حقيقة ما يسمى بـ"التدين الشعبي"
مدير الموقع
الإثنين 1 يونيو 2015 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> <img alt="" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/2015/5-2015/BbUAsZFCYAAYgax.jpg" style="width: 400px; height: 266px;" /></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">يهتم الباحثون المتخصصون في علم الاجتماع بنوع جديد من البحوث الاجتماعية المرتبطة بالحالة الدينية للشعوب، وهو ما يعرف بـ"التدين الشعبي"، وفيه يقسم الباحثون الاجتماعيون التدين إلى نوعين "تدين شعبي" عام، و"تدين أصولي" نخبوي، وتتعدد هذه الدراسات، وتختلف من شعب إلى شعب، ومن ديانة إلى أخرى.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">وفي واقعنا العربي نشأت دراسات عدة من هذا النوع، تتحدث عن الازدواجية التي تعيشها بعض الشعوب الإسلامية، حيث يكون للدين حضوران؛ حضور بين العامة، وهو (الشعبي)، وحضور بين الخاصة- إن صح التعبير- وهو (الأصولي).</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">المريب في أمر هذه الدراسات أنها تتجاوز حد الوصفية إلى التحليل، ثم عقد المقارنات، وهنا يظهر الانحراف وتتجلى مساوئ هذه الدراسات، حيث ينتصر الباحثون الاجتماعيون، لما أطلقوا عليه مسمى "التدين الشعبي"، في مقابل "التدين الأصولي" المستند إلى فهم "السلف الصالح".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">والتدين الشعبي بشكله الموصوف في الدراسات الاجتماعية أقرب إلى الانحراف منه إلى التدين، فهو انحراف عن الدين الحق، إلى خرافات وأساطير وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">وفي الواقع العربي والإسلامي ينطبق مسمى التدين الشعبي- أكثر- على الطقوس الموروثة عن الصوفية، وهي في غالبها طقوس وعبادات بدعية، انتشرت بين المتصوفة ومريدي الطرق الصوفية.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">وإلى هذا النوع من الدراسات أشار الكاتب "طارق الحمودي"، بموقع هوية برس المغربي، حيث أشار إلى ما تحويه مثل هذه الدراسات من فساد، ومن ذلك زعم الباحثين في هذا المجال أن التدين في المغرب نوعان؛ تدين شعبي، وتدين أصولي نخبوي، مبيناً أن هذا الكلام مستورد، أنتجه باحث غربي غير مسلم، جاهل بالإسلام وحقيقته وأصوله وعباداته، فالتفرقة بين التدينين اختراعه، واعتبار التقسيم فاسد، وفيه إسقاط وجهل..</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">يضيف الكاتب: "صاحب هذا هو "إدوارد فسترمارك-Edvard Westermarck"، وهذا الرجل يعرفه الباحثون الاجتماعيون المغاربة، فهو ممن حاول قراءة التدين المغربي قراءة اجتماعية محملة بالأخطاء المنهجية والمعرفية، و"فيسترمارك" هذا، عالم اجتماع وأنثروبولجي فنلندي، والمصيبة الأبعد في هذا أن هذا الرجل عده بعضهم أول سوسيولوجي دارويني النزعة".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">من ناحية أخرى ذهب البعض كما أشرنا إلى اعتبار التدين الشعبي هو الدين وما خالفه تسلط ديني وسلطة غير روحية، ولهذا رأينا من الباحثين الاجتماعيين العرب من يستبدل مصطلح "التدين الشعبي" بمسمى "الدين الشعبي".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">ومن أمثلة هؤلاء الباحثين الكاتب المصري شحاتة صيام أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم، حيث صدر له مؤخراً كتاب في هذا الصدد عنوانه: (الدين الشعبي في مصر)، انتصر فيه للتصوف، معتبراً إياه الحاضنة الوحيدة للتدين الشعبي.</font></font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">وقد عرف صيام الدين الشعبي، أو التدين الشعبي بأنه "إسلام الطبقات الشعبية الضعيفة، التي تبتعد عن الإطار الرسمي وعن الحياة اليومية، وتنغمس في الحياة الروحية"، واصفاً إياه بأنه "تدين خارج إطار المؤسسات، متحرر من أية وصاية، هو منتج شعبي يهدف إلى مقاومة كل سلطة دينية".</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">للدراسات الاجتماعية أهمية كبرى، وهي كغيرها من الدراسات البحثية، تحتاج إلى مرجعية دينية منضبطة، كي تنضبط بها نتائجها، ولا تنحرف عن الجادة، وفي ذات الوقت يحتاج الباحثون- بصفة عامة- إلى النظر في القضايا العلمية بشيء من الإنصاف والموضوعية حتى لا تصطبغ نتائج أبحاثهم بالصبغة الشخصية، وتتمحور حول ما يريده الباحث لا حول ما هو واقع ومشاهد.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> <font face="Simplified Arabic" size="4">من خلال ما سبق يتبين للناظر مدى الخطأ والخلط الواقع فيه المقسمون للتدين، إلى تدين شعبي وآخر أصولي، فالتدين واحد، يتلمس فيه أصحابه خطى السلف الصالح، أما ما عدا ذلك، مما يسمى بـ"التدين الشعبي"، هي ممارسات منحرفة، سلك فيها أصحابها مسلكاً مخالفاً لصحيح الدين وطريقة السلف الصالح- رضوان الله عليهم-.</font></p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p> <p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%">  </p>
التعليقات