<p dir="RTL" style="text-align: center;">
<img alt="" src="http://alburhan.com/upload/userfiles/images/2016/1/aqlam.gif" style="width: 397px; height: 252px;" /></p>
<p dir="RTL" style="text-align: center;">
<strong><span style="color:red;"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">حرب الأقلام بين الواقع والأوهام</span></span></span></strong></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">قال الأصمعيّ: أرثى بيتٍ قيل في الجاهلية</span></span><span dir="LTR"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">:</span></span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">أيّتها النفس أجملي جَزَعا</span></span> <span dir="LTR"><span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">...</span></span></span> <span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">إنّ الذي تحذرين قد وقعا</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">منذ سنوات ونحن نكتب ضد الإحتلال الأمريكي الإيراني ونفضح جهد إمكاننا شلة العملاء والفاسدين ممن قدموا على الدبابات الأمريكية والبغال الإيرانية ليدمروا العراق وطنا وشعبا. كتبنا حتى ملٌت اقلامنا منا، ولكننا لم نملٌ منها، وبح صوتنا من الصراخ والتحذير وضروة إتخاذ التدبير، بأن العراق سائر الى الهاوية حتما إذا لم تتداركه النخب الوطنية الشريفة البعيدة عن الطائفية والعنصرية والعشائرية والإقليمية، ولكن كما قال المتنبي " لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي". نعم لقد كان التيار المعادي أقوى منا بكثير، بل لا مجال للمقارنة البتة! سيما عندما يتلاقح رجال الدين مع رجال السياسية لتحقيق هدف ما، سيكون النصر حتما حليفا لهم، ولا تتمكن أي فئة مهما كانت قوتها من الوقوف كندِ وتتغلب على هذا التيار الجارف لكل ما هو حسن. كنا نعلم علم اليقين بأننا ننفخ في كربة مثقوبة، وكان الكثير من القراء الأفاضل ينظر الينا نظرة أشفاق ويقول ما الفائدة مما تكتبون طالما لا أحد يسمعكم؟</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">يقولون وهم بلا شك صادقون في كلامهم: اكتب وأكتب، واكتب! لكن لا أحد يسمعك! بل الأدهى منه أن الكثير ممن يقرأ لكم مقالاتكم ينهالون عليكم بالتعليقات الساخرة والقذع والشتائم كأنكم انتم العملاء واللصوص والفاسدين وليس ممن تفضحونهم! ويصل الإسفاف عند البعض بالتهجم على عائلة الكاتب والقدح في شرفه لأنه يريد فقط صحوة ضمير الشعب وايقاظه من سباته قبل الإنهيار الأخير! كان هذا قبل ان نكتشف بأن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد جيش (5000) وغدا من المأجورين كتابا ومعلقين للرد على ما نكتب من مقالات ضد حكومته العميلة الفاسدة!</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">كنا نقول للبعض من القراء أمامنا طريقين لا غيرهما، أما أن نعتكف عن الكتابة ونكسر أقلامنا، ونقف متفرجين أمام ما يحدث من مصائب وكوارث، او أن نستمر بالكتابة حتى النفس الأخير رغم خواء سلتنا من الثمار. هناك إذن خياران لا ثالث لهما!</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">بلا أدنى شك أن حالة الاعتكاف عندما يكون البلد محتلا سياسيا وعسكريا ومذهبيا يعتبر خيانة عظمى للذات والوطن وتعاليم السماء، إنه يعني الهروب من المواجهة، ولا يصح ان يهرب المواطن الشريف، عندما يكون العدو داخل البلد، فالمفروض ان جميع الرجال والنساء يكونوا جنودا لدحر العدو. الهروب من المواجهة هو بالضبظ ما يريده الإحتلال وأذنابهم من رجال الدين والسياسة، فكيف نساعدهم بهروبنا من المواجهة؟ </span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">إذن لابد من الإستمرار بالمواجهة مع قبول مبدأ الهزيمة في المدى القصير كواقع حال، لكن بالتأكيد سيكون لكن حادثة حديث، لا يمكن أن تسبت الشعوب طويلا، حتى بقية الكائنات الحية لا تسبت سوى فصولا معينة من السنة، صحيح إنه من الصعوبة تصور سبوت شعب لأكثر من عقد من الزمان كحالة نادرة في التأريخ الحديث! لكن هذا هو الوضع السائد، وهو يتطلب بذل المزيد من الجهد من قبل النخب الوطنية لإستمالة المواطنين سيما اولئك المخدرين بأفيون المرجعيات الدينية والسياسية. كلما إرتفع رصيد المتضررين من سياسة الحكومة والمرجعية، كلما إرتفع رصيدنا من الأنصار والمؤيدين، والحمد لله بدأت دلائل البشارة رغم محدوديتها وقلة فاعليتها في الوقت الحاضر، بسبب إستمرارية التأثير المذهبي والعنصري وإرتفاع نسبة الجهل والأمية. لكن مع هذا ليتساءل العراقي مع نفسه: هل قدسية المرجعيات الدينية في الوقت الحاضر هي نفس القدسية التي كانت تتمتع بها خلال سنوات الغزو الأولى؟ هل الزعماء الحاكمون حاليا يحترمهم الشعب ويثق بهم كما هو الحال في السنوات الأولى للغزو؟ هل رصيد العلماء من رجال الدين الأفاضل كعبد الملك السعدي والحسن الصرخي في إرتفاع أم في تناقص؟ هناك تقلبات وتغييرات في الرأي العام العراقي والعربي بدأت تعطي ثمارها رغم أساليب القمع والإضطهاد وشراء الذمم التي تتبعها المرجعيات السياسية والدينية.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">لم نكن نستلهم الأفكار في حربنا غير المتكافئة مع الإحتلال واذنابه من مراقبة النجوم كما يفعل الفلكيون، ولم نضرب تخت الرمل كما يفعل السحرة، ولم نكن نعلم الغيب ومعاذ الله ان يعلم البشر علم الغيب، كل ما في الأمر نظرنا الى الخلف قليلا، وتمعنا في تجارب الأمم، فعرفنا ان الوطن، أي وطن، لا يبنيه الإحتلال ولا العملاء الذين يصحبونه. لا يوجد وطن في الأرض بناه غير أصحابه، نعم قد تكون للمساعدات الأجنبية والإستشارات الدولية دورا مهما في التنمية والبناء والتقدم، لكن الأساس في البناء هم الشعوب، هذه هي الحقيقة التي لا تقبل الجدل. الذي ينتظر الخير من الإحتلال واذنابه مثل الخروف الذي ينتظر الخير من الذئب.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">الكثير من المشاهد التي رأيناها خلال المقابلات والحوارات والمناقشات أثارت فينا السخط والتقزز، سيما عندما يتهافت السفهاء والمأجورين في الدفاع عن أسيادهم من رجال الدين والسياسة برعونة لا مبرر لها، كان البعض منهم ترتفع عنده درجة حرارة الحماس المهووس بحيث لا تنفع اية تحميلة من تبريد إنفعالاته. والبعض الآخر لا يجد مانعا من العراك وتبادل الشتيمة مع مناظره فداءا لزعيمه الديني او السياسي المفدى. وكم من حالات تشابك بالأيدي والتقاذف بالمواد المكتبية والأقداح رأيناها على شاشات التلفاز بلا حياء ولا إحترام لا للنفس ولا للمشاهد، بالطبع لكل من هذه الحالات الدفاعية والمواقف الذلية ثمنها المدفوع من قبل رجل الدين والسياسة. </span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">أن يقف أحدا ما بكل وقاحة ليدافع عن العملاء واللصوص والفاسدين وأمام الناس بلا حياء، لا بد أن يكون أما عميلا ولصا وفاسدا مثلهم، او متعصبا مذهبيا او قوميا لحد العمى، بحيث يغلق جميع أبواب العقل والضمير، او مأجورا يتلقى ثمن دفاعه المستميت. إن الوقاحة مثيرة للدهشة فليس من المعقول مثلا أن تدافع عن المالكي بعد كل الفضائح التي تكشفت عنه، وبعد أن أفلس ميزانية الدولة العراقية، وفقد العراق اكثر من (800) مليار دولار خلال فترة حكومته المظلمة، وبعد أن أضرم نار فتنة طائفية كبرى، مجنون من يظن إنه يمكن إطفائها، وإنتشار حالات الرشوة والتزوير والوساطة وبيع المناصب، علاوة على الأمية والبطالة والأزمات والإرهاب اليومي الذي يدفع الأبرياء ثمنه من دمائهم نيابة عن سكنة المنطقة الخضراء. </span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">من السفاهة والحماقة ان يدافع احد عن المالكي وهو يسمع بأن ابنه أحمد المالكي اشترى قصرا في فرنسا بحوالي نصف مليار دولار! علاوة على الفنادق والفلل الأخرى في دمشق والإمارات ولبنان. من السفاهة والحماقة ان يدافع العراقي، اي عراقي، عن المالكي بعد ان كُشفت فضيحة تسليم الموصل الى تنظيم الدولة الإسلامية وأسدل الستار عن الموضوع في مسرحية ضحكوا بها على الشعب العراقي، كأنك يا بو زيد ما غزيت، بعد كل التطبيل والتأخير الذي رافق التحقيقات، ليتراكم الغبار على ملف الجهود الضائعة.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;">
<span style="font-family:simplified arabic,serif;"><span style="font-size:14.0pt;">نقول لمن كان يدافع عن المالكي ورهطه: لو أراد الشيطان ان يتلبس احدا فلا يجد افضل من نوري المالكي، إن الوطن أكبر من الزعيم، والشعب أبدى من الزعيم، فأما أن تقفوا مع الشعب أو ضده، والحياد هو الضد.</span></span></p>