الخطة الخمسينية الإيرانية وتجلياتها في المملكة المغربية
إبراهيم الصغير
الأربعاء 11 نوفمبر 2015 م
<p align="center" dir="RTL">
<img alt="" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/2015/11-2015/%D8%AE%D8%B7%D8%A9.gif" style="width: 397px; height: 252px;" /></p>
<p align="center" dir="RTL">
<strong><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">الخطة الخمسينية الإيرانية وتجلياتها في المملكة المغربية</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">«سنعمل على تصدير ثورتنا -التشيع- إلى مختلف أنحاء العالم».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">كلمات منذ قذف بها الخميني في روع آيات إيران، وهي بمثابة الأساس المتين للمشروع الصفوي الفارسي التوسعي.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">المشروع الذي تكشفت أوراقه بعد تسريب الخطة الخمسينية الإيرانية، التي تهدف إلى تشييع أهل السنة في الداخل والخارج، وتحويلهم إلى أدوات تسهر على تنفيذ الأجندة الإيرانية بتلك الدول وفق برامج محبوكة بدقة وموضوعة بعناية.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">برامج ظهرت نتائجها وتجلياتها في دول الجوار التي وضعت على رأس تلك المخططات، كالعراق مثلا.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">فما الخطة الخمسينية؟ </span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وما تجلياتها وإسقاطاتها في المغرب؟</span></span></p>
<p dir="RTL">
<strong><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">الخطة الخمسينية:</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">الخطة الخمسينية هي رسالة سرية وجهها مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، تبين تصور آيات إيران والخطط التي وضعوها لتصدير الثورة.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وقد نشرتها رابطة أهل السنة في إيران -مكتب لندن- بعدما ترجمها الدكتور عبد الرحيم البلوشي من الفارسية إلى اللغة العربية.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وتتكون هذه الخطة من خمس مراحل، عمر كل واحدة منها عشر سنوات، أحيطت كلها بعناية فائقة دراسة وتخطيطا، وتنفيذا وتطبيقا، لأجل الاختراق الناعم كبديل عن أسلوب المواجهة. </span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">جاء في مقدمتها: «... وقد قامت الآن بفضل الله وتضحية الإمام الباسلة دولة الإثني عشرية في إيران بعد قرون عديدة، ولذلك فنحن -وبناء على إرشادات الزعماء الشيعة المبجلين- نحمل واجبا خطيرا وثقيلا وهو تصدير الثورة، وعلينا أن نعترف أن حكومتنا فضلا عن مهمتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب، فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعل تصدير الثورة من الأولويات...».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">لما جعلت الدولة الإيرانية تصدير الثورة (التشيع) أولى الأولويات، سخرت له كافة الإمكانيات والمتطلبات، لتأتي النتائج سريعا بتوسع نفوذ التشيع في كثير من الدول المستهدفة.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">فآيات إيران الذين استطاعوا تحويل إيران من دولة سنية إلى راعية للتشيع مصدرة له، فتحت شهيتهم، ولم تعد دول الجوار التي استهدفوها كافية لإشباع أطماعهم الاستعمارية، مما دفعهم إلى التقدم أكثر في تنفيذ مخططاتهم بمحاولة التوسع في البلدان البعيدة، كدول شمال إفريقيا مثلا.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">هذه الدول التي ظلت متمسكة بسنيتها زمنا طويلا، بدأت تشهد بعض تجليات تلك الخطة الخمسينية التي تسربت إليها في حين غفلة من أهلها.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وإن ما نعيشه اليوم في المغرب من بروز خلايا شيعية بدأت تخرج للعلن، لمن تلك المخططات التي تستهدف هذه الدول.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<strong><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">فما تجليات هذه الخطة في المغرب؟</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">لقد ساهمت الوحدة الدينية للمغاربة في التصدي لجميع الأفكار والإيديولوجيات الوافدة بما في ذلك التشيع الذي فشل في جميع محاولاته الاختراقية السابقة، مما دفع هؤلاء الغزاة إلى إعادة ترتيب أوراقهم وتغيير حساباتهم.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;"> حسابات استغلت المتغيرات الدولية والمستجدات الدستورية بالمغرب، لترجمة بنود تلك الخطة وتطبيقها في أرض الواقع، بترجمة جهود سنوات من العمل السري إلى تكتلات وخلايا شيعية بدأت تخرج للعلن.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">كهيئة شيعة طنجة ومتشيعي الخط الرسالي، الذين لا يتجاوز عددهم مجتمعين (8000)، حسب التقرير الأخير لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي جاء فيه أن المغاربة سنيون بنسبة 99 في المائة. </span></span></p>
<p dir="RTL">
<strong><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">فهؤلاء المتشيعين على قلة عددهم يسعون بكل الوسائل المتاحة إلى تنفيذ ما استطاعوا إليه سبيلا من تلك المخططات، والتي نذكر منها:</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">- أصل الاختراق: تحسين علاقة إيران بالدول المستهدفة:</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">تقول الوثيقة السرية: «...وفي حال وجود علاقات قوية ثقافية وسياسية واقتصادية بيننا وبينهم فسوف يهاجر بلا ريب عدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا من خلالهم إرسال عدد من العملاء كمهاجرين ظاهرا ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام، وسوف تحدد وظائفهم حين الخدمة والإرسال».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">فهذا ما تسعى إليه إيران دائما من خلال دعوتها وحرصها على عودة العلاقات بينها وبين المملكة المغربية، وتوطيد أواصر هذه العلاقة حتى يتسنى لها تنفيذ هذا البند.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">هذا وقد أشار تقرير الخارجية الأمريكية إلى أن أغلب الشيعة المغاربة أجانب ينحدرون من لبنان وسوريا والعراق.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">إشارة إذا أضفناها إلى العلاقة التي تربط متزعمي هؤلاء المتشيعين بالخارج، والزيارات المتكررة لهم لتلك البلدان، فإنها تطرح العديد من التساؤلات حول الحقيقة المبتغاة من إرسالهم حسب سياق الوثيقة.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<strong><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">أهداف وأساليب الاختراق:</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">تقول الوثيقة في إحدى فقراتها، عن حال تلك الدول قبل استهدافها: «... بل لم يكن لنا في أي دولة موظفون فضلا عن وزير أو وكيل أوحاكم».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">فهؤلاء هم الأصناف الذين تعول عليهم الدولة الإيرانية في السهر على تنفيذ أجندتها، فما إن تطأ أقدام هؤلاء العملاء تلك البلاد حتى يبحثوا لهم عن وظائف مؤثرة في النسيج الاجتماعي لتلك الدول، ففي المغرب مثلا أصبح من هؤلاء المتشيعين أساتذة ودكاترة بالجامعات، وبعدها يعملوا على اختراق المجال السياسي، وهذا أيضا حصل بتغلغل هؤلاء الشيعة في بعض الأحزاب المغربية، في تجل واضح للرهان الأول وطموح للثاني...</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وقد دفعتهم لشراء الأراضي، والبيوت وتوفيرها لأبناء مذهبهم، وحثتهم على كسب ود أصحاب رؤوس الأموال والموظفين الإداريين الذين يتمتعون بنفوذ في الدوائر الحكومية حسب ذات الوثيقة.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<strong><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">طرق التحرك:</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">ترسم هذه الخطة لعملائها طرق التحرك والتغلغل داخل المجتمعات المستهدفة، وفق ما يلي:</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">«يجب حث الشيعة (العملاء) على احترام القانون وطاعة منفذي القانون وموظفي الدولة، والحصول على تراخيص رسمية للاحتفالات المذهبية -وبكل تواضع- وبناء المساجد والحسينيات، لأن هذه التراخيص الرسمية سوف تطرح مستقبلا على اعتبار أنها وثائق رسمية».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وكلها شعارات يلوح بها شيعة الخط الرسالي بالمغرب، الذي حصل على ترخيص من محكمة تجارية بفاس لإنشاء مؤسسة للدراسات والنشر، سيكون وثيقة رسمية لصالحه في المستقبل حسب هذه الوثيقة. </span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وتضيف الرسالة: «ولإيجاد الأعمال الحرة يجب أن نفكر في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية لنجعلها موضع المناقشة في المواقع الحساسة، ويجب على الأفراد في هاتين المرحلتين أن يسعوا للحصول على جنسية البلاد التي يقيمون فيها باستغلال الأصدقاء وتقديم الهدايا الثمينة، وعليهم أن يرغبوا الشباب بالعمل في الوظائف الحكومية والانخراط خاصة في السلك العسكري».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<strong><span style="color:blue;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">خلق الفتنة بين العلماء والحكام:</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">من بين المساعي التي جاءت بها هذه الرسالة السرية خلق فتنة بين العلماء السنة وحكامهم.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">تقول الوثيقة: «وفي النصف الثاني من هذه الخطة العشرية يجب -بطريقة سرية وغير مباشرة- استثارة علماء السنة والوهابية ضد الفساد الاجتماعي والأعمال المخالفة للإسلام الموجودة بكثرة في تلك البلاد، وذلك عبر توزيع منشورات انتقادية باسم بعض السلطات الدينية والشخصيات المذهبية من البلاد الأخرى،...وفي النهاية إما أن يلقوا القبض على تلك القيادات الدينية أو الشخصيات المذهبية، أو أنهم سيكذبون كل ما نشر بأسمائهم... وهذه الأعمال ستكون سببا في سوء ظن الحكام بجميع المتدينين في بلادهم... وفضلا عن هذا سينمو الحقد والنفرة بين العلماء والحكام في تلك البلاد...».</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">خطوة نابعة من وعي إيراني بالدور الفعال الذي تلعبه مؤسسة العلماء في الاستقرار السياسي في البلدان السنية، مما جعلها تفكر في التنفير منهم مقابل تعظيم عملائها المتزيين بزي العلماء المتقين على أفكارهم التي لا يبدون منها إلا ما يخدم مصالحهم وأجندتهم في محاولة لتلميع صورة التشيع وأنه لا خطر منه على هؤلاء الحكام، حتى ينالوا رضاهم.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وقد رتبت لذلك عند بلبلة تلك البلاد بظهور هؤلاء المتشيعين أبطالا ومنقذين لتلك البلاد وحكامها، حتى يتم تقريبهم منهم، ليقومون بالوشاية بالمخلصين من المقربين من الحكام واتهامهم بالخيانة ليتم استبعادهم وتغيرهم بالعناصر الشيعة التي أظهرت ولاء وطاعة زائفة لهم.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">وبالاستعانة بأصدقائهم من أصحاب رؤوس الأموال لخلق أزمات اقتصادية خانقة تكون الظروف قد تهيأت لتصدير الثورة.</span></span></p>
<p dir="RTL">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">هذه محاولة لتجلية بعض مظاهر المخططات الصفوية التي تستهدف بلدنا، أثيرها بينكم، تنبيها لخطرها وتحذيرا من شرها.</span></span></p>