<div style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2016/9/قصة(1).jpg" style="width: 650px;"><b style="color: red; font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;"><br></b></div><div style="text-align: center;"><b style="color: red; font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">قصة الغزو الإثنى عشري للفكر الزيدي</b><br></div><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>كانت التيارات الشيعية في عهد الإمام زيد بن على رضي الله عنه متعددة ومختلفة ومتباينة وغير واضحة، حيث لم تتبلور بعد نظرية شيعية وكثر أدعياء التشيع، واختلفت أسباب التوجه نحو التشيع لتحقيق مصالح شخصية، أو بدوافع انحرافية، لهدم الإسلام من داخله.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقد استطاع بعض الخبثاء استغلال قضية الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم والحرب بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان-رضي الله عنهما-بالإضافة إلى فضل الإمام الحسين، والعلاقة العدائية بين الدولة الأموية-غالبية-وآل البيت. كل ذلك تم استخدامه واستغلاله باسم التشيع ومحبة آل البيت، وفي المقابل سب وتجريح أبي بكر وعمر وعثمان-رضي الله عنهم-والطعن بخلافتهم، وأنها باطلة. وفي هذه الأثناء، جاءت ثورة الإمام زيد لتشكل علامة فاصلة ولحظة حاسمة وتمايزات واضحة بين اتجاهين، وتيارين، ومدرستين تمثلان التشيع الحقيقي والامتداد الطبيعي، والتشيع المزيف والمنحرف… •</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>بداية الأحداث وظهور الرفض:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>عندما دعا الإمام زيد أنصاره وشيعته للخروج معه ضد هشام بن عبد الملك، طلب منه البعض البراءة من أبي بكر وعمر شرطاً للخروج معه، حيث أكد هؤلاء المنحرفون أهمية تحديد موقف سلبي من أبي بكر وعمر وخلافتهما، وقالوا له: إن برئت منهما وإلا رفضناك!! فرفض طلبهم، وأكد لهم على موقفه الثابت والمبدئي من الشيخين أبي بكر وعمر، ووضح لهم عقيدته ومنهجه في ذلك فقال: رحمهما الله وغفر لهما، وما عسيت أن أقول فيهما وقد صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحسن الصحبة، وهاجرا معه، وجاهدا في الله حق جهاده، وما سمعت أحداً من أهل بيتي يتبرأ منهما ولا يقول فيهما إلى خيراً، فقد ولوا فعدلوا في الناس وعملوا بالكتاب والسنة…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قالوا: إن برئت منهما وإلا رفضناك!! فقال الإمام زيد، بل أتولاهما. قالوا: إذن نرفضك!! ففارقوا زيداً وخذلوه، وعرفوا بالرافضة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وورد في رسائل العدل والتوحيد للإمام الهادي يحيى بن الحسين: فلما كان فعلهم على ما ذكرنا، سماهم حينئذ زيد روافض، ورفع يديه فقال: اللهم اجعل لعنتك ولعنة آبائي وأجدادي، ولعنتي على هؤلاء الذين رفضوني، وخرجوا من بيعتي، كما رفض أهل حرورا- الخوارج - علي بن أبي طالب عليه السلام حتى حاربوه. فهؤلاء الروافض.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأما الزيدية، فقالوا بقول الإمام زيد وحاربوا معه، وهم الذين تمسكوا بعقيدته في الشيخين، هذه العقيدة التي أعلنها بوضوح وجلاء، لأنه يتقي الله حق تقاته، ويخشاه أشد الخشية… وآثر التمسك بالحق الذي يجب أن يتبع ذلك لأنه المنهج الذي كان عليه والده زين العابدين بن علي، وجده الحسين بن علي، ثم جده علي بن أبي طالب-رضي الله عنهم-في حبهم الصادق لأبي بكر وعمر وعثمان(1).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعلى ذلك، وبعد ثورة الإمام زيد بن علي عليه السلام أطلق على الشيعة التي بايعته: الزيدية. فصارت الزيدية علماً على من يقول بقيادة الإمام من أهل البيت المستحق لها بالعلم والفضل، وتميزت عن تلك الفرقة التي تقول بالوراثة، حيث أن الإمامة عند الاثنى عشرية، لم تكن تتطلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا جانب من جانب آخر، فقد بدأ الخلاف بين الزيدية يأخذ منحنى اقتصادياً دنيوياً كبيراً آنذاك مما جعل حرص الأدعياء على المحافظة كبيرا، والناظر للأحوال المادية لمن كان يدعي النيابة عن الإمام سيدرك هذا الوضع (2).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الزيدية والاثنا عشرية. وجها لوجه:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>منذ ذلك التاريخ أصبح التمايز بين المدرستين واضحاً، والتباين جلياً، والاختلاف عميقاً، والعداء مستمراً؛ فهذا الإمام الهادي-يحيى بن الحسين، مجدد المدرسة الزيدية، ومؤسس الدولة الهادوية-يخصص كتاباً من مؤلفاته للرد على الروافض. فقد ذكر العلامة المؤرخ محمد بن محمد زبارة-رحمه الله-في كتابه (أئمة اليمن) أن للإمام الهادي كتاب الرد على الروافض، ومن ذلك قول الإمام الهادي يصف الاثنى عشرية: (هذه الفرقة شرذمة مخالفة للحق في كل المعاني في الكتاب والسنة. هذه الإمامية حزب الشيطان الرافضين للحق والمحقين).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بالإضافة إلى الإمام الهادي، فقد كان لابنه الإمام المرتضى محمد كتاباً يرد فيه على الروافض. وكذلك فعل الإمام القاسم العياني، وسار على هذا النهج غالب أئمة وعلماء الزيدية في اليمن طوال ألف سنة: الرد على الروافض والتحذير من عقائدهم الباطلة وآرائهم الفاسدة، وخاصة في سب الصحابة والطعن في الخلافة، بما في ذلك فرقة الجارودية التي هي أقرب إلى غلو الاثني عشرية منها إلى الزيدية، وهذا ما دفع الإمام يحيى بن حمزة للقول: (أنه ليس أحد من فرق الزيدية أطول لساناً ولا أكثر تصريحاً بالسوء في حق الصحابة من هذه الفرقة: الجارودية).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>رؤية الاثني عشرية للزيدية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>وفي المقابل، كانت رؤية الاثني عشرية للزيدية عدائية، بل وتكفيرية، بما في ذلك تكفير الإمام زيد، كونه ادعى الإمامة وهو غير مستحق لها. وقد وردت في كتب الاثني عشرية روايات في تكفير من ادعى الإمامة لنفسه حتى ولو كان علوياً فاطمياً: (من ادعى الإمامة وليس بأهلها فهو كافر). وهذا شيخ الإسلام عندهم يقول: (كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية، وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة، ومذاهبهم السخيفة الضعيفة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (3).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>شهادات على تأثير الرافضة في الزيدية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>وهكذا كان منهج الزيدية: الترضي على عثمان وطلحة والزبير وعائشة، فضلاً عن الشيخين - أبي بكر وعمر - كما ذكر ذلك العلامة صالح بن مهدي المقبلي في (العلم الشامخ) حيث يؤكد على أن الزيدية ليسوا من الرافضة، بل ولا من غلاة الشيعة. إلا أن المقبلي يؤكد- في موضع آخر - على أنه قد سرى داء الإمامية في الزيدية، في هذه الأمصار، حتى تظهر جماعة منهم بتكفير الصحابة، والقول بالنص، والوصية، وعصمة فاطمة وعلي والحسن والحسين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكما يذكر المؤرخ الزيدي (المنصف) يحيى بن الحسين: والرافضة الذين في الزيدية هذا الزمان كثير، إلا أن منهم من يستر مذهبه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويعتبر يحيى بن الحسين بن المؤيد محمد ابن الإمام القاسم، أول من جاهر بالرفض والسب في اليمن علنية، وكان غالياً في رفضه، متحاملاً على الصحابة رضي الله عنهم، مبالغاً في إحصاء عثراتهم، معرضاً عن فضائلهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويؤكد يحيى بن الحسين ابن الإمام القاسم، أن يحيى بن الحسين ابن الإمام المؤيد كان يطعن في مذهب الهادوية والمعتزلة وأهل السنة، وينتصر للإمامية والإثنى عشرية. وقد مشى على طريقه تلاميذه: الحسن بن علي الهَبَل، وأحمد بن أحمد الآنسي، وأحمد بن ناصر المخلافي. كما اشتهر بالرفض والسب: الفقيه أحمد عبد الحق الحيمي، وإسماعيل النعمي، الذي كان رافضياً جلداً مع كونه جاهلاً جهلاً مركباً، وفيه حدة تفضي به إلى نوع من الجنون (4). ومنهم الفقيه السماوي، المشهور بابن حريوة، والذي عرف بنزقه ومغالاته في التشيع (5).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن الروافض الذين عاصروا الإمام الشوكاني: السيد يحيى بن محمد الحوثي، الذي كان يصرخ باللعن وسب الصحابة. ولما بلغ الأمر الإمام المنصور علي، أمر بنقل الحوثي من الجامع الكبير، فقام بعض أنصار الحوثي برفع أصواتهم باللعن والسب في الجامع الكبير بصنعاء، ومنعوا إقامة الصلاة العشاء، وخرجوا من الجامع يصرخون في الشوارع بلعن الأموات والأحياء، ورجموا البيوت، وأفرطوا في ذلك حتى كسروا كثيراً من الطاقات (6). (أي النوافذ). ونتيجة لذلك، فقد قام الإمام المنصور علي بحبس الحوثي والمشاركين معه باللعن والرجم، وتم البحث عن بقية المشاغبين والمباشرين للرجم. وكان بينهم من ثبت تلبسهم بالسرقة من بعض البيوت، فضربوا وعزروا بضرب المرافع على ظهور جماعة منهم. وبعد أيام أرسل بجماعة منهم مقيدين بالسلاسل إلى حبس جزيرة زيلع، وآخرين إلى حبس (كمران) وكان من بينهم السيد إسماعيل النعمي؛ لتجاوزه الحد في تعصبه (7).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>تجاوز التعصب الرافضي إلى التفريق بين المسلمين:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>وهكذا لم يقتصر نشاط المتعصبين من دعاة الرافضة الإمامية على مجرد استثارة العامة أو ثلب كبار علماء الزيدية، بل العمل على التفريق بين الإخوة في الإسلام، يشجعهم في ذلك بعض ذوي الأهواء من المتنفذين في الدولة، فقد وجد في مختلف مراحل التاريخ بعض المتعصبين والمتزمتين من الزيدية، الذين كان علماء الزيدية ومجتهدوها ينعتونهم بالرافضة؛ لرفضهم خلافة الشيخين، وتطرف بعضهم، وبلغوا في تطرفهم إلى إغماط حق كبار الصحابة، بل وحتى ثلب أعراضهم، وهم بهذا وغيره ينسبون إلى الإمامية والجارودية. وكثيراً ما كان يحدث بينهم وبين علماء الزيدية في صنعاء وبعض الحواضر، مجادلات وخلافات كانت تتطور في بعض الأحايين إلى احتكاكات ومشاغبات بين غلاة الروافض والمعتدلين من الزيدية، فقد واجه العلماء المجتهدون-أمثال: الإمام الشوكاني، ومن قبله ابن الأمير، وكبار العلماء-أولئك المتعصبين الذين يقحمون معهم جهلاء الناس والعامة منهم(8).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهكذا سارت العلاقة في المراحل السابقة: خلاف واختلاف، فلا يوجد توافق بين الزيدية والإمامية الاثنى عشرية، بل إن كثيراً من الناس- كما يذكر أحد الباحثين الزيود- ينفر من مذهب أهل البيت؛ لاقترانه بالإمامية التي فيها الكثير مما لا يقبله العقل. ولأن (الإمامية) يرون بأن أئمة أهل البيت وشيعتهم من الزيدية-بل كل الأمة الإسلامية-كفاراً، فقد صدر في الآونة الأخيرة كتاب، نقل فيه مؤلفه اتفاق الإمامية في كفر وفسق أئمة أهل البيت. والكتاب بعنوان (النصب والنواصب) (9)، وقد قدم لهذا الكتاب الدكتور عبد الهادي الفضلي، مبدياً إعجابه به وبالمؤلف الذي نقل قول السيد الخوئي: جميع المخالفين للشيعة الاثنى عشرية في الحقيقة كافرون، وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة! (10).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الثورة الإيرانية والغزوة الاثنى عشرية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ومع كل المحاولات التي قام بها الروافض في غزو الزيدية، فقد فشلوا في تأسيس تيار وتشكيل مدرسة اثنى عشرية، حيث ظلت الأفكار الإمامية طارئة ومرفوضة، والحاملون لها موضع سخط ونقمة عموم الزيدية، وخاصة كبار العلماء المجتهدين والمراجع المجددين. وكما يقول الكاتب والباحث الزيدي، الأخ عبد الله محمد إسماعيل، فإن العلاقة بين الزيدية والإمامية لم تكن جيدة فيما مضى، إلا أنها شهدت تحسناً ملموساً بعد الثورة الإسلامية في إيران. ومنذ مدة قصيرة، بدأ الإمامية محاولة جادة في نشر مذهبهم بين صفوف الزيدية في اليمن، وقد نجحوا نجاحاً ملموساً أثره، ولكنه كان محدوداً في انتشاره(11).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والحق أن الاثنى عشرية قد نجحوا خلال ربع قرن من الزمن (من 1979م ـ2004م) من تحقيق نجاح ملموس في غزو الفكر الزيدي، وخاصة خلال الأربعة عشر عاماً الماضية، منذ قيام الوحدة اليمنية 1990م وإعلان التعددية السياسية التي استفاد منها الاثنا عشرية بصورة واضحة وجلية، حيث برزت أنشطتهم وتوسعت حركاتهم، وظهرت شعائرهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>انشقاق الشباب المؤمن عن حزب الحق:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ويمكن اعتبار بداية تاريخ شق الصف الزيدي في اليمن ببداية انشقاق جماعة الشباب المؤمن عن حزب الحق، هذا الانقسام الذي اعتبره البعض سياسياً، بينما هو انشقاق فكري، وانقسام منهجي بين علماء الزيدية، وفي مقدمتهم العلامة مجد الدين المؤيدي، ودعاة الاثنى عشرية، وعلى رأسهم العلامة بدر الدين الحوثي. وبين هذين التيارين والمدرستين غابت معالم المذهب الزيدي، وبرزت أفكار الاثنى عشرية؛ نتيجة الدعم المادي والتشجيع المعنوي من جمهورية إيران، ونشر الكتب الاثنى عشرية، وإقامة الشعائر في ظل صمت وسكوت علماء الزيدية، باستثناء العلامة مجد الدين المؤيدي، الذي أصدر فتاوى بانحراف وضلال جماعة الشباب المؤمن، الذي انحرفوا عن المذهب الزيدي، واعتنقوا الفكر الاثنى عشري، وخاصة سب ولعن الصحابة، والقول ببطلان خلافة أبي بكر وعمر عثمان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذا العلامة بدر الدين الحوثي يقول في رسالته (إرشاد الطالب): (الولاية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام… ولم تصح ولاية المتقدمين عليه: أبي بكر وعمر وعثمان، ولم يصح إجماع الأمة عليهم. والولاية من بعده لأخيار أهل البيت: الحسن والحسين وذريتهما الأخيار أهل الكمال منهم. والولاية لمن حكم الله بها له في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رضي الناس بذلك أم لم يرضوا فالأمر إلى الله وحده، وليس للعباد أن يختاروا، ولا دخل للشورى في الرضا؛ لأنه لا خيار للناس في أمر قد قضاه الله ورسوله) (12).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي هذه الرسالة التي صدرت سنة (1414ه- = 1994م) والتي أعدها وقدم لها محمد يحيى سالم عزان، تجد بصمات التشيع الاثنى عشري الإمامي، حيث يؤكد الحوثي الأب بصريح العبارة بطلان خلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وان الولاية منصب ديني قد قضاه الله ورسوله، وليس للعباد أن يختاروا. وهذا يعني أن أبا بكر وعمر وعثمان قد خالفوا المشيئة والإرادة الإلهية، واغتصبوا حق الإمام علي في الولاية. وهذا هو مذهب الاثنى عشرية الذين وجدوا في الحوثي وجماعة الشباب المؤمن بيئة خصبة لنشر مذهبهم وانتشار أفكارهم، عبر كتب ورسائل بدر الدين الحوثي، الذي يبشر بالفكر الانثى عشري تحت ستار المذهب الزيدي، ومعه عدد من الباحثين والمحققين، أمثال: محمد يحيى سالم عزان، الذي قام بتحقيق ونشر عدد من الكتب والرسائل التي تخدم الفكر الاثنى عشري. وعزان من قيادات الشباب المؤمن، ومن الموجهين الفكريين. ومن أهم أعماله تحقيق كتاب (الغطمطم الزخار) لابن حريوة السماوي، المعروف في غلوه في التشيع والرفض والطعن والسب. وللأسف الشديد أن هذا الكتاب-الذي حققه عزان-قدم له القاضي أحمد بن محمد الشامي، وأمين عام حزب الحق!! وقامت صحيفة الأمة بإعادة نشر هذه المقدمة التي فيها تحامل وتجريح للإمام الشوكاني، ومدح وإطراء للعلامة ابن حريوة السماوي-الرافضي!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>استخدام الاثنا عشرية لصحيفة الأمة:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>وهذا من المفارقات، حيث استخدم الاثنا عشرية صحيفة الأمة الناطقة باسم حزب الحق؛ لنشر أفكارهم وانحرافاتهم، وساعدت كثيراً على نمو وتوسع هذا التيار السرطاني في معظم مناطق اليمن، حيث تمدد هذا التيار وتطور من زيدية متشددة إلى اثنى عشرية منحرفة!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b> التحول من الزيدية إلى الرفض شاهد خطر:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ويمكننا القول أن الفكر الاثني عشري حقق خلال السنوات السبع الماضية، من (1997م-2004م) حضوراً واضحاً، وانتشاراً متميزاً، سواء تحت غطاء جماعة الشباب المؤمن، أو تحت لافتات أخرى!! وخاصة بعد خروج عدد من الناشطين والباحثين من المذهب الزيدي علانية، واعتناقهم الفكر الاثني عشري، وتصريحاتهم وكتاباتهم التي يعلنون من خلالها بوضوح وجلاء أنهم اهتدوا إلى الحق المبين، وعرفوا الصراط المستقيم، واستمسكوا بالعروة الوثقى. ويؤكد هؤلاء على بطلان المذهب الزيدي، ومن أقدمهم (المهتدي والمستبصر) أحمد بن علي محمود شرف الدين، من أهالي صنعاء، والذي أكد على أن المذهب الاثني عشري ليس فيه عوجاً ولا أمتا، أما المذاهب الأخرى، وفي مقدمتها الزيدية، فهم ظلام دامس، يحسبون أنهم يحسنون صنعا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويضيف شرف الدين، في أحد مواقع (الإنترنت) أنه اعتنق الاثني عشرية سنة 1985م، وانتقل إلى عالم النور، واستمسك بالعروة الوثقى. بينما يذكر (يحيى طالب) من مواليد الجوف سنة 1974م أنه وبعد بحث طويل وعناء كبير، توصل مع أحد أصدقائه إلى حقائق خطيرة، حيث ثبت لديهما في نهاية المطاف بطلان المذهب الزيدي، وأن الاثني عشرية هي الأقرب إلى الحق. وهكذا يسير العشرات، بل المئات من الشباب في هذا الاتجاه: اعتناق الاثني عشرية كعقيدة حق، وترك الزيدية كمدرسة باطل. وقد استهدف الروافض هؤلاء الشباب الباحثين عن جهة تشيع حبهم لآل البيت، تملأ فراغهم الفكري والعقائدي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويذكر الأخ حميد محمد رزق في صحيفة الأمة: بدأ الكثيرون من الزيدية العدول إلى مذهب الاثني عشري، لما رأوا فيه من المعاني والأداء الذي يلبي طموحا وحاجة في نفوسهم(13).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الغزو الإلكتروني للرافضة:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>في إطار التبشير بمعتقداتهم، يستخدم الروافض شبكة المعلومات (الإنترنت) استخداماً جيداً في نشر أفكارهم وتسويق آرائهم وجذب أنصارهم، وخاصة في اليمن، حيث أصبح للعديد، من الذين اعتنقوا الاثني عشرية، مواقع في الشبكة العنكبوتية، ومن أبرزهم: الدكتور عصام علي العماد، وشقيقه حسن العماد، والأخ محمد العمري. فقد ذكر أحد مواقع الإنترنت، أن الشيعة الإمامية الاثني عشرية في اليمن تعتبر إحدى الفرق المميزة في الساحة، ويبلغ عدد أتباعها نسبة 2 بالمائة تقريباً. وأن نسبة معتنقي هذا المذهب يزدادون سنوياً، وخاصة أيام محرم وصفر وشهر رمضان المبارك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن أهم الأسباب-التي ذكرها الموقع- لاعتناق الزيدية مذهب الاثني عشرية: الفراغ العقائدي القاتل، وعدم تلبية متطلبات الروح في عصر المادية العمياء، هذه المتطلبات التي من أهمها الغذاء الروحي متمثلا في مجالس الدعاء، ومجالس العزاء، والاهتمام بقضية الإمام الحسين، وتخليد ذكرى عاشوراء، وغيرها من الأنشطة التي يقوم بها الاثنا عشرية في الديار اليمنية لنشر المذهب، باعتبار أن المستقبل للشيعة الاثني عشرية(14). وللدكتور عصام العماد بحث بعنوان: (المستقبل للتشيع) يثبت فيه أن القرن الحادي والعشرين هو قرن التشيع، بعد أن كان القرن العشرين قرن الاعتراف بالتشيع كمذهب رسمي، بعد محاربة طويلة دامت أكثر من ثلاثة عشر قرناً!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن أبرز المتحولين إلى الاثني عشرية، ولهم موقع إلكتروني وأنشطة مختلفة، محمد حمود العمري، الكاتب والباحث الذي اعتنق الاثني عشرية بعد عناء طويل وبحث وتحقيق، وله كتاب (واستقر بي النوى) وموسوعة (رحلة عقل) وله كتابات في صحيفة الأمة وأنشطة متنوعة؛ لنشر الحق المتمثل بالفكر الاثني عشري-حسب اعتقاده-ومع دعائنا لعودة هؤلاء إلى الفهم الحق، فلا شك أن الصدق والصراحة في إعلان المعتقد، أفضل من الكذب والتقية، واستخدام المذهب الزيدي ظاهراً لنشر الاثني عشري باطناً، والخلط بين المدرستين، كما يفعل بعض الباحثين والمحققين الزيدية، أمثال: محمد يحيى سالم عزان، وعبد السلام الوجيه، الذي خدم الروافض الاثني عشرية خدمة كبيرة في كتابه (أعلام المؤلفين الزيدية).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>جناية عبد السلام الوجيه على المذهب الزيدي:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>لا أكون مبالغاً إذا قلت أن من أهم عوامل انتشار المذهب الاثنى عشري في الفكر الزيدي، كتاب (أعلام المؤلفين الزيدية) للكاتب والباحث المعروف عبد السلام بن عباس الوجيه، حيث قام بقلب الحقائق وتغيير الوقائع، وخلط الحابل بالنابل والحق بالباطل؛ فقد ترجم لعدد كبير من الروافض الاثني عشرية على أنهم من الزيدية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الهَبَل شاعر رافضي وليس زيدياً:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>أذكر نموذجاً لذلك الشاعر الحسن بن علي الهبل، وهو شاعر كبير وأديب بليغ، قال عنه الشوكاني أنه أشعر شعراء اليمن بعد الألف على الإطلاق، إلا أنه كان رافضياً شديداً سباباً للصحابة، بلغ درجة كبيرة من الوقاحة في سب والطعن. وله ديوان شعر يتضمن ذلك، حيث يؤكد الشاعر والأديب الكبير علي بن علي صبرة على ظهور الرفض في شعر الهبل، الذي كان أساتذته من الروافض، ويضيف الأستاذ علي بن علي صبرة في كتابه عن شعر الهبل أن مقدرته الشعرية وظفها في ميوله الرافضية، حيث يقرر في أكثر من قصيدة على اغتصاب أبي بكر وعمر وعثمان حق علي في الخلافة، وظلموا فاطمة. ومن ذلك قوله:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">تجـاروا على ظـلـم الوصي وربمـا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">تجارى على الرحمن من لا يراقبه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أقـامـوا أبا بكر إمـامـاً وزحـزحت</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">من الناس عن آل البيت مناصبه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقــام (دلام) بعــده غــيـر نازلٍ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عن المركب الصعب الذي هو راكـبـه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقــام ابن عـفـان يجــر ذيولـهـا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فــأودت به لذاتُه ومطالـبــه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إلى أن يقول في آخر قصيدته:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فــهـذا اعـتقـادي ما حيـيت ومـذهبي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إذا اضـطربت بالناصـبي مـذاهبـه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والقصيدة-وأكثرها تقريرية-تتناول أفكار الروافض ومواقفهم من الصحابة، وخاصة أبي بكر وعمر. وجاء في القصيدة اسم الدلام كلقب لعمر رضي الله عنه وهو كما يقول علي بن علي صبرة مصطلح شيعي، وقيل يهودي(15) وهكذا يؤكد الهبل في ديوانه وقصائده على أنه رافضي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ظهر ذلك في شعره والمواضيع التي اختارها لشعره، حتى أصبح شيعياً سياسياً أكثر منه عقائدياً. ومع ذلك كله، يأتي اليوم عبد السلام الوجيه؛ ليقول أن الهبل كان زيدياً، وأن القاضي إسماعيل بن علي الأكوع تجنى عليه، وأن كتاب علي بن علي صبرة ينضح بالزيف والكذب(16) ولا يوجد الصدق والحقيقة إلا عند الوجيه!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن الموافقات أن يقوم رافضي آخر-هو أحمد بن ناصر المخلافي- بجمع ديوان الهبل، بينما يقوم الأديب الكبير أحمد بن محمد الشامي بتحقيق ونشر هذا الديوان، بعد تهذيبه وحذف كل ما يثبت غلو الهبل في رفضه، والذي عبر عنه بكل وضوح وصراحة بهذه الأبيات(17) !:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اِلـعن أبا بكـر الـطاغـي وثـانيـه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والثــالـث الـرجسَ عـثمـان بـن عـفـانا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثـلاثـةٌ لـهمُ فـي النـار مـنـزلـةٌ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">مـن تحـت منـزل فـرعـون وهـامـانـا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يـا ربّ فـالعنـهمُ والـعن مـحـبَّـهمُ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا تـقِم لـهـمُ في الخـيـر مـيـزانـا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">تقـدمـوا صـنو خـير الرسل واغتصـبـوا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">مـا أحـل ابنتـه ظلمـاً وعـدوانـا؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهل نعد صاحب هذه القصيدة الفاسدة، زيدياً؟! هذه القصيدة التي أخذها الهبل من أستاذه من الرفض وقدوته في السب يحيى بن الحسين بن المؤيد محمد ابن الإمام القاسم بن محمد، الذي كان رافضياً لا يتورع عن سب صحابة رسول الله وصاحبه والخلفاء الراشيدين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>نموذج ثان لجناية الوجيه على المذهب الزيدي:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>يعتبر يحيى بن الحسين بن المؤيد هذا أول من جاهر بالرفض والسب في اليمن وقد مشى على طريقه تلاميذه: الحسن بن علي الهبل، أحمد بن أحمد الآنسي، وأحمد بن ناصر المخلافي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد ذكر المؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم، أن يحيى بن الحسين بن المؤيد كان غالياً في رفضه، متحاملاً على الصحابة-رضي الله عنهم-مبالغاً في إحصاء عثراتهم، معرضاً عن فضائلهم. وكان يطعن في مذهب الهادوية والمعتزلة وأهل السنة، وينتصر للإمامية الاثني عشرية!! ومع ذلك كله يقوم عبد السلام الوجيه بالترجمة لهذا الرافضي الإمامي، باعتباره من أعلام الزيدية، بينما يؤكد المؤرخون على انه جاهر بالرفض والسب وثلب الأعراض المصونة من أكابر الصحابة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">في مقابل ذلك أهمل الوجيه الترجمة للمؤرخ يحيى بن الحسين بن القاسم، مع أنه زيدي إلا أنه كان منصفاً وميالاً لكتب الحديث. ويشير الشوكاني في (البدر الطالع) إلى إهمال هذا المؤرخ الكبير من أهل عصره فمن بعدهم. ولعل السبب في ذلك-والله أعلم- ميله إلى العمل بما في أمهات الحديث، وتعظيمه لصحابة الرسول الكريم، والرد على من جاهر بالسب والرفض والثلب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهل ما قام به عبد السلام الوجيه خطأ وغفلة دون قصد!! أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وخاصة أنه إلى اليوم ما زال يخلط بين الزيدية والاثني عشرية؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بل إن عبد السلام الوجيه-في كتابه السابق ذكره- قد قام بالمدح والإطراء على جماعة الشباب المؤمن، وأبرز المؤسسين لها، أمثال حسين بدر الدين الحوثي، الذي وصفه بأنه عالم، تقي، ورع، من أقطاب الحركة الإسلامية المعاصرة، ورئيس منتدى الشباب المؤمن بصعدة، وأحد العاملين في مجال التربية والتوعية الإسلامية وترشيد الصحوة الإسلامية، يبذل الجهد في الوعظ والإرشاد والتربية والتعليم، ونشر العلوم والمعارف مع زملائه من الشباب العلماء في صعدة، فأسسوا منتدى الشباب المؤمن مركزاً للتوعية والتعليم، ولا زال إلى اليوم من مراكز الإشعاع والتنوير(18).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي (ص 1017) ترجم الوجيه للباحث أحمد بن يحيى بن سالم عزان، أحد مؤسسي الشباب المؤمن، ووصفه بأنه من رموز شباب الصحوة الإسلامية الحديثة، خطيب مؤثر، ومحقق بارع، وهو الآن يبذل الجهود في نشر العلم والوعظ والإرشاد والتأليف، وتحقيق كتب التراث الإسلامي في اليمن، ومنها كتاب (الغطمطم الزخار) لابن جريوة السماوي، طبع في ستة مجلدات(19).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ونسي الوجيه أن يذكر من أعمال محمد عزان، تحقيقه رسالة تثبت الوصية المنسوبة للإمام زيد بن علي عليه السلام والذي يؤكد في مقدمتها على مسألة الوصية للإمام علي عليه السلام بالخلافة في عصر الصحابة، وأن ذلك كان واضحاً كما تدل عليه الروايات الكثيرة، وإنما صرفت الخلافة عن وجهها لأمور وأسباب زعموا أنها في صالح الأمة كما هو معروف في التاريخ!!(20)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا شك أن القول بالوصية ليس من المذهب الزيدي- ولا من أقوال الإمام زيد رضي الله عنه الذي قال بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، مع كون الإمام علي عنده أفضل منهم. أما القول بأن وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالخلافة للإمام علي، كانت واضحة عند الصحابة، وإنما صرفت عن وجهها لأمور وأسباب فهو قول الروافض.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فماذا يعني ترجمة الوجيه لعدد كبير من الروافض ضمن أعلام الزيدية؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وماذا يعني توافق العلامة الحوثي مع الباحث عزان في نشر معتقدات الاثني عشرية؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وماذا يعني التحامل على علماء أهل السنة والدفاع عن الروافض؟! وما علاقة ذلك (بالآيات) الذين يدرسون في إيران الفقه الجعفري اثني عشر عاماً؟!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وما التوافق بين ذلك واحتكار حسين بدر الدين الحوثي، الذي فيه من الغلو ما لم يظهره كبار علماء الاثني عشرية، حتى أنه يحمّل أبا بكر وعمر أسباب مشاكل وأزمات المسلمين طوال خمسة عشر قرناً؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وماذا يعني التوسّع في إقامة الشعائر الرافضية، وانتشار الحسينيات والحوزات في العديد من المناطق اليمنية؟ هل كل هذه غفلة زيدية أم غزوة اثني عشرية؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>عجائب الوجيه!:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ومن العجائب والغرائب لدى الأخ عبد السلام الوجيه، في كتابه أعلام المؤلفين الزيدية، أنه ذكر في مقدمة الكتاب، وأكد على انتماء المترجم لهم إلى المدرسة الزيدية، إما يذكر هذا الانتماء من مصادر الزيدية أو المصادر الأخرى، أو من مؤلفاته هو-أي المترجم له- ومن الالتزام للمبادئ والأسس والأصول التي تعتنقها الزيدية، والتي تطلق كلمة زيدي على معتقدها. ويضيف الوجيه: (خلاصة القول، حاولت جهدي التأكد من انتماء المترجمين إلى المدرسة الزيدية بالطرق السابقة، وتركت لهذا كثيراً من الشيعة الذين يغلب الظن أنهم من الزيدية، لكن التأكد من ذلك يحتاج إلى نص أو بحث أو استدلال ومنهم المئات الذين ادعاهم الإمامية في الغالب ونسبوهم إلى مذهبهم) (21).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">مع هذا التأكيد والحرص الشديد على انتماء الذين ترجم لهم للمدرسة الزيدية، فإن عبد السلام الوجيه في هذا السياق أتى بالعجب العجاب، من أهمها: أنه ألف هذا السفر الكبير قرابة 1300 صفحة في ثلاثة أشهر وتزيد. وليس من هذه العجائب أنه تعجل في إصدار الكتاب، وقد كان الموضوع الأهم فيه هو التعريف بالزيدية: نشأة وفكراً ومعتقداً. وهو موضوع المقدمة المهمة التي أجلها الوجيه إلى مقدمة الطبعة الثانية؛ لأن ذلك يحتاج حسب ما ذكره إلى دقة في البحث، والتصريفات، وتحديد المصطلحات، والإلمام بالتفاصيل والرد على من شوه ومسخ وأساء التعريف بالزيدية…(22) !! والعجيب في هذا الكلام، أن الوجيه يحتاج في كتابة المقدمة إلى دقة في البحث وتحديد وإلمام. أما في الكتاب ذاته فلا يحتاج ذلك؛ لأنه أخذ يكتب التراجم كحاطب ليل، ينقل التراجم من هذا المصدر وذلك الكتاب، بدون تريث أو قليل من العمق والوضوح، باستثناء تراجمه للتيار السني في المدرسة الزيدية، الذين تعمق في ترجمتهم للنيل منهم، والإساءة إليهم بصورة واضحة، ورغبة جامحة في الطعن والتجريح بدون برهان ولا دليل إلا الوهم والظنون، والسقوط المريع الذي قاده إليه الهوى والتعصب الأعمى!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذا التعصب الذي لم يترك له فرصة لكتابة مقدمة الكتاب الهامة، وترك له فرصة، ووجد وقتاً للإساءة والتجريح بالقاضي إسماعيل بن علي الأكوع، المؤرخ الكبير والمحقق الجهبذ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد خصص الوجيه أكثر من عشر صفحات في مقدمة الكتاب، للنيل من القاضي إسماعيل والتجني عليه، فأسرف بالقدح، وتمادى بالغمز وللمز…!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فلماذا كل هذا؟ ولمصلحة من هذا؟؟ إنه الهوى الاثني عشري، والتعصب الرافضي الذي قاد صاحبه إلى تحكيم الهوى. فالمطالع لكتاب الوجيه على ما فيه من ضعف واستعجال وتهور ونزق وركاكة، إلا أنه حقق عدة نتائج جوهرية وأساسية، ومنها:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">1- تشويه صورة أهل السنة في المدرسة الزيدية والنيل منهم، والإساءة إليهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">2- تلميع الروافض الذين ظهروا في المذهب الزيدي-وخرجوا عليه وأساءوا إليه-ونشر العقيدة الاثني عشرية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">3- تحسين صورة الحكام- الأئمة- الذين حكموا اليمن باسم المذهب زوراً وبهتاناً، وحيث فرقوا بين العباد، واكثروا في الأرض الفساد.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والذي يهمنا في هذا المقام هو الغزو الرافضي الاثنا عشري للفكر الزيدي- في ثنايا كتاب الوجيه- وخطر ذلك على الشباب الزيدي، وخاصة الأجيال القادمة، التي ستقع فريسة للزيف والخلط الذي مارسه الوجيه في تراجمه لعدد من كبير من أعلام الإمامية الاثني عشرية؛ على أنهم من رجال الزيدية-ذكرنا عدداً في الحلقة الماضية-ومنهم:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أبان بن تغلب، المتوفى سنة 141هـ، وهو أول من ترجم له الوجيه ص 43، وهو من غلاة الشيعة الروافض.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إبراهيم بن الحكم الغزاري ص 48، وهذا الغزاري قال عنه الإمام الذهبي: شيعيٌ جلد. وقال أبو حاتم: كذاب!!. ومع ذلك يصبح عند الوجيه من الزيدية، بل من أعلامهم!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إبراهيم بن محمد الثقفي ص 65. ذكر الوجيه نفسه، وأثناء ترجمته، أنه كان زيدياً، ثم انتقل إلى الإمامية!! فلماذا ترجمت له إذا ؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن غرائب هذه التراجم: أحمد بن عبد الله الثقفي ص 140. ذكر الوجيه تشيعه، حسب المصادر التاريخية، إلا أنه استدرك قائلاً: ويظهر أنه أحد الزيدية المستترين من بطش بني العباس!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويجدر التوقف عند ترجمته لأبي الفرج الأصفهاني ص 672 صاحب الأغاني، المعروف بالميوعة والمجون، والمشهور بالرفض والغلو. قال عنه الأديب والكاتب الكبير، الدكتور زكي مبارك: كان الأصفهاني مسرفاً في اللذات والشهوات، وقد كان لهذا الجانب من تكوينه الخلقي أثر ظاهر في كتابه الأغاني، الذي يعتبر أحفل كتاب لأخبار الخلاعة والمجون. وهو حين يعرض للكتاب الشعراء، يعتم بسرد الجوانب الضعيفة من أخلاقهم الشخصية، ويهمل الجوانب الجدية إهمالاً ظاهراً يدل على أنه كان قليل العناية بتدوين أخبار الجد والرزانة والتجمل والاعتدال.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويضيف الدكتور زكي مبارك قائلاً: وهذه الناحية من الأصفهاني أفسدت كثيراً من أراء المؤلفين الذين اعتمدوا عليه (23) !!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهل يصح أن يكون مثل هذا الماجن من أعلام المؤلفين الزيدية؟؟ إنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، عمى العصب، واتباع الهوى الذي يحمل صاحبه على الترجمة لنشوان بن سعيد الحميري، على أنه من أعلام الفكر الزيدي. والواقع غير ذلك. كما ترجم للعلامة محمد بن إبراهيم الوزير-المتوفى سنة 840ه- في ص 825-الذي ترك التمذهب، وأخذ بالكتاب والسنة، وأصبح إماماً من الأئمة المجتهدين، وخاض معركة فكرية مع الجهلة والمقلدين، والحسدة والحاقدين الذين نالوا منه؛ لأنه دعا إلى الكتاب والسنة وعمل بهما.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ونتيجة لذلك، فقد تحمل الوزير أذى كثيراً من علماء عصره المقلدين، وحتى من أهله إلى عصرنا(24)، ومنهم الوجيه، الذي غمز ولمز بالعلامة الوزير، مثلما فعل بترجمته للعلامة المقبلي-ص 491-حيث ذكر أن مخالفة المقبلي للزيدية؛ اتباع لأهل السنة وليس اتباع للدليل!! وهذا من الكذب الصريح والبهتان المبين. فقد ثبت أن المقبلي ترك التمذهب، وعمل بالكتاب والسنة. وقال في ذلك:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ألـم تـعلمـا أنـي تـركـت التـمـذهبَ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وجــانـبت أن أُعـز إليــه وأنسـبـا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فـلا شـافـعي لا مــالـكي لا حـنبـلي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولا حـنفـي، دع عـنـك مـا كـان أغـربا</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهكذا سار الوجيه في كتابه على النهج، بالخلط بين أعلام الاثني عشرية والزيدية، والطعن في أهل السنة (الحشوية)!!-حسب تعبيره ولحاحة في نفسه- وكعادته في قلب الحقائق، وتزييف الوقائع، وخلط الحابل بالنابل والحق بالباطل، حيث أصبح من أبرز وأهم عوامل انتشار العقيدة الاثني عشرية في الديار الزيدية، بل وعموم المناطق اليمنية، يمدح ويطنب في ترجمة أعلام الرفض السب، أمثال: الحسن الهبل، وأحمد بن ناصر المخلافي، ويحيى بن الحسين المؤيد، وبالإضافة إلى آخرين ممّن ذكرناهم في السطور السابقة، وممن لا يتسع المجال لذكرهم والحديث عنهم(25).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والذي يهمنا في هذه السطور هو الكشف عن الدور الذي قام به عبد السلام الوجيه لخدمة الفكر الاثني عشري. وهو يدري أو لا يدري، فالنتيجة واحدة، وهي المشاركة والمساهمة بالغزو الاثني عشري للفكر الزيدي، كما ظهر ذلك جلياً من خلال المدح والإطراء الذي دبجه الوجيه لجماعة الشباب المؤمن وأبرز المؤسسين لها. والثابت والواقع أن هذه الجماعة والمؤسسين لها-أوائل التسعينيات الميلادية، وخاصة من عام 1994م-جنحوا نحو التشيع الاثني عشري، وأحدثوا تباينا وفراقا في المذهب الزيدي بين تيارين كبيرين: الأول زيدي، أقرب إلى الاعتدال، ومثّله العلامة مجد الدين المؤيدي، الذي حذر وأنذر من التيار الثاني، الذي مثله العلامة بدر الدين الحوثي، وسار على الخط الاثني عشري، والقريب من نظام (الآيات) في طهران.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان هذا الفهم معلوماً ومعروفاً، خاصة في الأوسط الزيدية، وزاد وضوحاً وجلاءً منذ عام 1997م، وكتاب الوجيه صدر سنة 1999م. ومع ذلك، فقد بالغ في المدح والثناء على جماعة الشباب المؤمن ورجالها، وفي مقدمتهم العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، الذي ترجم له الوجيه قائلاً: تتلمذ على يديه عشرات من العلماء، وقد بذل جهوداً جبارة في إحياء علوم الأول، والرد على المتعالمين الجهال، الذين جاءوا بما يثير الأحقاد والضغائن، ويفرق المسلمين… وما زال-حفظه الله-شامخاً ومرجعاً للعلماء وطلاب العلم. أخباره كثيرة، ومناقبه غزيرة، وجهاده وصبره على البلاء مشهور(26) ص 263. ثم ذكر مؤلفاته والتي منها:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- اتهام الزهري.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- التبيين في الضم والتأمين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- الحسام القاضب الخامع لهامات النواصب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- السهم الثاقب في إبطال دعايات النواصب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- الفرق بين السب والقول بالحق</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- من هم الرافضة؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وغيرها من الكتب والأبحاث والرسائل، التي يظهر فيه جنوح العلامة بدر الدين الحوثي نحو الرفض، بل والغلو فيه، كما هو واضح من خلال عناوين وأسماء مؤلفاته، فضلاً عن محتواها. ومنها رسالة بعنوان (إرشاد الطالب) قام بتحقيقها وإعدادها وإخراجها الكاتب والباحث محمد سالم عزان، وصدرت سنة 1414هـ، الموافق 1994م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذه الرسالة أو الكتاب موجه للطلاب والتلاميذ والأتباع والأنصار، حيث يذكر بدر الدين الحوثي في المقدمة: فهذا كتاب فيه مسائل مقيدة للطالب… جعلناه للمبتدئ، نسأل الله أن ينفع به أبنائنا وجميع المسلمين(27) !!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فما هي المنفعة؟ وما نوعها في هذا الكتاب وفي منهج بدر الدين الحوثي، الذي تناول في كتابه هذا العقيدة والعبادة، ونبذة موجزة في التاريخ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونبذة في فضائل الإمام علي وأهل البيت عليهم السلام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">في القسم الأول (العقائد) يتناول العلامة بدر الدين الحوثي، وبتحقبق الباحث محمد يحيى سالم عزان:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">العبادة ومعناها. وذكر أنه ليس من العبادة لغير الله سبحانه زيارة القبور، والتبرك بالصالحين، ولا دعاء الله والتوسل إليه بذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم يتحدث عن تنزيه الله وكلامه وعدله والوعد والوعيد، وفق عقيدة المعتزلة والشيعة الاثني عشرية، ومخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة(28)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وبسرعة شديدة-وفي قسم العقائد- يتناول الحوثي (الأب) مسألة الخلافة والولاية بعد رسول الله صلى الله عليه آله وسلم، حيث ذهب إلى أنها لعلي-عليه السلام-بدليل حديث الغدير. ولم تصح ولاية المتقدمين عليه. ثم يؤكد على أن الولاية-من بعد الإمام علي-لأخيار أهل البيت: الحسن والحسين وذريتهما. لأن الأمر لله وحده، فالولاية الصحيحة لمن حكم الله بها في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، رضي الناس بذلك أم لم يرضوا فليس للعباد أن يختاروا غير من ولاه الله في شريعته، ولا دخل للشورى… ويضيف الحوثي: والولاية الشرعية هي الإمامة الصحيحة…(29).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذه هي رؤية الحوثي للخلافة والإمامة، ومعه محمد عزان وجماعة الشباب المؤمن وأتباعهم وأنصارهم. وهي- ولا شك- رؤية اثنا عشرية رافضية، تخالف الرؤية الزيدية ومنهج الإمام زيد رضي الله عنه والذي أكد على صحة ولاية وإمامة أبي بكر وعمر وعثمان، وإن كان يرى أن الإمام علي أفضل منهم، إلا أنه يجوّز ولاية المفضول مع وجود الفاضل، حسب النهج الزيدي الذي قام بدر الدين الحوثي بنسفه من القواعد، وهدمه من الأساس، واستبداله بمذهب الرفض، والقول بحق الإمام علي بالخلافة-بعد رسول الله-حقٌ إلهي ونص شرعي، وأن أبا بكر وعمر عثمان اغتصبوا هذا الحق ورفضوا هذا الأمر!! فما حكم من يرد حكم الله ورسوله ويخالف النص النبوي ويرفض وصية الرسول الأعظم؟؟ وهذا معنى القول بحق علي الشرعي في الخلافة، ووجود النص والوصية عليه، كما يزعم الروافض الإثنا عشرية ومن سار على عقيدتهم فالمسألة واضحة، والنتيجة حاسمة، والقضية مترابطة…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">القول بوجود نص ووصية وحق، يعني بطلان خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وليس ذلك فحسب، بل وكفرهم وردتهم وظلمهم، ومعهم جمهور الصحابة الذين رضوا باغتصاب الحق الشرعي وسكتوا مع وجود النص النبوي والتعيين الإلهي!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والنتيجة الطبيعية لذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفق نظرية النص والوجيه قد فشل في تربية أصحابه، والقرآن أخطأ في مدحهم وتزكيتهم- والعياذ بالله- فهذا هو جوهر مذهب وعقيدة الشيعة الاثني عشرية الإمامية الرافضية. يقول أحد علمائهم وأشهر أعلامهم، عبد الحسين شرف الدين الموسوي، في كتابه النص والاجتهاد: ما رأيت كنصوص الخلافة صريحة متواترة صودرت من أكثر الأمة والجرح لما يندمل والنبي لما يُقبر استأثروا بالأمر يوم السقيفة، وصمموا على صرف الخلافة عن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان هذا باتفاق سري مع أبي بكر وعمر وحزبهما(30).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذا إجماع الشيعة الاثني عشرية، الذين يؤكدون في كتبهم ومصادرهم العقائدية، على أن الله تعالى يعين الأوصياء كما يعين الأنبياء، وقد عين الله لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر وصياً وخليفة، أولهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - وآخرهم المهدي محمد بن الحسن القائم المنتظر -عليه السلام - وهؤلاء الأئمة الأوصياء -عليهم السلام- أفضل من جميع الأنبياء، كالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في العلم والحلم والفضيلة والعصمة(31).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذه عقيدة الروافض، وهذا منهج الحوثي، وهذه فتنة ما يسمى بجماعة الشباب المؤمن، الذين تأثروا بالثورة الإيرانية وزعيمها الخميني، وهذا هو السر وراء الغلو الذي كان يحمله حسين بدر الدين الحوثي في آرائه وأفكاره، وخاصة تجاه أبي بكر وعمر اللذين حمّلهما كل شر يحدث في العالم؛ لأنهما-حسب اعتقاده الإنثي عشري- اغتصبا حق أمير المؤمنين، وخالفا شريعة سيد المرسلين ووصية رسوله الأمين. وتأصيلاً لهذا، يذكر العلامة بدر الدين الحوثي في (إرشاد الطالب): (… أصالة شأن أمير المؤمنين علي-عليه السلام-في إحقاق الحق، انقسمت الأمة إلى شيعة ونواصب ومتوقفين…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد دلت الأحاديث على أن الحق مع شيعته المحبين له القائلين بإمامته!!) تأمل وتوقف عند هذا الكلام الخطير للحوثي- الأب- حيث يجعل الخلافة بين الشيعة والمخالفين لهم حق وباطل، وأن الحق مع القائلين بإمامته، والرافضين لإمامته أبي بكر وعمر. وبذلك يكون الباطل مع القائلين بإمامة أبي بكر وعمر؛ لأن خلافتهما باطلة وغير صحيحة!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الآيات قادمون!!:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>فإذا تأكد لدينا وجود تيار رافضي اثني عشري في الفكر الزيدي على مر العصور، وأثبتت تشجيع هذا التيار ومدحه عند عدد من الباحثين والكتّاب والعلماء والشباب الزيدي- فعند ذلك تترابط المنهجية، وتتقارب المشارب العقدية؛ لتشكل مدرسة اثني عشرية، ربما تتحول عما قريب إلى جامعة، بعد عودة عشرات الطلاب الذين يدرسون العقيدة الإمامية في طهران وقم ومشهد…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهؤلاء يفخرون بأنهم انتقلوا من الظلام (الزيدية) إلى نور الاثني عشرية التي يدرسونها لمدة 12 عاماً كاملة يتخرجون بعدها بدرجة آية الله، وحجة الله، و…. !!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد رأيت بنفسي، وسمعت بأذني تعصب هؤلاء وغلوهم أثناء زيارتي لإيران قبل ثلاث سنوات، واللقاء بعدد من هؤلاء الطلاب العلماء، وقد أشربوا في قلوبهم وعقولهم عقيدة الرفض وشريعة السب، ويحملون ثقافة الانتظار والتبشير بالوهم المنتظر-عجل الله فرجه-المستحيل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">سيقول السذج من الناس: إن هذا الطرح يحمل الكثير من المبالغة والإثارة. وحتى لو كان ذلك صحيحاً، فإن الخطر والمسألة لا تعدو أن تكون أفكاراً وآراء وقناعات لهؤلاء في اعتناق الفكر الاثني عشري.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذا القول من الجهل بحقيقة الشيعة الاثني عشرية، وتصدير الثورة الإيرانية، والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والإسلامية، وإثارة الطائفية، وإشعال الصراعات المذهبية، كما هو حاصل اليوم في العراق من خلال التعاون الشيعي/ الأمريكي، والتقارب الإيراني/ الأمريكي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> أليس السيستاني هو رجل أمريكا وعميلها الأول في العراق؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> أليست المقاومة والجهاد محصورة في المثلث السني، والحرب والإبادة ضد أهل السنة؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ألم تشترك قوات بدر الشيعية في المجازر التي ارتكبتها القوات الأمريكية بدعم وتشجيع ومساندة من آيات الشيعة في النجف وكربلاء وطهران وقم؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ألم يصرح نائب الرئيس الإيراني، محمد علي أبطحي: لولا إيران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق وأفغانستان؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> هل ينكر عاقل أو يجحد متابع أن ما يحدث في العراق اليوم هو فتنة طائفية وصراعات مذهبية تغذيها المخابرات الإيرانية والحرس الثوري…؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ألم تنتقل هذه الفتنة إلى البرلمان البحريني بالمشادات والخلافات الحادة..؟! وهل ينكر أحد دور إيران في زعزعة الأوضاع في البحرين، وإثارة المشاكل في المنطقة الشرقية من السعودية، وفي أحداث صعدة في اليمن؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كل هذا لا يشكل خطراً ولا يهدد أحداً! ألم يشكل حسين بدر الدين الحوثي تياراً مسلحاً، ويحدث فتنة، ويستعد لحرب بالرجال والمال والسلاح، بداية من إثارة الشغب والهرج والمرج أثناء صلاة الجمعة، ثم يفتي بعدم شرعية أي نظام أو حكم منذ أبي بكر وعمر حتى اليوم، وأن الحل هو إقامة جيش مؤمن يهيئ المناخ لخروج الإمام المنتظر، فجعل شراء الأسلحة بالأهمية مثل شراء الأغذية، وقام بالامتناع عن دفع الزكاة، واستبدال الخمس وفق دين الاثني عشرية؟! ألم يقاتل بشراسة ومعه أتباعه وأنصاره، باعتبارهم المؤمنين وأهل الحق في مواجهة المخالفين أهل الباطل؟!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كل هذا يمثل جزءاً يسيراً وقدراً بسيطاً من خطر الروافض على الإسلام والمسلمين -على مر السنين -من خيانة ابن العلقمي، وسقوط بغداد بيد التتار سنة 556هـ، إلى خيانة الجلبي، وإياد علاوي، وآية الشيطان السيستاني، وسقوط بغداد سنة 1424هـ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الخيانة مستمرة، والمؤامرة متواصلة، والحلقة متسلسلة، والعقيدة فاسدة، والطريقة باطلة تتمحور حول:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> اغتصاب حق الإمام علي بالخلافة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> مظلومية السيدة فاطمة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> عدم شرعية أي نظام حكم باستثناء نظام الجمهورية الجعفرية في إيران!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> استشهاد الإمام الحسين بن علي في كربلاء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> اختفاء الإمام الثاني عشر- المهدي المنتظر- في سامراء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ونتيجة لهذه العقيدة والخلفية، تشكلت النفسية الشيعية الاثنا عشرية على:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- الانتقام ممن سلب الإمام علي حقه في الخلافة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- الانتقام ممن ظلم السيدة فاطمة، وقتل ولدها الحسين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">-التكفير واللعن لهؤلاء ومن تبعهم إلى يوم الدين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- البكاء الدائم، والعزاء المستمر، والحزن المتجدد على كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">- الانتظار للمهدي المنتظر الذي غاب سنة 264هـ، هذا الوهم الذي لا حقيقة له معدوم غير مخلوق!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعلى ضوء هذه المسائل، تتمحور وتتبلور عقيدة الاثني عشر، وهي التي شكلت ثقافة ومنطلقات حسين بدر الدين الحوثي، فهذا ما ظهر في مقالاته، وبرز في جولاته:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الانتقام، اللعن، الانتظار. هذه الثلاثية التي تشكل وعي غالبية، إذا لم يكن كل الاثنى عشرية. بل إن عقيدتهم أصبحت تدور حول الانتظار في زمن الغيبة، والإعداد والتهيئة لخروج الحجة. وفي هذا السياق، فقد صدر قبل سنوات كتاب بعنوان (عصر الظهور) يتحدث فيه مؤلفه، وهو الشيخ علي الكوراني، أحد علمائهم المعاصرين وكبير من كبارهم المنظرين، يتحدث فيه عن مقدمات وعلامات ظهور المهدي المنتظر، الذي أصبح قريباً…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن هذه المقدمات والعلامات لظهوره: وجود وخروج جيش مسلح في إحدى قرى محافظة صعدة. وهذا الجيش يكون بقيادة واحد من أحفاد الرسول يسمى حسن! أو حسين!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان هذا الكتاب من ضمن مراجع ومصادر جماعة الشباب المؤمن ومن العوامل التي صنعت القداسة لشخص حسين بدر الدين الحوثي عند أتباعه وأنصاره، الذين وجدوا فيه علامة من علامات الظهور، ومقدمة من مقدمات الخروج. ومن أدلتهم القرآنية على هذا الخروج قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهكذا يصبح الاثنا عشرية بين خيارين: خيار الانتظار، وخيار كربلاء: لبيك يا حسين!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هكذا يشعر الشيعي الرافضي أنه مقهور حاضره، ومجهول مستقبله. لذلك فإنه يعيش في ماضيه كقوقع داخل المأساة، تمكنت المأساة منه، كل منهما تلبس الآخر(32). القائد دائماً حسين، والعدو دائماً يزيد. الحرب الآن هي كربلاء ثانية: لبيك يا حسين!!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إنهم يعيشون الماضي، ويستغيثون بالمعدوم، ويتعلقون بالمجهول: يا صاحب الزمان…-الوهم المنتظر-الغوث الغوث أدركني، أدركني، الساعة، الساعة، العجل، العجل…</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إنها عقيدة القوم: الشرك، وطلب الحاجات من الأموات والقبور والغائب المعدوم. إنها فعلاً مأساة أن يكون الإنسان بين خيارين، أحدهما ماض لن يعود، والآخر مستقبل مجهول… خيار كربلاء البكاء والدماء، وخيار الانتظار. وكلاهما انتحار.ا.ه- .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">للمزيد اقرأ:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">من أبعاد فتنة حسين الحوثي-1</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الزيدية: نشأتها ومعتقداتها</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1)-القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، الزيدية… نشأتها ومعتقداتها الطبعة الثالثة (1418ه- = 1997م)، دار الفكر، دمشق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2)-عبد الله بن محمد بن إسماعيل، الزيدية-الطبعة الأولى (1420ه- = 2000م) مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عمان الأردن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3)-شيخ الإسلام-لديهم-محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار الجامعة لدر الأئمة الأطهار 37/34.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(4)-محمد بن علي الشوكاني، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، تحقيق د. حسين العمري، الطبعة الأولى (1419ه- = 1998م) دار الفكر، دمشق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(5)-د. حسين العمري، الإمام الشوكاني رائد عصره… دراسة في فقهه وفكره، الطبعة الأولى (1411ه- = 1990م) دار الفكر المعاصر، بيروت.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(6)-البدر الطالع، سابق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(7)-د. حسين العمري الإمام الشوكاني رائد عصره سابق.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(8)-السابق ص 96، 97.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(9)-النصب والنواصب-لمحسن المعلم، دار الهادي، بيروت، ط1/ (1418ه- = 1997م).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(10)-نفسه، ص 74- 77.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(11)-عبد الله محمد إسماعيل، تعليقات على الإمامة عند الاثنى عشرية الطبعة الأولى (1419ه- = 1998م) عمان الأردن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(12)-(إرشاد الطالب) ص 16 تأليف العلامة بدر الدين الحوثي، أعده للطبع وقدم له محمد يحيى سالم عزان، الطبعة الأولى (1414ه- = 1994م) ، دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع، صنعاء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(13)-مقال بعنوان: العوامل التي أنتجت حسين بدر الدين الحوثي، كتبه حميد محمد رزق صحيفة الأمة العدد (312) الخميس 29/7/2004م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(14)-ص 16.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(15)-موقع مركز الأبحاث العقائدية على شبكة الإنترنت.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(16) - البدر الطالع.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(17)-القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، هجر العلم ومعاقله في اليمن الطبعة الأولى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(18)-ص 877.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(19)-أعلام المؤلفين الزيدية ص1017.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(20)-إرشاد الطلب للعلامة بدر الدين الحوثي-المقدمة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(21)-عبد السلام بن عباس الوجيه، اعلام المؤلفين الزيدية، الطبعة الأولى 1420ه- = 1999م، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، الأردن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(22)-المصدر السابق ص 38-39.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(23)-د. زكي مبارك، النثر الفني في القرن الرابع، الجزء الأول ص 288، دار الجيل بيروت، ط 1975م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(24)-القاضي إسماعيل بن علي الأكوع، الزيدية نشأتها ومعتقداتها، الطبعة الثالثة 1421ه- = 2000م ص 42، دار الفكر دمشق، سوريا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(25)-لكاتب هذا المقال بحث مطول ودراسة واسعة للكتّاب، أعلام المؤلفين الزيدية، وجناية الوجيه على العلم والعلماء برؤية منهجية ودراسة تاريخية، نشر جزء منها في صحيفة الثقافية وسيصدر قريباً في كتاب بمشيئة الله عز وجل.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(26)-أعلام المؤلفين الزيدية ص 263.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(27)-(إرشاد الطالب) تأليف العلامة بدر الدين الحوثي، أعده للطبع وقدم له محمد يحيى سالم عزان، الطبعة الأولى 1414ه- = 1994م دار الحكمة اليمانية للطباعة والنشر والتوزيع، صنعاء.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(28)-السابق من ص 6 إلى ص 15.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(29)-السابق ص 16ـ19.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(30)-عبد الحسين شرف الدين الموسوي، النص والاجتهاد، الطبعة الثانية 1416هـ، دار الأسوة للطباعة والنشر، طهران، إيران.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(31)-آية الله العظمي السيد محمد الحسين الشيرازي، منتخب المسائل الإسلامية، الطبعة الثانية 1420ه- = 1999م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(32)-فهمي هويدي، إيران من الداخل، الطبعة الأولى 1408ه- = 1987م، مركز الأهرام للترجمة والنشر.</font></p><p style="direction: ltr; text-align: justify;" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع آل البيت </b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">
</font>
</p>