الشيعة وآل البيت
إحسان إلهي ظهير
الإثنين 24 أكتوبر 2016 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2016/10/الشيعة وآل.jpg" style="width: 650px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>الشيعة وآل البيت</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إحسان إلهي ظهير</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الشيعة هم قوم يدعون موالاة أحد عشر شخصاً من أولاد علي، وعلياً رضي الله عنه، ويعدّونهم معصومين كالأنبياء ورسل الله، وأفضل منهم ومن الملائكة المقربين، ويدعون أن مذهبهم مؤسس على آرائهم وأفكارهم...</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يزعم الشيعة أنهم موالون لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومحبون لهم، ومذهبهم مستقاة من أقوالهم وأفعالهم، ومبني على آرائهم ومروياتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقبل أن نبحث عن هذا، ونتحقق، ونعلم صدق هذا القول وكذبه أردنا في هذا الباب أن نعرف ونعرّف القارئ والباحث من هم أهل البيت؟ ومن هم الذين يُقصدون بهذه اللفظة؟ وأيضاً وما معنى الشيعة، ومن يرادون بها؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأهل البيت مركب من الأهل والبيت، فقد قال صاحب القاموس: (أهل الأمر ولاته، وللبيت سكانه، وللمذهب من يدين به، وللرجل زوجة كأهله، وللنبي أزواجه وبناته، وصهره علي رضي الله عنه (ولا أدري من أين جاء هذا التخصيص لعلي رضي الله عنه دون أصهاره الآخرين من عثمان زوج ابنتي النبي صلى الله عليه وسلم ذي النورين، وأبي العاص بن الربيع والد أمامة وزوج زينب، فإن قبل لكونه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم فهل كان وحيداً أما كان له الأخوة جعفر وعقيل؟ ثم ولم أخرج عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي جعله صنو أبيه ألا وهو عباس بن عبد المطلب، وأبنائه، وأولاده، فهل من مجيب)، أو نسائه، وللرجال الذين هم آله ولكل نبي أمته) (القاموس: ص432 ج3).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الزبيدي: (والأهل للمذهب من يدين به ويعتقده، والأهل للرجل زوجته، ويدخل فيه أولاده، وبه فسر قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَسَارَ بِأَهْلِهِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[القصص:29]</font> أي زوجته وأهله، والأهل للنبي صلى الله عليه وسلم أزواجه وبناته وصهره علي رضي الله عنه، أو نسائه، وقيل أهله الرجال الذين هم آله ويدخل الأحفاد والذريات، ومنه قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[طه:132]</font>، وقوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:33]</font> وقوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[هود:73]</font> وإن أهل كل نبي أمته وأهل ملته ومنه قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[مريم:55]</font>. وقال الراغب وتبعه المناوي: أهل الرجل من يجمعه نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل: أهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر، وتعورف في أسرة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً -إلى أن قال-: آل الله ورسوله أولياءه وأنصاره، ومنه قول عبد المطلب في جد النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الفيل: وانصر على آل الصليب وعابديه اليوم آلك). (تاج العروس: للزبيدي).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي الحديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الآهل حظين والعزب حظاً)، والآهل الذي له زوجة والعزب الذي لا زوجة له. وآل الرجل أهله، وآل الله ورسوله أولياءه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة، فصار في التقدير أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلت الثانية ألفاً. (لسان العرب: لابن المنظور الأفريقي ص28، 29، 30 ج11).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الجوهري: (أهل فلان أي تزوج. قال أبو زيد: آهلك الله في الجنة أي أدخلها وزوجك فيها) (الصحاح: للجوهري ج4 ص1629).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الزمخرشي في الأساس: (تأهل تزوج وآهلك الله في الجنة إيهالاً زوجك). (أساس البلاغة: ص11).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال الخليل: (أهل الرجل زوجه، والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به). </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(مقاييس اللغة: لأبي الحسين أحمد بن فارس زكريا ج1ص150).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد قال الإمام الراغب الأصفهاني: (أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد، فأهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم النسب، وتعورف في أسرة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقاً إذا قيل: أهل البيت لقوله عز وجل: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:33]</font>، وعبّر أهل الرجل بامرأته وأهل الإسلام الذين يجمعهم -إلى أن قال- وتأهل إذا تزوج، ومنه قيل آهلك الله في الجنة أي زوجك فيها). (المفردات في غرائب القرآن. ص: 28).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال تحت لفظة آل: (الآل مقلوب من الأهل -إلى أن قال- ويستعمل في من يختص بالإنسان اختصاصاً ذاتياً، إما بقرابة قريبة أو موالاة قال عز وجل: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[آل عمران:33]</font>، وقال:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[غافر:46]</font> قيل: وآل النبي صلى الله عليه وسلم أقاربه، وقيل: المختصون به من حيث العلم، وذلك أن أهل الدين ضربان، ضرب مختص بالعلم المتقن، والعمل المحكم، فيقال لهم: آل النبي وأمته، وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد، ويقال لهم: أمة محمد، ولا يقال لهم آله فكل آل للنبي أمة له، وليست كل أمة آل له، وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنه: الناس يقولون: المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال: كذبوا وصدقوا فيقل له: ما معنى ذلك؟ فقال: كذبوا أن الأمة كافتهم آله، وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله) (المفردات للراغب الأصفهاني ص:29-30).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال محمد جواد مغنية الشيعي المعاصر: (أهل البيت في اللغة سكانه، وآل الرجل أهله، ولا يستعمل لفظ (آل) إلا في أهل رجل له مكانة، وقد جاء ذكر أهل البيت في آيتين من القرآن، الأولى الآية 73 من سورة هود: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}</font>، والثانية الآية 33 من سورة الأحزاب: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}</font> واتفق المفسرون أن المراد بالآية الأولى أهل بيت إبراهيم الخليل، وبالآية الثانية أهل بيت محمد بن عبد الله، وتبعاً للقرآن استعمل المسلمون لفظ أهل البيت وآل البيت في أهل بيت محمد خاصة، واشتهر هذا اللفظ حتى صار علماً لهم، بحيث لا يفهم منه غيرهم إلا بالقرينة، كما اشتهر المدينة بيثرب مدينة الرسول.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اختلف المسلمون في عدد أزواج النبي، فمن قائل أنهن ثماني عشر امرأة، ومنهم من قال: إنهن إحدى عشرة، وعلى أي الأحوال فقد أقام مع النساء سبعاً وثلاثين سنة، رزق خلالها بنين وبنات، ماتوا كلهم في حياته ولم يبق منهم سوى ابنته فاطمة، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن علي بن أبي طالب: وفاطمة، والحسن والحسين من آل البيت في الصميم <font face="Simplified Arabic" size="3">[الشيعة في الميزان ص447 ط دار الشروق بيروت]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويظهر من هذا كله أن أهل البيت يطلق أصلاً على الأزواج خاصة، ثم يستعمل في الأولاد والأقارب تجاوزاً، وهذا ما يثبت من القرآن الكريم كما وردت هذه اللفظة في ذكر قصة خليل الله عليه الصلاة والسلام لما جاءت رسل الله إبراهيم بالبشرى، فقال الله عز وجل في سياق الكلام: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ . قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ . قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[هود:71-73]</font> فاستعمل الله عز وجل هذه اللفظة بلسان ملائكته في زوجة إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه لا غير.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولقد أقر بذلك علماء الشيعة ومفسروها كالطبرسي (هو أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أكابر علماء الشيعة في القرن السادس، وتفسيره يقع في خمس مجلدات وعشرة أجزاء) في مجمع البيان <font face="Simplified Arabic" size="3">[ج3 ص180 ط دار إحياء التراث العربي بيروت]</font> والكاشاني (هو الملا فتح الله الكاشاني من علماء الشيعة المتعصبين، ولم يصنف تصنيفه إلا رداً بمنهج الصادقين في إلزام المخالفين) في منهج الصادقين <font face="Simplified Arabic" size="3">[ج4 ص493 ط طهران]</font>. ولو التجئوا بعد ذلك إلى تأويلات كاسدة فاسدة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهكذا قال الله عز وجل في كلامه المحكم في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[القصص:29]</font>. فالمراد من الأهل زوجة موسى عليه الصلاة والسلام كما أجمع عليه مفسروا الشيعة كلهم بأن المراد من الأهل هنا الزوجة لأنه لم يكن مع موسى غيرها، ولقد يقول الطبرسى مفسراً أهل موسى، في سورة النمل أي في قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ}</font> أي امرأته وهي بنت شعيب <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير مجمع البيان ج4 ص211 سورة النمل]</font>. وأيضاً تحت قوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{سَارَ بِأَهْلِهِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[القصص:29]</font> أي بامرأته <font face="Simplified Arabic" size="3">[ج4 ص250 سورة القصص]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأيضاً القمي (هو أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي، إمام مفسري الشيعة وأقدمهم، من أعيان القوم في القرن الثالث من الهجرة) في تفسيره <font face="Simplified Arabic" size="3">[ج2 ص139 ط نجف 1386هـ]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والعروسي الحويزي <font face="Simplified Arabic" size="3">[هو عبد الله علي بن جمعة، المتوفى 1112هـ من الشيعة المتعصبين]</font> في تفسيره نور الثقلين <font face="Simplified Arabic" size="3">[ج4 ص126 ط قم]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والكاشاني في تفسيره منهج الصادقين <font face="Simplified Arabic" size="3">[ج7 ص95 سورة القصص]</font> وغيرهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهكذا وردت لفظة أهل البيت في القرآن المجيد في سورة الأحزاب أيضاً الآية33: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}</font> (ولم ترد هذه اللفظة إلا في سياق قصة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة) <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:33-34]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويظهر بداهة ولأول وهلة لمن قرأ هذه الآيات الكريمة أن هذه اللفظة لم ترد إلا في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، لأن صدر الآية وقبلها من الآيات لم يخاطب بها إلا أزواجه عليه الصلاة والسلام، وكذلك الآية التي تليها ليس فيها ذكر غيرهن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعلى ذلك قال ابن أبي حاتم وابن عساكر برواية لعكرمة وابن مردويه برواية سعيد بن جبير عن ابن عباس أن هذه الآية لم تنزل إلا في أزواج النبي عليه الصلاة والسلام <font face="Simplified Arabic" size="3">[انظر لذلك دائرة المعارف الإسلامية اردو مقال المستشرق A. S. THITION ج3 ص576 ط لاهور باكستان]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد قال الشوكاني في تفسيره: قال ابن عباس وعكرمة وعطاء والكلبي ومقاتل وسعيد بن جبير: إن أهل البيت المذكورين في الآية هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، قالوا: والمراد من البيت بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومساكن زوجاته لقوله تعالى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ}</font>، وأيضاً السياق في الزوجات: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ}</font> إلى قوله: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير فتح القدير للشوكاني ج4 ص270 ط مصطفى البابي الحلبي مصر 1349هـ]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأيضاً ورد في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل في حجرة عائشة رضي الله عنها، فقال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته»</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[البخاري، كتاب التفسير]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأيضاً المقصود من بيت النبي صلى الله عليه وسلم بيته الذي يسكنه مع أزواجه صلى الله عليه وسلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فالحاصل أن المراد من أهل بيت النبي أصلاً وحقيقة أزواجه عليه الصلاة والسلام، ويدخل في الأهل أولاده وأعمامه وأبناءهم أيضاً تجاوزاً، كما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدخل في كسائه فاطمة والحسنين وعلياً وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي: ليجعلهم شاملاً في قوله عز وجل: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأحزاب:33]</font> كما أدخل عمه العباس وأولاده في عبائه لتشملهم أيضاً هذه الآية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولقد وردت بعض الروايات التي تنص أن بني هاشم كلهم داخلون في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأما الشيعة فأرادوا عكس ذلك، فحصروا أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة، علي، وفاطمة، ثم الحسن، والحسين، وأخرجوا منهم كل من سواهم، ثم اخترعوا طريفة أخرى، فأخرجوا أولاد علي غير الحسنين رضي الله عنهم من أهل البيت ولا يعدون بقية أولاده من أهل البيت من محمد بن الحنفية، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، والعباس، وجعفر، وعبد الله، وعبيد الله، ويحيى، ولا أولادهم من الذكور الاثنى عشر، ولا من البنات ثماني عشر ابنة، أو تسع عشرة ابنة على اختلاف الروايات، كما أخرجوا فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لا يعدون بناتها زينب وأم كلثوم ولا أولادهما من أهل البيت، وهذه نكتة وطريفة، ومثل هذا الحسن بن علي، حيث لا يجعلون أولاده داخلاً في أهل البيت وكذلك أخرجوا من أهل البيت كلاً من أولاد الحسين من لا يهوى هواهم، ولا يسلك مسلكهم، ولا ينهج منهجهم، وهذا أطرف من الأول.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولذلك أفتوا على كثيرين من أولاد الحسين، الأولين منهم بالكذب والفجور والفسوق، وحتى الكفر والارتداد، كما شتموا وكفروا أبناء أعمام الرسول وعماته وأولادهم، وحتى أولاد أبي طالب غير علي رضي الله عنه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والجدير بالذكر أنهم أخرجوا بنات النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة غير فاطمة، وأزواجهن، وأولادهن من أهل البيت بدائياً، ولا ندري أي تقسيم هذا، وأية قسمة هذه، وعلى أي أساس ابتنوها واختاروها؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم وفي التعبير الصحيح والصريح أن الشيعة لا يرون أهل البيت إلا نصف شخصية فاطمة، ونصف شخصية علي، ونصف شخصية الحسن وبقية الأئمة التسعة عندهم من الحسين إلى الحسن العسكري، والعاشر المولود الموهوم، المزعوم، الذي لم يولد قطعاً ولن يولد أبداً.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهذه هي حقيقة مفهوم أهل البيت عند القوم، ولو أردنا التوسع فيه لأطلنا الكلام ولكننا نقتصر على هذا بما فيه كفاية لفهم البحث والمسألة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأما الشيعة، فقد قال الزبيدى: كل قوم اجتمعوا على أمر فهم الشيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة وهي المطاوعة والمتابعة <font face="Simplified Arabic" size="3">[تاج العروس للزبيدي ج5 ص405]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال ابن المنظور الأفريقي: الشيعة، القوم الذين يجتمعون على أمر، وكل قوم اجتمعوا على أمر، فهم الشيعة، وقد غلب هذا الاسم على من يتولى علياً وأهل بيته <font face="Simplified Arabic" size="3">[لسان العرب ج8 ص188]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال النوبختي (هو أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي من علماء الشيعة الكبار، المعتمدين عندهم، عاش في القرن الثالث من الهجرة) إمام الشيعة في الفرق: الشيعة، وهم فرقة علي بن أبي طالب عليه السلام، المسمون بشيعة علي عليه السلام في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وبعده معروفون بانقطاعهم إليه، والقول بإمامته، وافترقت الشيعة ثلاث فرق، فرقة منهم قالت: إن علياً إمام مفترض الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول الشيعي المشهور السيد محسن أمين في كتابه نقلاً عن الأزهري: والشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي صلى الله عليه وسلم، ويوالونهم <font face="Simplified Arabic" size="3">[(أعيان الشيعة) ج1 ص11 البحث الأول ط بيروت 1960م]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وينقل أيضاً عن تاج الدين الحسيني نقيب حلب ما نصه: شيعة الرجل أتباعه وأنصاره، ويقال: شايعه، كما يقال والاه من الولي وهو شايع، وكأن الشيعة لما اتبعوا هؤلاء القوم، واعتقدوا فيهم ما اعتقدوا سموا بهذا الاسم لأنهم صاروا أعواناً لهم وأنصاراً وأتباعاً فأما من قبل حين أفضت الخلافة من بني هاشم إلى بني أمية وتسلمها معاوية بن صخر من الحسن بن علي وتلقفها من بني أمية رجل فرجل- نفر كثير من المسلمين من المهاجرين والأنصار عن بني أمية ومالوا إلى بني هاشم وكان بنو علي وبنو العباس يومئذ في هذا شرع فلما انضموا إليهم واعتقدوا أنهم أحق بالخلافة من بني أمية وبذلوا لهم النصرة والموالاة والمشايعة سموا شيعة آل محمد ولم يكن إذ ذاك بين بني علي وبين بني العباس افتراق في رأي ولا مذهب فلما ملك بنو العباس وتسلمها سفاحهم من بني أمية نزع الشيطان بينهم وبين بني علي فبدا منهم في حق بني علي ما بدا، فنفر عنهم فرقة من الشيعة وأنكرت فعلهم ومالت إلى بني علي واعتقدت أنهم أحق بالأمر وأولى وأعدل فلزمهم هذا الاسم فصار المتشيع اليوم الذي يعتقد إمامة أئمة الإمامية من بني علي عليه السلام إلى القائم المهدي محمد بن الحسن لا الموالي لبني علي والعباس كما كان من قبل أ. هـ <font face="Simplified Arabic" size="3">[(أعيان الشيعة) ص13، 14 المنقول من كتاب غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلمية المحفوظة من الغبار]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول شيعي معاصر آخر: الشيعة في معناها الأصلي اللغوي أتباع الرجل وأنصاره، وقد غلب هذا الاسم على من يتولى علياً وأهل بيته <font face="Simplified Arabic" size="3">[(الشيعة في عقائدهم وأحكامهم) للسيد أمير محمد الكاظمي القزويني ص16 ط الكويت. ويظهر من هذا ومما مر أن الشيعة ليسوا أتباع آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بل هم موالون لأهل بيت علي دن نبي، والفرق واضح وجلي]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد أثبتنا فيما قبل أن الشيعة لا يوالون أهل بيت علي كلهم اللهم إلا الرجال المعدودين، وهم يخالفونهم أيضاً، وتعاليمهم الحقيقية كما سيأتي إن شاء الله تعالى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد قال المغنية: الشيعة من أحب علياً وتابعه أو من أحبه ووالاه <font face="Simplified Arabic" size="3">[(الشيعة في الميزان) ص17 و19]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكتب محمد الحسين آل كاشف الغطاء (إن هذا الاسم (أي الشيعة) غلب على أتباع علي وولده (ويناقض هذا القول وما قبله ما نقله السيد محسن أمين عن الأزهري حيث يقول: الشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي صلى الله عليه وسلم ويوالونهم. ومن الغرائب أن الأقوال متضاربة جداً حول معنى الشيعة في كتب القوم أنفسهم ولم يصرح واحد من مؤلفيهم معنى التشيع واضحاً جلياً، ومعنى جامعاً مانعاً، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، ولو لم يبعدنا هذا عن موضوعنا لنقلنا فيه العجائب المتناقضة المتضاربة من القوم أنفسهم) ومن يواليهم حتى صار اسماً خاصاً بهم) <font face="Simplified Arabic" size="3">[(أصل الشيعة وأصولها) ط بيروت 1960م]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهؤلاء هم الشيعة وأولئك هم أهل البيت.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد بالغ القوم في موالاة علي وأولاده، وحبهم ومدحهم مبالغة جاوزوا الحدود، وأسسوا عليها ديانتهم ومذهبهم حتى صار مذهباً مستقلاً وديناً منفصلاً عن الدين الذي جاء به محمد الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، واخترعوا روايات كاذبة، واختلقوا أحاديث موضوعة، وقالوا: أن لا دين إلا لموالى علي، وآله، ومحبيهم، إظهاراً شغوفهم بهم، ومودتهم فيهم، واحترامهم لهم ومتابعتهم إياهم، وتعلقهم بهم، ونسبتهم إليهم -كذباً وزوراً- كما رووا حديثاً في كافيهم (الكافي للكليني، يعد من أهم مصادر الأحاديث الشيعية وكتبها، كما أنه أحد الصحاح الأربعة عندهم، ومنزلته عند القوم كمنزلة صحيح البخاري عند السنة).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عن بريد بن معاوية أنه قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام في فسطاط بمنى، فنظر إلى زياد الأسود منقلع الرجل فرثى له فقال له: ما لرجليك هكذا؟ قال: جئت على بكر لي نضو، فكنت أمشى عنه عامة الطريق، فرثى له، وقال له عند ذلك زياد: إني ألم بالذنوب حتى إذا ظننت أني هلكت ذكرت حبكم فرجوت النجاة، وتجلى عني، فقال أبو جعفر عليه السلام: وهل الدين إلا الحب… وإن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني لأحب المصلين ولا أصلي، وأحب الصوامين ولا أصوم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت، وقال: ما تبغون وما تريدون أما أنها لو كان فرعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم، وفزعنا إلى نبينا وفزعتم إلينا <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب الروضة من الكافي لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني المتوفى 319ه باب وصية النبي لأمير المؤمنين ج8 ص80 ط دار الكتب الإسلامية طهران]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكما ورد أيضاً في الأصول من الكافي (قال أبو جعفر عليه السلام -إمامهم الخامس-: حبنا إيمان، وبغضنا كفر) <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأصول من الكافي كتاب الحجة ج1 ص188]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأيضاً (لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلماً لنا. فإذا كان سلماً لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من يوم الفزع الأكبر) <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأصول من الكافي ج1 ص194]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ونقلوا عنه أيضاً في كافيهم الذي قال فيه غائبهم: كاف لشيعتنا <font face="Simplified Arabic" size="3">[منتهى الآمال ص298 والصافي ج1 ص4 ومستدرك الوسائل ج3 ص532، 533 ونهاية الدراية ص219 وروضات الجنات ص553 نقلاً عن معاشر الأصول ص31]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">نقلوا عن أبي حمزة أنه قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: إنما يعبد الله من يعرف الله فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم وموالاة علي عليه السلام والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم. هكذا يعرف الله عز وجل" <font face="Simplified Arabic" size="3">[الأصول من الكافي ج1 ص180 كتاب الحجة باب معرفة الإمام والرد عليه]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولأن أئمتهم لهم مقام ومنصب لا يقل عن النبوة والرسالة كما قال السيد الخميني زعيم إيران اليوم في كتابه (ولاية الفقيه أو الحكومة الإسلامية) ما نصه: إن من ضروريات مذهبنا أنه لا ينال أحد المقامات المعنوية الروحية للأئمة حتى ملك مقرب ولا نبي مرسل، كما روى عندنا بأن الأئمة كانوا أنواراً تحت ظل العرش قبل تكوين هذا العالم... وأنهم قالوا إن لنا مع الله أحوالاً لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وهذه المعتقدات من الأسس والأصول التي قام عليها مذهبنا <font face="Simplified Arabic" size="3">[ولايت فقيه در خصوص حكومت إسلامي النائب الإمام الخميني تحت باب ولايت تكويني من الأصل الفارسي ص58 ط طهران]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وما قاله السيد الخميني ليس بغريب ولا جديد، بل هو عقيدة القوم في أئمتهم، كما رواه ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق في كتابه الذي يعد واحداً من الصحاح الأربعة للقوم، ينسبه إلى الرسول العظيم صلوات الله وسلامه عليه (إن جابر بن عبد الله الأنصاري سأله يوماً، فقال: يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك وحال الأوصياء بعدك في الولادة؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ملياً، ثم قال: يا جابر لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلا ذو حظ عظيم، إن الأنبياء والأوصياء مخلوقون من نور عظمه الله جل ثناؤه يودع الله أنوارهم أصلاباً طيبة، وأرحاماً طاهرة، يحفظها بملائكته، ويربيها بحكمته، ويغذوها بعلمه، فأمرهم يجل عن أن يوصف، وأحوالهم تدق أن تعلم، لأنهم نجوم الله في أرضه، وأعلامه في بريته، وخلفاءه على عباده، وأنواره في بلاده، وحججه على خلقه، يا جابر! هذا من مكنون العلم ومخزونه فاكتمه إلا من أهله) <font face="Simplified Arabic" size="3">[من لا يحضره الفقيه ج4 ص414 و415 باب النوادر في أحوال الأنبياء والأوصياء في الولادة]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويذكر الكليني أن الإمامة فوق النبوة والرسالة والخلة كما يكذب على جعفر بن محمد الباقر -الإمام السادس عندهم- أنه قال: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً وإن الله اتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً <font face="Simplified Arabic" size="3">[كتاب الحجة من الأصول ج1 ص175، ومثله نقله عن أبيه أيضاً]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد بوّب الحر العاملي <font face="Simplified Arabic" size="3">[هو محمد بن الحسن المشغري، العاملي، المولود 1032ه في قرية مشغر من قرى جبل العامل، وهو من كبار القوم وعلمائهم وألف كتباً عديدة، ومنها هذا الكتاب وكتاب (وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة)، جمع فيه أحاديث شيعية في الأحكام الشرعية من سبعين كتاباً، وغير ذلك، وتوفى في رمضان سنة 1104ه في خراسان]</font> باباً مستقلاً بعنوان (الأئمة الاثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم وأن الأنبياء أفضل من الملائكة) وأورد تحته روايات عديدة، ومنها ما رواه عن جعفر أنه قال: إن الله خلق أولي العزم من الرسل، وفضّلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضّلنا عليهم في علمهم، وعلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يعلّمهم، وعلّمنا علم الرسول وعلمهم <font face="Simplified Arabic" size="3">[(الفصول المهمة) للحر العاملي ص152]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويذكر الكليني أيضاً عن أبي عبد الله أنه قال: ما جاء به علي عليه السلام آخذ به وما نهى عنه انتهى عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد صلى الله عليه وسلم، ولمحمد صلى الله عليه وسلم الفضل على جميع من خلق الله عز وجل، المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله، والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لأئمة الهدى واحداً بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد صلى الله عليه وسلم ولقد حملت عليّ مثل حمولته وهى حمولة الرب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى فيكسى، وأدعى فأكسى، ويستنطق وأستنطق على حد منطقة، ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي، علمت المنايا والبلايا، والأنساب وفصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عنى ما غاب عنى <font face="Simplified Arabic" size="3">[(الأصول من الكافي) ج1 ص196، 197]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول إبراهيم القمي -إمام مفسري الشيعة الذي قيل في تفسيره إنه أصل الأصول للتفاسير الكثيرة، وإنه في الحقيقة تفسير الصادقين عليهما السلام (جعفر والباقر) ومؤلفه كان في زمن الإمام العسكري عليه السلام، وأبوه الذي روى هذه الأخبار لابنه كان صحابياً للإمام الرضا عليه السلام- <font face="Simplified Arabic" size="3">[مقدمة تفسير القمي ص15 للسيد طيب الموسوي الجزائري الشيعي]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول فيه تحت قول الله عز وجل: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ}</font> <font face="Simplified Arabic" size="3">[آل عمران:81]</font> فإن الله أخذ ميثاق نبيه محمد على الأنبياء -إلى أن قال-: ما بعث الله نبيا من ولد آدم فهلم جراً إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين عليه السلام وهو قوله: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ}</font> أي رسول الله صلى الله عليه وسلم <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَلَتَنصُرُنَّهُ}</font> أي أمير المؤمنين عليه السلام <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير القمي ج1 ص106 مطبعة النجف 1386هـ]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وزاد العياشي (العياشي هو أبو النضر محمد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي من أعيان علماء الشيعة ممن عاش في أواخر القرن الثالث من الهجرة، وقال عنه النجاشي: ثقة، صدوق، عين من أعيان هذه الطائفة، وكبيرها) (رجال النجاشي ص247 ط قم إيران)، وقال ابن النديم: من فقهاء الشيعة الإمامية، أوحد دهره وزمانه (أعيان الشيعة) ج1 ص57، وأما تفسيره (هو على مذاق الأخبار والتنزيل على آل البيت الأطهار، أشبه شيء بتفسير علي بن إبراهيم) (روضات الجنات ج6 ص119) وقد تلقاها علماء هذا الشأن منذ ألف إلى يومنا هذا -ويقرب من أحد عشر قرناً- بالقبول من غير أن يذكر بقدح أو يغمض فيه بطرف (مقدمة التفسير ص (ج) لمحمد حسين الطباطبائي) في تفسيره تحت هذه الآية (من آدم فهلم جراً، ولا يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام) <font face="Simplified Arabic" size="3">[تفسير (العياشي) ج1 ص181 وأيضاً (البرهان) ج1 ص295 (الصافي) ج1 ص274]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولقد فصلنا القول في معتقدهم في الأئمة في كتابنا (الشيعة والسنة) <font face="Simplified Arabic" size="3">[انظر لذلك ص65 إلى ص76 من كتاب (الشيعة والسنة) ط إدارة ترجمان السنة لاهور]</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فهؤلاء هم الأئمة عند القوم وأولئك شيعتهم الذين يزعمون بأنهم محبون لهم، ومنتسبون إليهم، والناس يبغضونهم لولايتهم أهل البيت هؤلاء، ولأخذهم بآرائهم وأفكارهم، والتمسك بأقوالهم وأفعالهم، والاتباع بأوامرهم وفتاواهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذه هي الأقاويل والروايات والادعاءات من كتب القوم وعباراتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وخلاصة ما ذكر أن الشيعة هم قوم يدعون موالاة أحد عشر شخصاً من أولاد علي، وعلياً رضي الله عنه، ويعدّونهم معصومين كالأنبياء ورسل الله، وأفضل منهم ومن الملائكة المقربين، ويدعون أن مذهبهم مؤسس على آرائهم وأفكارهم، كما أنه ظهر من هذا البحث أنه لا صحة لقول من يوهم بأن المراد من أهل البيت هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لأن القوم أنفسهم ينفون عن ذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأما ادعاء إطاعة واتباع هؤلاء لأهل بيت علي، المخصوصين منهم فنرى في الأبواب الآتية صحة هذه الدعاوى وصدقها، ليحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إحسان إلهي ظهير</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">رئيس تحرير مجلة ترجمان الحديث لاهور باكستان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع طريق الإسلام.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات