الصحابة بين أهل السنة والرافضة
إبراهيم بن صالح العجلان
الإثنين 7 نوفمبر 2016 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2016/11/الصحابة(1).jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>الصحابة بين أهل السنة والرافضة</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>إبراهيم بن صالح العجلان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الخطبة الأولى</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الحمد لله الرحيم الغفار العظيم الجبار مكور النهار على الليل ومكور الليل على النهار أحمده - سبحانه - وأشكره على فضله وخيره المدرار وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مقلب القلوب والأبصار وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى اله الأطهار وصحابته الأبرار وسلم تسليما كثيرا إلى يوم القرار..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما بعد:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فاتقوا الله - عباد الله - حق التقوى، واعلموا أن تقوى الله خير زاد يدخر وأرجى ثواب (عمل) ينتظر: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">معاشر المسلمين: إنهم خير جيل عرفتهم البشرية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إنهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إنهم السابقون الذين تمثلوا هذا الدين في أكمل صورة وطبقوا هدايته على نحو لا يتكرر أبدا..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إنهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصابيح الدجى، وشموس الهدى، سادة الأمة، وعنوان مجدها،</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هم قدوة المؤمنين، وخير عباد الله بعد الأنبياء والمرسلين، أغزر الناس علما، وأدقهم فهما، وأصدقهم إيمانا، وأحسنهم عملا، بدمائهم وأموالهم وصل الإسلام إلى أطراف الأرض، وبجهادهم وتضحياتهم قام صرح الدين ووقع الشرك والمشركين، كانوا في الحياة أولياء وبعد الممات أحياء رحلو إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">امنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حين كذبه قومه ودافعوا عنه حين آذاه الناس وآووه حين طرد من وطنه،</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قوم اختصهم الله بصحبة خليله وحبيبه، واصطفاهم ربهم بتبليغ رسالة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اخلصوا دينهم لله... فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ما استكانوا والله يحب الصابرين..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">نقلوا القران والسنة وهدوا العباد إلى السنة، فكانوا بذلك أهلا لرضوان الله ومحبته ورحمته وجنته..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كانوا بذلك طليعة: خير أمة أخرجت للناس.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إنهم بحق جيل فريد في إيمانه وجهاده وعلمه وعمله وصدقه وإخلاصه يعجز اللسان عن ذكر مآثرهم ويكل القلم في تعداد فضائلهم</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إخوة الإيمان: إن معرفة قدر الصحابة ومالهم من شريف المنزلة وعظيم المرتبة من أولى المهمات المتعلقة بصلاح العقيدة واستقامة الدين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولذا كان علماء الإسلام يؤكدون في كتب العقائد على مكانة الصحابة في الأمة ويذكرون في ذلك فضلهم وفضائلهم وأثرهم وآثارهم مع الدفاع عن أعراضهم وحماية حياضهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إذ الدفاع عنهم دفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم بطانته وخاصته ودفاعا أيضا عن الإسلام فهم حملته ونقلته قال الطحاوي - رحمه الله - في عقيدته: ونحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفرط في حب احد منهم ولا نتبرأ من احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان أ. هـ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد تسوروا العز والشرف وتبوأو الفخر والسنا يوم إن زكاهم ربهم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير تقلدوا من ربهم ثناء عاطرا ووساما خالدا: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ * شهد لهم ربهم وكفى بالله شهيدا إنهم مؤمنون حقا * وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كما شهد لهم ربهم بصلاح سرائرهم واستقامة ضمائرهم فرضي عنهم وأرضاهم:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بل إن شرفهم وفضلهم قد سطر قبل مبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - وصفهم ربهم بأكمل الصفات وأجمل السمات في التوراة والإنجيل:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ... }</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هم أنصار خير البشر وخاتم الرسل: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفازوا بتوبة الله عليهم:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ...}</font> .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إخوة الإيمان: لم تشهد البشرية أبدا إن تالف قوم فيما بينهم من غير نسب ولا مصاهرة ولا مرابطة دم وعن طواعية واختيار إلا في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يظهر الإيثار والكرم في أمة من الأمم كما ظهر في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولذلك استحقوا الثناء العاطر من ربهم بقوله:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الصحابة كانوا في السلم معلمين مصلحين هداة عاملين، وصفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنهم أمان لأمته، فقال - صلى الله عليه وسلم -: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">« النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما توعد »</font> أخرجه مسلم في صحيحه..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما في الحروب والذود عن حياض الإسلام فقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في نصرة الدين والاستجابة لله وللرسول يقول الله شاهدا على جهادهم وثباتهم:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا اجر عظيم * الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه أصحابه يريدون عيرا لقريش فلم يفجأهم إلا قريشا قد خرجت من مكة بكبرها وكبرائها وحدها وحديدها والمسلمون على غير ميعاد واستعدا لهذا العدو، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا في الناس فقال: أشيروا علي أيها الناس فقام الصديق فقال وأحسن القول ثم قام الفاروق فقال وأحسن القول، ثم قام المقداد بن عمرو، فقال: يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول كما قالت بنوا إسرائيل لموسى: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}</font> ولكن اذهب أنت وربك: فقاتلا أنا معكما مقاتلون والذي بعثك بالحق لو سررت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك دونه حتى تبلغه وبرك الغماد موضع باليمن يبعد عن مكة بخمس ليال - والنبي - صلى الله عليه وسلم - ساكت يريد إن يسمع رأي الأنصار، فقام سعد بن معاذ فقال: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«أجل»</font>، فقال سعد بن معاذ: قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا إن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره إن تلقى بنا عدونا غدا إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ولعل الله إن يريك منا ما تقر به عينك فسر على بركة الله، فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام صحابته وبثباتهم ونصرتهم..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عباد الله: وحينما نقلب دواوين السنة نجد محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - لصحابته ظاهرة جليه، ولذا نهى عن سبهم وإيذائهم واجز إن قدرهم لا يبلغه عمل عامل، روى البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو انفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه»</font>..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولما رأى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - تعب الصحابة وجهدهم في حفر الخندق وعالهم بكلمات ملؤها المحبة والرحمة فقال: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأصلح الأنصار والمهاجرة»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال عن أهل بدر: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«لعل الله اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال عن أهل بيعة الرضوان: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue">«لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها»</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو عنهم راض فرضي الله عنهم أجمعين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد كانوا بحق جيلا صالحا لا يتكرر، ورجالا اجتمع فيهم من الفضل والخير ما لم يجتمع في غيرهم ولا بعدهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إخوة الإيمان: ولا تزال أمة محمد بخير ما عرفت للصحابة حقهم وحقوقهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">حق على أمة محمد إن رامت الصلاح والفلاح إن تلزم منهج صحابتها الكرام في الاعتقاد والسلوك والعمل، حق على الأمة إن تنشر فضائلهم وتسطر مناقبهم وان تربي الأجيال على سيرتهم إن تملئ القلوب محبة لهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن حقهم أيضا: الدفاع عن أعراضهم وصيانة أقدارهم والتحذير من شر الطاعنين فيهم اللامزين في عدالتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن أصول عقائد السنة: التأدب مع صحابة رسول الله، والاستغفار لهم، والترضي عنهم، وإمساك اللسان عما شجر بينهم من خصومة اقتتال، وأن فعلهم ذلك دائر بين الأجر والأجرين، فهم أما مجتهدون مصيبون فلهم أجران، وإما مجتهدون مخطئون فلهم اجر أيضا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهؤلاء المخطئين لهم من السوابق الحسان والمحاسن العظام، ما يوجب رفعة درجاتهم وتكثير حسناتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والله - عز وجل - يغفر لهم أما بتوبة ماضية، أو بمصائب مكفرة ولا نقول إلا كما علمنا وأدبنا ربنا: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الخطبة الثانية</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، واشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما بعد:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فيا عباد الله: وبعد الكلام عن الصحابة وفضلهم، لابد من الحديث عمن ناصب صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العداء واتهمهم في دينهم وطعن في مقاصدهم، لنعرف من خلال ذلك، حقيقة هؤلاء الطاعنين، ومكانتهم من الإسلام، لقد طمس الله على قلوب الرافضة، فلهم يعرفوا للصحابة فضلا، ولم يذكروا لهم شرفا، وإنما شرعوا عليهم سهام الحقد والعداء والفك والافتراء، زعمت الرافضة أن الصحابة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ارتدوا إلا نفرا يسيرا منهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وإنهم ما اظهروا الإسلام إلا نفاقا، لأطماع دنيوية، ومصالح ذاتية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكتبهم مليئة بمئات الروايات الصريحة في تكفير الصحابة وشتمهم ولعنهم، بل جعلوا من الطعن فيهم ديانة زلفى يتقربون بها إلى ربهم - تعالى - وصدق الله: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وحتى لا يكون الحديث جزافا وجما بالتهم نستنطق كتب الرافضة، عن حقيقة موقفهم من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالأخص الصديق والفاروق وأم المؤمنين عائشة رضي الله عن الجميع.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إخوة الإيمان: الصديق أول الصحابة إسلاما، وأقرب الناس مودة من قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتردد في قبول دعوة الإسلام، وواسى رسول الله بنفسه وماله، أسلم على يديه صفوة الأصحاب، واعتق بماله الكثير من الرقاب بشره الرسول بالجنة، اختاره رفيق دربه في الهجرة، لم تحمل الغبراء ولم تظل السماء بعد الأنبياء رجلا أفضل منه</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولكني أحب بكل قلبي *** وأعلم أن ذاك من الصواب</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">رسول الله والصديق حبا *** به ارجوا غدا حسن الثواب</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فماذا عن كتب الرافضة وآياتها من هذا الرجل العظيم الكريم، لقد سلقوه بألسنة حداد، لم يرقبوا فيه صدق الصحبة، ولا مكانة القربة، اتهموه في إسلامه وأخلاقه، وعرضه وأمانته وصفه نعمة الله الجزائري احد كبار مراجعهم في كتابه (الأنوار النعمانية) بأنه رجل سوء وصنف محمد بن الحسن العاملي الملقب عند الشيعة بالمحقق الثاني صنف كتابا اسماه (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأراد بالجبت أبا بكر، والطاغوت عمر زعم في كتابه هذا إن أبا بكر كان عابدا للأوثان، وكان يصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - والصنم معلق في عنقه يسجد له.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">زعم البحراني في كتابة البرهان أن أبا بكر كان يفطر متعمدا في نهار رمضان، وأنه كان يشرب الخمر ويهجوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وذكر الطوسي أحد كبار علمائهم أن أبا بكر مشكوك في إيمانه، وأنه لم يكن عارفا بالله - تعالى – قط..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما عظيم الرافضة محمد بن باقر المجلسي مفتي الدولة الصفوية بعدم هدايته في كتابه مرآة العقول، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الفاروق - رضي الله عنه - فرق الله بإسلامه بين الحق والباطل كان إسلامه عزا، وولايته فتحا، جعل الله الحق على لسانه وقلبه، تهاوت ممالك الروم، وأطفئت جيوشه نار المجوس، كان عدله وزهده وخوفه من ربه مضرب المثل في تاريخ الأمة الإسلامية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فماذا كتبت الرافضة عن الفاروق لقد ابغضوه بغضا لا يوصف، وموه بكل شين ونقيصة، قال عنه المجلسي: لا مجال لعاقل إن يشك في كفر عمر، ثم لعن الفاروق، ولعن كل من اعتبره مسلما بل لعن كل من يكف عن لعنه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول المجلسي أيضا: وعقيدتنا أي عقيدة الرافضة إننا نتبرأ من الأصنام الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، ومن النساء الأربع عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم، وإنهم شر خلق الله على وجه الأرض.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما إمامهم في هذا العصر الهالك الخميني فقال عن عمر: إن عمر آذى رسول الله في آخر حياته فأثر ذلك على رسول الله، وكانت صدمة له، عجلت برحيله عن هذا العالم، وان هذا الإيذاء من جانب عمر إنما كان تعبيرا للكفر والزندقة التي يبطنها عمر بداخله.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بل إن الرافضة اعتبروا استشهاد عمر يوم عيد لهم وفرح عندهم، ويعتبرون قاتله أبا لؤلؤة المجوسي مسلما شجاعا، ويلقبونه بابا شجاع الدين، وبنوا له في مدينة كاشان الإيرانية ضريحا عظيما زعموا أنه قبر أبي لؤلؤة المجوسي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي التاسع والعاشر والحادي عشر من ربيع الأول من سنة يحيون ذكرى أبي لؤلؤة المجوسي ويشدون الرحال إلى قبره، وألف أحد علمائهم كتابا سماه: عقد الدرر في بقر بطن عمر، ذكر فيه أشعارا كثيرة قيلت فرحا بمقتل عمر، بل إن الرافضة قالوا عن الفاروق كلام سوء، يستحيا والله من قوله، وتدنيس الأسماع بذكره..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أيها المسلمون: عائشة - رضي الله عنها - هي أم المؤمنين بنص القران حازت على قصب السبق إلى قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بين سائر أزواجه، برأها الله من فوق سبع سماوات، ولم يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بكرا غيرها، وقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأسه بين سحرها ونحرها، وقبر في بيتها؛ لأنها كانت من أحب الناس إليه، فهل يحب الشيعة عائشة، وينزلونها المنزلة التي أنزلها الله وأنزلها رسول الله - عليه الصلاة والسلام -.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد آذى الرافضة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أهله كما آذاه المنافقون حيا في عرضه، يزعم أحد كبار علمائهم أن عائشة هي المعنية بقوله - تعالى -:<font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً}</font>.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وذكر القمي أشهر مفسريهم للقران عند قوله: <font face="Simplified Arabic" size="4" color="red">{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا}</font>، فقال: والله ما عنى بقوله: فخانتاهما إلا عائشة، ووصف الرافضة أم المؤمنين بأم الشرور والشيطان وإنها تسافر مع الرجال، وإنها كانت تكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل اتهموها والعياذ بالله بالزنا، ونسبوا إليها أقوالا في غاية الخسة والدناءة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن الروافض شر من وطئ الحصى *** من كل انس ناطق أو جان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قدحوا النبي وخونوا أصحابه *** ورموهم بالظلم والعدوان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">حبوا قرابته وسبوا أصحابه *** جدلان عند الله منتقضان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عباد الله: هذه بعض مواقف الرافضة مع هؤلاء الثلاثة وشيء من أقوالهم وكتبهم مسودة بمثل هذه الشنائع وأعظم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولذا فان التحذير من الرافضة وأقوالهم من أولى الواجبات، لأنهم دعاة هدم الإسلام، وتشويه لصورة رعيله الأول.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال الإمام احمد - رحمه الله -: إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوء فاتهمه على الإسلام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أيها المسلمون: ويزعم الرافضة اليوم أو بعضهم إنهم لا يسبون الصحابة، ونحن والله نتمنى إن يكونوا صادقين في دعواهم، لكن لسان الحال والواقع، يكذب دعواهم، فلا زال الرافضة يحيون المذهب الأمامي وينشرون تراثه ويطبعون كتبهم القديمة المليئة بالكفر والزندقة لا زال معاصروهم ينقلون من هذا التراث الأسود لا زال بعض آياتهم كالخميني والخوئي وغيرهم يعلنون السباب واللعن للصحابة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(دعاء صنمي قريش) طبع في إيران والهند قبل سنوات، لا زال علماؤهم المعاصرون يدبجون أنواع المدح والثناء للكليني والقمي والمجلسي والعاملي وغيرهم الذين أعلنوا كفرهم صراحة بتكفير الصحابة ولعنهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن كان الرافضة صادقين في دعواهم فليتبرؤا من علماءهم الذين لعنوا الصحابة وكفروهم، وليقولوها صراحة أن غالب روايات كتبهم في المذهب فيها كذب واختلاق، أما أن يعيدوا طباعة كتب علمائهم القديمة، وينشرونها ويمجدون مؤلفيها، فهذا لا نجد له تفسيرا واحدا..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">هذا التفسير هو من صلب عقيدتهم وأساس دينهم.. إنها التقيَّة التي اعتبروها تسعة أعشار الدين (ولا دين لمن لا تقية له)..</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولذا لا يمكن أن نتقارب معهم أو نتعايش معهم سلميا حتى يكفوا عنا قيأهم وسبهم لصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويتبرؤوا صراحة من أئمتهم وآياتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لا تركنن إلى الروافــــض إنهم *** شتموا الصحابة دونما برهان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لعنوا كما بَغَضُوا صحاب محمدٍ *** وودادُهم فــرضٌ على الإنسان</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">حب الصـــحابة والقــرابة سنة *** ألقى بهــــا ربي إذا أحـــــــياني</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اللهم صل على محمد وعلى آل محمد..كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم..إنك حميد مجيد.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع المختار الإسلامي.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات