بين جبريل عليه السلام والصحابة رضي الله عنهم (5)
عادل بن عبد الله باريان
الثلاثاء 10 يناير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/1/جبريل5.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>بين جبريل عليه السلام والصحابة رضي الله عنهم (5)</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وتبعه بإحسان إلى يوم لقياه وبعد:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">10 - فقد سبق في الحلقة السابقة بيانُ فضل الصحابة رضوان الله عليهم وواجبنا نحوهم، وتحريم سبهم، وبقي الآن بيان حكم من سب الصحابة أو وقعَ فيهم هل يكفر كجبريل - عليه السلام - أم لا يكفر؟.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اختلف أهل العلم في الحكم والعقوبة التي يستحقها من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو جرحهم، هل يكفر بذلك وتكون عقوبته القتل، أو أنه يفسق بذلك ويعاقب بالتعزيز.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وسبب هذا الخلاف: أن سب الصحابة ليس على مرتبة واحدة، بل له مراتب متفاوتة، فإن سب الصحابة أنواع ودركات، فمنها سب يطعن في عدالتهم، ومنها سب لا يوجب الطعن في عدالتهم، وقد يكون السب لجميعهم، وأكثرهم وقد يكون لبعضهم، وهناك سب لمن تواترت النصوص بفضله، ومنهم دون ذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولذلك حصل ووقعَ الخلاف بين أهل العلم - رحمهم الله - على أقوال:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">القول الأول: ذهب جمعٌ من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو انتقصهم وطعن في عدالتهم وصرح ببغضهم وأن من كان هذه صفته فقد أباح دم نفسه وحل قتله، إلا أن يتوب من ذلك ويترحم عليهم.(1)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">و ممن ذهب إلى هذا القول من السلف: الصحابي عبد الرحمن بن أبزى (2)، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (3)، وأبو بكر بن عياش(4)، وسفيان بن عيينة (5)، ومحمد بن يوسف الفريابي (6)، وبشر بن الحارث المروزي (7)، ومحمد بن بشار العبدي (8).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">و غيرهم كثير، فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل، وإلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية. (9)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">القول الثاني: قالوا بأن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل بل يكفي تأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يردعه ويزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب وفواحش المحرمات، وإن لم يرجع تكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة، وممن يرى بذلك من الأئمة:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عمر بن عبد العزيز (10)، وعاصم الأحول (11)، والإمام مالك (12)، وإسحاق بن راهوية (13). وجمع غفير من الأئمة، فهذه النقول توضح أن طائفة من أهل العلم ذهبوا إلى أن ساب الصحابة فاسق ومبتدع ليس كافراً، يجب على السلطان تأديبه تأديباً شديداً لا يبلغ به القتل.(14)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الترجـيـح فـي هـذه الـمسـألـة:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الذي يترجحُ - والعلمُ عند الله تبارك وتعالى - هو التفصيل في حال الساب للصحابة - رضوان الله عليهم - على الحالات التالية:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ا - فيكفر ساب الصحابة إذا صادم النصوص الصريحة من الكتاب والسنة الصحيحة على تكفير أو سب من شهدَ له النص بخصوصه، كسب عائشة رضي الله عنها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول السبكي: " احتج المكفرون للشيعة والخوارج بتكفيرهم لأعلام الصحابة رضي الله عنهم، وتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في قطعه لهم بالجنة، وهذا عندي احتجاج صحيح فيمن ثبت عليه تكفير أولئك، وأجاب الآمدي بأنـه إنما يلزم أن لو كان المكفر يعلم بتزكية من كفره قطعاً على الإطلاق إلى مماته بقوله صلى الله عليه وسلم: - أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة (15) إلى آخرهم، وإن كان هذا الخبر ليس متواتراً لكنه مشهود مستفيض، وعضده إجماع الأمة على إمامتهم وعلو قدرهم وتواتر مناقبهم أعظم التواتر الذي يفيد تزكيتهم فبذلك نقطع بتزكيتهم على الإطلاق إلى مماتهم لا يختلجنا شك في ذلك "(16).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">2 - وكذلك يكفر ساب الصحابة إذا شملَ سبه كل الصحابة أو أكثرهم، أو كان سبه لهم من أجل سوء دينهم، فمثل هذا يكفر؛ لأنه يؤدي إلى إبطال الشريعة، أو التشكيك فيها.(17)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال الملا علي القارئ: " فالقول الذي تطمئن إليه النفس؛ ويرتاح إليه القلب، أن من أبغضهم جميعاً أو أكثرهم أو سبهم سباً يقدح في دينهم، وعدالتهم، فإنه يكفر بـهذا، لأن هذا يؤدى إلى إبطال الشريعة بكاملها لأنـهم هم الناقلون لها، أما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق، ومبتدع بالإجماع، إلا إذا اعتقد إنه مباح أو يترتب عليه ثواب كما عليه بعض الشيعة أو اعتقد كفر الصحابة فإنه كافر بالإجماع " (18).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">و ممن أشارَ إلى هذه الصورة القاضي عياض - رحمه الله تعالى - حيثُ يقول: "وكذلك نقطع بتكفير كل قائل قولاً يتوصل به إلى تضليل الأمة، وتكفير جميع الصحابة...، وجميع الأمة بعد النبي إذ لم تقدم علياً، وكفرت علياً إذ لم يتقدم، ويطلب حقه في التقديم، فهؤلاء قد كفروا … لأنـهم أبطلوا الشريعة بأسرها " (19).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول السبكي: - " إن سب الجميع لا شك أنه كفر … وعلى هذا ينبغي أن يحمل قول الطحاوي: وبغضهم كفر، فإن بغض الصحابة بجملتهم لا شك أنه كفر. "(20)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول ابن حجر الهيتمي: - " إن تكفير جميع الصحابة كفر؛ لأنه صريح في إنكار جميع فروع الشريعة الضرورية فضلاً عن غيرها "(21)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن القول بارتداد الصحابة عدا خمسة أو ستة نفر هو: " هدم لأساس الدين؛ لأن أساسه القرآن والحديث، فإذا فرض ارتداد من أخذ من النبي صلى الله عليه وسلم إلا النفر الذين لا يبلغ خبرهم التواتر، وقع الشك في القرآن والأحاديث"(22)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقول أيضاً: -: ومن نسب جمهور أصحابه صلى الله عليه وسلم إلى الفسق والظلم، وجعل اجتماعهم على الباطل فقد أزرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، وازدراؤه كفر ".(23)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">3 - وأما إن سبهم بما لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ولم يكن ذلك تكذيباً للنصوص في فضلهم وبيان منزلتهم فهذا لا يحكم بتكفيره، وفي مثل هذه الحالة قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وأما من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل وصف بعضهم بالبخل، أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد، ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم ".(24)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">4 - إن كان السب يتضمن القذف في أمهات المؤمنين، فهذا لا يخلو من أحد حالين:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الحال الأول: أن يكون القذف لعائشة - رضي الله عنها - فهذا كفرٌ؛ لأنه تكذيبٌ لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وهو - أي التكذيب - كفرٌ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال ابن كثير -رحمه الله- عند تفسيره لقوله تعالى: - {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [النور، آية 23]: " وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن "(25)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال ابن بطة - رحمه الله تعالى -: (أنها مبرأة طاهرة خيرة فاضلة، وهي أم المؤمنين في الدنيا والآخرة، فمن شك في ذلك أو طعن فيه أو توقف، فقد كذب بكتاب الله، وشك فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [النور: 17]، فمن أنكرَ هذا فقد بريء من الإيمان).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الحال الثانية: أن يكون القذف لغير عائشة من أمهات المؤمنين وزوجات رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، فهذا محل نزاع بين أهل العلم - رحمهم الله -:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فقال بعضهم: إنه لا يكفر من قذف إحدى أمهات المؤمنين غير عائشة؛ قالوا: لأنَّ الله شهد ببراءة عائشة، فمن خالف في هذا فقد كذبَّ بالقرآن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولكن الذي يترجح: أنه يكفر من تعرضَّ لإحدى أمهات المؤمنين بالسب(26)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وسبب ترجيح هذا القول: هو أنَّ السب لزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وسب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفرٌ بالإجماع.(27)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال أبو السعود - رحمه الله - في تفسيره على قوله تعالى: {إِنَّ الذين يَرْمُونَ المحصنات} أي العفائفَ ممَّا رُمين به من الفاحشةِ {الغافلات} عنها على الإطلاقِ بحيثُ لم يخطرْ ببالهنَّ شيءٌ منها ولا من مُقدِّماتِها أصلاً. ففيها من الدِّلالةِ على كمالِ النَّزاهةِ ما ليس في المحصناتِ أي السليماتِ الصدورِ النقيَّاتِ القلوبِ عن كلِّ سوءٍ {المؤمنات} أي المتصفاتِ بالإيمانِ بكلِّ ما يجبُ أنْ يُؤمن به الواجباتِ والمحظوراتِ وغيرِها إيماناً حقيقياً تفصيلياً كما يُنبىء عنه تأخيرُ المؤمناتِ عمَّا قبلَها من أصالةِ وصفِ الإيمانِ فإنَّه للإيذان بأنَّ المرادَ بها المعنى الوصفيُّ المُعربُ كما ذُكر لا المعنى الاسميُّ المصححُ لإطلاق الاسمِ في الجملةِ كما هو المتبادرُ على تقديرِ التَّقديمِ، والمرادُ بها عائشةُ الصِّدِّيقةُ رضي الله عنهَا. والجمعُ باعتبارِ أنَّ رميَها رميٌ لسائرِ أمَّهاتِ المُؤمنينَ لاشتراكِ الكلِّ في العصمةِ والنَّزاهةِ والانتسابِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قولِه تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المرسلين} ونظائرِه وقيلَ: أمَّهاتُ المؤمنينَ فيدخلُ فيهن الصِّدِّيقةُ دُخولاً أوليًّا وأما ما قيل منْ أنَّ المرادَ هي الصِّدِّيقةُ والجمعُ باعتبارِ استتباعِها للمتَّصفاتِ بالصِّفاتِ المذكورةِ من نساءِ الأمةِ فيأباهُ أنَّ العقوباتِ المترتبةَ على رميِ هؤلاءِ عقوباتٌ مختصَّةٌ بالكفَّارِ والمنافقينِ ولا ريبَ في أنَّ رميَ غيرِ أمَّهاتِ المُؤمنين ليس بكفرٍ فيجبُ أن يكونَ المرادُ إيَّاهُنَّ على أحدِ الوجهينَ فإنهنَّ قد خصصنَّ من بين سائرِ المُؤمناتِ فجعل رميهنَّ كفراً إبرازاً لكرامتهنَّ على الله عزَّ وجلَّ وحمايةً لحمى الرِّسالة مِنْ أنْ يحومَ حوله أحدٌ بسوءٍ حتَّى إنَّ ابنَ عبَّاسٍ رضي الله عنهما جعلَه أغلظَ من سائرِ أفرادِ الكفرِ حينَ سُئل عن هذه الآياتِ فقالَ: مَن أذنبَ ذنباً ثمَّ تابَ منه قُبلت توبتُه إلا مَن خاضَ في أمرِ عائشةَ رضي الله عنها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهَلْ هُو منه رضي الله عنه إلا لتهويلِ أمرِ الإفكِ والتنبيهِ على أنَّه كفرٌ غليظٌ. انتهى كلامه.(28)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فخلاصة الكلام ونهاية المرام: أنَّ جميع أمهات المؤمنين فراش للنبي صلى الله عليه وسلم، والوقيعة في أعراضهن تنقص ومسبة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن سب المصطفى صلى الله عليه وسلم كفر وخروج عن الملة بالإجماع(29).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد اختار هذا القول جمعٌ من المحققين، كابن حزم(30)، والقاضي عياض(31)،وابن تيمية (32)، والسبكي (33) وغيرهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ساق اللالكائي بسنده أنَّ الحسن بن زيد لماَّ ذكرَ رجلاً بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فأمرَ بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا فقال: معاذ الله هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل " الخبيثات للخبيثون والخبيثون للخبيثات " فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه) (34)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد قال بعض المحققين من السادة العلماء: " وأما قذفها الآن فهو كفر وارتداد ولا يكتفي فيه بالجلد لأنه تكذيب لسبع عشرة آية من كتب الله كما مر فيُقتل ردة وإنما اكتفى صلى الله عليه وسلم بجلدهم أي من تحذفها في زمنه مرة أو مرتين لأن القرآن ما كان أنزل في أمرها فلم يكذبوا القرآن وأما الآن فهو تكذيب للقرآن، أما نتأمل في قوله تعالى: {يعظكم الله أن تعودوا لمثله} الآية، ومكذّب القرآن كافر فليس له إلا السيف وضرب العنق " انتهى(35)</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والله سبحانه وتعالى أعلم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1) - انظر/ مفهوم عدالة الصحابة، لأبي عبدالله الذهبي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2) - النهي عن سب الأصحاب (ص 23).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3) - شرح الإبانة لابن بطة (ص 162).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(4) - شرح الإبانة (ص 160).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(5) - كتاب النهي عن سب الأصحاب (ص 24-25).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(6) - شرح الإبانة (ص 160).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(7) - شرح الإبانة (ص 162).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(8) - شرح الإبانة (ص 160).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(9) - ينظر: الشرح والإبانة لابن بطة ص162، والنهى عن سب الأصحاب وما فيه من الإثم</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والعقاب ص 23، وفتاوى السبكى 2/580، والصارم المسلول على شاتم الرسول ص 570،</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والإحكام فى أصول الأحكام لابن حزم 1/149، وأصول السرخسى 2/132 وما بعدها0</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(10) - كما في الصارم المسلول (ص 569).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(11) - كما ذكره ابن تيمية في الصارم المسلول (ص 569).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(12) - كما في الشفاء (2/267).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(13) - كما في الصارم المسلول (ص 568).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(14) - ومن أدلتهم أنهم قالوا: إنَّ مطلق السب لغير الأنبياء لا يلزم منه الكفر، لوقوع السب من الصحابة بعضهم لبعض، ولم يكفر أحدهم بذلك.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والجواب عن هذا: أنَّ سب الصحابة رضوان الله عليهم نوعان:</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">النوع الأول: سب يقدح في دين الصحابة، أو في عدالتهم، وتكذيب النصوص، فهذا فاعله كافر، قال ابن تيمية: " ومن ظنَّ أن مثل هذا السب لا يعدُّ كفراً فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع ". الصارم المسلول 579.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">النوع الثاني: أن يسب صحابياً سباً لا يقدح في إسلامه ودينه فلا يكفر بهذا السب لعدم إنكاره معلوماً من الدين بالضرورة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذا ما وقعَ بين الصحابة رضوان الله عليهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(15) - أخرجه الترمـذي (3748)، وقال الترمذي: " حسن صحيح "، وأحمد (1/193)، والنسائي في فضائل الصحابة، (91)، وابن أبي عاصم في السنة " (2/618) وصححه الألباني في الجامع الصغير (3905).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(16) - فتاوى السبكي 2/569.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(17) - قال عمر بن حبيب (هو/ عمر بن حبيب العدوي البصري، ولي قضاء البصرة، ومات بها سنة 207 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء 9/490، شذرات الذهب 2/17): " حضرت مجلس هارون الرشيد، فجرت مسألة تنازعها الحضور، وعلت أصواتهم، فاحتج أحدهم بحديث رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدفع بعضهم الحديث، وزادت المدافعة والخصومة، حين قال قائلون منهم: لا يقبل هذا الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن أبا هريرة متهم فيما يرويه، وصرحوا بتكذيبه، ورأيت الرشيد قد نحا نحوهم، ونصر قولهم، فقلت أنا: هذا الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو هريرة صحيح النقل، صدوق فيما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، فنظر إليّ الرشيد نظر مغضب، وقمت من المجلس فانصرفت إلى منزلي، فلم ألبث حتى قيل صاحب البريد بالباب، فدخل فقال لي: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول وتحنط وتكفن، فقلت: اللهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك وأجللت نبيك أن يطعن على أصحابه فسلمني منه، فأدخلت على الرشيد وهو جالس على كرسي من ذهب، حاسر عن ذراعيه بيده والسيف، وبين يديه النطع، فلما بصر بي قال لي: يا عمر بن حبيب، ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني به، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الذي قلته وجادلت عنه فيه ازدراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما جاء به، إذا كان أصحابه كذابين، فالشريعة باطلة والفرائض والأحكام في الصيام والصلاة والطلاق والنكاح والحدود كله مردود غير مقبول، فرجع إلى نفسه ثم قال: أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك الله، وأمر لي بعشرة آلاف درهم ". تهذيب الكمال 2/1004، 1005.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(18) - ينظر: مجموعة رسائل ابن عابدين كتاب تنبيه الولاة والحكام 1/367 0</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(19) - ينظر: الشفاء 2/286.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(20) - فتاوى السبكي 2/575.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(21) - الإعلام ص 380.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(22) - الرد على الرافضة ص 13.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(23) - المرجع السابق ص 8 وانظر ص 17. والنقولات الثلاثة الأخيرة نقلاً من كتاب الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف في نواقض الإسلام العملية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(24) - الصارم المسلول، ص 586.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(25) - تفسير ابن كثير 3/267، وقد حكى ابن كثير هذا الإجماع أيضاً في البداية 8/92، وانظر مجموعة رسائل ابن عابدين 1/345.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(26) - وبعض أهل العلم مال إلى أنه لا يكفر من سب أحد أمهات المؤمنين غير عائشة إلاَّ في حالة واحدة وهي: أنه إذا كان سبه يتضمن الطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من انتقصَ من أحد أمهات المؤمنين بما لا غضاضة فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا لا يكون كافراً، وإنما هو من المحرمات فحسب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولكن قد يقول قائل: إنَّ الغالب فيمن طعن في أمهات المؤمنين إنما يريد النيل من رسول الله أو من دين الإسلام.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">انظر: حكم الاستهزاء بالدين. أحكامه وآثاره، تأليف: أحمد بن محمد القرشي، صـ: 450 وما بعدها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(27) - طرح التثريب للعراقي 8/ 69.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(28) - تفسير أبي السعود - (ج 5/ ص 37).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(29) - انظر فتاوى السبكي 2/592، وطرح التثريب للعراقي 8/69.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(30) - انظر المحلى 13/504.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(31) - انظر الشفا 2/1113.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(32) - انظر الصارم المسلول ص 567.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(33) - انظر فتاوي السبكي 2/592.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(34) - أصول اللالكائي 7/ 1269. هذا وما قبله بتصرف من كتاب: نواقض الإيمان القولية</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">والعملية. د. عبدالعزيز العبد اللطيف. صـ: 434 وما قبلها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(35) - ذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب في رسالته الرد على الرافضة، صـ 25.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع العقيدة والحياة.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات