صلاة الجمعة عند الشيعة
عبد الله الجعفري
السبت 14 يناير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align:justify;text-kashida:0%"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/1/الجمعة(1).jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>صلاة الجمعة عند الشيعة</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><span style="font-family: "Simplified Arabic"; font-size: large;">الخلاف الأكبر بين السنة والشيعة بالنسبة لصلاة الجمعة هو أن الشيعة عطلوا صلاة الجمعة في كثير من مناطقهم؛ لأنهم يشترطون لإقامتها السلطان العادل أو نائبه[1].</span><br></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويقصدون بالسلطان العادل النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو أحد أئمتهم الذين يقولون بعصمتهم، ويشترطون في النائب أن يكون مؤمناً، ولا يتحقق الإيمان إلا بالاعتراف بإمامة الأئمة الاثني عشر[2].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">واشتراط الإمام العادل أو نائبه لإقامة صلاة الجمعة لم يحدث إلا أواسط القرن الخامس الهجري، حيث إن صلاة الجمعة كانت من آخر من تأثر بنظرية الانتظار.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">متى توقف الشيعة عن أداء صلاة الجمعة</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">توقفت صلاة الجمعة في عهد الطوسي سنة 451هـ، بعد أن كان الشيعة يدأبون على أدائها في مسجد براثا في بغداد، وذلك إثر سيطرة السلاجقة على الحكم، وسقوط الدولة البويهية، ورحيل الطوسي من بغداد إلى النجف[3].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال أحمد الكاتب وكانت صلاة الجمعة هي المعقل الأخير الذي تأثر بنظرية (الانتظار)، حيث كان الشيعة في (عصر الغيبة الصغرى والكبرى) يؤدونها باستمرار، وبالرغم من سيادة نظرية (الانتظار) منذ أواسط القرن الثالث الهجري، وتأثر الجوانب السياسية والاقتصادية سلباً بها، إلا أن صلاة الجمعة بقيت حتى أواسط القرن الخامس بعيدة عن التأثر والانفعال؛ حيث لم يشترط العماني الحسن بن أبي عقيل (المعاصر للكليني) في وجوب صلاة الجمعة غير تكامل العدد، ولم يذكر حضور الإمام العادل أو الإمام المعصوم ولا نائبه الخاص، واكتفى بالقول إذا زالت الشمس صعد الإمام المنبر، فإذا علا استقبل الناس بوجهه، فإذا فرغ المؤذن من أذانه قام خطيباً للناس.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولم يُعرف عن أحد من علماء القرن الثالث والرابع قولاً بمقاطعة صلاة الجمعة، باعتبار فقدانها لشرط وجود الإمام أو إذنه الخاص، إلا ما نقل عن علي بن الحسين بن بابويه القمي الذي يقول في (رسالة) له إذا زالت الشمس من يوم الجمعة فلا تصلِّ إلا المكتوبة، ولكن هذا القول لم يعرف عن الشيخ الصدوق الوالد، ولم يروه عنه أحد من العلماء، ولم تثبت صحة نسبة الكتاب إليه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ولم يكن ليحدث في أمر هذه الصلاة العظيمة من جديد لولا التفسير الذي راج عند بعض الفقهاء الإمامية في وقت متأخر حول كلمة (الإمام) أو (الإمام العادل)، حيث حصروا معناها بـ (الإمام المعصوم)، ولما كانوا يقولون إن الإمام المعصوم غائب في هذا العصر، وإن من شروط إقامة صلاة الجمعة حضور الإمام أو إذنه، فقد قال أولئك الفقهاء بافتقاد أحد شروط صلاة الجمعة، وهو إذن الإمام المعصوم المهدي المنتظر، ونتيجة لذلك قال أولئك الفقهاء المؤمنون بنظرية (الانتظار) بحرمة أو بعدم وجوب صلاة الجمعة في (عصر الغيبة)[4].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وبالرغم من قول الفقهاء الإمامية في العصور المتأخرة بنظرية (النيابة العامة) ونظرية (ولاية الفقيه) إلا أن بعض العلماء لا يزال يتشبث بنظرية (الانتظار) فيما يخص صلاة الجمعة، ويقول تبعاً لذلك بحرمتها أو عدم وجوبها عيناً في عصر الغيبة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد سئل المرجعية الشيعية محمد صادق الحسيني الروحاني عن حكم صلاة الجمعة في عصر الغيبة؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب في كتابنا فقه الصادق بحثنا في ذلك مفصلاً وأثبتنا فيه أن شرط وجوب صلاة الجمعة وصحتها وأجزائها عن الظهر السلطان العادل أو من نصبه، بأن يقيمها الإمام المعصوم - عليه السلام - أو من نصبه[5].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">اشتراط السلطان العادل أو نائبه، أدى إلى ظهور أقوال لبعض علماء الشيعة الاثني عشرية تقول بحرمة الصلاة أثناء فترة الغيبة، وأخرى تقول بالتخيير بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد اختلف علماء الشيعة في حكم صلاة الجمعة إلى أقوال</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">الأول أن المتعين يوم الجمعة صلاة الظهر، وصلاة الجمعة غير مشروعة في عصر الغيبة، فلا تجزي عن الظهر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثانيها أن الواجب يوم الجمعة صلاة الجمعة تعييناً.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ثالثها أن المكلف يتخير يوم الجمعة بين الظهر والجمعة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان من الممكن أن نترك الشيعة الرافضة وما قالوه في حكم صلاة الجمعة، ولكن الواقع المؤلم المعاش اليوم يخبرنا أن الذين يصلون الجمعة من الشيعة قليل جداً.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قال الدكتور علي السالوس نقلاً عن السيد كاظم الكفائي في العراق الآن الشيعة لا يصلون الجمعة إلا الشيخ الخالصي في المسجد الصفوي في الصحن الكاظمي[6].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">صلاة الجمعة عند مراجع الشيعة المعاصرين</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">لا زال بعض علماء الشيعة الاثني عشرية إلى اليوم يفتون بالتخيير بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر، بل ويقول بعضهم بعدم حرمة البيع والشراء أثناء صلاة الجمعة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقد سئل المرجع الشيعي علي السيستاني هذا السؤال ما هو حكم صلاة الجمعة في زمن الغيبة؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب إذا تحققت شرائطها فهي واجب تخييري وتكفي عن الظهر[7].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وسئل محمد صادق الحسيني الروحاني إذا تولى أحد العلماء إقامة صلاة الجمعة في البحرين فهل يتعين علينا حضورها؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب بسمه جلّت أسماؤه لا يجب؛ لأنها لا تجب عيناً، بل الأقوى عندي أن من يصلي الجمعة في زمان الغيبة يتعين عليه الإتيان بالظهر احتياطاً[8].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وسئل المرجع الديني السيد علي الخامنئي هذه الأسئلة ما هو رأي سماحتكم في المشاركة في صلاة الجمعة؟ ونحن نعيش في عصر غَيبة الإمام الحجة أرواحنا فداه، وإذا كان هناك أشخاص لا يعتقدون بعدالة إمام الجمعة، فهل يسقط عنهم تكليف المشاركة فيها أم لا؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب صلاة الجمعة وإن كانت في الوقت الحاضر واجباً تخييرياً، ولا يجب الحضور فيها، لكن بالنظر إلى فوائد وأهمية الحضور في صلاة الجمعة، فلا ينبغي للمؤمنين حرمان أنفسهم من بركات المشاركة في مثل هذه الصلاة لمجرد التشكيك في عدالة إمام الجمعة، أو لأعذار واهية أُخر.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قيل له ما معنى الواجب التخييري في مسألة صلاة الجمعة؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب معناه أن المكلَّف في الإتيان بفريضة يوم الجمعة مخير بين أن يصلي صلاة الجمعة، أو صلاة الظهر[9].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وسئل المرجع الشيعي بشير حسين النجفي هذا السؤال جمع من المؤمنين يسألون عن إقامة صلاة الجمعة في هذا الوقت أفتونا مأجورين؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب بسمه - سبحانه -، رغم التغير في الأوضاع، ورغم تبدل الوجوه والعناوين، وتوفر الشعارات المختلفة، لم تتوفر بعد شرائط وجوب صلاة الجمعة، فإن اقتضت مصلحة جمع الشمل، ودرء الفتن، وتوفرت شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن تصلي هذه الصلاة الشريفة، فلا بد أن تقام بقصد الرجاء مع إقامة صلاة الظهر بنية الوجوب جماعة أو فرادى...والله العالم[10].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهذه فتوى محمد سعيد الطباطبائي الحكيم من موقعه رداً على سؤال سأله أحد أتباعه قال فيه سيدنا ماذا تقول في صلاة الجمعة بالنسبة لمقلديكم؟</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">فأجاب لا تجب صلاة الجمعة، حتى لو أقيمت في بعض الأمكنة، وعلى ذلك جرت سيرة الشيعة قديماً وحديثاً[11].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويرى الخميني في كتابه (تحرير الوسيلة) أن حكم صلاة الجمعة التخيير في أدائها، أو تركها والاكتفاء بصلاة الظهر، يقول تجب صلاة الجمعة في هذه الأعصار مخيراً بينها وبين صلاة الظهر، والجمعة أفضل، والظهر أحوط، وأحوط من ذلك الجمع بينهما[12].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وذكر الخميني أن البيع وغيره من المعاملات لا يحرم يوم الجمعة بعد الأذان مما لا تجب الجمعة فيها تعييناً[13].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعلى هذا فكل الذين لا يصلون الجمعة ويصلون الظهر، مباح لهم البيع والشراء أثناء صلاة الجمعة ما داموا لم يصلوها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وفتاوى علماء الشيعة التي تجيز صلاة الظهر، تخالف صريح الآية القرآنية التي تأمر المؤمنين بحضور صلاة الجمعة، والتخلي عن البيع والشراء وقت النداء، يقول المولى - جل وعلا – {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الجمعة 9].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> ويبدو أن علماء الشيعة اجتهدوا أمام هذا النص الصريح لسبب واحد كما قال الدكتور موسى الموسوي - ألا وهو إيجاد الفرقة في الصف الإسلامي الكبير، وحمل الشيعة على عدم التلاحم مع الفرق الإسلامية الأخرى في صلاة يوم الجمعة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">يقول الدكتور موسى الموسوي بعد أن ذكر آية سورة الجمعة التي تأمر بأداء صلاة الجمعة بهذا النص الصريح القاطع شرَّع الإسلام صلاة الجمعة، وفرضها على كل من يؤمن بالله ورسوله وكتابه، غير أن الأكثرية من فقهاء الشيعة - سامحهم الله - اجتهدوا أمام النص الصريح، وقالوا بالخيار بين صلاة الظهر والجمعة، وأضافوا أن شرط إقامة الجمعة إنما هو حضور الإمام الذي هو الإمام (المهدي)، ففي عصر الغيبة تسقط الجمعة من الوجوب العيني، ويكون للمسلمين الخيار في الإتيان بها أو بصلاة الظهر، وقالت فئةٌ أخرى من فقهائنا إن صلاة الجمعة حرام في عصر الغيبة ويقوم مقامها صلاة الظهر، وهناك قلة من فقهائنا وبعضهم في القمة مثل الشيخ (الحر العاملي) صاحب كتاب (وسائل الشيعة) الذي أفتى بوجوب صلاة الجمعة في عصر الغيبة، ولا أريد أن أدخل أيضاً في جدل فقهي عقيم لم يُحل منذ ألف عام عند فقهاء المسلمين، ولن يُحل إذا ما أردنا أن نتحدث بلغة الروايات التي يستند عليها فقهاء الشيعة، إن كل ما قيل ويقال في إسقاط صلاة الجمعة في عهد غيبة الإمام يصطدم بنص صريح لا اجتهاد فيه، وذلك إذا كنا ملتزمين بدستور الإسلام، فنحن أمام دستور ثابت وصريح وواضح، لم يكن مقيداً بقيود أو مشروطاً بشروط، ولست أدري كيف استطاع فقهاؤنا أن يجتهدوا في نص قرآني بليغ وواضح، بالاستناد إلى روايات نسبت إلى أئمة الشيعة، وموقفي من هذه الروايات كلها الموقف نفسه بالنسبة لكل الروايات الموضوعة، فأنا لا أشك أبداً بأن كثيراً من تلك الروايات وضعت في العصر الأول من الصراع بين الشيعة والتشيع؛ وذلك كي يمنع الشيعة من الحضور في صلوات الجمعة التي هي في حقيقتها تظاهرة إسلامية كبرى، وعدم الاختلاط بسائر الفرق الإسلامية، والمشاركة معها في شعار الإسلام العظيم[14].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وإضافة إلى ما ذكره الدكتور موسى الموسوي، فإن قول معظم الفقهاء الإمامية بعدم وجوب أو حرمة صلاة الجمعة في عصر الغيبة، يعود إلى انتظارهم للإمام المهدي الغائب، حيث قالوا بضرورة حصول الإذن الخاص من (الإمام المهدي الغائب) في جواز إقامة الجمعة، ولما كان ذلك متعذراً ومتعسراً في ظل الغيبة، فقد أدى إلي تجميد هذا الفرض، وإلغاء وجوب صلاة الجمعة، أو القول بحرمتها.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وكان للفتاوى دور كبير في منع إقامـة صلاة الجمعـة في عصـر الغَـيبة، وفتاوى أخرى خيرت المصلين بين الظهر والجمعة، مما أضعف قيمة هذه الصلاة وأهميتها في أذهان الكثيرين[15].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">إن معظم الشيعة اليوم لا يصلون صلاة الجمعة، إذ لا يرون وجوبها التعييني، وإن مشاهدة نسبة الذين يصلون الجمعة من الشيعة إلى نسبة السكان في أي بلدة يكشف حقيقة استمرار نظرية (الانتظار) للمهدي الغائب لدى الكثير من المجتمع الشيعي حتى الآن.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">حكم صلاة الجمعة في كتب الشيعة</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وردت روايات في كتب الشيعة تعتبر صلاة الجمعة واجبة، واعتبار تاركها منافق، ولا تقبل منه الأعمال الأخرى التي يعملها ومن هذه الروايات</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام -، قال صلاة الجمعة فريضة، والاجتماع إليها فريضة مع الإمام، فإن ترك رجل من غير علة ثلاث جمع، فقد ترك ثلاث فرائض، ولا يدع ثلاث فرائض من غير علة إلا منافق[16].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا سمعنا أبا جعفر محمد بن علي - عليه السلام - يقول من ترك الجمعة ثلاثا متواليات بغير علة، طبع الله على قلبه[17].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وذُكر أن علياً بن أبي طالب خطب في الجمعة فقال الحمد لله الولي الحميد إلى أن قال والجمعة واجبة على كل مؤمن إلا على الصبي والمريض والمجنون والشيخ الكبير والأعمى والمسافر والمرأة والعبد المملوك ومن كان على رأس فرسخين[18].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعن أبي عبد الله قال الجمعة واجبة على كل أحد، لا يعذر الناس فيها إلا خمسة المرأة والمملوك والمسافر والمريض والصبي[19].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وعن جعفر أن علياً - عليه السلام - كان يقول لأن أدع شهود حضور الأضحى عشر مرات، أحب لي من أن أدع شهود حضور الجمعة مرة واحدة من غير علة[20].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال النبي صلى الله عليه وآله إن الله كتب عليكم الجمعة فريضة واجبة إلى يوم القيامة[21].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وقال النبي صلى الله عليه وآله إن الله - تعالى -فرض عليكم الجمعة، فمن تركها في حياتي أو بعد موتي استخفافاً بها أو جحوداً لها، فلا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا زكاة له، ألا ولا حج له، ألا ولا صوم له، ألا ولا بر له، حتى يتوب[22].</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وهناك كثير من الروايات التي وردت في هذا الباب عند الشيعة تحث على صلاة الجمعة، وتتوعد تاركها ومضيعها، تركناها خشية الإطالة، والعجيب أن تسمع الشيعة الذين يقرؤون هذه الروايات بعد ذلك يتركون صلاة الجمعة بحجة الغَيبة، أو تقية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">__________________________</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">المصادر والمراجع</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">1-استفتاءات علي السيستاني.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">2-الأمالي، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي الملقب بالصدوق، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، الطبعة الأولى 1417ه‍.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">3-بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، محمد باقر المجلسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت- لبنان، الطبعة الثالثة المصححة، 1403ه‍ - 1983م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">4-تحرير الوسيلة، آية الله الخميني، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1390هـ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">5-تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه، أحمد الكاتب، عمان الأردن، الطبعة الأولى 1997م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">6-تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد، أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، حققه وعلق عليه السيد حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">7-الشيعة والتصحيح، د. موسى الموسوي، 1408هـ - 1988م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">8-صلاة الجمعة في زمن الغيبة، علي حسن غلوم، بدون طبعة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">9-مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع، د. علي أحمد السالوس، دار الفضيلة الرياض، دار الثقافة- قطر مكتبة دار القرآن مصر، الطبعة السابعة، 1424هـ - 2003م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">10-مفتاح الكرامة، محمد جواد العاملي. تحقيق محمد باقر الخالصي، مؤسسة النشر الإسلامي</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">11-الطبعة الأولى، 1419هـ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">12-موقع آية الله بشير حسين النجفي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">13-موقع محمد سعيد الطباطبائي الحكيم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">14-موقع محمد صادق الحسيني الروحاني.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">15-وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، محمد بن الحسن الحر العاملي، قام بتصحيحه وتحقيقه وتذييله عبد الرحيم الرباني الشيرازي، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">____________________</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1)انظر مفتاح الكرامة، محمد جواد العاملي، كتاب الصلاة 8189.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2)المرجع السابق 8256.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3)تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه، أحمد الكاتب، ص316.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(4)تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه، لأحمد الكاتب، ص314.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(5)موقع محمد صادق الروحاني.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(6)مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع د. علي السالوس، ص993.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(7)استفتاءات علي السيستاني، ص427.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(8)موقع محمد صادق الحسيني الروحاني، 23 جماد الأول 1423هـ.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(9)صلاة الجمعة في زمن الغيبة، علي حسن غلوم، ص60-61.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(10)موقع آية الله بشير حسين النجفي.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(11) موقع محمد سعيد الطباطبائي الحكيم.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(12)تحرير الوسيلة، الخميني 1211.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(13)المرجع السابق 1212.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(14)الشيعة والتصحيح، لموسى الموسوي، ص127.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(15)صلاة الجمعة في زمن الغيبة، لعلي حسن غلوم، ص6.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(16)الأمالي، لابن بابويه القمي، ص71، بحار الأنوار، للمجلسي 86191.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(17)بحار الأنوار، للمجلسي 86199، وسائل الشيعة، للحر العاملي 54.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(18)وسائل الشيعة، للحر العاملي 53.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(19) تهذيب الأحكام، محمد بن الحسن الطوسي3238،</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(20)تهذيب الأحكام 3246، وسائل الشيعة، للحر العاملي 56.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(21)بحار الأنوار، للمجلسي 86172، وسائل الشيعة، للحر العاملي 56.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(22)بحار الأنوار، للمجلسي 86173، وسائل الشيعة، للحر العاملي 57.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: موقع المختار الاسلامي.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات