وقفات في ظل آية الإفك
أحمد بن هزاع الهزاع
الجمعة 5 أغسطس 2016 م
<div align="center"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"><b>وقفات في ظل آية الإفك</b></font></font></div><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font color="red" face="Simplified Arabic" size="4"></font></b>إخواني الكِرام، أخَوَاتي الكريمات، سلام عليكم من الله ورحمةٌ وبركات.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> وبعدُ:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">فلا تَخْفى عليكم الهجمةُ الشَّرِسَة على أصحاب نبيِّنا -صلى الله عليه وسلم -من قِبَل الرافضة، الذين يزعمون أنَّهم موالون وشيعة لأهْل البيت، وقد آذوا سيِّدَ ذلك البيت في أهْله وأصحابه، فكالوا لهم التُّهَمَ جزافًا، وناصبوهم العَدَاء بُغْضًا وطُغيانًا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> وإنَّ من أشْنعِ الكَذب، وأعظم الافتراء قذْفَهم أُمَّنا -أُمَّ المؤمنين -عائشة -رضي الله عنها -بما سمَّاه الله إفْكًا، وسبحان الله! أيُّ مَحبَّة تلك التي يزعمون لآل البيت وهم يقذفون أهله بالفاحشة؟! فو الله لبُغْضُك إيَّاي مع عِفَّة لسانك عن أهْل بيتي أحبُّ إليّ مِن زَعْمِك مَحبَّتي ولسانك ينهشُ في أهْلي وعِرْضي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> تأمَّلتُ آية الإفْك في سورة النور، وعَرَضْتُها على قول الرافضة في أُمِّنا عائشة -رضي الله عنها -ووقفتُ معها وقفاتٍ:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">الوقفة الأولى: تكذيب الرافضة للقرآن صراحة، وهذا من عادتهم ودَيْدَنهم، كيف لا والتَّقيَّة دِينٌ عندَهم؟! وليس المقامُ مقامَ عَرْضٍ لأكاذيبهم وأباطيلهم؛ إذ المقام عند هذا يطول، لكنْ يهمُّنا عَرْضُ تكذيبهم لآية الإفك خصوصًا، وتكذيبهم لآية الإفك من وجوه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">أولُها: أنَّ الله سمَّاه إفْكًا؛ {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ} [النور: 11]، وكذبوا القرآن وقالوا: حقٌّ وصِدق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ثانيها: أنَّ الله لم يكتفِ بكونه إفكًا فقط، بل جعلَه إفكًا مُبينًا، بَيِّنَ البُطْلان، ظاهر التكذيب؛ ولهذا أرشدَ الله المؤمنين إلى قول ذلك: {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور: 12]، والرافضة كذَّبوا القرآن، وقالوا: هذا حقٌّ مُبين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ثالثها: أنَّ الله سمَّاه بُهتانًا عظيمًا؛ {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16]، والرافضة كذَّبوا القرآن، وقالوا: صِدْق، ورموها به.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> الوقفة الثانية: عدمُ ارتداعِ الرافضة بمواعظ القرآن وزواجرِه؛ وذلك لأنَّ الرافضة ليسوا من أهْل الإيمان، وقد قال الله -تعالى -: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44]، يهديهم للحقِّ وللطريق المستقيم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> وليسوا من أهْل العلم، وقد قال - تعالى -: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } [العنكبوت: 49].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا نصيبَ لهم من التقوى، وقد قال - تعالى -: { الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة : 1 - 2].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ويتبيَّن لنا عدمُ ارتداع الرافضة وانتفاعهم بمواعظِ القرآن وزواجرِه في ضوء آية الإفك من وجوه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4">أوَّلُها: أنَّ الله توعَّد مَن تزعَّمَ هذا الإفْك وتولَّى إذاعتَه ونشْرَه بالعذاب العظيم؛ { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور: 11]، وهاهم الرافضة يتزعَّمون القولَ به وينشرونه، ويصرِّحون به ولم يرتدعوا بزاجرِ القرآن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ثانيها: أنَّ الله أخبَر أنَّ هذا الإفْك عظيمٌ عندَه، لا يرضاه لخليله ومُصْطَفاه؛ { وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ }[النور: 15]، وما كان عظيمًا عندَ الله يجبُ أنْ يُعَظَّمَ ويحذر منه غايةَ الحَذَر، ولكنَّ الرافضة استهانوا بما عظَّمه الله واجترؤوا على محارمِ الله؛ لأنَّهم لم يرتدعوا بزواجرِ القرآن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ثالثها: أنَّ الله وعَظَ المؤمنين وحذَّرهم أنْ يعودوا للرمْي بالإفك مرة أخرى؛ { يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [النور: 17]، ولَمَّا لم ينتفعِ الرافضة بمواعظ القرآن، عادوا للرَّمْي والاتهام الباطل؛ لأنَّهم لم يحققوا شرطَ: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾، فلمَّا خَلوا عن وصْف الإيمان، عادوا للرَّمْي بالباطل والبُهْتان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> رابع تلك الوجوه: أنَّ الله توعَّد مَن يُشيع الفاحشة وينشرُها بالعذاب الأليم في الدَّارَيْن؛ { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } [النور: 19]، وهل من زاجرٍ وواعظٍ أعظم من ذلك؟! فكيف إذا كانَ ذلك في حقِّ زوج حبيب الله وخَليله، والرافضة لم يبالوا بهذا الزاجر الذي لو زُجِر به جبل، لتصدَّع وارتدع؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> الوقفة الثالثة: الرافضة أبعدُ الناس عن وصْف الإيمان؛ مَن نظَرَ في كُتب الرافضة، وتأمَّل في معتَقَدِهم، تبيَّنَ له براءةُ الإيمان منهم؛ إذ كيف يُوصَفُ بالإيمان مَن كَذَّب الله ورسولَه، وعادَى أصحابَه؟! وتبيَّنَ لي ذلك في ضوء آية الإفْك من وجهين:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> أحدها: أنَّ الله أرشَدَ المؤمنين إلى أنْ يُحْسنوا الظنَّ بإخْوَانهم، وأنْ يظنَّ بعضُهم ببعضٍ خيرًا؛ إذ الأصل براءة المؤمن مما رُمِي به، وأنَّ ما معه من الإيمان يمنعُه من فِعْل القبيح؛ {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ } [النور: 12]، فالمؤمن حقُّ الإيمان لا يَرمِي أخاه بالفاحشة، ولَمَّا خَلَتِ الرافضة عن وصْف الإيمان، رَموا الحَصَان الرَّزَان أُمَّ المؤمنين بما رَموها به.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ثانيها: كما ذكرتُ آنفًا مِن توعُّدِ الله مَن يعود للرَّمِي بالإفك؛ {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 17].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ومفهوم الشرط المخالِف: إنْ عُدتم، فلستُم بمؤمنين، وصَدَق الله، ومَن أصدقُ مِن الله قيلاً؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font color="blue" face="Simplified Arabic" size="4"><b>المصدر: شبكة الألوكة.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl" align="justify"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات