كل من يحاول أن يبرئ أهل الكوفة من دم الحسين، وقد اعتبرها الخميني جناية تأريخية!</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثانياً: </b></font>الافتراء على الصحابة والمسلمون الأوائل الذين كانوا يتسابقون في نيل الشهادة وليس كما وصفهم الخميني، وإذا تراجع البعض منهم لسبب ما بلا عذر، فهم هامش لا يُعد، وهم ممن لم يتوغل الإيمان الصحيح في قلوبهم كالخميني تماماً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ثالثاً: </b></font>لاحظ أيضا استخدام الخميني كلمة (جبهات) بدلاً من غزوات، موحياً في ذلك حربه العدوانية على العراق، ومحاولاً تشبيه حربه على العراق كحروب علي بن أبي طالب الثلاثة على المسلمين.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>رابعاً: </b></font>كراهية الخميني للعراقيين، وهذا ما يتجلى بوضوح في قوله: "وأفضل من شعب الكوفة والعراق"، أما الكوفة فقد عرفنا السبب أما بقية العراق فما علاقتهم بالحدث؟ كما أن نسبة كبيرة من شعب الكوفة آنذاك كانت من الفرس وليس من العرب.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>خامساً: </b></font>لا يوجد توثيق تأريخي بأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المسلمين على المنبر؟ بل توجد أحاديث تنفي هذا الافتراء. ورد في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسمل قال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت على قائلها»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[أخرجه أبو داود6/921، وعن ثابت بن الضحاك قال: قلا النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ» [البخاري1/916]</font>، وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعاءَ وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ القِيامَةِ‏»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر السابق3/918]</font>؛ بل إن النبي صلى الله عليه وسلم رفض أن يلعن الكفار، بل رفض لعن ناقة وبعير، حتى الجماد رفض أن يُلعن كالريح لأنها مأمورة، فكيف يلعن البشر! فعن أبي برزة، قالَ النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم‏: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا تُصَاحِبُنا ناقَةٌ عَلَيْها لَعْنَةٌ»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[المصدر السابق9/924]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>سادساً: </b></font>يحث الخميني الشيعة على لعن الأموات من بني أمية، وهذا يخالف توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[أخرجه البخاري]</font>، ومن يتحجج بالقول أن الله تعالى لعن الظالمين في الكتاب العزيز، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حل هذا الإشكال في الحديث النبوي الشريف: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لَا تَلَاعَنُوا بِلَعْنَةِ اللَّهِ، وَلَا بِغَضَبِهِ وَلَا بِالنَّارِ»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[أخرجه أبو داود]</font>، فما يحق للذات الإلهية المقدسة لا يعني إقراره كحق طبيعي للبشر.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>سابعاً: </b></font>يحث الخميني الشيعة على ممارسة طقوس عاشوراء، مخالفا بذلك وصايا النبي صلى الله عليه وسلم ووصايا الأئمة أيضاً التي تتوافق كليا مع نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أبي عبد الله قال: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي، ولكن الناس لا يعرفون»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الكافي للكليني]</font>، وجاء في كتاب الإمام علي (ع) إلى رفاعة بن شداد: "إياك والنوح على الميت ببلد يكون صوت لك به سلطان"، وهذا الامام الحسين (ع) نفسه يقول لأخته زينب: "يا أختاه! أقسمت عليك فأبري قسمي. لا تشقي عليّ جيباً، ولا تخمشي عليّ وجهاً، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا هلكت" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مستدرك الوسائل]</font>، وعن الإمام الصادق: "ولا يقمن عند قبر، ولا يسودن ثوباً، ولا ينشرن شعرا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير نور الثقلين]</font>.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ومن المعروف أن هذه المراسيم لا علاقة لها بالإسلام فهي مأخوذة عن إيطاليا، حيث كانت هناك مجاميع تسمى (جمعيات التسوط الأخوانية Scuolo di San Rocco)) في أواخر القرن 16 ثم اختفت تدريجياً.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر آية الله الدكتور مرتضى المطهري في كتابه (الجذب والدفع في شخصية الإمام علي) بأن "التطبير والأبواق عادات ومراسيم جاءتنا من أرثوذوكس القفقاز، وسرت في مجتمعاتنا كالنار في الهشيم". وهذا آية أيضاً وفارسي، ولكنه يختلف عن الخميني بأنه حاصل على لقب علمي وليس حوزوي وشتان بين الإثنين.</font></p>
التعليقات