مُجملُ عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في أهل البيت
مدير الموقع
الإثنين 1 أغسطس 2016 م
<div align="center"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2016/7/العقيدة.jpg" style="width: 600px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b><br></b></font></font></div><div align="center"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>مُجملُ عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة في أهل البيت</b></font></font></div><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"></font></b>عقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد، ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جميعاً، فيُحبُّون الجميعَ، ويُثنون عليهم، ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ، لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولصُحبَتِه إيَّاه، ولقرابَتِه منه صلى الله عليه وسلم. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">عقيدةُ أهل السُّنَّة والجماعة وسَطٌ بين الإفراطِ والتَّفريط، والغلُوِّ والجَفاء في جميعِ مسائل الاعتقاد، ومِن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فإنَّهم يَتوَلَّونَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نَسْل عبدالمطلِّب، وكذلك زوجات النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جميعاً، فيُحبُّون الجميعَ، ويُثنون عليهم، ويُنْزلونَهم منازلَهم التي يَستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ، لا بالهوى والتعسُّف، ويَعرِفون الفضلَ لِمَن جَمع اللهُ له بين شرِف الإيمانِ وشرَف النَّسَب، فمَن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولصُحبَتِه إيَّاه، ولقرابَتِه منه صلى الله عليه وسلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومَن لَم يكن منهم صحابيًّا، فإنَّهم يُحبُّونَه لإيمانِه وتقواه، ولقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَرَون أنَّ شرَفَ النَّسَب تابعٌ لشرَف الإيمان، ومَن جمع اللهُ له بينهما فقد جمع له بين الحُسْنَيَيْن، ومَن لَم يُوَفَّق للإيمان، فإنَّ شرَفَ النَّسَب لا يُفيدُه شيئاً، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ }</font>، وقال صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويلٍ رواه مسلم في صحيحه (2699) عن أبي هريرة رضي الله عنه: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« ومَن بطَّأ به عملُه لَم يُسرع به نسبُه »</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح هذا الحديث في كتابه جامع العلوم والحكم (ص:308): </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">(معناه أنَّ العملَ هو الذي يَبلُغُ بالعبدِ درجات الآخرة، كما قال تعالى: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا }</font>، فمَن أبطأ به عملُه أن يبلُغَ به المنازلَ العاليةَ عند الله تعالى لَم يُسرِع به نسبُه، فيبلغه تلك الدَّرجات؛ فإنَّ اللهَ رتَّب الجزاءَ على الأعمال لا على الأنساب، كما قال تعالى: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ }</font>، وقد أمر الله تعالى بالمسارعةِ إلى مغفرتِه ورحمتِه بالأعمال، كما قال: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ }</font> الآيتين، وقال: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }.</font> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثمَّ ذَكَرَ نصوصاً في الحثِّ على الأعمالِ الصالِحَة، وأنَّ ولايةَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم إنَّما تُنالُ بالتقوى والعمل الصَّالِح، ثمَّ ختَمها بحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في صحيح البخاري (5990) وصحيح مسلم (215)، فقال: </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">) ويشهد لهذا كلِّه ما في الصحيحين عن عمرو بن العاص أنَّه سمع النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« إنَّ آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، وإنَّما وليِّيَ اللهُ وصالِحُ المؤمنين »</font> يشير إلى أنَّ ولايتَه لا تُنال بالنَّسَب وإن قَرُب، وإنَّما تُنال بالإيمان والعمل الصالح، فمن كان أكملَ إيماناً وعملاً فهو أعظم ولايةً له، سواء كان له منه نسبٌ قريبٌ أو لم يكن)، وفي هذا المعنى يقول بعضُهم:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">لعـمرُك مـا الإنـسانُ إلاَّ بدينه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> فلا تترك التقوى اتِّكالاً على النَّسب</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> وقد وضع الشركُ النَّسِيبَ أبا لهب </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>فضائلُ أهل البيت في القرآن الكريم</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال الله عزَّ وجلَّ: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الله وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ الله أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا يَا نِسَآءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيـمًا يَا نِسَآءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَآءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِن ءَايَاتِ اللهِ وَالحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا }</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقولُه: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ إنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }</font> دالٌّ على فضل قرابةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين تحرم عليهم الصَّدقة، ومِن أخَصِّهم أزواجه وذريّته، كما مرَّ بيانُه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">والآياتُ دالَّةٌ على فضائل أخرى لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، أوّلها: كونهنَّ خُيِّرْن بين إرادة الدنيا وزينتها، وبين إرادة الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترنَ اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرة، رضي الله عنهنَّ وأرضاهنَّ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويدل على فضلهنَّ أيضاً قوله تعالى: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }</font>؛ فقد وصفهنَّ بأنَّهنَّ أمّهات المؤمنين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأمَّا قولُه عزَّ وجلَّ: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى }</font>، فالصحيحُ في معناها أنَّ المرادَ بذلك بطونُ قريشٍ، كما جاء بيانُ ذلك في صحيح البخاري (4818) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما؛ فقد قال البخاري: حدَّثني محمد بن بشار، حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، عن عبدالملك بن مَيسرة قال: سمعتُ طاوساً، عن ابن عباس: ( أنَّه سُئل عن قوله <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى }</font>، فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: عجلتَ؛ إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لم يكن بطنٌ من قريش إلاَّ كان له فيهم قرابة، فقال:<font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« إلاَّ أن تَصِلُوا ما بيني وبينكم من قرابة»</font>) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ( أي قل يا محمد! لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالاً تُعْطُونِيه، وإنَّما أَطلبُ منكم أن تكفُّوا شرَّكم عنِّي وتَذَرُونِي أبلِّغ رسالات ربِّي، إن لَم تَنصرونِي فلا تؤذوني بِما بينِي وبينكم من القرابةِ )، ثم أورد أثرَ ابن عباس المذكور.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأمَّا تخصيصُ بعض أهل الأهواءِ <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ القُرْبَى }</font> في الآية بفاطمة وعلي رضي الله عنهما وذريَّتهما فهو غيرُ صحيح؛ لأنَّ الآيةَ مكيَّةٌ، وزواجُ عليٍّ بفاطمةَ رضي الله عنهما إنَّما كان بالمدينة، قال ابن كثير رحمه الله: ( وذِكرُ نزول الآية بالمدينة بعيدٌ؛ فإنَّها مكيَّةٌ، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة رضي الله عنها أولادٌ بالكليَّة؛ فإنَّها لَم تتزوَّج بعليٍّ رضي الله عنه إلاَّ بعد بدر من السنة الثانية مِن الهجرة، والحقُّ تفسيرُ هذه الآية بما فسَّرها به حَبْرُ الأمَّة وتُرجمان القرآن عبدالله بنُ عباس رضي الله عنهما، كما رواه البخاري ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم ذكر ما يدلُّ على فضل أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من السُّنَّة ومن الآثار عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>فضائل أهل البيت في السُّنَّة المطَهَّرة:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"></font></b>ـ روى مسلمٌ في صحيحه (2276) عن واثلةَ بنِ الأسْقَع رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«إنَّ اللهَ اصطفى كِنانَةَ مِن ولدِ إسماعيل، واصطفى قريشاً من كِنَانَة، واصطفى مِن قريشٍ بَنِي هاشِم، واصطفانِي مِن بَنِي هاشِم»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـ وروى مسلمٌ في صحيحه (2424) عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: ( خرج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غداةً وعليه مِرْطٌ مُرَحَّل مِن شَعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثمَّ جاء الحُسين فدخل معه، ثمَّ جاءت فاطمةُ فأدخلَها، ثمَّ جاء عليٌّ فأدخله، ثمَّ قال: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }</font> ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـ وروى مسلم (2404) من حديث سَعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: ( لَمَّا نزلت هذه الآيةُ <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ }</font> دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمةَ وحَسناً وحُسيناً، فقال:<font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« اللَّهمَّ هؤلاء أهل بيتِي»</font> ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـ وروى مسلم في صحيحه (2408) بإسناده عن يزيد بن حيَّان قال: ( انطلقتُ أنا وحُصين بن سَبْرة وعمر بنُ مسلم إلى زيد بنِ أرقم، فلمَّا جلسنا إليه، قال له حُصين: لقد لقيتَ - يا زيد! - خيراً كثيراً ، رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وسمعتَ حديثَه، وغزوتَ معه، وصلَّيتَ خلفه، لقد لقيتَ - يا زيد! - خيراً كثيراً، حدِّثْنا - يا زيد! - ما سَمعتَ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا ابنَ أخي! والله! لقد كَبِرَتْ سِنِّي، وقَدُم عهدِي، ونسيتُ بعضَ الذي كنتُ أعِي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدَّثتُكم فاقبلوا، وما لا فلا تُكَلِّفونيه، ثمَّ قال: قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خُمًّا، بين مكة والمدينة، فحمِد اللهَ وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال:<font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« أمَّا بعد، ألا أيُّها الناس! فإنَّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسولُ ربِّي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثَقَلَيْن؛ أوَّلُهما كتاب الله، فيه الهُدى والنُّور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهلُ بَيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي، أُذكِّرُكم اللهَ في أهل بيتِي»</font>، فقال له حُصين: ومَن أهلُ بيتِه يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيتِه؟ قال: نساؤه مِن أهل بيتِه، ولكن أهلُ بيتِه مَن حُرِم الصَّدقةُ بعده، قال: ومَن هم؟ قال: هم آلُ عليٍّ، وآلُ عَقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عبَّاس، قال: كلُّ هؤلاء حُرِم الصَّدقة؟ قال: نعم! )).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي لفظ: ( فقلنا: مَن أهلُ بيتِه؟ نساؤه؟ قال: لا، وايمُ الله! إنَّ المرأةَ تكون مع الرَّجل العصرَ من الدَّهر، ثم يُطلِّقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيتِه أصلُه وعَصَبتُه الذين حُرِموا الصَّدقة بعده ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهنا أنبِّه على أمور:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الأول:</b> أنَّ ذِكرَ عليٍّ وفاطمةَ وابنيهِما رضي الله عنهم في حديث الكِساء وحديث المباهلة المتقدِّمَين لا يدلُّ على قَصْر أهل البيت عليهم، وإنَّما يدلُّ على أنَّهم من أخصِّ أهل بيته، وأنَّهم مِن أَوْلَى مَن يدخل تحت لفظ (أهل البيت)، وتقدَّمت الإشارةُ إلى ذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثاني:</b> أنَّ ذِكرَ زيد رضي الله عنه آلَ عَقيل وآلَ عليٍّ وآلَ جعفر وآلَ العبَّاس لا يدلُّ على أنَّهم هم الذين تحرُم عليهم الصَّدقةُ دون سواهم، بل هي تحرُم على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ من نسل عبدالمطلب، وقد مرَّ حديثُ عبدالمطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب في صحيح مسلم، وفيه شمول ذلك لأولاد ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الثالث:</b> تقدَّم الاستدلالُ من الكتاب والسُّنَّة على كون زوجات النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من آل بيته، وبيان أنَّهنَّ مِمَّن تحرُم عليه الصَّدقة، وأمَّا ما جاء في كلامِ زَيدٍ المتقدِّم من دخولِهنَّ في الآل في الرواية الأولى، وعدم دخولهنَّ في الرواية الثانية، فالمعتبَرُ الروايةُ الأولى، وما ذكره من عدم الدخول إنَّما ينطبِق على سائر الزوجات سوى زوجاتِه صلى الله عليه وسلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">أمَّا زوجاتُه رضي الله عنهنَّ، فاتِّصالُهنَّ به شبيهٌ بالنَّسَب؛ لأنَّ اتِّصالَهُنَّ به غيرُ مرتفع، وهنَّ زوجاتُه في الدنيا والآخرة، كما مرَّ توضيحُ ذلك في كلام ابن القيم رحمه الله.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>الرابع:</b> أنَّ أهلَ السُّنَّة والجماعة هم أسعَدُ الناس بتنفيذ وصيَّة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في أهل بيتِه التي جاءت في هذا الحديث؛ لأنَّهم يُحبُّونَهم جميعاً ويتوَلَّونَهم، ويُنزلونَهم منازلَهم التي يستحقُّونَها بالعدلِ والإنصافِ، وأمَّا غيرُهم فقد قال ابن تيمية في مجموع فتاواه (4/419): ( وأبعدُ الناسِ عن هذه الوصيَّة الرافضةُ؛ فإنَّهم يُعادُون العبَّاس وذُريَّتَه، بل يُعادون جمهور أهل البيت ويُعينون الكفَّارَ عليهم ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـ وحديث: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« كلُّ سببٍ ونسبٍ منقطعٌ يوم القيامةِ إلاَّ سبَبِي ونسبِي »</font> ، أورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (2036) وعزاه إلى ابن عباس وعمر وابن عمر والمِسور بن مخرمة رضي الله عنهم، وذكر مَن خرَّجه عنهم، وقال: ( وجملةُ القول أنَّ الحديثَ بمجموع هذه الطرق صحيحٌ، والله أعلم ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي بعض الطرق أنَّ هذا الحديث هو الذي جعل عمر رضي الله عنه يرغبُ في الزواج من أمِّ كلثوم بنت عليٍّ من فاطمة رضي الله عن الجميع.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـ وروى الإمام أحمد في مسنده (5/374) عن عبدالرزاق، عن مَعمر، عن ابن طاوس، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى أهل بيته وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما بارَكتَ على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ »</font> قال ابن طاوس: وكان أبي يقول مثلَ ذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ورجال الإسناد دون الصحابيِّ خرَّج لهم البخاري ومسلمٌ وأصحابُ السنن الأربعة، وقال الألبانيُّ في صفة صلاة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: ( رواه أحمد والطحاوي بسندٍ صحيح ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأمَّا ذِكرُ الصلاة على الأزواج والذريَّة، فهو ثابتٌ في الصحيحين أيضاً من حديث أبي حُميد الساعدي رضي الله عنه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">لكن ذلك لا يدلُّ على اختصاص آل البيت بالأزواج والذريَّة، وإنَّما يدلُّ على تأكُّد دخولِهم وعدم خروجهم، وعطفُ الأزواجِ والذريَّة على أهل بيته في الحديث المتقدِّم من عطف الخاصِّ على العام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال ابن القيم بعد حديث فيه ذكر أهل البيت والأزواج والذريَّة - وإسنـاده فيه مقال -: ( فجمع بين الأزواج والذريَّة والأهل، وإنَّما نصَّ عليهم بتعيينهم؛ ليُبيِّن أنَّهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنَّهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحقُّ مَن دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاصِّ على العام وعكسه؛ تنبيهاً على شرفه، وتخصيصاً له بالذِّكر من بين النوع؛ لأنَّه أحقُّ أفراد النوع بالدخول فيه ). جلاء الأفهام (ص:338).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـ وقال صلى الله عليه وسلم: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« إنَّ الصَّدقةَ لا تنبغي لآل محمد، إنَّما هي أوساخ الناس »</font> ، أخرجه مسلمٌ في صحيحه من حديث عبدالمطلب بن ربيعة (1072)، وقد تقدَّم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">من كتاب: <font face="Simplified Arabic" size="3">[فضلُ أهل البيت وعلوُّ مكانتِهم عند أهل السُّنَّة والجماعة]</font> للشيخ المحدث عبدالمحسن العباد -نفع الله به-</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>ومن أقوال أئمة السنة في فضائل آل البيت:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"></font></b>قال القاضي عيــــاض-رحمه الله-: "سب آل بيتــه وأزواجه وأصحابه وتنقصهم حرام ملعــون فاعله".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الآجري -رحمه الله- في " الشريعة" في "بـاب ذِكْر إيجـاب حُبِّ بني هاشم ، أهل بَيْت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على جميع المؤمنين" :</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">) واجبٌ على كُلِّ مؤمنٍ ومؤمنة: مَحَبَّةُ أهلِ بَيْتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : بنو هاشم:عليّ بن أبي طالب ، وولدُه ، وذرّيّتُه ، فاطمةُ ، وولدُها ، وذرّيّتُها ، والحَسَن والحُسَين ، وأولادُهما ، وذرّيّتهما ، وجَعْفر الطّيّار ، وولدُه ، وذرّيّتُه ، وحَمْزة ، وولدُه ، والعَبّاس ، وولدُه ، وذرّيّتُه رضي الله عنهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">هؤلاء أهل بَيْتِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، واجبٌ على المسلمين محبّتُهم ، وإكرامُهم ، واحتمالُهم ، وحُسْنُ مداراتهم ، والصّبْر عليهم ، والدّعاء لهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">فمَنْ أحسن مِن أولادِهم وذراريهم:فقد تخلق بأخلاق سَلَفِه الكرام الأخيار الأبرار.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومَنْ تخلق منهم بما لا يحسُنُ من الأخلاق: دُعِيَ له بالصّلاح والصّيانة والسّلامة ، وعاشَرَةُ أهلُ العقل والأدب ، بأحسن المعاشرة ،وقيل له: نحن نُجِلُّكَ عن أنْ تتخلق بأخلاق لا تُشْبِهُ سلفَك الكرام الأبرار ، ونغار لمثِلك أنْ يتخلق بما نعلم أنّ سلفك الكرام الأبرار ، لا يَرْضون بذلك ، فمِنْ محبّتِنا لك ، أنّ نُحِبَّ لك أنْ تتخلق بما هو أشبه بك ، وهي الأخلاق الشّريفة الكريمة ، والله الموفِّق لذلك) اهـ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الإمام العلامة يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري الصَّرْصَري الحنبلي (ت656هـ،شهيداً على يَدِ المغول لعنهم الله ، لَمّا دخلوا العراق) في قصيدته اللامية العظيمة ، التي ذكر فيها اعتقاد الحنابلة:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وَأَذكُرُ شَيْئَاً مِنْ فَضَائِلِ أَهْلِهِ ... فَفَضْلُهُمُ المشهورُ والظاهرُ الجلي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">هُمُ العُرْوةُ الوثقى لمتمسكٍ بها ... ونورُ الهدى للمُبصِرِ المُتأملِ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الشّيخ حافظ بن أحمد الحكميّ –رحمه الله- ، في " الجوهرة الفريدة ، في تحقيق العقيدة " (ص31) ، في " بـاب الخلافة ، ومَحَبَّةِ الصّحابة وأهل البّيْت رضي الله عنهم " :</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">كَذَا عليٌّ أبُو السِّبْطينِ رَابِعُهُمْ ... بالحقِّ مُعتضِدٌ،للكُفْرِ مُضطهِدُ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهؤلاءِ بلا شكٍ خِلافتُهُمْ .... بمقتضى النصِّ ، والإجماعُ مُنْعَقِدُ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأَهلُ بيتِ النّبي والصَّحْبُ قاطبةُ ... عنهمْ نَذُبُّ،وحُبَّ القومِ نعتَقِدُ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">والحق في فتنةٍ بين الصِّحابِ جَرَتْ .. هُوَ السكوتُ،وأنَّ الكُلَّ مُجتَهِدُ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">والنَّصْرُ أنَّ أبا السِّبطينِ كان هُوَ الْـ ... ـمُحِقُّ مَنْ رَدَّ هذا قَوْلُهُ فَنَدُ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">تَبّاً لرَافِضَةٍ ، سُحْقَاً لِنَاصِبَةٍ ... قُبْحَاً لمَارِقَةٍ ، ضَلُّوا ومَا رَشَدُوا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية رحمه الله تعالى في عقيدته الواسطية تحت باب "مكــانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والجمـــاعة":</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">"ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خم: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«أذكّركُم الله في أهل بيتي»</font> وقال أيضاً للعباس عمه،وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشــم فقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي»</font> وقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«إن الله اصطفى بني إسمــاعيل واصطفى من بني إسمــاعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم»</font> ".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> يقول العلامة الفقيه صالح الفوزان-حفظه الله- في شرحه لكلام شيخ الإسلام السابق:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">"بين الشيخ رحمه الله في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجمــاعة وأنهم يُحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأهل البيت هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حُرِّمتْ عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من أهل بيته كما قال تعالى: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{إنما يُريد الله ليُذهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأهل السنـــة يحبونهم ويحترمونهم ويكرمونهم؛لأن ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولأن الله ورسولــه أمــر بذلك،قال تعالى: <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{قل لا أسألُكم عليه أجراً إلا المودَّة في القُرْبى}</font>،وجاءت نصوص من السنة بذلك،منها ما ذكر الشيخ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمين على المِلّة،كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه،وعليٍّ وبنيه.أما من خــالف السنة ولم يَستقِم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من أهل البيت..........إلخ"</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> قال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي-قدس الله روحه-:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">"فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">منها <b>أولاً:لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم.</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومنها لما يتميزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومنها لما حث عليه ورغب فيه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولما في ذلك من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم..."</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في حق أحد الأشراف ؛ مبيناً خطأ الذين أنكروا هذا الحق: ( وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد بل هو من الغلو ونحن ما أنكرنا إلا إكرامهم لأجل ادعاء الألوهية فيهم أو إكرام المدعي لذلك) . (مؤلفات الشيخ الإمام (5) الرسائل الشخصية ص (284).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول الشيخ عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب : ( وأما أهل البيت: فقد ورد سؤال على علماء الدرعية في مثل ذلك، وعن جواز نكاح الفاطمية غير الفاطمي، وكان الجواب عليه ما نصه: أهل البيت –رضوان الله عليهم- لا شك في طلب حبهم ومودتهم، لما ورد فيه من كتاب وسنة، فيجب حبهم ومودتهم، إلا أن الإسلام ساوى بين الخلق، فلا فضل لأحد إلا بالتقوى، ولهم مع ذلك التوقير والتكريم، والإجلال، ولسائر العلماء مثل ذلك، كالجلوس في صدور المجالس، والبداءة بهم في التكريم، والتقديم في الطريق إلى موضع التكريم، ونحو ذلك، إذا تقارب أحدهم مع غيره في السن والعلم).( الدرر السنية 1 / 232-233) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الإمام عبدالعزيز بن سعود بن محمد : ( من عبدالعزيز بن سعود: إلى جناب أحمد بن علي القاسمي، هداه الله، لما يحبه ويرضاه. أما بعد: فقد وصل إلينا كتابك، وفهمنا ما تضمنه من خطابك، وما ذكرت من أنه قد بلغكم: أن جماعة من أصحابنا، صاروا ينقمون على من هو متمسك بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن مذهبه مذهب أهل البيت الشريف. فليكن لديك معلوماً أن المتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما عليه أهل البيت الشريف فهو لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة. ولكن الشأن: في تحقيق الدعوى بالعمل ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم قال: ( وأما ما ذكرت: من أن مذهب أهل البيت أقوى المذاهب، وأولاها بالاتباع، فليس لأهل البيت مذهب، إلا أتباع الكتاب، والسنة، كما صح عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، أنه قيل له: هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: لا؛ والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا فهم يؤتيه الله عبداً في كتابه، وما في هذه الصحيفة... الحديث؛ وهو مخرج في الصحيحين . وأهل البيت رضي الله عنهم كذبت عليهم الرافضة ، ونسبت إليهم ما لم يقولوه ، فصارت الروافض ينتسبون إليهم ، وأهل البيت براء منهم ..... ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">من نونية أبي محمد عبدالله بن محمد السلفي-رحمه الله-:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">حبُ الصحــابة والقرابةِ سُنَّةٌ .... ألقى بها ربي إذا أحياني</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال الإمام الشافعي-رحمه الله-:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">يـــــا أهل بيت رســول الله حُبكم ..... فرضٌ من الله في القرآنِ أنزله</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">يكفيكم من عظيم الفخـــر أنكم ..... من لم يصل عليكم لا صلاة له</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي *** رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَـولـِه *** لا يَنْـثَني عَنـهُ ولا يَتَبَـدَّل</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ *** وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّــل</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">جاء في السنة لابن أبي عاصم برقم ( 1017 ) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ( ليحبني قوم حتى يدخلون النار فيّ ، وليبغضني قوم حتى يدخلون النار في بغضي ) . وإسناده صحيح .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وجاء أيضاً في السنة لابن أبي عاصم برقم ( 1018 ) عن علي رضي الله عنه أنه قال : ( يهلك فيّ رجلان مُفْرِط في حبي ومُفَرِّط في بغضي ) وإسناده حسن .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله في تفسير روح المعاني ( 25 / 32 ) : والكثير من الناس في حق كلٍّ من الآل والأصحاب في طرفي التفريط والإفراط ، وما بينهما هو الصراط المستقيم ، ثبتنا الله تعالى على ذلك الصراط .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول العلامة صديق حسن خان رحمه الله في هذا السياق أيضاً : وهذه المحبة لهم واجبة متحتمة علىكل فرد من أفراد الأمة ، ومن حُرِمها فقد حُرم خيراً كثيراً ، ولكن لابد فيها من لفظ الإفراط والتفريط ، فإن قوماً غلوا فيها فهلكوا ، وفرّط فيها قوم فهلكوا ، وإنما الحق بين العافي والجافي ، والغالي والخالي . انظر : الدين الخالص ( ص 3 / 351 ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">إليك طائفة من أقوالهم في ذلك .. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>1- قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه ( ت13هـ ) . </b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . البخاري برقم ( 4241 ) ومسلم برقم ) 1759 ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">2<b>- قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( ت23هـ )</b> . </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">روى ابن سعد في الطبقات ( 4 / 22 ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب – يعني والده – لو أسلم ؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">3<b>- قول زيد بن ثابت رضي الله عنه ( ت42هـ ) . </b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">عن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّب له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد : خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال هكذا نفعل بالعلماء ، فقبّل زيد يد ابن عباس وقال ، هكذا أُمِرْنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . الطبقات لابن سعد )2/ 360 ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>4- قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ( ت60هـ ) . </b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 2/ 140 ) أن الحسن بن علي دخل على معاوية في مجلسه ، فقال له معاوية : مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف . </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأورد ابن كثير أيضاً في البداية ( 8 / 139 ) أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه ، فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما : ما أجاز بهما أحد قبلي ، فقال الحسين ، ولم تعط أحد أفضل منا .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>5- قول ابن عباس رضي الله عنهما ( ت68هـ ) . </b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال رزين بن عبيد : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين ، فقال له ابن عباس : مرحباً بالحبيب ابن الحبيب . أخرجه أحمد في الفضائل <font size="3"><sup>)</sup></font>2 / 777 ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>6- قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ( ت321هـ ) . </b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال رحمه الله في عقيدته الشهيرة : ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ) ..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال أيضاً : ( ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس ، وذريته المقدسين من كل رجس ، فقد برئ من النفاق ) . انظر العقيدة الطحاوية شرح ابن أبي العز ( ص 467 – 471 ) .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">7<b>-قول الإمام الحسن بن علي البربهاري ( ت 329هـ ) .</b> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في شرح السنة ( ص 96 – 97 ) : واعرف لبني هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرف فضل قريش والعرب ، وجميع الأفخاذ ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام ، وموالي القوم منهم ، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام ، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، وآل الرسول فلا تنساهم ، واعرف فضلهم وكرامتهم</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>8-قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (تاريخ 360 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في كتاب (الشريعة): (واجبٌ على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبر عليهم والدعاء لهم).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>9-قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني (تاريخ 387 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال رحمه الله في النونية:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">(واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعـرف عـلياً أيـما عرفان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">إحـداهـما لا ترتضيـه خليفـة وتنصـه الأخرى إلهاً ثاني)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>10-قول الموفق ابن قدامة المقدسي (تاريخ 620 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في لمعة الاعتقاد: (ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء ، أفضلهم خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصدّيقة بنت الصدّيق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>11-أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية (تاريخ 728 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في العقيدة الواسطية: ( ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم:<font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">« أُذكّركم الله في أهل بيتي »</font>، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أنّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي»</font> وقال: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«إنّ الله اصطفى بني إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال رحمه الله : ( ولا ريب أنّ لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش ، كما أنّ قريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">12<b>-قول الحافظ ابن كثير (تاريخ 774 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في التفسير: ( ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه ، وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجمعين).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>13-قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني (تاريخ 840 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">(وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم ، وأن يكون معهم ، ففي الصحيح: <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا»</font> ، وفيه <font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4">«المرء مع من أحب»</font> ، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى <font color="red" face="Simplified Arabic" size="4">{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}</font> ، فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم ، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير ، وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير ).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">14<b>-قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (تاريخ 1376 هـ)</b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في كتابه التنبيهات اللطيفة ( فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه ، منها:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b>أولاً</b>: لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومنها: لما يتميّزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومنها: لما حثّ عليه ورغّب فيه).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">15- قول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي (تاريخ 1377 هـ)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال رحمه الله في (سلم الوصول):</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">(وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعيه السادة الأخيار</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">فكلهم في مُحكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">16-قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال في شرح العقيدة الواسطية: (ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبداً).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>المصدر: موقع مهتدون</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات