<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<img alt="التقليد والمرجعية" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF_%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%B9%D9%8A%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>الصفوية والصوفية .. خصائص وأهداف مشتركة [25]</b></font></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align: center;">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">التقليد والمرجعية</font></b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ذكر محمد كرد علي: "التقليد وما أدراك ما التقليد التقليد؟ إنه قيد الأحرار، وسجن العقول، وهادم الأفكار، وعدو الشرائع، ومبيد الأمم، وجيش الاستعباد" <font face="Simplified Arabic" size="3">[مجلة المقتبس 40/50]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><font color="DarkRed" face="Simplified Arabic" size="4">و</font>وصف عبد المؤمن الأصفهاني المقلد بقوله: "ما المقلد إلا جمل مخشوش، له عمل مغشوش، قصاراه لوح منقوش، يقتنع بظواهر الكلمات، ولا يعرف النور من الظلمات، يركض خيول الخيال، في ظلال الضلال، شغله نقل النقل، عن نخبة العقل، وأقنعه رواية الرواية عن در الدراية، يروي في الدين عن شيخ هم، كمن بقود أعمى في ليل مدلهم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[أطباق الذهب]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يؤمن الصفويون والصوفيون بضرورة وجود المرجع والشيخ الذي يقلده الأتباع، وجعلوا من هؤلاء أوصياء على المسلمين، يأمرون وينهون كيفما شاءوا. وأسبغوا عليهم جمهرة من الألقاب لم يحمل الرسول صلى الله عليه وسلم مثلها أو ما يوازيها صفة وعدداً.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>في الصفوية توجد مرتبة روح الله وآية الله وحجة الله. وعند الصوفية القطب والغوث.</b> ثم وضعوا سلماً بالمراتب كالأستاذ والمريد في التصوف والمرجع والمقلد في الإمامية. والمريد والمقلد يمشون بتوجيهات أسيادهم دون أن يكون لهم حق المعارضة وحتى المناقشة! فإرادتهم مسلوبة، لأنهم يعلمونهم بأن طاعة الشيخ هي طاعة الله، وغضبه هو غضب الله! فالمراجع والشيخ نواباً للرب. وأصبح للقطب والمرجع قدسية كبيرة عند العوام حيث تُلتمس منه البركة والمغفرة والرضا والشفاء والثواب. ولم تقتصر القدسية على الأحياء منهم فحسب بل الأموات أيضاً! فالأئمة والأقطاب لهم قدسية مفرطة عند أتباعهم. فزيارة قبر الأئمة تعتبر بركة ورحمة، حتى الله جل جلاله يزور قبورهم كما يدعي الصفويون! كذلك يشد الرحال مئات الألوف من الناس لزيارة ضريح السيد البدوي والشاذلي ملتمسين البركة منهم. وفي الوقت الذي يقلد فيه أتباع المتصوفة الشيخ الكيلاني والرفاعي والنقشبندي والكسنزاني وغيرهم في العراق، يقلد المصريون السيد البدوي والشاذلي وغيرهم في مصر فإن أتباع الصفوية يقلدون المراجع العليا كالسيستاني والخامنئي والحائري وهم من إيران.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ولم يقتصر الأمر على الطاعة فحسب بل امتد إلى الشرك بالله من خلال القسم بالأئمة والشيوخ، </b>وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«من كان حالفاً فليحلِف بالله أو ليصمت»</b></font>، فالصفوين يقسمون بفاطمة الزهراء والأئمة. ويذكر السيد محمد الشيرازي في كتابه (العباس والعصمة الصغرى) عن مشاهداته في كربلاء شدة الخوف من القسم بالعباس "فبعضهم يهون عليه الحلف بالله سبحانه تعالى على الحلف بالعباس". وأتباع الصوفية يحلفون بالشيخ الكيلاني والسيد البدوي والمرسي ابو العباس والعدوي. يقول الكيلاني: "من استغاث بي في كربة كشفت عنه. ومن ناداني في شدة فرجت عنه، ومن توسل بي في حاجة قضيت له" <font face="Simplified Arabic" size="3">[للمزيد راجع كتاب الطرق الصوفية وانتشار البدع/ د. أحمد عبد الكريم نجيب]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وتطور الأمر الى اعتبار مخاليفهم من المنحرفين، من ثم تكفير من يخالف توجهاتهم. يذكر محمد الرضوي: "لو أن أدعياء الاسلام والسُّنّة أحبوا أهل البيت عليهم السلام لاتبعوهم ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم كأبي حنيفة والشافعي ومالك وابن حنبل" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كذبوا على الشيعة/279]</font>، يذكر نعمة الله الجزائري: "أقول هذا يكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين، وذلك أنهم وإن صاموا وصلوا وحجوا وزكوا وأتوا من العبادات والطاعات وزادوا على غيرهم إلا أنهم أتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أُمروا بالدخول منها ... وقد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط وأبواب بينهم وبين ربهم وأخذوا الأحكام عنهم وهم أخذوها عن القياسات والآراء والاجتهاد الذي نهى الله عن اخذ الأحكام عنها، وطعن عليهم من دخل في الدين منها" <font face="Simplified Arabic" size="3">[قصص الأنبياء/347]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">من الجدير بالإشارة أنه رغم وجود المذاهب المعروفة عند أهل السنة، لكنهم أصحابها لا يمثلون مرجعاً وحيداً لهم، فالليث بن سعد عاصر مالك واعتبره الشافعي أفقه من مالك، وكان سفيان الثوري في العراق بفقه يوازي فقه أبي حنيفة واعتبره الغزالي الفقيه الخامس، وكذلك في الشام برع الإمام الأوزاعي، علاوة على عطاء بن سعيد وطاووس والزهري والشعبي وابن سيرين والعشرات غيرهم. وهؤلاء الفقهاء على خلاف أئمة الشيعة فعم لم يدعوا العصمة، وإنما كانوا يؤمنون بأن من أفتى صواباً له أجرين، ومن أخطأ له أجر واحد، لذا تراهم يختلفون في العديد من المسائل، حتى أن مذهب الشافعي في العراق يختلف عن مذهبه في مصر. وعندما يرى الإمام بأن هناك رأياً فقهياً أرجح من رأيه كان يتنازل عنه ويأخذ بالأصوب. وهذا ما عبر عنه الشافعي بقوله: "إذا صح الحديث بخلاف قولي فاضربوا بقولي الحائط، وإذا رأيت الحجة موضوعة على الطريق فهي قولي". وكذلك قوله الرائع: "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">المثير في الأمر أن الأئمة من أهل السنة نهوا المسلمين عن تقليدهم، وهذا ما عبر عنه الشافعي بقوله حسبما أورده ابن القيم: "مثل الذي يطلب العلم بلا حجة كمثل حاطب ليل، يحمل حزمة حطب وفيه أفعى، تلدغه وهو لا يدري"، وقول أبو حنيفة عن الأئمة: "هم رجال ونحن رجال"، وكما ذكر الإمام أحمد: "لا تقلدني ولا تقلد مالكًا ولا الثوري ولا الأوزاعي، وخذ من حيث هم أخذوا"، وقال أبو يوسف: "لا يحل لأحد أن يقول مقالتنا حتى يعلم من أين قلنا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[أعلام الموقعين2/139]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">المصادر الرئيسة عند أهل السنة هي القرآن أولاً وتليه السنة النبوية وأخيراً آراء الفقهاء المبنية على الحجة دون أن تكون ملزمة، لذلك غالباً ما يختم الفقهاء رأيهم الفقهي بعبارة (والله أعلم) تيمناً بما جاء في سورة النساء: <font face="Simplified Arabic" size="3">فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [النساء:59]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قال الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام: "لم يزل الناس يسألون من اتفق من العلماء من غير تقييد بمذهب"، بل إن بعض العلماء حرم التقليد كابن حزم: "إن التقليد حرام، ولا يحل لأحد أن يأخذ قول أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا برهان"، وفقاً لما جاء في سورة الأعراف: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾</b></font><font face="Simplified Arabic" size="3"> [الأعراف:3]</font>، وفي قول أحمد: "لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوريّ وخذ من حيث أخذوا".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">لكن الأمر يختلف عند المتصوفة والصفويين كما نلاحظ.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الصفويون يعتبرون أئمتهم معصومين، وهذا يعني بالنتيجة الأخذ بآرائهم رغم أن معظمها متناقضة! حيث يذكر محمد رضا المظفر: "عقيدتنا في المجتهد الجامع للشروط أنه نائب للإمام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا، والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الله تعالى، وهو على حد الشرك بالله".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر علي شريعتي: "في التشيّع الصفوي فيتعين على المرء أن يكون تابعاً ومقلداً أعمى في جميع الأمور والمجالات! (الروحاني) الذي يعيّن - عبر الفتاوى التي يصدرها على نحو دساتير مقتضبة وقاطعة - كل ما يتعلق بأفكار الناس وعقائدهم وأحاسيسهم وأمزجتهم وطبيعة حياتهم الفردية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والتربوية" <font face="Simplified Arabic" size="3">[التشيع العلوي والتشيع الصفوي]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">الأئمة عند الصفويين هم كالرسل بل أعظم مرتبة منهم؛ مما يستوجب طاعتهم، ليس على البشر فحسب وإنما على كل الكائنات الحية والجماد والملائكة، ولم يستثن من هذه القاعدة الشاذة سوى الذات الإلهية! "الأئمة كالرسل، قولهم قول الله، وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، ولا ينطقون إلا عن الله وعن وحيه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الاعتقادات لابن بابويه]</font>. فهم (كلمات الله)! كما في قوله تعالى في سورة يونس: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>﴿لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[للمزيد راجع تفسير القمي]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويحدثنا الطبري (الصفوي وليس صاحب التأريخ الشهور) بأن "طاعة الأئمة مفروضة أيضاً على كل مخلوقات الله من الجن والإنس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب دلائل النبوة]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويزيد المجلسي في البحار: "لم يخلق الله آدم وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي، ولا كلم الله موسى تكليماً إلا بولاية علي، ولا أقام الله عيسى آية للعالمين إلا بالخضوع لعلي".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولم يوضح لنا لماذا الإمام علي دون غيره شُمل بهذا التخصيص الإلهي؟ ونُسب للإمام علي القول: "أنا الواجب له من الله الطاعة، أنا سر الله المخزون، أنا العالم بما كان وما يكون" <font face="Simplified Arabic" size="3">[إحقاق الحق للمرعشي22/351]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر القمي بأنه: "من خالف الإمامية في شيء من أمور الدين كمن خالفهم في كل أمور الدين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الاعتقادات لابن بابوية/116]</font>. وأن "طاعة الأئمة واجبة حتى الكائنات الجامدة من سموات وأراضي وكواكب" <font face="Simplified Arabic" size="3">[بحار الأنوار25/341]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ونسب الكليني للإمام الرضا القول: "الناس عبيد لنا في الطاعة" كما ورد في <font face="Simplified Arabic" size="3">[غيبة الطوسي/16 ومختصر البصائر/14]</font> بأنه خلال المنازعة بين الإمامين زين العابدين وعمه محمد ابن الحنفية على الإمامة اتفقا على أن يكون الحجر الأسود الحكم بينهما "فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي فصيح قائل: اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي (ع) إلى علي بن الحسين بن علي، ابن فاطمة بنت رسول الله"! سبحان الله القاضي حجارة!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولا نعرف لماذا أشار الحجر إلى أن أمه فاطمة التي لا حاجة لذكرها؟ والأدهى منها في النزاع على الإمامة بين زيد بن الحسن والباقر حيث كان الحكم بينهما هذه المرة (سكين ناطقة) "فقد وثبت من يد زيد على الأرض، ثم قالت: يا زيد أنت ظالم! محمد أحق بك وأولى". وحذرته بقوة "ولئن لن تكف لألين قتلك" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الاختصاص للشيخ المفيد/210]</font>. حجر يقاضي، وسكينة إرهابية وقحة تهدد بالقتل! كأننا نرى الرسوم المتحركة وليس سيرة أئمة!!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">حول مصطلح التقليد عند الشيعة يذكر محمد مهدي شمس الدين "مصطلح تقليد ومصطلح مرجعية هذان المصطلحان وما يرادفهما ويناسبهما غير موجودين في أي نص شرعي، وإنما هما مستحدثان، وليس لهما أساس من حيث كونهما تعبيران يدلان على مؤسسة تقليد هي مؤسسة ومرجعية هي مرجعية التقليد، يعني مؤسسة من حيث كونهما اثنين لمؤسسة، ليس لهما من الأخبار والآثار فضلاً عن الكتاب والكريم علماً ولا أثراً. كل ما هو موجود بالنسبة لمادة قلّد خبر ضعيف لا قيمة له من الناحية الاستنباطية إطلاقاً، وهو المرسل الشهير عن أبي الحسن، عن أبي محمد الحسن العسكري (رض)، ومتداول على ألسنة الناس: "من كان من الفقهاء صائناً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه". مادة قلّد موجود فقط بهذا النص، ولكن لا يعتمد عليه إطلاقاً. هذا تقليد، ومقلّد ومُقلّد لا أساس له. ومرجع لا أساس له" <font face="Simplified Arabic" size="3">[المرجعية والتقليد عند الشيعة/ محاضرة ألقيت في ذكرى مقتل محمد باقر الصدر عام 1994]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>وفيما يتعلق بالصوفية:</b></font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر السهروردي: "لا بد للمريد من شيخ مرشد إلى الحق يرشده، ويلقنه الذكر، ويلقي في روعه النور" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب عوارف المعارف]</font>. وزعم بعضهم أن "المعترض على الشيخ متعرض لعطبه وهلاكه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الغنية للجيلاني2/188]</font>. وقالوا: "تكون مثل الميت بين يدي الغاسل، وقالوا: عقوق الأساتذة لا توبة له، وقالوا: من قال لأستاذه: لماذا؟ لا يفلح أبداً" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الاستغاثة في الرد على البكري1/426]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">قال ابن كثير" فالجهلة من الأحبار والرهبان ومشايخ الضلال يدخلون في هذا الذم" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير ابن كثير1/378]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كما يذكر ذو النون المصري بأن "طاعة المريد لشيخه فوق طاعته ربه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[تذكرة الأولياء 1/171]</font> فالشيخ أصبح أعلى منزلة من الله. ويذكر الشعراني "في أدب المريد مع شيخه فيلازمه ويصبر عليه ويحبه ويسلم له حاله ولا يعترض عليه، ولا يتزوج إلا بإذنه، ولا يكتمه شيئاً ولا يقول له: لا" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب الأنوار القدسية]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويضيف الكمشخانوي "من شرط المريد أن لا يكون بقلبه اعتراض على شيخه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب جامع الأصول/ الكمشخانوي/2]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الشعراني عن آداب المريدين بأن الشيخ "إذا مد يده لكم لتقبلوها، فقبلوا رجله" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الطبقات الكبرى/141]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر الشيخ يوسف العجمي <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأنوار القدسية2/36]</font> بأن "من أدب المريد أن يقف عند كلام شيخه ولا يؤوله، وليفعل ما أمره به شيخه وإن ظهر أن شيخه أخطأ"! هل هذا أدب أم قلة أدب؟ أليس من الأجدى أن ينبه شيخه على خطئه بدلاً من أن يتركه على عماه؟</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وينقل شيخ الأزهر عبد الحليم محمود عن الشيخ الدردير قوله في أدب المريد "أن لا يعترض على أي شيء فعله شيخه ولو كان في ظاهره كفر، وإذا قال له وهو صائم أفطر! وجب عليه الفطر"! <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب سيدي أحمد الدردير لشيخ الازهر عبد الحليم محمود/119]</font> عجباً لشيخ الأزهر فهو يتجاهل قاعدة إيمانية صارمة تتمثل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: <font color="green" face="Simplified Arabic" size="4"><b>«السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»</b></font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[صحيح البخاري/2735]</font>، فإذا كان شيخ الأزهر يذكر القول بلا تعليق فلا عتب على الآخرين.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">يذكر ابن عجيبة: "نحن مطالبون بالتصديق للشيوخ في كل ما نطقوا به، فهم ورثة الأنبياء" <font face="Simplified Arabic" size="3">[إيقاظ الهمم في شرح الحكم/27]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر القشيري بأن الشيوخ قالوا: "عقوق الأستاذين لا توبة عنها" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الرسالة القشيرية2/633]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>إذن:</b> الله تعالى يغفر للعبد ويقبل توبته، والشيخ الصوفي لا يقبلها!</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ولشهاب الدين السهروردي رأي أدهى: "اذا دخل المريد الصادق تحت حكم الشيخ وصحبته وتأدب بأدبه، يسري من باطن الشيخ حال إلى باطن المريد كسراج يقتبس من سراج، وكلام الشيخ يلقح باطن المريد". المسألة تحولت إلى تلقيح! ومحذراً المريدين من مخالفة شيوخهم ومعارضتهم؛ لأنه "السم القاتل للمريدين" <font face="Simplified Arabic" size="3">[عواف المعارف/93]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وينقل القشيري عن الشيخ عبد القادر الكيلاني القول "الواجب على المريد ترك مخالفة شيخه في الظاهر، وترك الاعتراض عليه في الباطن، فصاحب العصيان بظاهره تارك لأدبه. وصاحب الاعتراض بسره متعرض لعطبه، بل يكون خصماً على نفسه لشيخه" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الرسالة القشيرية2/732]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">أما تاج الدين السبكي فيحدثنا بسوء نتيجة عدم الطاعة: "ما رأينا أحداً مبتلى بالإنكار إلا وكانت خاتمته خاتمة سوء" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية1/126]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويوجه الشعراني المريدين: "الزم الأدب مع الذاكرين وغيرهم، فهو في الحقيقة أدب مع الله تعالى" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الطبقات الكبري1/188]</font>.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويذكر ابن عربي: ما حرمة الشيخ إلا حرمة الله فـقــم بـــها أدبــــــاً لله بالله.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">هــم الأدلاء والقربى تؤيدهم * * * علـى الدلالــة تأييداً على الله</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">كالأنبياء تراهم في محاربهم * * * لا يسألون مـن الله سـوى الله</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فإن بدا منهم حــال تولهــهم * * *عن الشريعة فأتركهم مع الله</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">فالكبريت الأحمر لا يرى حرجاً من اتباعهم حتى لو ضلوا؛ لأن شأنهم مع الله، ولكن أليس الشرع يقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ أليس العقل هو حجة الله على عباده ويحاسبهم عليه؟ وقد تضمن الذكر الحكيم إشارات واضحة حول: ألا يعقلون؟ ألا يعلمون؟ لدينا عقل هو هبة من الله نميز به الخير عن الشر، والإيمان عن الضلال. فلا طاعة للشيوخ والأقطاب وآيات الله وحججه إن حادوا عن الطريق القويم هكذا علمنا الإسلام.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt"><b>ومن الجدير بالذكر: </b>أن الطاعة العمياء لأتباع المراجع والمشايخ تعتبر أمضى سلاح بيد الطامعين؛ لذا كان الاستعمار القديم يتحرك بشكل فعال على المراجع والمشايخ لكسب ودهم واستمالتهم لصفهم؛ لأنهم يدركون جيداً مدى تأثيرهم المغناطيسي على أتباعهم سيما العوام، فكسب شيخ أو مرجع ديني لصف المحتل يضمن تجميد قوى وطنية تبلغ الآلاف وأحياناً الملايين من المواطنين. وهذا ما حصل في العراق عندما جند الأمريكان والانكليز السيد السيستاني لخدمة مشاريعهم الاستعمارية، فتعطلت لغة الجهاد، وارتفع صوت التخاذل والاستسلام.</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">وسنناقش هذا الموضوع في مبحث مستقل بعنوان "الجهاد في المنظور الصفوي والصوفي".</font></p>
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">
<font face="Simplified Arabic" style="font-size: 14pt">ويوضح الشعراني بأن محبة وطاعة الشيخ من قبل أتباعه تعني محبة الأشياء من أجله، أو كرهها من أجله. وينطبق نفس الشيء على طاعة المراجع من قبل أتباعهم. فقد روجوا بأن منفعتهم منهم - حتى لو أخطأوا - أكبر من منفعة الفرد في صواب نفسه! كذلك يدعي بعض الشيوخ والمراجع بأنهم معصومون أو هم أعرف من غيرهم بشرع الله وسواء السبيل، وهذا يعني لا يجوز الخروج عن طاعتهم لأنها تعني الخروج عن طاعة الله! وأصبحوا بذلك لا يقلون نفوذاً عن القادة العسكرين أمام جنودهم!</font></p>
تصفح الكتاب
التعليقات
أبو عبد الرحمان أحمد الرملي -الجزائرالجمعة 10 أكتوبر 2014 م
جزاكم الله خيرا
نعم الصوفية بنت الشيعة ،ولم يغزنا الشيعة الا بواسطة المتصوفة