مفهوم كلمة الشيعة
عبدالرحمن الوكيل
الأربعاء 22 فبراير 2017 م
<p dir="rtl" style="text-align: center;"> </p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><img src="http://alburhan.com///upload/userfiles/images/2017/2/مفهوم.jpg" style="width: 400px;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b><br></b></font></font></p><p dir="rtl" style="text-align: center;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"><b>مفهوم كلمة الشيعة</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="red"></font></b>الشيخ عبدالرحمن الوكيل</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">قد تجمع كثير تحت اسم خادع خلاب ساحر الوشى، اسم (الشيعة) أي أنصار علي وقد مكروا بهذا الاسم ومفهومه الذي ذكرنا في هذه الآونة، فلم يسفروا عن غايته وأهدافه التي ظهرت فيما بعد، فلا عجب - إذن - من أن ينضوي كثيرون تحت هذا الاسم دون أن يجدوا في هذا الانضواء الذي يعبر عن الحب - فحسب - ما ينال من المكانة العظيمة التي في قلوبهم لأبي بكر وعمر وعثمان.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"><b>كيد ابن سبأ:</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"><b><font face="Simplified Arabic" size="4" color="blue"></font></b>وسلك ابن سبأ سبيلا آخر، وهو العمل في سبيل أن يفقد المسلون الثقة في حكامهم، فجدَّ يدمغ بالبهتان الأسود ولاة المسلمين الذين يشعر أنهم خطر بالغ عليه(1) والذين لهم من فتوتهم وشبابهم وبطولاتهم ما يجعلهم مثلا عليا في نظر شبيبة الإسلام، وما يجعل مستقبل الدولة رفافا عليهم، وكان يعد لما يبهت به هؤلاء شهود زور ممن لهم وجوهٌ تتراءى بسيماء السجود، وذمم يشريها كأس من الخمر، أو وعد به، وممن يسلكون الدروب المظلمات من النفاق، فلا تبصر بهم عيون العدالة. اجترح ابن سبأ هذا، وهو يفتري حماس الداعين إلى تطهير المجتمع الإسلامي من الفساد والمفسدين، وغايته المغيبة وراء نفاقه وريائه تدمير كل عقبة تعترض طريقه.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">ويزحف هذا الأفعوان - الذي قذفت به الصهيونية؛ لينجح فيما فشل فيه كعب الأحبار - هنا وهناك نافثا سمومه في كؤوس ذات ألوان متباينة يخدع بها الشاربين عما فيها، فهو المتيم بحب آل البيت تتيما ينـزع إلى العبادة، وهو الفوار الحقد على من قيل أنهم سلبوا عليا حقه، وهو الثائر على العصبية العربية مع الحاقدين عليها من الموالي، وهو الداعي إلى تحقير شأن هؤلاء، وهو الحزين المؤرق المسهّد لما يسود المجتمع من سفه، وهو الناقم من عثمان - كما يزعم المفترون - إيثاره لبني أمية بغيا وعدوانا، وهو المندد باضطهاد الأمويين لغيرهم من أبناء البطون الأخرى! ويشهد تاريخ الحقيقة أن (ابن سبأ) وعصابته هم الذين افتروا هذه الظنون، وأفكوا هذا البهتان، حتى اضطراب المجتمع، وارتاب في كثير من ولاته. ولم يكتف (ابن سبأ) بهذا، بل ثور الإفك ضد عثمان نفسه، فقد كان هو الهدف، فاستجاب لهذا الإفك فئة أمشاج ممن ظفر بهم (ابن سبأ)، فقتلوا في الفتنة الشعواء عثمان ذا النورين شهيد الأريحية والسماحة والكرم، فاحتدم الصراع، واضطرم به المجتمع الإسلامي كله، وقذف ابن سبأ وعصابته بشواظ منه، فأجج الفتنة به بين علي ومعاوية، فانقسمت الأمة على نفسها، وحملت السلاح تدفنه في صدورها، وهي لا تدري أن الصهيونية هي التي وضعت هذا السلاح في يدها، وسعرت هذه الكراهية في قلبها، ولقد همت الطائفتان أن تفيئا إلى السلام، فأدرك ابن سبأ وأنصاره - وهم بين جماعة علي - أن في هذا السلام قضاء على أحلامهم وعليهم، فأثاروا فتنة الخوارج؛ ليشغلوا بحربهم عليا، فتتحطم قوته هذه التي كان من الواضح حينئذ أن سيكون لها الغلب، فإذا ما نالوا من هذه القوة عن طريق ثورة الخوارج، تحطمت بعد ذلك القوتان قوة علي و قوة معاوية حين يدور بينها الصراع مرة أخرى، وثمت يرثون هم الدولة التي أصبحت من غير قائد! ولكن الصهيونية، وقد أسكرتها بوادر انتصارها، أرادت أن تتعجله قبل ميقاته، فدبرت قتل علي وعمرو بن العاص ومعاوية؛ ليخلو الميدان من صفوة أبطاله، ويصبح الجنود من غير قائد مجرب محنك له مكانته في القلوب، فقتل علي(2) ونجَّى الله البطلين الآخرين.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وأقبل الحسن بن علي بكل ما يفيض به قلبه الطهور من إيمان وخشية وإيثار كريم وحرص بالغ على وحدة الجماعة يصب على سعير الفتنة فيضًا ثجاجًا من حكمته وبر إيمانه، فتنازل رضي النفس لمعاوية، وخلد التاريخ ذكر العام الذي تنازل فيه، فسماه: عام الجماعة(3).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">وحقدت الصهيونية الملثمة باسم (الشيعة) على الحسن أنه عرف هدفها، فأبت حكمته وعزة إيمانه أن يكون خنجرا في يدها تغرسه في صدر أمته، فدست له السم الذي مات منه بعد أن فشلت في اغتياله قبل ذلك، وحاولت أن تطمس معالم تضحيته الرائعة، وأن تلوث تاريخه(4).</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">_______________________</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(1) كما حدث للبطل الإسلامي العربي الشاب (الوليد بن عقبة)، فقد دبرت له مكيدة محكمة وهو أمير الكوفة في عهد عثمان، فبهت بأنه شرب الخمر، وصلى بالمسلمين صلاة الصبح وهو مخمور وشهد ضده موتوران خربا الذمة من عرابيد الليل السكران. على حين كان الوليد من مغاوير الأبطال، وكان موضع السر في الرسائل الحربية المتبادلة بين أبي بكر وخالد، وقاد الفيالق الإسلامية إلى شرق الأردن، وقد كشف عن هذا الأستاذ الكبير محب الدين الخطيب في تعليقه على العواصم من القواصم، وأتى بالأدلة القاطعة.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(2) قتله الخارجي عبدالرحمن بن ملجم. بيد أنه كان وراء مؤامرة قتله أحد الموالي هو (زادويه) مولى بني العنبر. وكان الموالى ثمت تحت إمرة السبئية. انظر ص433، 429 جـ2 مروج الذهب ط 2 سنة 1948، وص129 جـ7 الكامل للمبرد بشرح المرصفى.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(3) سنة 41هـ: 661م.</font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4">(4) تلمح فيما يكتب شيعة ابن سبأ حقدًا مريرًا على الحسن. دلائله قلة ما ينسبون إليه من كرامات وكثرة ما ينسبون إليه من مساوئ فلقد وضعوا على لسان أبيه قوله:(الحسن كثير السخاء لا هم له إلا الطعام والضيافة، أما الحسين فهو مني وأنا منه) ص90 عقيدة الشيعة. ولقد سجل التاريخ للحسن أنه رمى في وجه السبئية بما كشف عن سوء دخلهم وخيانتهم، فقال:(لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال، لذهلت. مقتلكم لأبي، وسلبكم وطعنكم في بطني، وأنتها بكم متاعي. وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا) ص9 جـ3 مروج الذهب، ص92، 95 جـ6 الطبري، ص203 جـ3 الكامل لابن الأثير وقد شق على الحسين أن يصالح الحسن معاوية فاستحث أخاه على القتال، فانبعثت حكمة الحسن وأخوته في زجرة واعية صادقة وجهها إلى أخيه الحسين في قوة رحيمة مؤمنه بغايتها:(والله لقد هممت أن أسجنك في بيت، وأطبق عليك بابه، حتى أفرغ من هذا الشأن، ثم أخرجك) ص150 جـ8 البداية والنهاية لابن كثير.</font></p><p dir="rtl" style="text-align: left;"><font face="Simplified Arabic" size="4"><font face="Simplified Arabic" size="3" color="blue"><b>المصدر: شبكة الألوكة.</b></font></font></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"></p><p style="text-align:justify;text-kashida:0%" dir="rtl"><font face="Simplified Arabic" size="4"> </font> </p>
التعليقات