<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2016/12/العباسية.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>الدولة العباسية وفتن شيعية</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>الشيخ عبدالرحمن الوكيل</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">على أنقاض الدولة الأموية أقامت الصهيونية الدولة العباسية، ظنا منها أنها ستكون لها، بيد أنها ما لبثت أن تبينت أنها كانت واهمة، وأن قوة الإسلام في نفوس أوائل خلفائها كانت أقوى وأعز من أن تهطع لأطماع الصهيونية. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>مصير أبي مسلم:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>لقد ظن(أبو مسلم الخراساني) وأشياعه، وسادته أنهم ظفروا بالعروبة، وبالإسلام، غير أنه آمن أنه حفر مصرعه بيديه؛ فقد عرف (أبو جعفر المنصور) - كما قال نصر - أن دين أبي مسلم الخراساني هو أن يهلك العرب وأن تؤله النار مرة أخرى[1]، فقتل المنصور أبا مسلم وخاطبه، وهو طريح بين يديه:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اشرب بكأس كنت تسقى بها *** أمرَّ في الحلق من العلقم</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>المنصور والراوندية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>وفتك(بالرواندية) الذين طافوا حول قصره هاتفين بألوهيته، إنه رفض هذه الرشوة الكافرة الماكرة، وأبى إلا أن يستعصم في هذه اللحظة بدينه، وأن يهوى عليهم في يوم مجد التاريخ فيه بطولة المنصور، وخلد ذكر يومه. وآمن (السبئية) أنهم أمام رجل قد صمم على أن يجعلها إسلامية، فحشدوا له ما أمكنهم حشده من شياطين الحقد، وراودوا كثيراً من آل (علي) عن آمالهم في أن يكون لهم الأمر، وراودوا غيرهم ممن يريدونها فارسية مجوسية، فظفروا بالأخوين محمد وإبراهيم ولدي عبدالله بن الحسن بن علي، فثار محمد في المدينة، وثار إبراهيم في البصرة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكانت الجريمة السبئية مع الأخوين نفس الجريمة التي اقترفت ضد علي والحسين وزيد بن علي وولده يحيى؛ فقد ترك السبئيون الأخوين محمدا وإبراهيم في النهاية لمصيرهما الفاجع، فقتل محمد، وقتل إبراهيم، وبكى المنصور لقتله، وقال: (والله لقد كنت لهذا كارهًا) [2].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد كانت السبئية أو الصهيونية وراء كل معركة، بيد أن الوقود كان - ويا أسفاه - أكثره من المسلمين، وكان للصهيونية الظفر على كل حال؛ فحسبهم ظفرا أن تتدفق الدماء العربية الإسلامية ممن يقاتلون معهم أو ضدهم، وأن يزلزلوا ما يريدون زلزلته من أركان وعمد. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>فتن شيعية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ثم ظفر السبئيون (بأستاذ سيس) في خراسان معقل أبي مسلم الأول، فدوخ جيوش الدولة العباسية، ولكنها قضت عليه في النهاية[3]. </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثم ظفروا بالمقنع الخراساني، وحشدوا لنصرته كل من أسلموا لهم مقادهم من خصوم العروبة والإسلام وبعضهم من الترك - فقد أسهموا في هذه المعركة وراء المقنع - وظل سعير الحرب متأججا بضع سنين، فلما حوصر المقنع لجأ دهاة الكيد الصهيوني كدأبهم إلى ترك الفريسة للمصير المحتوم، واستأمنوا قائد جيوش المهدي العباسي فأمنهم، فانفض عن المقنع ثلاثون ألفا، وهنالك أجج المقنع نارا كالتي تضطرم في نفسه ثم صاح: (من أحب أن يرتفع معي إلى السماء، فليلق نفسه معي في هذه النار) والتهمت النار هذا الحطام النجس الذي زعم أنه ربوبية قاهرة[4]. وقالت الصهيونية عن المقنع نفس الكلمة التي قالتها بعد عن البهاء يوم أن هلك: لقد صعد الرب إلى مقره الأقدس! </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأبى السبئيون إلا أن يدنسوا قدس المدينة المنورة بأرجاسهم مرة أخرى، فأثاروا بها الحسين بن علي بن الحسن الذي ينتهي نسبه إلى علي، وقد اتخذ هو ومن معه، والذين أثاروه من المسجد الطهور معقلا لهم، ومنعوا الناس من إقامة الصلاة فيه. واذكر ماذا يحدث حين تحتشد جماعة كثيرة العدد أياما طوالا في مكان واحد لا تبرحه! </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وما إن حاصر جيش موسى الهادي أولئك الذين دنسوا المسجد حتى تركت السبئية الحسين لنهايته المحتومة، فقتل[5]</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> [1] يقول فلهوزن:(نبذ العباسيون خاصة أنصارهم، وهم الشيعة الغلاة (الراوندية) الذين كانوا منتشرين في فارس بنوع خاص، وعلى هذا فإن العباسيين فيما يتعلق بالدين، قد انصرفوا عن الفرس إلى العرب. وانقادوا لمذهب الجماعة التي ليس لها آراء خاصة، بل تأخذ الدين بالقبول على أنه مأثور منقول، وتكتفي بالمأثور المنقول.. على أن العباسيين من هذه الوجهة ساروا في الطريق الذي سار فيه الأمويون رغم ما يبدو خلافا لذلك. غير أنهم كانوا أشد من الأمويين تمسكا بما عليه الجماعة وأشد ضربا على أيدي الفرق التي تنحرف عن مذهب الجماعة، وتفسد الوحدة الدينية والسياسية. وقد استعملوا من يطارد الزنادقة.. ويظهر أن هؤلاء كانوا من نابغة الشيعة الغلاة في فارس) ص533 تاريخ الدولة العربية. ويبدو العباسيون أشد ضربا على أيدي الفرق؛ لكثرة ما نجم في أيامهم من هذه الفرق التي كانت تظن أول الأمر أن العباسيين لقمة سائغة! وأنهم سينسون عروبتهم وإسلامهم</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">[2] ص82 وما بعدها جـ10 البداية لابن كثير</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">[3] ص106 المصدر السابق، وكان القضاء على فتنته سنة 136هـ [4] ص58 جـ5 الكامل، ص145جـ10 البداية. ويقول الوطواط عن المقنع:(كان أصل معتقده الحلول والتناسخ، فادعى الربوبية في قومه، فتابعوه، وقالوا بقوله، وأسقط عمن تبعه الصلاة والزكاة والصوم والحج، فمن مفصل أباطيله أنه زعم أن الله - تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا - حل في آدم ثم من آدم في نوح. ثم إلى صورة بعد صورة من صور الأنبياء والحكماء حتى وصل إلى صورة أبي مسلم الخراساني فحل فيها، ثم منه إليه) ودامت فتنته أربع عشرة سنة، وانتهت في سنة 163هـ أو 160هـ انظر ص141 غرر الخصائص الواضحة لأبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن يحيى بن علي الكتبي المعروف بالوطواط، طبعة سنة 1330هـ. وما ادعاه المقنع سرقه البهاء، ونسبه إلى نفسه كما هو لم يزد عليه شيئًا، ثم زعم أنه وحي من السماء!!. وليتدبر البهائيون لعلهم يهتدون.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> [5] ص74 جـ5 الكامل، ص157 البداية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">المصدر: شبكة الألوكة </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">
</font>
</p>