الموافقات العمرية بين الغلو الصوفي والتحريف الرافضي
مركز التأصيل للدراسات والبحوث
الأحد 8 يناير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/1/السنة(1).jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>الموافقات العمرية بين الغلو الصوفي والتحريف الرافضي</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>وإذا كانت كل أقوال وتصرفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه محل نقد واتهام بل وذم وسب وقدح من الرافضة وغيرهم من الحركات الباطنية، فإن أهم ما وجد فيه الرافضة مجالا لتلك الانتقادات، وميدانا لبث سمومهم وفرصة لإقحام تأويلاتهم الباطلة، موافقات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقرآن الكريم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إذا كان القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يسلما من غلو وشطحات الصوفية، ومن تحريف الرافضة وتأويلاتهم الباطلة، فلا غرابة أن لا تسلم أقوال الصحابة الكرام وأفعالهم من ذلك الغلو وتلك الانحرافات، وخاصة إذا تعلق الأمر بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">أما الصوفية فإنهم قد يصلون بالشيخين من خلال غلوهم وشطحاتهم إلى مراتب لا يرقى إليها نبي أو رسول، وهو وإن بدا في الظاهر مدح وثناء ناجم عن محبة وتقدير، إلا أن الحقيقة أن المدح إذا خرج عن حده، ووصل إلى حد وصف الشخص بما ليس فيه، بل ويتبرأ منه ويتنزه عنه، فهو ذم وأي ذم، ناهيك عن استنبأ النتائج الباطلة من بعض تصرفاتهم وسلوكهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأما الرافضة فإن موقفهم العدائي غير المبرر من أقرب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأشدهم تأثيرا في استمرار الدعوة الإسلامية وتثبيت دعائمها ونشرها في الآفاق، جعلهم يخرجون عن نطاق الآثار الصحيحة الواردة في فضلهما ومكانتها في الإسلام، ناهيك عن تجاوزهم للموضوعية في ذم وتحريف جميع أقوال وتصرفات الصاحبين والشيخين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وإذا كانت كل أقوال وتصرفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه محل نقد واتهام بل وذم وسب وقدح من الرافضة وغيرهم من الحركات الباطنية، فإن أهم ما وجد فيه الرافضة مجالا لتلك الانتقادات، وميدانا لبث سمومهم وفرصة لإقحام تأويلاتهم الباطلة، موافقات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للقرآن الكريم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الأحاديث التي تثبت الموافقات العمرية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>أحاديث موافقات عمر بن الخطاب للقرآن الكريم وردت في أحاديث صحيحة، وقد أوصلها بعض العلماء إلى أكثر من عشرين، وسأذكر في هذا المقال أهم وأبرز الموافقات العمرية لكتاب الله تعالى، والتي وردت في أحاديث صحيحة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقد ورد في صحيح البخاري عن أَنَسٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وَآيَةُ الْحِجَابِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُنَّ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ. [رقم الحديث 402]</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد ورد في رواية مسلم موافقة رابعة لعمر للقرآن الكريم، ففي الحديث عن ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ عُمَرُ: (وَافَقْتُ رَبِّى فِى ثَلاَثٍ فِى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَفِى الْحِجَابِ وَفِى أُسَارَى بَدْر) [رقم الحديث 6359]</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وحديث موافقة القرآن الكريم لرأي عمر رضي الله عنه بشأن أسرى بدر ورد في صحيح مسلم مفصلا، حيث استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بشأنهم، فكان رأي أبي بكر أخذ الفدية، وكان رأي عمر قتلهم، فنزل القرآن الكريم برأي عمر، قال تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ...} [الأنفال/67] [صحيح مسلم برقم 4687].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن الموافقات العمرية الواردة بالأحاديث الصحيحة مسألة موافقة تحريم الخمر، فقد ورد في مسند الإمام أحمد عن أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ قَالَ اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} قَالَ فَدُعِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى } فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقَامَ الصَّلَاةَ نَادَى أَنْ لَا يَقْرَبَنَّ الصَّلَاةَ سَكْرَانُ فَدُعِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ فَدُعِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } قَالَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا. قال الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد. [مسند الإمام أحمد برقم 378].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن الموافقات العمرية للقرآن الكريم التي وردت في السنة الصحيحة أيضا "نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين"، فقد ورد في الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ ، يَقُولُ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلاَةِ عَلَيْهِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ يُرِيدُ الصَّلاَةَ تَحَوَّلْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي صَدْرِهِ. فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَعَلَى عَدُوِّ اللهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ القَائِلِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ؟ ، يَعُدُّ أَيَّامَهُ ، قَالَ : وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ ، حَتَّى إِذَا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ : أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ إِنِّي قَدْ خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ ، قَدْ قِيلَ لِي : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي لَوْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ ، قَالَ : ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَمَشَى مَعَهُ ، فَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فُرِغَ مِنْهُ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الآيَتَانِ : {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، قَالَ : فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ عَلَى مُنَافِقٍ وَلاَ قَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. سنن الترمذي برقم 3097 وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والموافقات كما سبق أوصلها البعض إلى عشرين، وأكتفي بهذا القدر في هذا المقام لإفساح المجال لبيان موقف الرافضة والصوفية من هذه الموافقات، وبيان الحقيقة المتمثلة بموقف أهل السنة الوسطي والمعتدل منها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>الغلو الصوفي في الموافقات العمرية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ينطلق موقف الصوفية من سلوك وتصرفات الصحابة الكرام عموما من منهج الغلو المتبع في طريقة تفكيرهم، كما يحاولون دائما تجبير سلوك وأفعال الصحابة الكرام بما يخدم شطحاتهم ومذهبهم، فيزعمون مثلا أنهم يتشبهون بزهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالدنيا، كما أنهم يحاولون إسناد شطحاتهم وخروجهم عن منهج السنة النبوية ببعض تصرفات الصحابة الكرام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد ذكر الطوسي في كتابه "اللمع في التصوف" عن اقتداء الصوفية بعمر ما نصه: "ولأهل الحقائق أسوة وتعلق بعمر بمعاني خص بها... من اختياره لبس المرقعة، والخشونة، وترك الشهوات، واجتناب الشبهات، وإظهار الكرامات، وقلة المبالاة من لائمة الخلق عند قيام الحق، ومحق الباطل، ومساواة الأقارب والأباعد في الحقوق، والتمسك بالأشد من الطاعات".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فانظر كيف جعلوا من أخلاق أمير المؤمنين الإسلامية الملتزمة بأوامر القرآن الكريم والسنة النبوية وضوابطها، والمنطلقة من مسؤوليته عن الأمة كخليفة للمسلمين، دليلا وشاهدا على شطحاتهم وخروجهم عن منهج القرآن والسنة في الزهد والتواضع وغيرها من الأخلاق الإسلامية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كما أن الصوفية يرون في موافقات عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكرماته خوارق عادات و مكاشفات، ويرون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد بلغ أعلى درجة من درجات الصديقين، ويستشهدون على ذلك بصراخه وسط خطبة من خطبه : "يا سارية، الجبل"، وسارية في عسكر على باب نهاوند ، فسمع صوت عمر عندئذ وأخذ نحو الجبل، وظفر بالعدو. (1) </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد أخرج الصوفية موافقات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب خاصة، وتصرفات الصحابة عامة عن إطارها الصحيح وظاهرها البين الواضح، إلى شطحات وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان، يريدون من خلالها تبرير ما هم فيه من غلو في كل شيء، بدءا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصولا إلى الصحابة الكرام، وانتهاء بشيوخهم بما ينسبونه لهم من خوارق العادات وعلم الغيب وصفات لا تليق إلا بالله تعالى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>موقف الرافضة من الموافقات العمرية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>أما الرافضة فإن موقفهم وإن كان على النقيض من موقف الصوفية في الظاهر، من حيث تحريف وانتقاد تلك الموافقات وحرفها عن ظاهرها وحقيقتها، إلا أن النتيجة واحدة في النهاية، فغلو الصوفية وتحريف الرافضة يصب في خانة الطعن بالصحابة الكرام، ومن ثم الطعن بالسنة النبوية جملة وتفصيلا كونهم حملة الأحاديث النبوية ورواتها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد زعم الرافضة أن عمر بهذه الموافقات معصوم عن الخطأ، وهو خطأ ظاهر ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة، كما راحوا يتأولون موافقات أمير المؤمنين عمر على أن معناها: أن الوحي كان ينزل منتقدا لرأي النبي صلى الله عليه وسلم وأحيانا موبخا – والعياذ بالله – وموافقا لرأي عمر !!</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لقد حاول الرافضة القدح بمنهج أهل السنة والجماعة من خلال موافقات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من خلال تضخيم وتأويل وإخراج موافقات عمر عن حدودها الطبيعية التي أوضحتها النصوص الشرعية، وإظهارها بمظهر العصمة والدرجة فوق درجة النبوة، ومن ثم اتهام منهج أهل السنة بأنه منهج مغال في تقديس أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على وجه الخصوص، والصحابة الكرام على وجه العموم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بل ذهب الرافضة إلى أبعد من ذلك، حيث راحوا ينسبون النقائص وما لا يليق بمقام النبوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، زاعمين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطئ وكان عمر يصحح أخطاءه ويسدده، وأن عمر كان يختلف مع النبي صلى الله عليه وسلم ويعارضه في الأمر، فيوافق الله عمر وينزل الوحي برأيه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">بل وصل الأمر بالرافضة أن يتهموا أهل السنة – من خلال موافقات عمر رضي الله عنه - بأنهم يفضلون عمر على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن العصمة عندهم للنبي صلى الله عليه وسلم ظاهريا، ولعمر بن الخطاب رضي الله عنه حقيقة (2).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>موقف أهل السنة من موافقات عمر رضي الله عنه:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>يرى أهل السنة والجماعة أن موافقات عمر بن الخطاب للقرآن الكريم ثابتة بأحاديث صحيحة لا مجال لإنكارها أبدا، وأنه لا ينبغي أن تخرج هذه الأحاديث عن ظاهرها الذي يدل على فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، دون زيادة أو غلو وإفراط كما فعلت الصوفية، أو تفريط وإجحاف وإنكار كما فعلت الرافضة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفي حين أجمع أهل السنة والجماعة على عدالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نقل ذلك ابن حجر وغيره (3)، والتي تعني باختصار: الامتناع عن الوقوع في الكبائر والإصرار على الصغائر، والامتناع كذلك عن الوقوع في كل ما يخرم المروءة التي تختلف باختلاف الزمان والمكان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لم يقل أحد منهم بعصمة واحد من الصحابة الكرام، فلا عصمة في عقيدة أهل السنة والجماعة إلا للأنبياء والمرسلين، وفرق كبير بين العدالة والعصمة، فالعصمة كما هو معلوم تعني: عدم الوقوع في الصغائر والكبائر من الذنوب، بينما العدالة ليست كذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعدالة الصحابة ثابتة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز الأدلة عليها قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ....} [آل عمران/110] وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَشَهِدُوا بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ. (4).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة/100</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومن الأحاديث قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» صحيح البخاري برقم /3673، وغيره من الأحاديث التي تثبت فضل الصحابة الكرام وعدالتهم دون العصمة المزعومة لبعضهم من الرافضة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن كره الرافضة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أعماهم عن حقيقة موافقاته للقرآن الكريم، والتي لا تعدو أن تكون مزية وفضلا ومنة من الله تعالى لهذا الصحابي الجليل، والله تعالى حسب ما ورد في الآية الكريمة: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء/23]</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">كما أن غلو الصوفية وانحرافهم في فهم هذا الدين فهما صحيحا حسب ما جاءت به النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة، جعلهم يوظفون الموافقات العمرية للقرآن الكريم بما يخدم شطحاتهم ويؤيد ادعاءاتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والمذهب الوسط بين هؤلاء وأولئك هو منهج أهل السنة والجماعة، الذي يعتقد أن الالتزام بالنصوص الشرعية دون تأويل فاسد أو إنكار وجحود للصحيح منها، هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحقيقة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> (1) ذكره البيهقي في "دلائل النبوة" وذكره الألباني في سلسلته الصحيحة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2) موقع علي الكوراني العاملي الرسمي http://www.alameli.net/books/?id=980</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وموقع السبطين العالمية http://shiasite.org/ar/index.php?option=com</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3) الإصابة في تمييز الصحابة 1/9</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(4) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 4/170</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع مركز التأصيل للدراسات والبحوث.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات