موقع البرهان - مصر والشيعة بين صراع الماضي وخطر المستقبل

صدر هذا الكتاب مؤخراً بالقاهرة عن مركز التنوير للدراسات الإنسانية للدكتور "حمدي عبيد" أحد المتخصصين بالشؤون الإيرانية والفرق الشيعية، ولعل هذا هو كتابه الأول الذي يطرح للجمهور برغم أنه أعد عدداً من الدراسات القيمة والمهمة في هذا الباب، ولكنها لم تطبع بعد. جاء هذا الكتاب في 450 صفحة من القطع الكبير في تمهيد سريع حول مصر في الإسلام مكانة وعطاءً، وبابين: الباب الأول استعرض فيه مسار مصر مع التشيع في الماضي، وكان الباب الثاني حول مصر والتشيع في المستقبل. الكتاب يكاد يكون موسوعة متنوعة في موضوعه؛ فهو قد تناول الجوانب العقدية والفقهية والتاريخية والسياسية للموضوع وما يرتبط به بلغة سلسة، وربط تجربة مصر بتجارب الدول الأخرى حتى تكتمل الصورة وتتضح الرؤية، مما يساعد على استشراف المستقبل ومعرفة القادم في علاقة مصر بالتشيع. تأتي أهمية الكتاب من عدة جوانب: أولها: كونه حدث الساعة اليوم في مصر والعالم العربي، فالجميع ينتظر مآل المحاولات الإيرانية لاختراق مصر عبر حكم الإخوان المسلمين، وثانيها: مؤلفه المتخصص والذي جمع شتات الموضوع وقدم شيئا جديداً فيه بخلاف الكثير من الكتب السطحية والمكررة، وثالثها: كمية الحقائق والمعلومات الجديدة مع حُسن ربطها وتوظيفها، مما جعل من مطالعة الكتاب حاجة لازمة لكل مهتم وباحث في هذا المجال. في الباب الأول طاف بنا المؤلف في أربعة فصول أو محطات رئيسية هي: 1- مصر وأهلها عند الشيعة: استعرض فيه روايات الشيعة تجاه مصر وهي روايات مكذوبة على أئمة آل البيت تزدري مصر وأهلها من منطلقات عصبية وعرقية يتنزه آل البيت عنها. ثم تناول بعض مواقف الشيعة من علماء مصر المعاصرين بما يكشف عن نفاق الشيعة بادعائهم الحرص على الوحدة والتقارب مع الأزهر والسنة، فكشف عن اتهامات الشيعة لعلماء مصر والأزهر بتحريف الكتب السنية كالبخاري وغيرها خوفاً من انتشار التشيع!! وفضح تهجمهم على الشيخ محمد أبو زهرة لكونه فند مزاعمهم وأكاذيبهم على أئمة آل البيت بروايات تحريف القرآن وربوبية الأئمة وغيرها. وبين المؤلف دناءة الشيعة وخسّتهم حين تهجموا على العلامة الشعراوي واتهموه بما سبق أن اتهموا الفاروق عمر به رضي الله عنه من كونهما والعياذ بالله يتعالجان بماء الرجال!! وكذلك استعرض مواقف الشيعة الإيرانيين والمتشيعين المصريين من جماعة الإخوان المسلمين الذين كالوا لهم الاتهامات ووصفهم بانهم إخوان الشياطين وأنهم خونة وعملاء وأنهم أصحاب فكر التكفير وهكذا. وأيضاً اتهامهم للشيخ القرضاوي بأنه ماسوني عميل للصهيونية!! وتناول في مبحث خاص علاقة آل البيت بمصر فكشف عن العلاقة الوطيدة لآل البيت بمصر، فقد توجه كثير من آل البيت بعد نكبة الحسين رضي الله عنه إلى مصر هرباً من خيانة شيعة العراق وابتعاداً عن الشام وسطوة يزيد، وكانوا محل التكريم والحفاوة، وبعد هذا كيف نصدق روايات الشيعة بذم مصر وأهلها؟ ولكنها العصبية الطائفية والقومية الفارسية البغيضة. 2- موقف الشيعة من الأئمة الأربعة والمنتسبين لهم: استعرض فيها تكفير الشيعة للأئمة الأربعة وتلاميذهم وكذلك تهجم وتكفير الشيعة للأشاعرة والصوفية وعموم أهل السنة. 3- عندما حكم الشيعة مصر: فبين ما قامت به الدولة الفاطمية من انحرافات وجرائم ومظالم تجاه المصريين، وبيّن أنهم اعتمدوا على استغلال الفكر والقضاء وصبغ الحياة بمظاهرهم. وفصل في عقائد الدولة الفاطمية الإسماعيلية والتي يجهلها كثير من الباحثين فضلاً عن العامة. 4- مواقف المصريين العلمية والعملية لمقاومة الفاطميين: وهذا من أمتع فصول الكتاب وهو جديد في بابه، ويحتاج إلى مزيد من التطوير والتوسع في كتاب مستقل، حيث استعرض جهود علماء مصر في صد التشيع، وجهود المصريين من العامة بالأشعار والنكات لمقاومة التشيع والفاطميين. أما الباب الثاني والذي يعالج قضية خطر التشيع على مصر بالمستقبل فقد تناول فيه المحاور التالية: 1- خطر التشيع على العقيدة والشريعة الإسلامية بتحريف العقائد وتبديل الشرائع وذكر نماذج عديدة. 2- خطر التشيع على نسيج الأمة الاجتماعي، وتناول فيه أثر التشيع على قضايا الزواج والمتعة والتقية في تفتيت المجتمع وشطره من جهة، وقضايا الفتن والحروب الأهلية التي يتورط فيها التشيع دوما نتيجة لهذه العقائد والشعائر والسلوكيات الطائفية، واستعرض مسيرة الشيعة قديما وحديثا في الفتن والحروب الأهلية والطائفية والخيانة للأمة بالتعاون مع أعدائها ضدها. 3- استعرض تفصيلياً محاولة الفاطميين قديما لطمس الهوية السنية لمصر. 4- كشف عن معالم استراتيجية الشيعة اليوم للتغلغل في مصر. وبالختام أكرر النصيحة للمهتمين لقراءة هذا الكتاب لما فيه من ربط الحاضر بالماضي وربط السياسة بالعقيدة مما ينير الرؤية ويوضح العقدة الخفية في سياسات إيران، لمن أراد أن يفهم الحقيقة على حقيقتها ويتعامل مع الشيعة على نور وبصيرة. المصدر: الراصد

تصفح الكتاب

بحث