خيانة الشيعة للحسين بن علي عليه السلام
مدير الموقع
السبت 17 أكتوبر 2015 م
<p dir="RTL" style="text-align: center;"> <img alt="" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/2015/10-2015/%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A9.jpg" style="width: 400px; height: 250px;" /></p> <p dir="RTL" style="text-align: center;"> <strong><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">خيانة الشيعة للحسين بن علي عليه السلام</span></span></span></strong></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> بعد وفاة معاوية رضي الله عنه سنة 60هـ توالت رسائل ورسل أهل العراق على الحسين بن علي رضي الله عنه تفيض حماسة وعطفًا وقالوا له: ( إنا قد حبسنا أنفسنا عليك، ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فاقدم علينا.) ( تاريخ الطبري (5/347) )</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وتحت إلحاحهم قرر الحسين إرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليستطلع الموقف فخرج مسلم في شوال سنة 60هـ.</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وما إن علم بوصوله أهل العراق حتى جاءوه فأخذ منهم البيعة للحسين، فقيل بايعه اثني عشر ألفا، ثم أرسل إلى الحسين ببيعة أهل الكوفة وأن الأمر على ما يرام (تاريخ الطبري (5/ 348)).</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وللأسف خُدع الحسين عليه السلام بهم، وسار إليهم بعد أن حذره كثير من المقربين إليه من الخروج لما يعرفون من خيانة شيعة العراق، حتى قال له ابن عباس رضي الله عنه: ( أتسير إلى قوم قد قتلوا أميرهم، وضبطوا بلادهم، ونفوا عدوهم؟، فإن كانوا قد فعلوا ذلك فسر إليهم، وإن كانوا إنما دعوك إليهم وأميرهم عليهم قاهر، وعماله تُجبي بلادهم فإنما دعوك إلى الحرب والقتال، ولا آمن عليك أن يغروك ويكذبوك ويخالفوك، ويخذلوك، وأن يستنفروا إليك فيكونون أشد الناس عليك) (الكامل في التاريخ (4/37)).</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وهنا كان عبد الله ابن عباس رضي الله عنه فطناً حصيفاً، حاول أن ينبه الحسين بن علي رضي الله عنه، وهو الذي كان قائدا وحامل لواء ابن عمه علي بن أبي طالب في حروبه، إلى أمر مهم وهو واقع الحال بالكوفة الذي لا يزال يسيطر عليه عامل يزيد ابن معاوية، عبيد الله ابن زياد، عليه من الله ما يستحق، وكيف أن أهل الكوفة -وهم يدعون أنهم شيعة لأهل البيت- لم يقضوا عليه بعد ولم يتخلصوا من حكمه وسطوته، ويراسلون رغم ذلك الحسين بن علي ليقدم عليهم أميرا مُبايَعا. إن في الأمر من المجازفة والمغامرة ما فيه، خاصة والحسين بن علي لن يكون خروجه في جيش وعتاد، بل فقط في ثلة من أبنائه وإخوانه وبني إخوانه، وعليه فإنه من الحكمة التريث لحين وصول الأخبار المؤكدة من الكوفة أن أهلها قد قضوا على حاكمها، وأجلوه منها وصار الأمر إليهم واستقر، حينها يلحق بهم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معززا مكرما.</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> وبالفعل ظهر غدر شيعة أهل الكوفة برغم مراسلاتهم للحسين حتى قبل أن يصل إليهم فإن الوالي الأموي عبيد الله بن زياد لما علم بأمر مسلم بن عقيل، وما يأخذ من البيعة للحسين جاء فقتله وقتل مضيفه هانئ بن عروة المرادي، كل ذلك وشيعة الكوفة لم يتحرك لهم ساكن، بل تنكروا لوعودهم للحسين بن علي واشترى بن زياد ذممهم بالأموال ( المسعودي: مروج الذهب (3/67) وما بعدها، العالم الإسلامي في العصر الأموي (ص473)).</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> فلما خرج الحسين بن عليه رضي الله عنه، وكان في أهله وقلة من أصحابه عددهم نحو سبعين رجلاً، وبعد مراسلات وعروض ( وقد كان الحسين – رحمه الله – قد عرض عرضًا جيدًا قال فيه: ( إما أن تدعوني فأنصرف من حيث جئت، وإما تدعوني فأذهب إلى يزيد، وإما أن تدعوني بالحق فالحق بالثغور) ، وهذا عين الحكمة من الحسين عليه السلام لحقن الدماء، ولكن الشيطان عبيد الله بن زياد رفض إلا أن يسلم الحسين نفسه أسيرًا، فرأى الحسين الموت عنده أهون من ذلك، فكان ما كان ولا حول ولا قوة إلا بالله ) تدخل ابن زياد في إفسادها ودار القتال فقتل الحسين رضي الله عنه وقتل سائر أصحابه، وكان آخر كلامه قبل أن يسلم الروح: ( اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ) (تاريخ الطبري (5/ 389)) .</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">بل دعاؤه عليهم مشهور حيث قال قبل استشهاده: ( اللهم إن متعتهم ففرقهم فرقًا واجعلهم طرائق قددا ولا ترضي الولاة عنهم أبدًا، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد (ص241). وإعلام الورى للطبرسي (ص 949)) .</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">أرأيت سوء صنيع القوم، وكيف كان غدرهم وخيانتهم حتى بآل البيت الذين زعموا حبهم واتخذوه ذريعة في عداءهم لكل من عادوا؟.</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وهل بعد خيانتهم لآل البيت يستبعد خيانتهم للأمة عامة، فهم منذ اللحظات الأولى يجبنون عن الحرب ويبيعون ذممهم بالأموال، ويفكرون في الخيانة في مقابل الغنى والشرف، ولو كان الثمن هو تسليم واحد من أكابر آل البيت كما فكر المختار الثقفي أن يسلم الحسن بن علي للأمويين.</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> علمًا بأننا للإنصاف لا بد أن نقرر أن شيعة الصدر الأول في أيام علي والحسن والحسين – رضوان الله عليهم – كان من بينهم فضلاء أخيار كبعض نفر من الصحابة – رضوان الله عليهم – وهؤلاء نربأ بهم عن الخيانة، ومعاذ الله أن نصف أحدًا منهم بها، وإنما مواقف هؤلاء الفضلاء كانت قائمة على الاجتهاد أخطأوا أوأصابوا، وهذا ما أشرنا إليه آنفا ونؤكد عليه مرة أخرى، حتى لا يتهمنا أحد بالخلط والافتراء على شيعة آل البيت المخلصين من الصدر الأول.</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> وقد كان تشيَّع أكثر الناس يومئذ يدور في فلك الحب لعلي رضي الله عنه وآل بيته بناء على مرويات سمعها الناس في الوصاية بحب هذه العترة الطاهرة، ولكن لم تكن هناك مبادئ مقررة للتشيع كالتقية والرجعة وغير ذلك.. اللهم إلا أن يكون عند نفر من الغلاة الذين ترأسهم عبد الله بن سبأ وقالوا بألوهية علي رضي الله عنه، ( رجال الكشي، ص: 70 ).</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> لكن بعد ذلك جدَّت أمور شكلت فكر الشيعة وأطَّرته، وجعلت تقفز به في الانحراف من ميدان إلى ميدان، وتدخلت عناصر مغرضة مجوسية ويهودية وغير ذلك وتسترت بالإسلام ثم بالتشيع، وجعلت تسعى لنقض عرى الإسلام عروة بعد عروة في محاولة يائسة منها لأجل إحياء الأفكار المجوسية وعقائدها، من زرادشتية، ومانوية، ومزدكية. فصار بذلك التشيع عبارة عن خليط من العقائد الباطنية الفاسدة الغربية عن الإسلام وتعاليمه، حيث تحول الفكر الشيعي بعدها إلى فكر لا عقلاني.</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">إن التاريخ الطويل والحافل بخيانة من يدعي التشيع لآل البيت، ولأئمة آل البيت، بدأ من خيانتهم لعلي بن أبي طالب وتقاعسهم عن القتال معهم ونصرته في المواقف العصيبة، إلى غدرهم بالحسين بن علي رضي الله عنهما بعدما أغروه بالمبايعة والنصرة، ودعوه للإمرة والخلافة، وصولا إلى تحريفهم لما كان عليه أهل البيت من الدين والمودة والمحبة لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ناهيك عن غدرهم وخيانتهم للأمة الإسلامية، إبان الحملة المغولية على الإمبراطورية الإسلامية في أواخر عهد الدولة العباسية، على عهد الوزير الشيعي ابن العلقمي. إضافة إلى تواطؤ الدولة العبيدية الفاطمية الشيعية مع النصارى إبان حملتهم الصليبية على بلاد الشام وبيت المقدس، وغضهم الطرف عن التواجد النصراني بأرض فلسطين، طوال قرنين من الزمان لحين قيام الناصر صلاح الدين بإنهاء سيطرة الفاطميين على أرض الكنانة، إيذانا منه، رحمه الله، بدأ حملته القاضية بتطهير بيت المقدس من التواجد الصليبي، واضعا الحد بذلك للحملة الصليبية الأولى على أرض فلسطين، وصولا إلى تحالف الدولة الصفوية الشيعية الإيرانية، في عهد إسماعيل الصفوي، مع الإمبراطورية الروسية في مواجهة الإمبراطورية العثمانية السنية، وأخيرا وليس آخرا تحالفهم المبطن، أحيانا، والسافر أحيانا أخرى، مع " قوى التحالف الدولي" بخصوص غزو العراق وأفغانستان .</span></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> ومن المفارقات العجيبة أن يلجأ الشيعة الرافضة إلى التحدث بأحاديث موضوعة، ومكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمن لهم الجنة وحدهم، وحتى لو غضينا الطرف عن مدى صحة تلك الأحاديث، فهي ولا شك تتحدث عن علي وشيعته المخلصين، وليس هؤلاء الشيعة الاثني عشرية المنافقين، والمكفرين لخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. ورغم ضعفها ووضاعتها فإنهم يسقطونها على أنفسهم، فإذا كان علي رضي الله عنه مبشرا بالجنة هو ومن كان معه من الصحابة رضوان الله عليهم، فحتما فإنه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي حياته، لم يكن لمسلم الحق أن يتحزب لجهة ما، لا الجهة علي ولا لأبي بكر وعمر أو غيرها، إلا التحزب إلى جهة نبي الإسلام ودين الإسلام. كيف يكون التشيع والتحزب على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جائز وقد قال الله سبحانه : (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))[الحجرات:10] ، والأخوة منة ينعم بها الله تعالى على عباده الصالحين فتأتلف قلوبهم وتتوثق روابطهم؛ كما أنعم على الجيل الأول والرهط المبارك من الصحابة رضوان الله عليهم حين قال عز وجل: ((هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) [الأنفال:62-63] ، جاء هذا التأليف بعد امتحان للقلوب واختبار للنوايا فلما صدقوا نزلت عليهم النعمة وغشيته الرحمة؟ .</span></span></p> <p dir="LTR" style="text-align: justify;"> <strong><span dir="RTL"><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;">المصدر: الدرر السنية</span></span></span></strong></p>
التعليقات
ابوعمر الثلاثاء 10 نوفمبر 2015 م
نعم هده الحقيقية التي يجب تعليمها و شرحها للناس ..الناس في غفلة الناس نيام عن الحقيقية
محمد الأحد 1 نوفمبر 2015 م
روعة