تحول الشيعة إلى مذهب المعتزلة
سفر عبد الرحمن الحوالي
الخميس 4 سبتمبر 2014 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="تحول الشيعة إلى مذهب المعتزلة" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84(1).jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">تحولت المعتزلة في القرن الرابع من فئة فكرية محدودة إلى عقيدة شعبية عامة، وذلك حين اتحدت المعتزلة مع الشيعة على يدي النوبختي وأمثاله.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والسبب في ذلك أنه بعد عودة المتوكل إلى السنة وظهور السنة في البلاد، صار خلفاء بني العباس وولاتهم يكتبون في جميع الأمصار إلى القضاة والعلماء الذين أُذلوا وعُذبوا وأهينوا وكبتوا، وقتل منهم من قتل في أيام ظهور المعتزلة، فأعقب ذلك حرباً شديدة على المعتزلة في جميع الولايات الإسلامية، فحشر المعتزلة وحصروا وضيق عليهم حتى من العامة، وكذلك وقع للروافض، فاتحد الطرفان؛ حتى إن الرافضة -وكانوا قبل ذلك مشبهة - تخلت عن مذهبها في التشبيه؛ فمذهب الشيعة في صفات الله سبحانه وتعالى هو ما قاله هشام بن الحكم الرافضي، وداود الجواربي، وما أصله لهم عبد الله بن سبأ؛ من أن: علياً هو الله؛ فهم حلولية يمثلون الله بخلقه، ويثبتون الصفات إلى حد أنهم يجعلونها مثل صفات المخلوقين، هذا أصل دين الشيعة، لكنهم تحولوا فأصبحوا معطلة نفاة، ينفون الصفات.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">والذي يعرف أصول الشيعة لا يستغرب أي شيء منهم، فمن أصول الشيعة التي يقولون إن أبا عبد الله جعفر الصادق علمهم إياها، وذلك حين سأله بعضهم فقال: إني أكون في بلد ليس فيه أحد من الأئمة ولا من الفقهاء، فماذا أصنع فقال: "انظروا إلى ما عليه العامة فخالفوهم، فهو الحق" حسب زعم الشيعة! والعامة هم أهل السنة، ويعنون بذلك جميع أهل السنة حتى كبارهم، وحتى العلماء منهم، وهكذا دأبهم: خالف تصب، المهم ألا توافق أهل السنة في شيء.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فكانوا يقولون بهذا التمثيل كما هو دين عبد الله بن سبأ اليهودي؛ فلما وجد الرافضة أن أهل السنة يحاربون الاعتزال -لأن المعتزلة ينفون صفات الله وينفون الكلام عن الله وينفون الرؤية- وافقوا المعتزلة وخالفوا أهل السنة، فالمطلب عندهم أن يخالفوا علماء أهل السنة؛ كالإمام أحمد بن حنبل ومالك والشافعي وغيرهم، وأن يكونوا على خلاف دينهم؛ فخالفوهم؛ فأصبحوا معتزلة؛ ولذلك نقول: إن الكتب التي تتحدث عن تراجم متكلمي الشيعة تتكلم عن المعتزلة والعكس، ولو أن أحداً ألف عن متكلمي المعتزلة فإنه يتعرض لمتكلمي الشيعة.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فاتحدت الفرقتان وأصبحتا شيئاً واحداً، وما تزال الشيعة إلى اليوم تعتقد في صفات الله ما تعتقده المعتزلة، فينكرون صفات الله، وهذا هو التوحيد عند المعتزلة وهو الأصل الأول عندهم.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="3">المصدر: موقع الشيخ</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p>
التعليقات
طالب علام الثلاثاء 7 أكتوبر 2014 م
كلام صحيح تماماً .. هشام بن الحكم (فيلسوف الإمامية) :- ظهر في زمان جعفر الصادق . وهو صاحب نظرية الإمام المعصوم الضرورة ، فكان يناقش الناس بأن الله تعالى لا بد أن يُعيّن إماماً للمسلمين ، يجمع كلمتهم ويُخبرهم بحقهم من باطلهم ( ص157 ) . وكان كلمه هذا من الأسباب التي أودت بحبس موسى الكاظم ولهذا كان الإمام الرضا بن موسى الكاظم يكرهه – كما سنرى . والغريب أن لا أحد يعرف أصله! فهو من موالي بني شيبان! ويقال أنه كان في البداية زنديقاً، ثم أصبح من المُشبّهة والمُجسّمة، ثم أصبح من المعتزلة، ثم أصبح من الشيعة الإمامية! وهو الآن عند الإثناعشرية من الشيعة العظماء الذين يؤخذ عنهم الفقه ولا يجوز لأحد أن يطعن فيهم ! (راجع معجم رجال الحديث للخوئي/ ترجمة هشام بن الحكم ) . وكان الرضا (ع) يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم . فقال الرضا (ع) يوماً لشيعته :- أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .