دعاة المغرب و الحرب على المد الشيعي
عبد الرحيم بلشقار بنعلي
الثلاثاء 10 يناير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/1/المغرب.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>دعاة المغرب والحرب على المد الشيعي</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>أ. عبدالرحيم بلشقار بنعلي </font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لم تكن تحركات الشيعة المغاربة تثير الريبة والقلق لدى الفاعلين الغير الرسميين في الشأن الديني من الدعاة والعلماء بالمغرب، قبل أن تعلن مجموعة شيعية تدعى "الخط الرسالي" مطلع العام الميلادي الجاري، عن حصولها على ترخيص من المحكمة التجارية بمدينة طنجة شمال المغرب يقضي بتأسيس مؤسسة اقتصادية تخضع لقانون الشركات من أجل جعله مركزا للدراسات والأبحاث، وذلك بعد أن رفضت وزارة الداخلية المغربية أكثر من مرة طلبهم الترخيص القانوني لتحركاتهم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ومنذ تأسيسه رسميا في 19 يناير من سنة 2012 من طرف مجموعة من الطلبة الباحثين الذين يتزعمهم، عصام الحسني أحميدان، وتيار الخط الرسالي يحاول الخروج للعلن والحصول على ترخيص غير قانوني، ورغم أن زعيم التيار تجنب في حوار على موقعه نشر، يوم 31 يناير 2015، الحديث عن "الترخيص" الذي حصلت عليه المؤسسة الجديدة بشكل واضح، رغم تقديمه كأنه "رئيس تحرير موقع الخط الرسالي ومدير "مركز الخط الرسالي للدراسات والأبحاث"، فإن ذلك لم يكن يمر دون أن يثير زوبعة من الجدل حول ما يمكن أن تطرحه هده المؤسسة البحثية من أنشطة بحثية ودراسات يراها البعض أنها ستفتح الباب للاختراق للفكر السياسي الإيراني والمذهب الرافضي، ومحاولة لاستنبات أرضية تمكن للنفوذ الإيراني الذي يتمدد في المشرق هنا في المغرب، خصوصا مع بدء تناولها للأحداث السياسية في العراق وسوريا واليمن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>سرطان فتاك:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>هذه الخطوة دفعت مجموعة من الدعاة والعلماء لمواجهة ما وصفوه "التمدد الرافضي" الذي يجد تأييدا من مرجعيات شيعية من خارج المغرب، في مقدمتهم ياسر الحبيب، المعروف بتشدده وغلوه تجاه التيار السني، حيث أصدر الشيخ حسن الكتان سلسلة بيانات تحت عنوان "الدب عن المهب العترة الطاهرة" يرد فيها على المتشيع المغربي عبد النبي الشراط الذي كتب مقالا بموقع هسبريس يستنكر فيه تحذير الدعاة والعلماء المغاربة من خطورة التحركات الشيعة وفضح ارتباطاتها بالأجندة السياسية لإيران.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">من جانبه وجه الشيخ حماد القباج رسالة مفتوحة إلى المجلس العلمي الأعلى والحكومة المغربية تفاعلا مع شريط فيديو منشور بموقع يوتيوب يظهر فيه ياسر الحبيب يلقن الشهادة لامرأة مغربية مقيمة بلندن، دعا من خلالها إلى مكافحة ما وصفه بـ "السرطان الفتاك" الذي بات يتصيد المغاربة في أوروبا خصوصا في بلجيكا وإسبانيا حيث تشكل الجالية المغربية أغلبية المهاجرين المسلمين في هاته البلدان، واقترح الشيخ القباج على المجلس العلمي الأعلى (الهيئة الدنية الرمية بالمغرب) العمل على واجهات متعددة، التوعية العلمية والتكوين الشرعي والتدابير والإجراءات السياسية والقانونية ورصد الضحايا ومحاورتهم وحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، فيما دعا الحكومة المغربية إلى تعجيل النظر في الموضوع لأن له ارتباطا وثيقا بالأمن القومي للمغرب، يؤكد الشيخ حماد القباج.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">من جهته كتب الدكتور رشيد نافع، عضو رابطة علماء المغرب، وخطيب الجمعة بمساجد العاصمة الرباط، رسالة للرأي العام تحت عنوان «صيحة نذير» عدد فيها سمات الشيعة من الغدر والخيانة والأدوار القذرة على حد قوله التي تلعبها إيران في عدد من دول العالم الإسلامي وفي مقدمتها أفغانستان والعراق وسوريا والبحرين، معتبرا أن تحركات الشيعة المغاربة لا تعدو أن تكون حلقة في مسلسل ترعاه طهران يهدف لإعادة أمجاد الدولة الصفوية على حد تعبيره.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>تهديدات طائفية:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>ومن بين الهيئات التي انخرطت في الحملة التحسيسية بخطر الفكر الشيعي والمذهب الرافضي، حركة التوحيد والإصلاح فرع العاصمة الرباط، حيث نظمت ندوة علمية بعنوان التشيع: الظاهرة، المحاذير، الوقاية" ساهم في تأطيرها كل من المفكر الإسلامي امحمد طلابي، والدكتور عادل رفوش، والدكتور محمد بولوز، مسؤول منطقة الرباط لحركة التوحيد والإصلاح، الذي قال في تصريح لمجلة البيان أن تنظيم هذه الندوة يأتي لتبيان الأخطار العقدية للشيعة على المذهب المالكي السني وتتمثل في عقيدة التقية التي بموجبها يُظهر الشيعة في كل بيئة ومجتمع ما يناسبه فيخفون كثيرا من معتقداتهم في حال ضعف، ويعلنون عنها في حالة التمكن والقوة".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال محمد بولوز في مداخلته بالندوة المذكورة إن كل قنوات الحوار مع الشيعة مغلقة، لأن اختلافنا معهم قائم على أنهم يضربون في الأصول الكبرى وليس الاختلاف في الفروع. أما المفكر امحمد طلابي فقال "التقريب بين الشيعة والسنة خرافة، لكن يمكن أن نتعايش من أجل بناء تكتل إسلامي قوي له حضور في القيادة الحضرية للقرن الواحد والعشرين، فلنا نبي واحد ووحي واحد".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأوضح طلابي أن هذا التعايش بين السنة والشيعة لا يعني التقارب دون أن يعني قطع شعرة معاوية فـ التعايش لا يعني الاندماج، وقال "يجب علينا أن نرفع شعار أن تشييع السنة جريمة شنيعة، وتسنين الشيعة (جعلهم يتبعون المذهب السني) جريمة في حق الأمة"، وأن "وجود طائفة شيعية هنا قد ينتهي إلى حرب طائفية في نصف القرن" على حد قوله.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وإلى جانب هذه المبررات ثمة أسباب أخرى من مخاوف الدعاة والعلماء والجمعيات الإسلامية من تحركات الشيعة المغاربة، أحد هذه الأسباب بحسب الباحث بالمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، عصام الرجواني الذي يرى أن المشكل يتمثل في التشيع السياسي الذي لا يخفيه الشيعة المغاربة في مواقفهم السياسية الموالية لمحور طهران والضاحية الجنوبية والنجف، وليس في التشيع العقدي والمذهبي لأن الأخير يدخل في إطار حرية الاعتقاد ولا يشكل أي تهديد للأمن القومي للبلد.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>التنظيم الدولي للحرس الثوري:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>امحمد الهلالي عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، استهجن تصريحات متزعم تيار الخط الرسالي المدعو عصام حميدان والتي هاجم فيها حركة التوحيد والإصلاح لتنظيمها ندوة توضح فيها مخاطر التهديد الطائفي المستقدم إلى المغرب، وقال في تعليق نشره على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، "ضخت من حجم الإسفاف والتخبط من جراء الفوبيا التي انتابت متزعم الشيعة بالمغرب من تنظيم ندوة لمناقشة التهديد الطائفي المستقدم إلى المغرب بأزياء خادعة، تُظهر ما يُعجب من الكلمات وتُبطن الأهوال كالتي تجري في العراق وسوريا ولبنان واليمن".</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">واعتبر القيادي البارز في حركة التوحيد والإصلاح أن المواقف المُعلنة لتيار ما يسمى بالخط الرسالي لن تحجب ما تُخبئه التقية من رهانات دينية وأمنية وسياسية"، مضيفا "أن محبة آل البيت لن يزايد أحد فيها على المغاربة لأنهم آل البيت، وتحدى الهلالي الشيعة المغاربة ادعاءهم الولاء لإمارة المؤمنين داعيا إياهم إلى التبرؤ من الإمام الغائب في سردابه والولي الفقيه في إيران والتنظيم الدولي للحرس الثوري الذي يضرب في سوريا والعراق واليمن، ويهدد شمال إفريقيا بمباركة روسية أمريكية لإعادة تقسيم العالم العربي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويجد الشيعة المغاربة الذين يستغلون أجواء الانفتاح الديمقراطي الذي يعرفه المغرب وعودة العلاقات المغربية الإيرانية إلى طبيعتها، دعما وسندا من طرف بعض القوى العلمانية التي تدعو من باب حرية التعبير والاعتقاد للسماع للشيعة للتحرك العلني بالمغرب وممارسة طقوسهم وتنظيم أنشطتهم دون تضييق، ومن بين المدافعين عن الشيعة بالمغرب موقع "كود" الإخباري ذو التوجه العلماني الإلحادي والذي ينشر مقالات تهاجم الشيوخ والدعاة الذين أبدوا الريبة من الأنشطة الشيعية بالمغرب.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعلى الصعيد الرسمي لا يبدو أن الدولة المغربية قلقة من تحركات الشيعة المغاربة بالرغم من التقارير الصحفية التي تفيد بتشيع مئات المغاربة بأوروبا وتوسع رقعة أنشطة المتشيعين بالمغرب خصوصا في شمال المغرب، حيث أنه لحدود الساعة لم تصدر أية ردة فعل اتجاه التشيع الذي يظهر أنه تحت رقابة السلطات الأمنية ويعتبره البعض جزء من قواعد اللعبة الاستراتيجية للدولة التي تريد الإبقاء على مختلف أنماط التدين في كنف إمارة المؤمنين.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع مجلة البيان.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات